رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شريف شوقي: روايات الرعب هروب من السرد.. وجيل الثمانينيات صنع صحوة ثقافية

بوابة الوفد الإلكترونية

سطع نجمه منذ الثمانينيات، وشارك في تشكيل وجدان جيل بأكمله، ربما صار بعضهم كُتابا وشعراء يشار إليهم بالبنان.


كان أول اثنين، وواحد ممن ارتبط اسمهم بالصحوة الثقافية في فترة الثمانينيات والتسعينيات، إليه يعود الفضل في شغف الشباب بالقراءة وتعلقهم بالروايات، ورغم ما لاقاه ويلاقيه من تحديات النشر، ورغم اختلاف الذائقة الجماهيرية على مدار سبعة وثلاثين عاما، هي عمر عطائه الإبداعي، إلا أنه لم يلتفت، وقاوم تيارات الانجراف نحو الرائج، وهو ما كان سببًا في احتفاظه بمكانته وكينونته الأدبية، فمازال هو الكاتب الكبير، معلم الأجيال، شريف شوقي.

 

"المكتب رقم  19، زهور"، سلسلتان علقت عناوينهما بذاكرة شباب صاروا اليوم شيوخا وكهولا، لا تخلو حكاياتهم وذكرياتهم من روايات شريف شوقي، فتلك كانت تشبع لدى البعض حب المغامرة والأدب البوليسي، والأخرى لامست مشاعر بكرًا، ولدت بين السطور.
في حوارنا معه نبحر في عالمه الروائي، نتذكر بداياته، ونمتزج بدفء جديد إبداعاته، ونناقش بعضًا من مشاكل الثقافة في ظل رؤاه الخاصة جدا.


فإلى الحوار:

 
* ولأنه اشتهر بالأساس ككاتب بوليسي، فكان السؤال البديهي، عن مدى إقبال الشباب على ذلك النوع من الروايات، وتأثير التغيرات الاجتماعية وغيرها في رواجه، فأكد شريف شوقي أن الروايات البوليسية مازال لها جمهورها الذي يقبل على شرائها، فربما اختلف الأمر قليلا عن الماضي، بعد غزو التكنولوجيا وميل البعض للقراءة الالكترونية، الا أن هناك إقبالا كبيرا يلاحظه من الشباب على قراءة الروايات بشكل واضح.

 

* ربما جاءت سلسلة "زهور" ذات الطابع الرومانسي، والتي لاقت نجاحا لا يقل عن نجاح المكتب 19، ليرتبط بها جيل الثمانينيات والتسعينيات حتى يومنا هذا...
"لأن المجتمع كان يفتقد لذلك النوع من الرومانسية"، هكذا كانت إجابة شريف شوقي عن أسباب تعلق الشباب بالسلسلة الرومانسية زهور.
واستطرد شوقي أنه قبل سلسلة زهور، كانت سلسلة عبير المترجمة هي المنفذ الرومانسي الأكثر رواجا، إلا أنها كانت ذات طابع حسي ولا تناسب مجتمعنا الشرقي، فجاءت زهور لتحقق تلك المعادلة الصعبة؛ الرومانسية التي تراعي قيم المجتمع ولا تخدش الحياء، ممزوجة بطابع اجتماعي محبب يداعب المشاعر، فلم يخجل أي بيت من تواجدها به.

*وعن رأيه في روايات الرعب والفانتازيا، الرائجة في الوقت الحالي، أكد شوقي أن ذلك النوع في رأيه هو هروب من السرد الروائي، اعتمادا على المبالغات في الرعب، ببناء شخصيات خيالية بعيدة عن المنطق، تختلف تماما عما كتبه ادجار ألان بو، على سبيل المثال، والذي حفلت رواياته بنوع من الرعب المنطقي.
موضحا أنه شخصيا لا يميل للخوارق المحلقة بعيدا عن الواقع، فالخيال لا يعني عدم منطقة السرد، وهو ما ابتعد عنه في سلسلته المكتب رقم 19، فرغم احتوائها على بعض الخيال، الا أنه خيال ممزوج بالواقع.
مستطردا أن الرعب والفانتازيا يجب أن ينطلقا من السرد، ويكونا جزءًا منه، لا أن يعتمد السرد عليهما بشكل كلي.
ضاربا لذلك مثلا بروايته "وحوش آدمية"، والتي احتوت على بعض الرعب والخيال، لكنه كان جزءا من السرد، بل إنه جعل منطلق هذا الرعب جانبًا إنسانيًّا.

*ولأن البدايات غالبا ما تشكل منطلقا للمستقبل، فقد سألناه عما واجهه من تحديات البدايات، ليؤكد شوقي أنه بدأ النشر في منتصف الثمانينيات، حيث لم يكن للروايات البوليسية والخيالية جمهور بعد، إلا أن الناشر الراحل حمدي مصطفى، صاحب المؤسسة العربية الحديثة، كان قارئا مثقفا، ومؤمنا بضرورة إحداث ثورة ثقافية، فاستطاع أن يتنبأ برواج ذلك النوع، وكان يؤكد لنا دوما أن القادم أفضل، وأصر على استكمال نشر سلسلة المكتب 19، دون الالتفات لما تواجهه من صعوبات، حتى تحقق ما حلمنا به خلال سنوات قليلة ليصبح للسلسلة جمهورها العريض، ليس بمصر وحدها، بل بالعالم العربي كله.
وتابع شوقي، أن بوفاة الناشر حمدي مصطفى عادت الصعوبات لتواجهه مرة أخرى، خاصة بعد اهتمام أولاده بنشر الكتب التعليمية على حساب الروايات والإبداع، وهو ما دفعه للتعاون مع دور نشر أخرى لإصدار رواياته.

