عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسامة جاد: معظم النقاد لا يملكون أصول النقد.. والكتابة تحتاج للأخلاق وليس الرقابة

بوابة الوفد الإلكترونية

حاورته- هدير إسماعيل :

يتميز الشاعر والناقد أسامة جاد، بتنقله بين الألوان الأدبية المختلفة في خفة وحرفة، فالكتابة بالنسبة له فعل ممتع، يسعى للتجريب من خلالها كافة الألوان الجديدة، فهو علامة في الحركة الثقافية المصرية وارتبط حضوره كمناقش في العديد من الأعمال الشعرية، نشر كتاباته في وقت متأخر فأول دواوينه "الجميلة سوف تأتي" كانت عام 2013. 

لوحظ أنه منذ سنين مضت والقراء يعزفون عن قراءة الشعر والشعراء، فهل تعود أسباب ذلك للقراء انفسهم واختلاف ذائقتهم أم للمعروض نفسه أم لانحدار مستوى النقد الهادف أم لأسباب أخرى؟... توجهنا بأسئلتنا تلك وغيرها للشاعر والناقد والمترجم أسامة جاد.فإلى نص الحوار: 

* بدأت مسيرتك مع الكتابة في تسعينيات القرن الماضي لكن أول ديوان صدر لك "الجميلة سوف تاتي" كان في عام 2013، فما سبب هذا التأخر؟

_أنا دخلت المشهد الثقافي في التسعينيات، ولكن بدأت الكتابة  بوجه عام في نهاية الثمانينيات وذلك مع بعض أصدقائي بقنا، حيث كنا نتعلم كيفية كتابة القصة، والشعر كما رأيناه في الكتب، ومن ثم انتقلت للقاهرة للتعلم بكلية التجارة، وساعدني هذا الأمر على اتساع فكري وثقافتي بحضوري ندوات لكبار الأدباء والمفكرين، ودخولي عالم الشعراء والكُتاب المحترفين  وأنشأت جماعة للشعر في جامعة القاهرة،حيث تخرج منها أجيال عظيمة منهم السيناريست عبد الرحيم كمال، مؤلف " دهشة"، "يونس ولد فضة"، وفيلم "الكنز"، وبعد تخرجي من الجامعة انتقلت لمرحلة جديدة وهي سفري إلى الخارج وعملي كصحفي ثقافي، مما أدى لزيادة الثقل الثقافي لديّ بمقابلتي لمحمود درويش، ونزار قباني، وبعد رجوعي للقاهرة قدمت في مسابقة بديوان كان من شعر التفعيلة، لكنه لم يفز وسررت بذلك الأمر، ومن ثم نشرت الديوان عام 2012، ولأسباب خاصة بالناشرة سحبت الطبعة، وتم إعادة نشرها عام 2013، لذا يرجع التأخير بصفة عامة لظروف الحياة بالإضافة إلى حرصي على تقديم منتج أدبي صحيح للقارئ.

*ما المختلف الذي تقدمه في مجموعتك الشعرية الجديدة "جمعية لمصروفات الحج"؟ _الاختلاف شيء نسبي؛ فما أراه أنا مختلفا قد يراه القارئ طبيعيا، ولكن يمكن القول إن عنوان الديوان يقوم بتحويل القارئ لتفصيلة من تفاصيل المعيشة المصرية، واقتراب من الواقع المصري وهموم الناس، ويرجع ذلك لرغبتي في إضافة لمسة مصرية على دواويني، مثل ديوان "الجميلة سوف تأتي"، فهو يعني الجميلة الفرعونية نفرتيتي تأتي.

*في رأيك ما هي أسباب عدم إقبال الشباب على قراءة الشعر؟

_أول وأهم الأسباب هو التعليم، وذلك بسبب نظرته للأدب والشعر ومعاملته على أنه مقطوعات لتعلم العربية  القاعدية وليس مقطوعات لتعلم جمالها، على الرغم من قدرته على تقديم فنون الشعر المختلفة، ثاني أسباب ذلك يعود إلى البيئة المحيطة  التي لا تشجع على الثقافة أو القراءة ويرجع ذلك لانشغال الأفراد بتلبية الاحتياجات الحياتية عن القراءة في كتب الأدب أو غيرها، وبالنسبة للشعر فهو مثل الألماس فن نادر، لا يقبل عليه إلا قلة.

* تعزف دور النشر في الفترة الحالية عن نشر الدواوين الشعرية، فما أسباب ذلك؟

_دور النشر مؤسسات استثمارية، يهمها فكرة العرض والطلب، فإذا كان السوق لا يحتاج الشعر إلا قليلا، فبالتالي تفضل دور النشر، نشر الروايات أو القصص التي تتحول إلى عمل درامي، الجدير بالذكر أن هناك مؤسسات تتبنى سلاسل كاملة للشعر ولكن مشكلتها البطء في الإصدار، وبسبب ضعف ميزانية وزارة الثقافة المخصصة للإبداع و الفكر.

