رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجهولون‮ ‬يسطون علي مذكرات سعد الشاذلي‮


قاوموه بطلا،‮ ‬وحاربوه معارضا،‮ ‬وسرقوه ميتا‮.. ‬هذا هو قدر بطل مصر الراحل الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس اركان حرب القوات المسلحة في حرب اكتوبر عام‮ ‬1973‭.‬‮. ‬ففي واقعة‮ ‬غامضة تعرضت مذكرات البطل الراحل للسطو والقرصنة من جانب اربع دور نشر عشوائية‮ ‬غير شهيرة حيث تمت طباعة تلك المذكرات وطرحها في الاسواق دون إذن كتابي أو شفهي من أسرته‮.

وكانت أسرة الراحل قد اتفقت قبل بضعة اسابيع مع دار الشروق علي طباعة مذكرات سعد الدين الشاذلي عن حرب اكتوبر وهي المذكرات التي حوكم بسببها عام‮ ‬1992‮ ‬وحكم عليه بالسجن ظلما في واقعة من أغرب وقائع التاريخ السياسي‮. ‬

قال طارق عبدالرحمن حفيد الفريق سعد الدين الشاذلي لـ"الوفد‮" ‬إن اتفاق اسرة الراحل مع دار الشروق لم‮ ‬يتم بسبب مطالبة الدار بموافقة رسمية بنشر المذكرات،‮ ‬وجري التفاوض بعد ذلك مع دار المستقبل للروائي الشهير صنع الله ابراهيم إلا أنهم فوجئوا قبل طباعة الكتاب بآلاف النسخ تباع في الاسواق‮. ‬وتضمنت الطبعات المتداولة في الاسواق طبعة بغلاف أبيض عليه صورة الفريق الراحل خلفها علم مصر وعنوان‮ "‬مذكرات حرب اكتوبر للفريق سعد الدين الشاذلي‮" ‬ومكتوب تحته‮: ‬دار بحوث الشرق الاوسط الامريكية سان فرانسيسكو‮. ‬وفي الصفحة الثالثة عبارة حقوق الطبع محفوظة،‮ ‬وكلمة‮ "‬مقبولة‮" ‬باللغة الانجليزية‮. ‬ولا توجد علي تلك الطبعة أي عناوين لدار نشر أو مطبعة،‮ ‬كما لا‮ ‬يوجد رقم ايداع‮. ‬وهناك طبعة اخري بنفس العنوان تقريبا مع اختلاف في لون الغلاف المستخدم وهو اللون البيج بدلا من الابيض،‮ ‬ولا‮ ‬يوجد لهذه الطبعة أي عناوين أو ارقام ايداع‮. ‬

وأوضح حفيد‮ "‬الشاذلي‮" ‬أنهم فوجئوا بعرض الكتاب في كبري مكتبات مصر مثل مدبولي ومترو وقاموا بتقديم بلاغ‮ ‬رسمي الي وزارتي الداخلية والثقافة‮ ‬يفيد بتعرض مذكرات الراحل لعملية قرصنة،‮ ‬خاصة بعد قيام المجلس العسكري برد اعتبار الراحل وتكريمه واعادة نجمة سيناء له مرة اخري‮. ‬وكان الرئيس السابق حسني مبارك قد سحب نجمة سيناء من الفريق الشاذلي وقدمه للمحاكمة بعد عودته من الجزائر عام‮ ‬1992‮ ‬بدعوي إفشاء اسرار عسكرية وهي التهمة التي برأه منها القضاء فيما بعد‮. ‬

ومن المعروف ان الكتاب ظل ممنوعا من التداول في مصر طوال عهد الرئيس حسني مبارك وصدرت طبعته الاولي باللغة الانجليزية في الولايات المتحدة تحت اسم دار بحوث الشرق الاوسط وهي دار نشر أسستها شهدان كريمة سعد الشاذلي بعد رفض كبري دور النشر الامريكية طبع الكتاب خوفا من اللوبي اليهودي داخل الولايات المتحدة‮. ‬وتمت طباعة الكتاب باللغة العربية‮ ‬عام‮ ‬1981‮ ‬في الجزائر وصدرت منه اربع طبعات ورفضت عدة دول عربية دخوله مجاملة لنظام مبارك‮. ‬

