رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شهود العيان يروون وقائع «فتنة التحرير»


عندما نزلنا إلي ميدان التحرير فجر أمس الأربعاء وشاهدنا المواجهات، أدركنا أن الثورة تبعث من جديد.

فقد شاهدنا عشرات الشباب المصاب.. بل وإصابات بين الشيوخ، وبين الفتيات.

إطلاق نيران.. وقنابل مسيلة للدموع، بل وصل الأمر إلي إطلاق الرصاص المطاطي.

من جانبهم قام المتظاهرون برد الصاع للداخلية، ورشقوهم بالحجارة.. وعادت الداخلية لاستخدام نفس الأسلوب القديم إبان فترة حبيب العادلي حيث قام جنود الأمن المركزي بإطلاق قنابل للدموع مكثفة.

عندما أراد المتظاهرون الزحف نحو مقر الداخلية، حاول الضباط منعهم بالقوة، حتي لا يتم حصار مبني الوزارة من جديد، وتتكرر مأساة جمعة الغضب.

ثمة روايات لتجدد الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين. وهذه الروايات وصلت إلي 100 رواية علي لسان أصحابها.

ولعل أبرز تلك الروايات هي، أن مسرح البالون الذي يقع في منطقة العجوزة التابع لوزارة الثقافة، قد استضاف إحدي الجمعيات الخيرية التي نظمت احتفالا لتكريم أسر شهداء ضباط الشرطة الذين قتلوا في مواجهات مع المتظاهرين أيام 25، 28 يناير من العام الجاري.

وحسب الرواية التي انتشرت لتملأ أرجاء الميدان - فقد علم بعض أسر شهداء ثورة 25 يناير بواقعة حفل تكريم الشهداء من الضباط، فما كان من الأهالي إلا أن ذهبوا إلي مسرح البالون، وحاولوا الدخول فيما يشبه الاقتحام. ولكن بعض ضباط الشرطة الحاضرين مع ذوويهم قاموا بالاحتكاك بأهالي شهداء الثورة.

بل وصل الأمر - حسب الرواية إلي ضرب أحد الضباط لسيدة من أمهات الشهداء، لتشتعل الأزمة ويثور الشباب علي الضابط واشتبكوا مع أفراد الأمن، وتم تحطيم قاعة صلاح جاهين بمسرح البالون.

ثم بعد ذلك استطاع شباب الثورة الغاضبون التوجه إلي مبني ماسبيرو لحشد المؤيدين بعد أن طار الخبر إليهم بوجود احتكاكات من قبل الشرطة بأسر الشهداء.

ومن ماسبيرو إلي ميدان التحرير، تجمعت الفئات المختلفة وتوحدت ضد الشرطة.

واتفقوا جميعاً علي الزحف نحو مبني وزارة الداخلية في لاظوغلي، وطالبوا الوزارة بفك أسر 7 من المقبوض عليهم من قبل وزارة الداخلية.

الرواية الأخري التي سمعناها عن سبب اندلاع المواجهات تكمن في تعدي أحد الضباط علي إحدي الفتيات أمام مسرح البالون، مما جعل بعض الشباب الغاضبين يشتبكون مع الضباط، وألقي الضباط القبض علي 7 أفراد منهم ثلاث فتيات و4 من الشباب، وتم اقتيادهم مباشرة إلي مقر وزارة الداخلية، بل - حسب الرواية - سقطت إحدي السيدات من أمهات الشهداء مغشياً عليها من سب أحد الضباط لها، وبعد ذلك استطاع الأهالي الذهاب الي مبني ماسبيرو حيث اعتصم بعض أسر الشهداء، وأقنعوهم بالذهاب إلي مبني الداخلية مروراً بميدان التحرير، لتبدأ الاشتباكات ويسقط بعض المصابين الذين قدروا بالعشرات من الشباب والشيوخ والفتيات.

وهناك أكثر من رواية لتوضيح سبب الاشتباكات وبرغم اختلاف الروايات، إلا أنها تجزم وتجمع علي بدء الأزمة من مسرح البالون بالعجوزة.

وتؤكد زحف الشباب من البالون إلي مبني ماسبيرو ثم إلي ميدان التحرير ومنه إلي مبني وزارة الداخلية واحتدام المواجهات.

»الوفد الأسبوعي« عندما وجدت إجماع كل الآراء علي بدء الأزمة من مسرح البالون، ذهبت إليه فجراً، لنكتشف عدة مفاجآت.

المفاجأة الأولي أن حفل التكريم كان من قبل جمعية تسمي الوعد الأمين الخيرية.

وهي جمعية تم إشهارها برقم 6132 لسنة 2005 من قبل وزارة التضامن الاجتماعي، وهي تابعة لإدارة المطرية، وتقع بشارع المشروع بمنطقة عين شمس الغربية وترأس مجلس إدارتها سيدة تدعي الحاجة«رضا».

