"الجارديان": مبارك يشبه حكام القرن 18
شبه الكاتب البريطاني سيمون تيسدال حكم الرئيس مبارك بحكم ملوك أوروبا المستبدين في القرن الثامن عشر
. وأشار في مقالة له بجريدة الجارديان البريطانية إلى أن هجمات البلطجية التي دبرها النظام المصري اليوم كشفت الوجه الأسود للرئيس مبارك، الذي كان حكمه الممتد لثلاثين عاماً أشبه بحكم الملوك المستبدين من أنصاف التنويريين في أوروبا في القرن الثامن عشر، لكنه تخلى عن العقلانية.
واعتبر سيمون تيسدال أن مبارك ليس مشابهاً للحكام الديكتاتوريين - مثل صدام حسين أو روبرت موجابي- وإنما كان حكمه شبيهاً بملوك أوربا المستبدين، لكنه في حقيقة الأمر، كان يعتمد دائماً على القهر والقوة، على نحو لا يبدو معه أن هذا التحول القبيح في الأحداث أمر مستبعد من هذا النظام، وإنما الأمر الغريب أنه ظل يتسامح مع مثل هذه الاضطرابات لما يقرب من أسبوع.
وأضاف أنه على الرغم مما قد تضمنه حديث مبارك للأمة أمس من مشاعر، فإن اعتباره حديث عواطف أمراً خاطئاً. فالرئيس كان غاضباً وجريئاً وغير نادم، ولم يقدم أية اعتذارات ولم يقدم مبادرات جديدة، ولم يعد بأن ابنه جمال لن يخلفه، وبدلاً من ذلك ألقى محاضرة على الشعب المصري حول أهمية النظام والاستقرار الذي ينفرد وحده بالقدرة على تحقيقهما. كما بدا ان مبارك لم يتعلم شيئاً من دروس الأسبوع المنصرم، ولم يقدم إلا تنازلاً وحيداً وهو أنه لن يترشح لفترة جديدة – إذا جاز اعتباره تنازلاً من الأصل، فهو لم يعلن من قبل إنه سيترشح.
ورأى تيسدال في مقاله أن ما فعله مبارك ليس فعل رجل مهزوم، فقد تكون منزلته انخفضت، لكنه لم يخرج من السلطة بعد. وبالحكم على ما فعله نظامه اليوم في ميدان التحرير، يبدو أنه يشارك زمرة العسكريين المحيطين به الشعور بأنهم فعلوا الكثير، حتى الآن، لكي يجعلوا الأمريكيين يتحركون من أجل إخضاع الشارع للنظام، وأن الحديث عن الإصلاح والانتخابات يمكن أن ينتظر برغم ما يقوله باراك أوباما.
واليوم، إن الرسالة التي يريد أن يوجهها هذا النظام الفاسد للشعب هي: لقد انتهت اللعبة.. عودوا لمنازلكم وإلا..". وأضاف الكاتب البريطاني
وأضاف أنه يمكن لمبارك أيضاً أن يعتمد على دعم النظم العربية المحافظة في الخليج العربي وليبيا، والجزائر، وعدد من الحكومات الأفريقية التي ليست لديها رغبة في تأييد ثورات شعبية.
أما على مستوى تكتيكات التعامل مع الداخل، فيمكن لمبارك أن يعرض التفاوض على المعارضة ويأمل في أن يحصل على مزايا من رفضها للحوار، وأيضاً من مشاركتها فيها. وإذا فشل في كل هذا، يمكنه أن يطلق البلطجية وقطاع الطرق ليس إلا لكي يثبت أنه بدون فرض سلطة الدولة فلن تسود إلا الفوضى وليس الديمقراطية.