رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة سنة أولى

في مثل هذا اليوم من العام الماضي أعلن الشاب التونسي محمد البوعزيزي بحرق نفسه، من دون أن يدري، حركة تغيير انطلقت من بلده، ثم اتسعت لتعم دولاً عربية، عانت لعقود من أنظمة بدت لوهلة عصية على أي تغيير أو تبديل .

كان الوطن العربي قبل هذا التغيير يعاني وجود بعض الأنظمة المصفحة بأجهزة الأمن التي مارست القهر والإذلال، وحولت سلطتها إلى سلطة مطلقة تتحكم بالبلاد والعباد على هواها وبما يحقق مصالحها ومصالح طبقات تحكم من دون نظر إلى مصالح الوطن والمواطن، وربطت وجودها بما يقدم لها الخارج من دعم سياسي وأدوات بطش، فعمدت إلى كمّ الأفواه وتقييد الحريات وإجراء انتخابات شكلية تعيد إنتاج النظام نفسه تحت لافتة “الديمقراطية” أو تهيئ لاستمراره من خلال الوراثة .

إضافة إلى ذلك، عانت الشعوب في ظل هذه الأنظمة، ضنك العيش والفقر والبطالة والأمية والجهل، واتسعت مساحة الافتراق بين الأنظمة وشعوبها، بعدما انسدت كل أبواب التغيير بالوسائل الطبيعية أو الممكنة .

لقد فتحت ثورة الياسمين في تونس، الأبواب أمام شعوب عربية عدة كي تتحرك وتحطم حاجز الخوف وتقول

كلمتها “الشعب يريد تغيير النظام”، وتدفع غالياً من دم شبابها في مواجهة أجهزة قوى القمع الرسمية التي لم تترك وسيلة إلا واستخدمتها لمنع التغيير .

على الرغم مما اعتور عدداً من الثورات من ثغرات باعتبارها كانت ثورات شعبية تفتقد التنظيم والبرنامج، فإنها نجحت في كسر قيود الاستبداد والظلم، وفرض وقائع جديدة على الأرض، من أبرزها التوق إلى الحرية والديمقراطية والعدالة، وها هي تستكمل حركة التغيير التي بدأتها في تونس مع وفاة البوعزيزي، على أمل أن تصل إلى أهدافها من دون مزيد من الدماء والتدخلات، ومن خلال وعي بالمخاطر التي تستهدف الأوطان، لأن ثمة من ينتظر أية ثغرات ممكنة للنفاذ من خلالها لسرقة التضحيات وتحويلها لمصلحته .

افتتاحية صحيفة الخليج الإماراتية