وكما أكدت لنا ابنتها عدم ذهابها إلي حفل التكريم أمس بسبب إصابتها «بغيبوبة سكر» مما جعلها طريحة الفراش.

مقر الجمعية عبارة عن شقة بالدور الأرضي تعمل علي مساعدة أهالي المنطقة والمناطق المجاورة من الأسرة الفقيرة،

المفاجأة الثانية التي توصلنا إليها هي أن الجمعية كانت بصدد تكريم 10 أسر من شهداء ثورة 25 يناير، كما أكد لنا عادل دياب، وهو عضو مجلس إدارة الجمعية.

قال عادل: إن الجمعية أرادت منذ شهرين إقامة حفل تكريم لأسر شهداء الثورة من مناطق عين شمس، والمطرية وشبرا، والوايلي، وتم إخطار وزارة الثقافة منذ شهرين، وتمت الموافقة علي إقامة الحفل في مسرح البالون يوم الثلاثاء أول أمس كما هو مدرج في خطاب الجمعية لوزارة الثقافة. وكان الغرض تكريم أسر الشهداء.

وتحدد لإقامة الحفل الساعة السابعة مساء وحتي الحادية عشرة مساء علي أن يتضمن الحفل البرنامج المعتاد للمسرح..

إلي هنا ينتهي كلام عادل دياب، لتبدأ بشهادة معاون مدير مسرح البالون ويدعي أسامة الشربيني الذي أكد نفس كلام رئيس الجمعية ومنظم الاحتفالية بها، وقال: لم يكن الاحتفال لأسر شهداء الشرطة كما هو شائع.. بل لأسر شهداء 25 يناير الذين ضحوا بأرواحهم أثناء الثورة.

وأضاف:

في حوالي الساعة السادسة والنصف من مساء أمس وقبل بدء الاحتفالية بنصف ساعة فوجئنا بأكثر من «200» شخص من الشباب يريدون الدخول الي قاعة الاحتفالات، معللين ذلك بأنهم من أقارب أسر الشهداء.. رغم نفي الأسر لذلك.

فما كان من أفراد الأمن إلا أن منعوهم من الدخول فقاموا بالاعتداء علي المبني وبتكسير نوافذ المسرح.

وتم تحطيم قاعة صلاح چاهين، وتصدينا لهم واستدعينا الشرطة التي جاءت بعد ساعتين من الاستدعاء، وبعد أن قمنا باحتجاز أشخاص منهم بعد أن اعتدوا علينا وعلي عمال المسرح، ووقعت مواجهات بين الشرطة والشباب القادمين فتم اطلاق أعيرة نارية في الهواء لتفريقهم ومنع احداث التعديات والتلفيات.

وفوجئنا بأن هناك بعض الأشخاص يستقلون تاكسي أجرة ويقومون بتوجيه الشباب ولم نعرف علي وجه الدقة لماذا هذا التوجيه كما فوجئنا أيضاً ببعض الأشخاص الواقفين أعلي الكوبري المواجه لمسرح البالون هؤلاء الأشخاص لا يعلم أحد هويتهم وأيضاً كانوا يقومون بتوجيه بعض الشباب من خلال الإشارات.

وجاءت الشرطة واستطاعت إلقاء القبض علي «7» منهم فتاتان وتم اقتيادهم إلي قسم العجوزة وليس الي مبني الداخلية.

انتهت شهادة الشربيني لتبدأ شهادة فرد أمن آخر كان ضمن الحاضرين والذي رفض نشر اسمه ـ حيث قال: لقد حضر وزير الثقافة ومحافظ الجيزة للمسرح حتي يتبينا الحقائق، لكن للأسف الشرطة خذلتنا وتركتنا نواجه البطجية دون أدني مساعدة.

فقد حضر اكثر من «200» شخص ليس من بينهم ما

يدل علي كونهم شباب التحرير الذين نعرفهم وأرادوا الدخول بالقوة لحضور الاحتفالية خاصة وأن الجمعية تعاقدت مع شركة «توشيبا» لمساعدتها بثلاجات لأسر الشهداء، وبعد منعهم قاموا بتحطيم النوافذ بل قاموا بتكسير الدواليب الصاج وتم سرقة الآلات الخاصة بالمسرح وهي «الدرامزات».

وحاولت أن تتصدي لهم لكن عددنا بلغ «50» شخصاً منهم «30» من أفراد الأمن و«20» من العمال،لكن عددهم كان أكبر من ذلك.

انتهت شهادة فرد الأمن لتبدأ شهادة مسئول بالمسرح ـ نحتفظ باسمه ـ حيث قال: قامت جمعية الوعد الأمين بعين شمس بتأجير قاعة مسرح البالون لتكريم أسر شهداء ثورة «25 يناير» وليس أسر شهداء الشرطة فلهم أماكن مخصصة لذلك.

