رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في يومها العالمي.. اللغة العربية سفينة ضل ربانها

بوابة الوفد الإلكترونية

 في اليوم العالمي للغة العربية، الذي يحل اليوم 18 ديسمبر، يظل سؤال بأفق ضمائرنا معلقًا نبحث له عن جواب شافٍ فلا نجد، ترى إلى متى سيظل حال اللغة الأم في مجتمعاتنا العربية، وبالأخص بين شبابنا، على هذا التدهور والتراجع، إلى متى نترك عوامل التكنولوجيا غولًا يفترس لغتنا الجميلة فيستبدل بها شبابنا حروف الفرانكو آراب الأكثر شيوعًا واستخدامًا بين بعضهم البعض على وسائل التواصل، مفردات التحدث التي صار تطعيمها بألفاظ أجنبية إنجليزية كانت أو فرنسية مظهرًا من مظاهر التحضر المزعوم، مستوى الطلاب في المدارس، حيث لا صوت يعلو فوق صوت اللغات الأخرى، وتظل العربية مادة معقدة بقواعدها التي لا تجد معلمًا حقيقيًا يسقي حبها للطلاب، إلا فيما ندر.
لغة التواصل ومفرداتها في وسائل الإعلام، والسينما والدراما، عناوين ومانشيتات الصحف التي اقتربت من لغة الشارع ونسيت أنها تنتمى لأكثر اللغات قدرة على احتواء ما تعجز لغة أخرى على احتوائه.
 كلها أسئلة تطن بآذاننا كلما حل ذلك اليوم من كل عام، بل كل يوم.. فهل من مجيب؟
 الأستاذ الدكتور يسري عبدالغني، الأستاذ بجامعة الأزهر، يرى أن حال اللغة في بلداننا بالطبع لا يسر عدوًا ولا حبيبًا، ولكن هناك عوامل عدة جعلت الأمر بهذه الكيفية المحزنة، إلا أن حال الشباب يقول لنا نحن نريد اليد الرشيدة التي تقودنا إلى بر الأمان، وتحمي لغتنا الجميلة، وتحمي تراثنا وشرقيتنا وعروبتنا وإسلامنا، دين الخير والمحبة، من تلك الموجات الغريبة المدمرة، التي لا فائدة من طرحها أو تناولها، أليس من المؤسف حقًا أن نجد لغتنا تُذبح صباح مساء في جميع وسائل الإعلام والاتصال، ناهيك عن الكلمات الغريبة التي نسمعها من المتحدثين زاعمين أنهم يصيغون أحاديثهم بروح العصر الذي نحياه، فهل آن الأوان لأن نجتمع جميعًا، أفرادًا ومؤسسات، على قلب رجل واحد لنعيد للجميلة جمالها..؟
 يضيف د. يسري أن النجاة والحل يكمنان في التعليم والثقافة والإعلام، مؤكدًا أن هناك قانونًا أصدره مجلس النواب لحماية اللغة العربية، على رغم أن القانون ذاته صدر  في الستينات أيام الرئيس عبدالناصر إلا أن شيئًا لم يتغير، موضحًا أن القانون من غير وعي وفهم لا قيمة له-فالمؤسسات الثقافية في مصر في غيبوبة تامة، كل ما يهمها الشو الإعلامي ليس إلا، وتغيب عامدة أو مضطرة عن أداء دورها المقدس في الحفاظ على اللغة.
 ولأن الإعلام مدان بشكل أو بآخر ، فقد توجهنا بأسئلتنا للإعلامي حازم أبوالسعود، كبير مذيعي القناة الثانية المصرية، والذي أكد لنا:
 مازالت اللغة العربية بخير فى معظم الإذاعات المصرية الرسمية، فالإذاعة المصرية كانت ومازالت معقلًا من معاقل اللغة العربية، أما فى إذاعات الـfm فلا يوجد مكان أصلًا للغة العربية فى برامجها وحتى فى فقراتها الإخبارية هناك أخطاء

فى قراءة النشرات إلا فيما ندر.
أما فى التلفزيون المصرى فمستوى مذيعى نشرة الأخبار فى اللغة العربية مرتفع للغاية، فهم أبناء مدرسة ماسبيرو الإذاعية، وكذلك فى القنوات الخاصة الإخبارية مستوى المذيعين بها مميز فى اللغة العربية.
 يبقى أن نشير إلى ضرورة اهتمام مقدمى البرامج، سواء فى التلفزيون الرسمى، أو الخاص، باللغة العربية بصورة أكبر.
وعن مدى تشابه الجيل الحالي بجيل الرواد الإذاعيين، أداءً ومهارةً، يؤكد أبو السعود أن هناك فرقًا كبيرًا بين رواد العمل الإعلامى وبين الإعلاميين الحاليين فى مستوى اللغة العربية، إلا فيما ندر، من الحاليين؛ لأسباب كثيرة ربما أهمها مستوى ونظام التعليم قديمًا الذى كان يهتم باللغة العربية كثيرًا وأيضًا شغف وعشق الرواد للغة العربية واتقانهم لها، وتفردهم كشعراء وأدباء وكتاب، نعم مستوى الحاليين مرتفع كتقنية وأداء للغة وندرة الأخطاء النحوية.. وبعض الزملاء الحاليين أيضًا برعوا فى الشعر والأدب.. وربما أمامهم الوقت ليثبتوا موهبتهم أكثر.
 يؤكد أن الارتقاء باللغة لدى المذيع أمر ليس صعبًا فاللغة العربية سهلة لمن يعشقها ويفهمها، يلزم أولًا أن يكون للمذيع الرغبة فى إتقان اللغة وأن يستمتع بمعرفته لخباياها، ثم التدريب على يد خبراء يعشقون اللغة ويتفننون في تدريسها.. هنا فقط يمكن الارتقاء بمستوى اللغة العربية لدى المذيع.
 وبصفته مدرسًا لطلاب الإعلام يؤكد أبو السعود أن الطلاب دائمًا حريصون على إتقان اللغة العربية ومدركون لأهميتها كإحدى أهم أدواتهم المهنية، ولكن أشعر بأنهم مظلومون نظرًا لنظام تعليمهم اللغة فى المدارس، سواء الحكومية، أو الخاصة، فهم إما جهلاء باللغة، أو كارهون، أو معقدون منها، نظرًا لطبيعة نظام التدريس والمناهج التى جعلتهم يخافون من قواعد النحو والصرف.
 ويتابع قائلًا: ولكن يحدث تحول كبير لديهم عندما يكتشفون جمال اللغة وإمكان إتقانهم لها، وتمكنهم منها فقط بتقريبهم منها بأسلوب محبب ومفيد لهم فى مجال عملهم.