عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«ساطع النعمانى».. بطل مصرى هزم الإرهاب الإخوانى

بوابة الوفد الإلكترونية

رحلوا عن عالمنا وظلت سيرتهم وتضحياتهم من أجل الوطن تعيش فى القلوب والجدان، وستبقى خالدة ما بقيت الدنيا وما بقى الناس، هؤلاء هم الشهداء الذين ذكرهم الله فى محكم تنزيله وعزيز كتابه بقوله تعالى «ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يرزقون (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ».

ودعت مصر أمس بطلاً وشهيداً جديداً هو العميد ساطع النعمانى نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، ليلحق بركب الخالدين عند ربهم من شهداء الواجب بعد رحلة علاج طويلة إثر إصابته دفاعاً عن الوطن أمام اعتداءات مجموعات من الإرهابيين، عقب اعتصام تنظيم الإخوان فى ميدانى النهضة ورابعة العدوية عقب ثورة 30 يونيو.

وأعاد مغردون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى نشر جملته الشهيرة التى قالها أثناء عودته من رحلة علاجه الأولى بعد أن وطئت قدماه أرض مطار القاهرة مردداً «خلو بالكم من مصر» بينما دشن آخرون هشتاجات حملت اسم ساطع النعمانى، وكتب أحد المغردين: ساطع النعمانى بطل مصرى هزم الإرهاب الإخوانى المتأسلم.. تحيا مصر بجيشها وشرطتها وشعبها الأصيل.

وغرد عبر حساب شخصى لمواطن كويتى باسم شعب الكويت وشعب مصر يد واحدة ضد الإرهاب ونعزى أنفسنا جميعا فى وفاة الضابط المصرى البطل ضحية الإرهاب العقيد ساطع النعمانى -رحمه الله- فى لندن متأثرا بجراحه رحمه الله. الشعب الكويتى قاطبة مع مصر ضد الإرهاب المجرم، تحيا مصر، عز العرب من عز مصر الكويت.

وتم تداول صور لشهيد الواجب على نطاق واسع فى المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام بكافة أنواعها ووسائل التواصل الاجتماعى، بينما كانت صورة تقبيل رأسه من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى هى الأعلى انتشاراً بين تلك الصورة التى تم تداولها.

وكان الراحل قد أشاد خلال كلمة له فى حفل تخريج دفعة جديدة لطلاب كلية الشرطة، بأكاديمية الشرطة، بموافقة الرئيس عبدالفتاح السيسى على طلبه لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وبعد انتهاء النعمانى من كلمته، قام الرئيس عبدالفتاح السيسى، بمصافحته وتقبيله.

وكان «النعمانى» قد خرج ملبيًا نداء الواجب دفاعًا عن أهالى منطقة بين السرايات الذين هاجمتهم جماعة الإخوان، إلا أن رصاصة الغدر كانت أسرع من الصوت، فاخترقت وجهه وأصابت فكه السفلى، وتشوهت ملامح وجهه، ليدخل بعدها فى رحلة علاج طويلة شعر خلالها أنه لن يعود إلى الوطن مرة أخرى، ودائما ما كان يردد «أنا شهيد وراضٍ بقضاء الله»، إلا أن إرادة الله كانت أقوى بإعادته إلى الحياة من جديد، بعدما تخيل الجميع أنه لن يعيش أكثر من ساعات عقب إصابته الخطيرة، ليكتب له الله الشهادة مجدداً.

وفى لفتة تؤكد مدى حرص وتقدير القيادة السياسية على تكريم الشهداء الذين دافعوا عن الوطن ببسالة وعزة، قرر الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية استبدال اسم ميدان النهضة بميدان الشهيد ساطع النعمانى بالجيزة، ولم يكن اختيار السيسى لميدان النهضة بمحافظة الجيزة محض صدفة، إذ أنه أحد ميدانين شهدا اعتصام أعضاء جماعة الإخوان بجانب ميدان رابعة العدوية الشهير، وهى الجماعة التى «تسببت» فى إصابة الضابط الراحل، كما أنه أقرب الميادين لمكان الواقعة التى شهدت إصابة النعمانى، وهى منطقة بين السرايات بمحيط جامعة القاهرة.

وكان المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، قد استقبل العميد النعمانى لتهنئته بنجاح رحلة العلاج، والاطمئنان على صحته، وفور رؤيته قبّل رأسه، كما نظّم النادى العام لضباط الشرطة بالتنسيق مع نادى أفراد الشرطة فى الجيزة حفلا لتكريم النعمانى بعد عودته من رحلة علاجه فى الخارج.