وقد تم تحديد موعد بدء الحفل في السابعة مساء. ولم يكن هناك شرطة علي الاطلاق.

وأضاف: فوجئ رواد المسرح بأعداد هائلة من البلطجية تقفز من أعلي بوابة المسرح في محاولة منهم للدخول وكانوا يحملون «المطاوي والسنج» وأيضاً الأسلحة النارية وعندما حاول الأمن منعهم فوجئنا بهم يقولون «عايزين دم الشهداء مش عايزين تكريم أو فلوس».

ومجموعة أخري تريد الدخول لتنظر الي المكرمين الموجودين داخل القاعة.

وأضاف استطعنا السيطرة علي اثنين ممن دخلوا المسرح واتصلنا بالشرطة التي وصلت متأخرة ساعتين وخلال الساعتين شاهدنا تاكسي بداخله رجل يشير الي مبني المسرح ويصدر تعليمات للبلطجية لتنفيذها.

وحضرت الشرطة وأطلقوا الأعيرة النارية في الهواء لردع البلطجية للسيطرة علي الموقف وتمكنوا من القبض علي «5» آخرين.

واختتم قائلاً: ما حدث يؤكد أن هناك شيئاً مدبراً ففي شهر ابريل الماضي تم اقامة احتفالية مماثلة نظمتها جمعية المواطن المصري الخيرية، كرمت فيها «10» أسر للشهداء لم تحدث فيها أي تجاوزات.

وما حدث يؤكد أنها عملية منظمة حيث قام البلطجية بعد تفريقهم من قبل الشرطة بالسير فوق كوبري «15 مايو» والذهاب الي مبني ماسبيرو لاخبار المعتصمين هناك بوجود اعتداء علي سيدة من قبل الشرطة واحتجازها والقصد من ذلك حشد أكبر عدد من المعتصمين للذهاب الي مبني وزارة الداخلية وتصوير الواقعة انها اعتداء علي الشهداء وأسرهم حتي يتم الافراج عن المقبوض عليهم واظهارهم أمام الرأي العام بأنهم من الثوار وليسوا من البلطجية وأجزم بأن فلول الوطني هم وراء تلك الأزمة خاصة بعد حل المجالس المحلية الذي لم يمض عليه أقل من «24 ساعة».

التقينا في هذا الصدد أحد العاملين بشركة «توشيبا العربي»، الذي كان متواجداً أمام مسرح البالون حيث كانت تقف احدي السيارات ب

النقل وتحمل ثلاجات تحمل علامة الشركة وأكد لنا ان جمعية «الوعد الأمين» خاطبت شركة «توشيبا العربي» بوجود حفل لأسر شهداء الثورة،وطلبوا من الشركة مساعدتهم في تخفيف آلامهم.

فقامت الشركة بارسال «10» ثلاجات توشيبا «10 قدم» الي مسرح البالون وتم انزالها هناك لحين بدء الاحتفالية المقرر لها الساعة السابعة مساء، وفي الساعة السادسة والنصف هاجم عدد كبير من البلطجية مبني المسرح وكأنهم يعرفون بميعاد بدء الحفل.

وأضاف: فوجئنا باقتحامهم مبني المسرح وقاموا بتكسير الزجاج والنوافذ وعندما وصلت الشرطة حاولت تفريقهم بخراطيم المياه واطلاق النار في الهواء.

«الوفد» الأسبوعي التقت بعض المصابين بميدان التحرير، وأثناء تجولنا في الميدان وجدنا عودة المستشفي الميداني مرة أخري وبها عدد كبير من المصابين.

سألنا أحد المصابين عن سبب اصابته قال مجدي محمد صالح انه اثناء انضمامه لأسر الشهداء الذين كانوا يتظاهرون سلمياً أمام وزارة الداخلية للإفراج عن المعتقلين من امام مسرح البالون فوجئنا بجنود الأمن المركزي يلقون علينا الحجارة وأصبت بحجر في رأسي وفوجئتالي المستشفي وقرر الأطباء «تخييط الجرح».

ومن أمام ماسبيرو قابلنا محمد عباس محمد السيد مهندس كهربائي أحد المصابين قال: دخل أهالي الشهداء للمطالبة بحقوقهم وإذ بالشرطة في زي مدني تضرب الأهالي وقام ضابط بضربي بحديدة فوق رأسي عندما كنت داخل ماسبيرو.

وحصلت «الوفد الأسبوعي» علي أسماء الـ«10» شهداء المكرمين الشهيد علي محمد علي ومحمد حسين محمدومحمود رمضان نظير وأحمد بهجت ومحمد سليمان توفيق ومحمد عبدالرازق وغريب عبدالعال ومحمد صابر خلف ومحمودمحمد رضا والشهيد طارق محمد عامر.

 

شاهد الفيديو