رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فوضى أم ربيع ؟!

من البديهي أن فصل الربيع من أبهى فصول السنة بهاء وروعة ، وخاصة بمنطقتنا العربية والذي ننتظر قدومه ، لنشعر فيه بجمال الكون وسحره ،، فالربيع كما يعلم الجميع هو الفصل الذي يمتاز بمناخه المعتدل ويمثل المرحلة الانتقالية بين فصلي الشتاء والصيف ، فصل تتفتح فيه الأزهار ويعتدل الجو بين الحرارة والبرودة ،،

ولجمال الربيع عام 2011 م ، رواية أخرى وسحر أضافي ،حيث أفاقت الشعوب العربية و أخيراً من غفلتها واستطاعت بكل عنفوان وتحدي أن تزيح نظم سياسية وحكام قد أمعنوا وتفننوا في قهرها ونهب ثروات ومقدرات بلادها لسنوات طوال ،،
نعم أن ربيع عام 2011 م هو من أعظم الفصول التي شهدها وطننا العربي منذ قرون، فذلك الحراك الديمقراطي والسلمي والذي استطاع أن ينتصر على استبداد بعض الحكام العرب قد مهد الطريق أمام المواطن العربي ليكون له لسان فصيح وليصرخ عالياً وينطق دون تلعثم أو وهن أو خشية من نظام سلطوي فاسد قد ينتزع من عقله مصطلحات آدمية كالحرية والتغيير والعدالة الاجتماعية !
فلقد وفر هذا الربيع الاستثنائي الأرضية الخصبة للمواطن العربي ليكون حراً وجعلت وطنه وهمومه تحتل صدارة النشرات الإخبارية العالمية قبل العربية ،، فهو ربيعاً جعل المواطن العادي يطل برأسه من عنق الزجاجة ولو بعد غفلة طويلة ليقول وهو يشتم نسيم الحرية أنه قد بات خبيراً استراتيجي أو اقتصادي أو أنه مفكراً أو معارض ، وان له وجهات نظر مختلفة ومؤثرة في أحداث وطنه ،ولعله على صواب فتلك هي الديمقراطية من وجهة نظر البعض !
ورغم احترامنا للأصول الديمقراطية واعتبارها مكتسب وطني مدفوع الثمن الا انه وبعين الحياد تستوقفنا وتجعلنا في حيرة من الأمر أسئلة كثيرة ومنها ،، هل مصر مثلاً ، قادرة على اجتياز هذا الفصل التاريخي المعقد في أكثر من اتجاه والانتقال الى مرحلة جديدة تسودها روح العدالة والمحبة ؟!
وهل ساسة مصر وجيشها العظيم مدركون لحجم الانجاز الثوري الذي تحقق ومقدار التضحيات المبذولة على هذا الدرب ومتطلبات الثبات والحفاظ على الثورة من الانحراف عن مسارها ؟!
أسئلة كهذه وغيرها منبعها حالة القلق والتشكيك والتخوين العلني الذي نلحظه على الساحة الإعلامية المصرية !
فحين نجلس لسماع حديث المفكرين والساسة هناك نشعر أننا نسير في درب من المتاهة والتخبط وضمن العديد من الحلقات المفرغة !
فلقد سخرت بعض أبواق الفتنة الطائفية جهدها لتبعثر الأوراق وإيقاظ الشيطان من غفلته وتخصصت أبواق أخر لفتح

ملفات الفساد بعضها يحتمل التأجيل وبعدها الأخر هو من الأمور المستعجلة ، وراح كثيرين ينسبون كل فعل فاسد الى فلول النظام !
صحيح أن الثواب والعقاب هو ميزان العدل الحقيقي، ولكن بيد من وعلى أي أساس ومن خول طرف دون آخر أن يخون أو يمجد هذا الفعل أو ذاك ؟!
وحده القانون يجب أن يكون سيد الموقف ومصر بلد عرفت عبر التاريخ بأنها بلد المؤسسات والفكر العريق وفيها من الشرفاء وهم كثر من يدركون أن البلاد لن تخرج من أزمتها بكثرة الصراخ عبر الفضائيات وحياكة المؤامرات !
أن مصر هي منارة الوطن العربي وقلبها النابض وليس من باب الترف أو الزيف أن أسموها "أم الدنيا" ففيها منابع العلم والطيبة والكرم واصل الحضارة الإنسانية وهي أم أنجبت خير أجناد الأرض ومفكريها وهي البلد الذي قال فيها المولى عز وجل (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ ) الآية 99
فليعلم شرفاء مصر وفي كل ميادين التغيير،أن عيون العالم بآسره ترقب ثورتكم ،بعضها من باب الحب والإخلاص والرجاء بأن تخرجوا من أزمتكم الحالية سالمين، والبعض الأخر من باب التربص وانتهاز الفرصة تلو الأخرى للانقضاض عليكم وإفشال انجازكم التاريخي وتقسيم مصر الى دويلات !
نقول هذا بفكر يلفه الحرص والقلق على مصير أمتنا العربية كلها، نعم، فنجاح ثورتكم هي حلم وأمنية كل مواطن عربي شريف،
إننا ندعو الخالق أن يتقى الله بكم أصحاب الأقلام والنوايا الصفراء فالوطن العربي كله وبدون استقرار حقيقي بالعزيزة مصر لن يكون ذو شأن ولا رفعة !
نقلا عن صحيفة دنيا الرأى الفلسطينية