رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تسونامي المصالح يهدد شباب الثورة

ماذا ستقول كتب التاريخ عن أسباب قيام ثورة 25 يناير؟ وهل سيحفظ الطلاب في المستقبل هذه الأسباب مرقمة كما حفظوا من قبل أسباب قيام ثورة يوليو

وثورة 19 أو أسباب هزيمة عرابي وغيرها من الأحداث التاريخية المهمة، والمؤثرة في تاريخ مصر وهل ستكون هناك أيضا ما يحفظونه عن نتائج الثورة وأسباب نجاحها أو فشلها لا قدر الله.
لا أحد يمكن أن يتنبأ حتي الآن عما ستكتبه كتب التاريخ خاصة الرسمي منها، لأن التاريخ يكتبه الفائزون ولو فازت الثورة لكانت أسبابها ونتائجها وعوامل نجاحها من روائع ما يكتبه التاريخ، ولو فاز أعداء الثورة سيتم طمس كثير من الحقائق وسيتم تحويل الثورة تدريجيا الي كوكتيل من السلبيات والعيوب والتشويه، وقد يعتقد البعض أنه من الصعوبة أن يأتي اليوم الذي يهال فيها التراب علي الثورة، بينما يري البعض الآخر أن العمل يتم علي قدم وساق للوصول الي هذه النتيجة خاصة أن من يقومون بذلك يملكون من الأموال والنفوذ والأصدقاء ما يؤهلهم لتوجيه ضربات موجعة للثورة، وهؤلاء أصحاب مصلحة أصيلة في القضاء علي الثورة، لأنهم كونوا ثرواتهم الضخمة في ظل النظام البائد وسط أجواء وعلاقات مفعمة بالفساد والصفقات المشبوهة، وبعضهم استفاد بشغل مناصب تحقق نفوذا ودخلا أسطوريا لا يستحقونه وللأسف الشديد فإن أغلب المواقع القيادية والوظائف المهمة ودوائر البيزنس تقع تحت سيطرة  أعداء الثورة وقد نجا هؤلاء حتي الآن من الغضب الثوري بسبب انشغال الثوار بمعركتهم

مع رأس النظام وأعوانه المقربين لذلك فإن من مصلحة الصف الثاني من أعداء الثورة أن تمتد محاكمات الرئيس المخلوع وباقي ضيوف بورتو طرة الي أجل غير مسمي حتي لا ينغلق هذا الملف ليبدأ فتح ملفات جديدة كما أن من مصلحتهم أن يسارعوا بانتزاع مواقع لهم علي الخريطة السياسية الجديدة تمثل بعض الحصانة لهم عندما تدور الدوائر عليهم اضافة الي الانفاق ببذخ شديد علي وسائل إعلامية تغسل سمعتهم يأتي ذلك في وقت تتلاعب فيه التيارات الإسلامية بالثورة لتحقيق أكبر مكاسب علي الخريطة السياسية المستقبلية حتي لواضطروا في بعض الأحيان للتحالف مع أعداء الثورة علي اعتبار أن غايتهم في السيطرة علي الحكم تبرر الوسيلة.
والأكيد أن الثوار الحقيقيين وأغلبهم من المصريين البسطاء وأغلبهم من الشباب الذين لم تلوثه أروقة السياسة يواجهون صراعاعنيفا بعزيمة لا تلين، ولكن الي متي سيتمكنون من الوقوف أمام تسونامي المصالح الذي يسعي لأغراقهم وإغراق البلاد معهم الي أجل غير مسمي.