رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفوزان: الثقافة ليست هى الدين

د. عبد العزيز بن
د. عبد العزيز بن فوزان الفوزان

أكد الدكتور عبد العزيز بن فوزان الفوزان عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان السعودية إن التراث فيه الصواب والخطأ والحق والباطل والغث والسمين،

وفيه ما يناسب أزمنة وأحوالاً سابقة ولا يناسب زماننا وأحوالنا الحاضرة، مؤكداً أن الواجب هو تمحيص التراث وقراءته قراءة مستبصرة وفق معايير مضبوطة بالالتزام بالوحى ومقاصد الشريعة العامة والتمييز بين الثوابت والمتغيرات والقطعيات والظنّيات.
جاء ذلك فى محاضرة له فى افتتاح مؤتمر اللغة العربية ومواكبة العصر مساء أمس بالجامعة الإسلامية، بالمدينة المنورة بعنوان: «الثقافة بين الأصالة والتجديد» قدّم لها الأمين العام لمركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية ورئيس نادى الرياض الأدبى الدكتور عبدالله الوشمى.
وذكر الفوزان أن الثقافة «تعنى كل المخزون الدينى والعلمى والفكرى واللغوى والأخلاقى والعادات والتقاليد التى تقوم عليها كل أمة من أمم الأرض، ولهذا لا يمكن أن تفصل الثقافة عن الدين الذى تدين به الأمة وترسم هويتها وربما تشريعها وأحكامها وآدابها منه ولا يمكن أن تفصل اللغة التى تحدث وتكتب بها، فهى الوعاء التى يحفظ هذه الثقافة وتعبر عنه ولا يمكن فصلها أيضاً عن رصيده العلمى والأخلاقي، فالثقافة تشمل كل هذه المكونات التى أهمها الدين، ولكنها ليست هى الدين كما يقوله كثير من الناس، فقد يكون فى جوانب الثقافة ما يخالف الدين من عادات منكرة أو اجتهادات غير موفقة».
وأضاف أن «الأصالة والتجديد واحدة من ثنائيات كثيرة تختلف فى ألفاظها وتعبيراتها ولكنها تتحد أو تتقارب فى معانيها مثل الأصالة والمعاصرة والمحافظة والتحديث والجمود والتحرر والتقليد والتجديد والقديم والحديث والتراث والحداثة وهكذا، وتستخدم بعض هذه الدلالات استخداماً سيئاً ولا يمكن الموافقة عليها، مشيراً إلى أن الأصالة لا تعنى فقط الشيء العتيق الذى تقادم عليه الزمن بل تعنى كذلك الشيء الأصيل الثمين الذى له قيمة عالية وربما لا يوجد فى الجديد ما يماثله أو يضاهيه، كما أنها تعنى الهوية ولابد من أخذ العبر من التاريخ، فالتاريخ يعيد نفسه فى كل زمان وأعداء الأمس هم أعداء اليوم والمستقبل فالأصالة تعنى الاعتزاز بالهوية والبناء عليها وتطويع كل معطيات العصر ومستجداته ومخترعاته ومنافعه لتتوافق مع مبادئ هذه الصالة وقيمها وتعمل على تقويتها ونشرها.
ونفى الفوزان أن تكون الأصالة تعنى التقليد الجامد الميت والتعصب للماضى ومتابعة القدامى متابعةً عمياء فى كل ما جاء منهم، أو الاستغراق فى هذا القديم بحيث ينقطع الإنسان عن واقعه وعصره لأن التراث فيه الصواب والخطأ والحق والباطل والغث والسمين، وفيه ما يناسب أزمنة  وأحوالاً سابقة

ولا يناسب زماننا وأحوالنا الحاضرة، مؤكداً أن الواجب هو تمحيص التراث وقراءته قراءة مستبصرة وفق معايير مضبوطة بالالتزام بالوحى ومقاصد الشريعة العامة والتمييز بين الثوابت والمتغيرات والقطعيات والظنّيات».
وقال إن «التجديد والأصالة لا تَناقض بينهما بل يكمل الواحد الآخر ويطوره ويتكامل معه، فالأصالة هى الأساس التى يقوم عليه البناء وبه يقوى والتجديد هو الذى يكمل البناء ويجدده ويطوره ويزيده قوة وبهاء».
وذكر الفوزان أننا ابتلينا بطائفتين متطرفتين: الأولى هى المتمسكة بالتراث بحسنه وسيئه وخيره وشره فهى تعيش فى الماضى وتهمل الاستفادة من معطيات العصر ومنجزاته الحضارية فتجدها مفصولة عن واقعها معزولة عن العالم من حولها محرومة من الأخذ بأسباب القوة، أما الطائفة الثانية فهى مبهورة بالتجديد والمعاصرة والتقدم وقد انسلخت من هويتها وتنكرت لانتمائها الدينى والوطنى والإسلامي  فسلخت جلدها ولبست ثوباً غير ثوبها فصارت عدوّ نفسها وحرباً على دينها وثوابتها وربما ظن بعض هؤلاء الجاهلين أننا لا يمكن أن نرتقى فى سلم الحضرة والتطور المدنى حتى ننسلخ من ديننا وهويتنا ونحاربها كما حاربتها الثقافة االمسيحية المعاصرة التى قامت عليها الحضارة الغربية، وهذا من أشنع الأوهام لأن بعض الجهلة من أهل الإسلام يظن أننا لا يمكن أن نسامى الحضارة الغربية المعاصرة  ونصل إلى مستواها فى التقدم التقنى والتطور المدنى إلا بأن نتنكر للدين كما تنكر العالم الغربى لسلطان الكنسية وكهنوتها، وينسى هؤلاء أنه لا كهنوتية فى الإسلام وأن الإسلام دين العلم، وأن العلم يدعو للإيمان، وهذا فرق شاسع بين الكهنوتية التى تستعبد الناس وتحكم فى عقولهم وبين الإسلام الذى جاء يحرر العباد ويخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد».