حتي لا يصبح الإسلام مشكلة.. الإخوان ليسوا الحل
في عام (1987) شكل المرحوم الدكتور صوفي أبوطالب رئيس مجلس الشعب - آنذاك - خمس لجان لتقنين الشريعة الإسلامية وهي لجان التقاضي والعقوبات والشئون الاجتماعية والمعاملات المدنية والتجارية والمعاملات المالية والاقتصادية. وكان الشيخ صلاح أبوإسماعيل (والد حازم أبوإسماعيل)
رئيسا للجنة التقاضي وجاء في تقرير اللجنة إنها رأت أن قانون المرافعات لا يخالف الشريعة الإسلامية وأنه موافق لأحكامها وطلبت تعديل بعض نصوص لمواد لاتتعدى أصابع اليد الواحدة. وفي الفترة من 2 إلي 28 مارس عام 1985 عقدت لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب ستة اجتماعات حضرها المرحوم الدكتور رفعت المحجوب رئيس المجلس ووزيرا الإعلام والأوقاف ورؤساء أحزاب الوفد والعمل والأحرار والأمة والتجمع بالإضافة للحزب الوطني وكذا رئيس جامعة الأزهر وعمداء كليات أصول الدين والشريعة والقانون وعدد كبير من أساتذة القانون والعلماء. كما حضر الاجتماعات الشيخ عمر التلمساني مرشد الإخوان - حينذاك - لبحث تطبيق الشريعة الإسلامية. وقال فؤاد سراج الدين رئيس الوفد: أوافق تماما ان يتم ذلك بأسلوب علمي ومنهج مدروس واشجب تماما ان يكون مبدأ تطبيق الشريعة الإسلامية للمزايدة أو الشعارات أو الدعايات الشخصية فإننا جميعا مسلمون نؤمن بأحكام الدين. أما الشيخ يوسف البدرى أحد القادة الإسلاميين فقد أكد أن الأحكام التي تطبق حاليا متطابقة مع أحكام الشريعة الإسلامية وان الاختلاف في الشكل والصياغة وقال ان الباطن متطابق في أغلبه مع جوهر الشريعة الإسلامية وهذا له أسبابه التاريخية فالمذهب المالكي كان منتشرا في بلاد الاندلس أيام الفتح الإسلامي وتأثر به الفرنسيون الذين نستمد منهم معظم قوانيننا وأضاف: هذا مااثبته عبد القادر عودة - المنظر التشريعي للجماعة - في كتابه (الإسلام بين جهل أبنائه وعجز علمائه). وكشفت المناقشات عن إصدار الجمعية العمومية لمحكمة النقض قرارا بأن القانون المدني قام بوضعه الدكتور عبد الرازق السنهورى علي أساس الشريعة الإسلامية والأعمال التحضيرية استغرقت عشر سنوات وأن النصوص مأخوذة من الشريعة الإسلامية وأورد القرار نصوص القانون ومصادرها الإسلامية. وكان القانون البحرى آخر القوانين التي تم تعديلها وتوفيقها مع الشريعة الإسلامية. ما ذكرته من وقائع وحقائق تاريخية مثبتة في مضابط مجلس الشعب تؤكد أن مسلمي مصر ليسوا أبالسة ولايأكلون سحتا ولا يعيشون عيشا حراما وأن القوانين التي تنظم معاملاتهم وحياتهم اليومية في جميع المجالات لا تخالف شرع الله وان شعار تطبيق الشريعة الإسلامية بمثابة دغدغة لمشاعر المسلمين ولا يعدو أن يكون حصان