ويتضمن الكتاب رصدا دقيقا لأحداث حرب اكتوبر وخطط العبور وكيفية تنفيذها وحقيقة دور ما‮ ‬يعرف بالضربة الجوية في الحرب‮. ‬كما‮ ‬يقدم شهادة لفترة حكم الرئيس الاسبق انور السادات وما تبع نصر اكتوبر من تجاهل لدور الشاذلي وإنكار له

وتحميله مسئولية الثغرة سياسيا‮. ‬

وعلمت‮ "‬الوفد‮" ‬أن قراصنة كتاب سعد الشاذلي‮ ‬يضمون‮ ‬4‮ ‬ناشرين‮ ‬غير مشهورين أحدهم‮ "‬م‮. ‬ش‮" ‬قام قبل سنوات‮ ‬غير بعيدة بتزوير كتاب بعنوان‮ "‬الشهيد صدام حسين‮" ‬جمع فيه بعض مقالات الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك عن صدام ونشرها في السوق ولاقت إقبالا كبيرا حتي اكتشفها صدفة روبرت فيسك نفسه عندما شاهد الكتاب علي أرفف المكتبات عند زيارته لمصر،‮ ‬ولم‮ ‬يتمكن الكاتب البريطاني من الحصول علي أي حق وكتب مقالا عن الواقعة في جريدة‮ "‬الاندبندنت‮". ‬وهناك ناشر آخر‮ ‬ينتمي لتجار الكتب بمنطقة سور الازبكية ويدعي‮ "‬م‮. ‬ج‮" ‬وسبق له السطو علي كثير من روايات الكاتبة الجزائرية احلام مستغانمي خاصة روايتها‮ "‬ذاكرة الجسد‮". ‬بالاضافة الي ناشر آخر‮ ‬بالمهندسين‮ ‬يدعي‮ "‬م‮ . ‬أ‮" ‬وآخر بالاسكندرية صاحب مكتبة لبيع كتب التراث‮. ‬

وقال رضا عوض مدير دار‮ "‬رؤية‮" ‬للنشر لـ"الوفد‮" ‬إن عملية القرصنة علي الكتب زادت بشكل كبير في الآونة الاخيرة في ظل تفشي الثقافة العشوائية في المجتمع‮ . ‬وأوضح أن خطورة قيام البعض بالطباعة دون رقم إيداع‮ ‬يتمثل في امكانية طرح أي افكار أو اطروحات تصطدم مع قيم المجتمع أو تساهم في صناعة الفتنة دون أي رقيب‮. ‬فضلا عما تمثله تلك الظاهرة من اعتداء علي حقوق الملكية الفكرية وحقوق النشر‮. ‬اضاف أن البعض قام بجمع أشعار هشام الجخ من علي شبكة الانترنت وأصدرها في كتاب حمل عنوان‮ "‬اشعار هشام الجخ‮" ‬وتحته عبارة‮: ‬رابطة محبي هشام الجخ،‮ ‬وتم توزيع مئات النسخ منه في الاسواق دون أن‮ ‬يعرف هشام الجخ نفسه أي شيء عن ذلك الديوان‮. ‬

وفي نفس الاطار حكي الروائي احمد مراد لـ"الوفد‮" ‬كيف تمت طباعة طبعتين من روايته‮ "‬تراب الماس‮" ‬الصادرة قبل عامين عن دار الشروق بنفس الغلاف دون علمه أو علم دار الشروق‮. ‬وقال انه قدم بلاغا بذلك الي الجهات المختصة ولم‮ ‬يحصل علي أي رد‮!!‬