رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المثقفون: محمد محمود احتفال بطعم الدموع

بوابة الوفد الإلكترونية

تأتي الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود هذا العام، بعد عزل الرئيس محمد مرسي، وحالة توتر تعيشها البلاد، عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وفي ظل اعتقالات واسعة لأعضاء جماعة الإخوان، لإيقاف مسلسل العنف.

ووسط جدل وتخوين وتآمر خارجى وداخلى تصاعدت الدعوات لحشد المصريين فى الشوارع  وتعالت الأصوات التى تطالب بالمشاركة في إحياء ذكرى محمد محمود، رافعة شعار «يسقط كل من خان»، بعد أن شعر ثوار الميادين أن جماعة الإخوان التى لم تشاركهم ثورتهم ولم تدعمهم فى مواجهة المجلس العسكرى والشرطة من أجل مصالحها الشخصية تحاول القفز على ذكرى الشهداء من أجل مصالحها أيضاً وليس من أجل الشهداء أو مصر ولكن من أجل الجماعة فقط، وبعيداً عن السياسيين والحزبيين وشباب الثورة التى اختلفت آراؤهم واجمعوا على النزول لمواجهة مخطط الإخوان، كان للمثقفين أو القوى الناعمة آراء أخرى مختلفة ولكنها تصب فى صالح الوطن.
«لا يجب علينا أن نضع أنفسنا مع هذا الفصيل فى وعاء واحد»، هذا هو ما بدأت به حديثها الروائية سلوى بكر، وأضافت: إذا كانوا يريدون النزول فى هذا اليوم فلهم ما يريدون، وعلينا نحن أن نفوت عليهم الفرصة التى يسعون إليها ويجرون المصريين لها بكل ما لديهم من وسائل، فهم يريدونها حرباً أهلية حتى يصدروا للعالم صورة مصر الفوضى، فهم يريدون الاقتتال، هؤلاء الكذابون الذين لا عهد لهم يريدون خلط أوراق المصريين مع أوراقهم وإذابة قضيتهم المزيفة فى قضايا المصريين.
وتضيف «بكر»: إذا نزلنا نحن معهم فى هذا اليوم سوف ينتهزون الفرصة ويسجلون مشاهد الميادين المصرية وهى تعج بالمصريين ثم يذيعونها عبر القنوات الداعمة لهم على أنها حشود المصريين التى تطالب بعودتهم وعودة رئيسهم، وهذا بالفعل ما قاموا به فى 30 يونية، لذلك أنا ضد النزول فى هذا اليوم، علينا أن نحاول أن نظهرهم فى حجمهم الحقيقى، وهنا يأتى دور الشرطة والجيش فى الحفاظ على الشوارع والميادين الرئيسية من احتلالها من قبل الإخوان ولكن مع أقصى درجات ضبط النفس حتى لا يتقولون بأنهم الشهداء.
أما عن إحياء ذكرى شهداء محمد محمود فتقول «بكر»: ليكن إحياء ذكراهم بشكل أكثر إيجابية، فمثلاً يجب إعادة كل المحاكمات الخاصة بهذه الأحداث، خاصة أن كل هذه المحاكمات تمت فى عهد الإخوان، كذلك المطالبة بعدالة اجتماعية حقيقية حتى يشعر أهالى هؤلاء الشهداء أن دماء أبنائهم لم تضع هدراً.
«مصر تحتاج لمن يشفق عليها ويرحمها مما هى فيه»، هذا قول الشاعر محمد جبريل، فيقول: لقد قام المصريون بعمل عظيم حين ثاروا، وبعمل أعظم حينما حاولوا الحفاظ على ثورتهم بثورة ثانية، ولكن متى يلتقط هذا الشعب أنفاسه ليبنى مصر الحلم، فالأيام الإيجابية بين الثورتين قليلة جداً، وبنظرة سريعة للسنوات الثلاث الماضية وفى لحظة هادئة علينا أن نسأل أنفسنا كم مرة وجهت الدعوة للمصريين للنزول، وكم مرة لب المصريون النداء، وكم مرة أتى النزول ثماره، لقد نزل المصريون عشرات المرات تاركين أعمالهم ومرات قليلة كان منها الرجاء.
ويضيف جبريل: أستطيع أن أقول إن المصريين أتوا أكل نزولهم فى 25 يناير وفى 30 يونية، و ما عقب كل منهما من احتفال، ومرات أخرى

قليلة جداً، هناك أمور لا تزيد جسد المتعب مصر إلا إنهاكاً، والغريب فى الأمر هو أن كل يوم يخرج علينا أحد المحللين ليؤكد لنا اقتراب الكارثة الاقتصادية، ألا يلتفت أحد لهذا الأمر، أنا أرى وببساطة أنه وقت العمل ثم العمل ثم العمل.
الشاعر فؤاد حجاج، يرى أن إحياء ذكرى شهداء محمد محمود هذا العام هو بمثابة احتفال بطعم الدموع، لأن القصاص لأرواح هؤلاء الضحايا لم يحدث ولم يستطع الإخوان ومن بعدهم ان يقتصوا لهم أو يأتوا بحقوقهم، فما جدوى إحياء الذكرى وأرواحهم ما زالت ترفرف فى أرجاء الشارع الشهير القريب من ميدان الثورة تصرخ وتطالب بالقصاص دون مجيب، وأى احتفال هذا الذى يقام على ذكرى حادث مؤلم لم تتكشف حقيقة الفاعل فيه حتى الآن.. وأضاف أن الإخوان الذين قفزوا على الثورة وخذلوا ثوار محمد محمود يتظاهرون الآن بإحياء ذكراهم من أجل تحقيق غرض ما فى نفوسهم، ولذلك أرى أن علينا جميعاً أن نفوت عليهم الفرصة ولا ننزل حتى لا يندسوا وسط الأكثرية ويظهرون للعالم بأن أعدادهم كبيرة وأن مصر تعيش أجواء ثورة ثالثة على الأبواب من أجل إعادتهم إلى الحكم على خلاف الحقيقة، وليكن عدم النزول هو المفاجأة ليجدوا أنفسهم بمفردهم فى الشارع فتنكشف الأمور.
ويتحدث الشاعر أحمد سويلم، فى نفس الاتجاه تقريباً ويقول: إن الإخوان أعلنوا أنهم لن ينزلوا فى هذا اليوم، خاصة بعدما تردد عن وجود مخطط دموى فى هذا اليوم من تدبير الخارج سواء التنظيم الدولى للإخوان أو مخابرات دول أزعجها ما حدث فى مصر من تصحيح أوضاع ومسار الثورة، ولذلك على الجميع أن ينزل إلى الشارع ولا يتعامل بسلبية مع مثل هذه المواقف، ويجب أن يكون النزول هذه المرة بدوافع مختلفة وبدون توجيهات وليكن الحشد هذه المرة من أجل المطالبة بالقصاص لأرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن نحيا فى بلد تسوده الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وبما أن هذا لم يتحقق فلن تهدأ أرواحهم أو تستقر إلا بالقصاص وتحقيق ما كانوا يأملون وما ضحوا بأرواحهم من أجله.