وأهدى الدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالى الأسبق، العميد ساطع النعمانى درع الشجاعة، وفى اليوم نفسه، أهدى صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية، خلال احتفال اتحاد حماة الثورة، زهرة اللوتس إلى النعماني.

ووافق المجلس التنفيذى لمحافظة الجيزة برئاسة الدكتور على عبدالرحمن محافظ الجيزة وقتها، على إطلاق اسم العميد ساطع النعمانى على مدرسة طابا الابتدائية فى بولاق الدكرور.

وحظى النعمانى خلال فترة علاجة باهتمام كبير من جانب القيادة السياسية والدولة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسى وكافة أجهزتها

التنفيذية، كما حرص أهالى منطقة بولاق الدكرور على تنظيم فاعلية لاستقبال النعمانى بمطار القاهرة الدولى، فور وصوله من رحلة العلاج الأولى التى استغرقت عاما ونصف، قضاها النعمانى بين سويسرا ولندن، حيث توجه العشرات من أهالى منطقتى بولاق الدكرور وبين السرايات إلى مطار القاهرة، مصطحبين الطبل والمزمار الذى تعالت أصواته مع وطأة قدم النعمانى صالة الوصول، والتف الجميع حوله، حيث استقبله وقتها وفد من وزارة الداخلية ونادى الشرطة ورئيسه اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة وعدد من قيادات وضباط مديرية أمن الجيزة.

وشغل النعمانى منصب مأمور قسم بولاق الدكرور برتبة عقيد، وخلال تواجده فى منطقة بين السرايات بعد ورود بلاغات بوجود اشتباكات هناك، أصيب بطلق نارى من جانب أعضاء جماعة الإخوان، ما أسفر عن كسر بعظام وجهه ودخوله فى غيبوبة.

وبسبب حالته الصحية الحرجة، نقل النعمانى إلى الخارج للعلاج فى مدة استغرقت أكثر من عام، قبل أن يعود فى سبتمبر عام 2014، ويروى الواقعة لوسائل الإعلام وأهالى المنطقة الذين استقبلوه فى المطار، ومنذ شهور قليلة عانى من بعض المشكلات الصحية دفعته للسفر مرة ثانية للعلاج بلندن قبل وفاته صباح الأربعاء الماضى.

وقال المقدم سراج النعمانى، شقيق العميد الشهيد ساطع النعماني: «مش عايز حد يعزينى، والكل لازم يباركلى لأن ساطع انتقل من الشهيد الحى إلى شهيد وعريس فى الجنة»، مضيفاً فى تصريحات تليفزيونية أنه «لم يحدث أى مضاعفات للحالة الصحية للشهيد فى الأيام الأخيرة، والقوات المسلحة والرئيس عبدالفتاح السيسى وفروا للشهيد كل سبل العلاج، والدولة لم تتخل أبدًا عنه».

وتابع شقيق الشهيد أن «الشهيد كانت لديه فترة علاجية فى لندن، وأقمنا فى فندق القوات المسلحة، وكان هناك اهتمام من الجميع والمركز الطبى، ولكن جاء أجله، والحمد لله وإنا لله وإنا إليه راجعون، والقوات المسلحة بذلت قصارى جهدها فى العلاج وأوجه الشكر للرئيس السيسي»، مؤكدًا أن جثمان الشهيد سيصل خلال يومين إلى القاهرة، وتابع: «شقيقى قاتل من أجل مصر آلاف المرات، وهو رجل لا يخاف الموت».

وأضاف: «لم أتعجب من قرار الرئيس السيسى بإطلاق اسم الشهيد على ميدان النهضة، وهذا ليس جديدًا على الرئيس لأنه يغدق دائمًا على الشهداء والمصابين بالهدايا وكل شيء، ولا يبخل عليهم».

 وقالت محافظة الجيزة، إنها بدأت فى إنشاء لوحة باسم الشهيد البطل ساطع النعمانى، الذى توفى أمس خلال رحلته العلاجية بالخارج، لوضعها بميدان النهضة بعد إطلاق اسمه على الميدان بقرار جمهورى.

 وقال اللواء ياسر سامى رئيس حى جنوب الجيزة، فى تصريحات صحفية، إنه سيضع اللوحة بميدان النهضة فور الانتهاء منها، موضحا أنه تم اتخاذ إجراءات إطلاق اسم الشهيد ساطع النعمانى على ميدان النهضة فور صدور القرار الجمهورى.