*وعن مدى تقبل النقاد ومجتمع الثمانينيات الثقافي لما قدم من روايات، قال إنه ربما اعتبر البعض في البداية ذلك النوع من الكتابات للتسلية فقط، إلا أنها خلقت صحوة ثقافية لا ينكرها أحد، ورسخت لتعلق الشباب بالكتاب وشغفه بالقراءة.

 

* كان أول اثنين، هو والراحل دكتور نبيل فاروق، فنشأت بينهما ذكريات وعلاقة صداقة من نوع خاص، فها هو "شوقي" يؤكد أنهما كانا صديقين حميمين، عاشا معا صعوبة البدايات  وتشاركا لحظات النجاح، حتى أنهما بدآ النشر في فترتين متقاربتين، فقد أرسل هو روايته " الانفجار المجهول"، لتشارك في مسابقة للروايات البوليسية الخيالية، كانت قد أعلنت عنها المؤسسة الحديثة، واختيرت

لطبعها، ثم التحق بعدها بشهر واحد دكتور نبيل فاروق بكتيبة المؤسسة العربية الحديثة.

وعند سؤاله عن صداقتهما، ابتسم شريف شوقي، كأنه يجتر ذكريات ماضيه، قائلا إن بينهما ذكريات لا تنسى، حتى أن دكتور نبيل عندما عزم على خوض تجربة النشر، طلب منه أن يكون أول إصدارات الدار مجموعة من رواياته التي شابهت المكتب 19، إلا أن التجربة لم تكتمل.

* له رأي خاص في بعض الكتابات الضعيفة التي تجد رواجًا بين الشباب، فهو يرى أن السبب الرئيس فيها استعجال الشباب في الكتابة قبل أن يكون له رؤية فلسفية وقاعدة ثقافية ينطلق من خلالها، وكذلك سعي بعض دور النشر الخاصة للربح على حساب جودة المحتوى المقدم.

 

* أما عن تلك الأجواء التي صنعت من شريف شوقي كاتبا وروائيا، فقد تحدث عن ولعه منذ الطفولة بالقراءة والرسم، وارتباطه بمجلة سمير، والتي كان والده يشجعه لقراءتها، حتى قبل التحاقه بالمدرسة، ثم تدرج الأمر ليصبح قارئا نهما ومطلعا على مكتبة والده الخاصة، بما تضم من أشكال المعرفة المختلفة، حتى أنه قرأ قبل أن يتم مرحلة الابتدائية لتشيخوف، وتولستوي، وغيرهما.

واستطرد شوقي، مؤكدا أن أول قصة كتبها كانت في المرحلة الإعدادية، وكانت قصة بوليسية، ثم كانت المرحلة الثانوية التي تطور خلالها أسلوبه، ثم كتب في المرحلة الجامعية روايته " الانفجار المجهول"، والتي نشرت كأول عدد من سلسلة المكتب  19.

* وعن إصداراته الأحدث والتي ستشارك بمعرض كتاب هذا العام، أكد شوقي أنه يشارك بأكثر من إصدار جديد، تصدر عن أكثر من دور نشر، منها رواية رومانسية عن دار إبهار،  إضافة إلى أربع سلاسل تصدر عن دار غريب، وتشارك جميعها بالمعرض، إضافة إلى روايات تصدر خلال المعرض عن دار غراب ودار إبداع.


بينما أكد شوقي أنه قد بدأ تعاونا جديدا مع دار أكوان للنشر والتوزيع، حيث إنه بصدد إصدار رواية بوليسية تتبع سلسلة الروايات البوليسية "رجل الأسرار الجديدة"، والتي يصدر أول أعدادها بعنوان "ليلة دامية".
وعن تلك السلسلة يقول شريف شوقي، إن بطلها يسمى حاتم الصاوي.
وتعتمد قصص تلك السلسلة على الذكاء واللغز البوليسي، فهي تدور حول بعض القضايا الجنائية، حيث يقوم بطلها حاتم بحل أصعب القضايا الجنائية.
وأكد شوقي أن تلك السلسلة تختلف عن سلسلة المكتب 19، التي نالت شهرة واسعة منذ منتصف الثمانينيات وحتى الآن، فهي تعتمد على الأكشن والخيال الجامح.

وأردف الكاتب شريف شوقي مؤكدا أن تلك الرواية ستكون بداية تعاون مثمر مع دار أكوان وتوالي نشر العديد من روايات سلسلة رجل الأسرار الجديدة معها.

يذكر أن شريف شوقي روائي وقاص، نال شهرة واسعة بين جيل الثمانينيات، حيث شهدت سلسلته " المكتب رقم 19" انتشارا واسعا في مصر و أنحاء العالم العربي، والتي بدأ نشرها مع المؤسسة العربية الحديثة، وتميزت بالطابع البوليسي، ثم توالت إصداراته، حيث انطلقت سلسلة أخرى بعنوان " زهور"، وهي روايات رومانسية، توازت معها سلسلتا "وردة"و " نسمة"، كما انطلقت سلسلتا " المحقق"، و "رجل الأسرار"، اللتان تنتميان لأدب الألغاز البوليسية.