رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الريان".. ماركة "خالد صالح"!!

مشهد من مسلسل الريان
مشهد من مسلسل الريان

.. بعيداً عن مناورات ومهاترات «أحمد الريان» ضد المسلسل والتي نالت القسط الكبير من الدعاية ستجد نفسك أمام عمل فني جيد

ويستحق المشاهدة إذا تجاوزنا عن عدة هفوات درامية ومنها عنصر الاستغراق في التفاصيل في المرحلة الأولي واستخدام اللحي المستعارة مع معظم أبطال المسلسل باستثناء خالد صالح الذي وقع هو الآخر في خطأ درامي سبق الوقوع فيه من قبل «بعد الفراق» وهو القيام بدور الطالب الجامعي رغم ان ملامح وجهه تؤكد أنه في الأربعينيات.

ولقد نجح السيناريست «حازم الحديدي» و«محمود النبراوي» في نسج أبعاد واعماق إنسانية واجتماعية لكل شخصية علي حدة باقتدار جعلت الأحداث المتصاعدة مع تباينها مصدقة وخاصة أنك أمام نماذج إنسانية مختلفة رغم أنها من نفس العائلة ولها نفس العمل ولكن لكل واحد فيهم تفاصيل يختلف فيها عن الآخر وهذا الاختلاف وظهوره يؤكد علي ان السيناريست درس الشخصيات وأعطاها المجهود اللازم لتظهر بهذا المستوي.

واعتقد ان خالد صالح نجح في جذب الريان إلي منطقته وألبسة شخصية وليس العكس واقنع المشاهدين بتلك الشخصية الي الحد الذي تشعر فيه بعدم الاقتناع بأحمد الريان الحقيقي عندما ظهر علي الشاشة في البرامج الحوارية وهو أسلوب خالد صالح المعتاد في الأداء. ولقد تباري العديد من الممثلين في الأداء باقتدار ونجح «باسم السمرة» في أداء شخصية فتحي الريان رغم أنه كان يكسر حالة الامتزاج بتلك الشخصية إذا انتبه المشاهد إلي لحيته المستعارة واعتقد أن ممثلا مهما مثل باسم السمرة يجب عليه مراعاة تلك التفاصيل الدقيقة والتي تخلق نوعا من عدم المصداقية لدي المتفرج. والمفاجأة الحقيقية في المسلسل كانت ريهام عبدالغفور التي يبدو

أنها قررت التخلص من حصر المخرجين لها في أدوار البنت الطيبة وبدأت في تلوين أدائها بشكل ملفت للنظر، ولقد جعلت من شخصية «بدرية» نموذجاً للمرأة الوصولية المحبة للمال والزوجة المتسلطة. ويبدو أن المخرجة «شيرين عادل» كانت قادرة علي إدارة هذا الكم الهائل من الممثلين وحافظت علي خصوصية كل واحد فيهم بحيث ظهر التباين الواضح بينهم مع المحافظة علي سرعة الإيقاع رغم أن هناك استغراقا في التفاصيل وهذا يدل علي أنها أصبحت أكثر نضجاً في هذا العمل. وبالطبع يتعجب المشاهد من الإصرار علي وضع تأكيد علي التترات أن شخصيات هذا العمل من وحي الخيال، رغم ان العديد من يكاد يشير بالبنان إلي الأسماء الحقيقية للشخصيات الموجودة في المسلسل. واعتقد أن السيناريست قد مزج بين طباع أكثر من زوجة وسبب الارتباط بها للخروج من أزمة استعراض 13 زوجة لأحمد الريان. ومسلسل الريان نجح في التخلص من عيوب مسلسلات السيرة الذاتية التي تظهر أبطالها وكأنهم ملائكة في زيارة خاطفة للأرض ودخل الي المنطقة الرمادية في طباع الإنسان والتي تحمل الخير والشر.