"إيكونوميست" تدعو لنهج جديد مع "الديكتاتوريين"
حاولت مجلة الإيكونوميست البريطانية تقديم وصفة سياسية لقادة الغرب في التعامل مع قادة دول الشرق الأوسط الديكتاتوريين، وسعت المجلة إلى طرح مبرر أخلاقي للسياسات الغربية في التعامل مع الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة العربية وسط أجواء الثورة التي تكاد تطيح بأغلب هذه الأنظمة.
وقالت المجلة إن السؤال الذي تثيره الاحتجاجات العربية ليس هو هل يتم التعامل مع الحكام الديكتاتوريين أم لا، وإنما هو كيف يتم التعامل معهم؟ وفي معرض تبرير طرحها أشارت المجلة إلى أنه خلال ذروة الحرب الباردة كانت واشنطن وموسكو تدخلان في مفاوضات بشأن التجارة بينهما. كما أن العالم دخل في مفاوضات مع النظام الدموي في كوريا الشمالية.
وأضافت أنه عندما يكون مثل هؤلاء الحكام الديكتاتوريين في موقف غير مواتٍ فإن الأولوية يجب أن تتركز على دفعهم للإصلاح وإبعادهم عن العنف، وعلى ذلك فقد كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما على صواب عندما ساند المحتجين في تونس ومصر والبحرين والآن ليبيا. وكذلك عندما عمل القادة العسكريون الأمريكيون على استخدام نفوذهم على نظرائهم المصريين من أجل الحيلولة دون استخدام القوة ضد المتظاهرين. وإذا ما استخدم القذافي القوة الجوية من أجل قتل أعداد كبيرة من شعبه فإن العالم ربما يكون محقا في فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا.
وأوضحت المجلة أن الحكام الديكتاتوريين يكونون في أغلب الوقت في موقف يحكمون فيه قبضتهم على الحكم، ما يجعل الموقف بالغ التعقيد، واعتبرت الموقف في ليبيا بكل قسوته وعنفه المأساوي هذا الأسبوع نموذجا لما تقول.
وأشارت المجلة إلى ما اعتبرته دروسا يتلقاها الزعماء العرب من اليقظة الجارية بين شعوبهم
وأضافت المجلة أن قسوة وقمع القذافي ليست بالأمر الغريب، فبهذه الطريقة استطاع أن يحتفظ بالسلطة لمدة 41 عاما. لقد قمع شعبه وتبنى الإرهاب ونشر المنازعات في أفريقيا. وأشارت الصحيفة إلى أن الأمل الآن أن يكون القذافي قد سقط وقت قراءة هذه السطور، وتنضم طرابلس إلى بنغازي في تمتعها بالحرية من نظام العقيد، الأمر الذي يقوضه عدم اهتمام من القذافي بما يجري وسط محاولات مكثفة منه للاحتفاظ بالسلطة على جثث مواطنيه.