أدب الحياة..خاطرة
إن أدب الحياة صنوف وألوان وأخبار وأسفار ومشقة في البحث ومعجزة في الإدراك ومتاهة في الاطلاع وما أخصه بالذكر في مستهل عنوان خاطرتي إنما باب صغير ولمحة بسيطة عن أدب الأخلاق توءم الآداب كلها وأحد العلوم الفريدة لأدب الحياة لمَا فيه من المتعة والإمتاع والخير والإشباع والفائدة والفلاح، إن أردنا أن نرتقي ونلتقي ونكون من الأوائل الحسان وكل عظيم يشار إليه بالبنان.
فسيرة الأقوام والأمم ضائعة تافهة لا جدوى منها إن لم يكن الأدب و الأخلاق يوما ما رفيق حديثهم وطرب سمعهم ومقصد سعيهم،إن لم تكن الأخلاق شقيقة الرفق واللين والرحمة والعدل ، إن لم يتحالف الأدب مع الأخلاق بكل شدة وحزم أمام وحشة الجهل وغربة الضلال والبغي بكل لين وعطف وحنان وعزم حتي تغشي القلوب المهابة وتعود أجواء الراحة والبراءة من غير تلكؤ وملامة وحزن وندامة فالأخلاق حلم والأدب نور وعلم ولا عسير علي أصحاب الحلم والعلم وكل عزيز في الطلب بليغ الحجة فصيح اللسان والأدب أن يجتمع الناس عليه وينهلوا من طيب أدبه وجود حلمه وسلطان علمه، إن الأدب سلعة غالية ومسعي حميد شريف لمن أراد أن يحظى بشرف المقام ورفعة المكانة، والأدب محال بعيد الألفة صعب المنال إن لم يقترن بعلم وتؤدة واحترام، فكن بشوش الكلمات نقي السريرة صبوح الوجه يا طالب الأدب ويا راجي الحب وحسن الخلق في كل ما تذهب إليه وما ترجو صلاحه في نفسك وعقلك وقلبك وفكرك وكل قريب يعز عليك ، فلكل شيء علامة وخطوط فاصلة وإشارة وحركات وسكنات وهيئة في الطول والبعد والعمق