*ما هي مواصفات الكاتب الناجح الواجب توافرها، وهل يتسم بها معظم الكتُاب الصاعدين الآن؟

_الشعر والكتابة كأي عمل يجب إتقانه بجهد، لذا فالشاعر أو الكاتب الذي لا يواظب على كتابة الشعر يوميًا، لا يستطيع أن يكون شاعرا جيدا، ويجب عليه أيضًا قراءة الشعر بألوانه المختلفة، مثال الشاعر الفرنسي بول فاليري،  الذي كتب في بداية ظهوره الشعر، وبعد تعلمه الفلسفة والفلك والفيزياء، عاد لكتابة الشعر بعد 21 عامًا ، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن كتابة الشعر تحتاج للبحث والتأمل في كافة العلوم وليس الشعر فقط.

*في رأيك ما السبب في غياب النقد الأدبي الحقيقي عن الحياة الأدبية؟

_النقد الأدبي علم له أصول وإجراءات، ولكن من يعمل به الآن لا يملك ذلك، فالأدب يحتاج لرؤى عديدة ومختلفة، فهو يرتبط بالعديد من العلوم، علم التاريخ، الفلسفة، وعلى النقاد أن يكونوا علماء صارمين، لهم ضوابط معينة لا يخل بها أحد.

*حركة الترجمة قلت في الوقت الحالي، فما أسباب تلك القلة والانحسار ؟

_على العكس فحركة الترجمة زادت في الوقت الحالي، وذلك مع زيادة عدد الجامعات التي تعلم اللغات المختلفة، وأكثر اللغات المنتشرة حاليًا هي الصينية، فهي تنشر أكثر من عشرين كتابا مترجما في الشهر في كافة المجالات بواسطة "دار الحكمة"، كما أن دور النشر قديمًا كانت تعزف عن الترجمة بسبب ارتفاع التكلفة، ولكن الآن اختلف الأمر وأصبحت متاحة بشكل كبير مثال إصدار سلسلة الجوائز الخاصة بالترجمة عن الهيئة العامة للكتاب، ولكن المشكلة في التوازن بين كل الأعمال، فهل نترجم القديم أم الحديث، نترجم الأدب أم العلوم.

*هل ترى أن هناك بعض الإصدارات تحتاج لعودة الرقابة على المصنفات الأدبية من حيث الأسلوب وغيره؟

_أنا ضد الرقابة بكل أنواعها، لأنه إذا رفض النشر، فسوف يتجه للسوشيال ميديا، ويستطيع وقتها النشر كيفما تراءى له، فالكتابة تخضع قبل الرقابة للأخلاق، فساد الأخلاق مثل ظاهرة المخدرات، فمثلًا عند إتاحة بيع المخدرات في كندا انخفضت نسبة المدمنين من 70% إلى 30%، الرقابة مطلوبة ولكن على حقوق النشر والملكية، ومن عيوب الرقابة على المحتوى  خضوعها إلى الآراء الشخصية مثلما حدث في رواية " ثرثرة فوق النيل" لنجيب محفوظ وتشبيهه للفلاحة الميتة بفترة النكسة في حكم جمال عبد الناصر فهي رفضت لأسباب سياسية وليست أخلاقية.

*هل يجب أن يكون المترجم في الأصل أديبًا أو شاعرًا حتى يترجم العمل الأدبي بنفس مشاعره وصوره الأدبية؟

_من الأفضل أن يكون أديبا ولكنه ليس شرطًا، فهناك صور في اللغة الإنجليزية يبدع فيها الأديب، ولكن إن أداها المترجم لن يُحدث فرقا، كل الأدباء ليسوا مترجمين والعكس.

*ازداد تواجد المرأة في الساحة الأدبية عن الفترات الماضية، فهل الساحة الأدبية كانت تحتاج لقلم أنثوي؟

_أصل الطبيعة والحياة تعتمد على الرجل والأنثى، فالأدب والشعر يحتاج للتعبير عن النفس البشرية وعواطفها وهذا الأمر يختلف من الرجل للأنثى، وكل محاولات منع المرأة من الكتابة قديمًا هي محاولات فاشلة لأنها ضد الإنسانية، فالمجتمع في الأصل مجتمع أُمومي بعيدًا عن تعصب الرجال.

*هل تنوي ترجمة بعض الأعمال الجديدة؟

_أنا أعمل على كتاب كلاسيكي من الأعمال البريطانية لجين اوستن، ورواية اخرى للكاتب الأمريكي ماريو بوزو، ولكننا نسعى للحصول على حقوق لنشرها وسيتم الانتهاء منها في خلال السبعة أشهر القادمة.