رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ياسر عبدالرحمن «أستاذ ورئيس قسم» فى مسلسل «الزعيم»

ياسر عبدالرحمن
ياسر عبدالرحمن

هناك مؤلف موسيقى يجبرك على أن تجلس فى منزلك أمام الشاشة تنتظر العمل الدرامى الذى وضع موسيقاه.. لا لشىء سوى أنه يمتلك رصيداً من الأعمال الجادة تؤهلك لهذا الأمر.. كما أنه كفنان دائماً ما يمنحك الأمل بأن لديه الجديد الذى يقدمه لجمهوره بصفة خاصة ولجمهور الدراما والموسيقى بصفة عامة.. هذا هو الموسيقار الكبير ياسر عبدالرحمن.. فهذا الفنان يساهم بالموسيقى التى يضعها فى نجاح أى عمل درامى يشارك فيه.. بالدرجة التى تجعل المشاهد لا تفرق معه من هو بطل العمل سواء كان نجماً كبيراً أو شاباً فى بداية طريقه، لأن موسيقاه فى حد ذاتها تعد بطلاً مؤثراً فى نسيج العمل الدرامى، وفى أحيان كثيرة كنا نرى موسيقى ياسر عبدالرحمن تتغلب على أداء الممثل، ولم لا وهو لديه قدرة على «دغدغة» المشاعر بحسن وضعه لجملة موسيقية تعبر عن الموقف الدرامى أكثر من لغة الحوار التى وضعها المؤلف ويؤديها الممثل.. لذلك تجد المشاهد يذهب بأذنيه وقلبه إلى الجملة الموسيقية.

لو عدنا لتاريخ ياسر عبدالرحمن فى السينما والدراما سوف تجد هناك مشاهد كانت الموسيقى أهم ما فى الموقف أو المشهد.

وعليك أن تعود للجملة الموسيقية التى وضعها وواكبت خطاب السادات فى الكنيست الإسرائيلى فى فيلم «أيام السادات» بطولة الراحل الكبير أحمد زكى، والأمر نفسه تكرر فى فيلم «ناصر 56» عندما ألقى عبدالناصر خطابه الشهير عن تأميم القناة وخروج مجموعة العمل التى اتفق معها لطرد الأجانب الذين كانوا يعملون بالقناة وهو الفيلم الذى قام ببطولته أيضاً الراحل أحمد زكى.. وفى الدراما شاهدناه فى أغنية «الأب» أداء المطرب الكبير محمد الحلو وهى الأغنية التى عبرت عن عودة يحيى الفخرانى بعد غياب ليجد والده قد فارق الحياة.. لحن الأغنية وضع على أروع ما يكون، ومع البطل نفسه يحيى الفخرانى فى مسلسل «الليل وآخره» مشهد القطار عند وضع الفخرانى رأسه على الشباك المجاور له وأخذ يدخن السيجارة وذهنه شارد، ومشاهد الكبيرة سميحة أيوب وممدوح عبدالعليم فى مسلسل «الضوء الشارد».. وكم من المشاهد الأخرى كانت براعة ياسر تسبق براعة المشاركين فى العمل، ناهيك عن أغانى أو موسيقى التترات تخطفك من أول وهلة.. هل منا من ينسى لحن تتر «الضوء الشارد» الموسيقى التى فرضت نفسها على المنطقة العربية بالكامل وتتر «الليل وآخره» غناء على الحجار و«المرسى والبحار» غناء محمد الحلو و«آدم» غناء تامر حسنى وقبل كل هذا «المال والبنون» لعلى الحجار و«الوسية» لمحمد الحلو، ومحمد قنديل فى مسلسل «الأصدقاء»، وغيرها من الأعمال.. هذا العام يفاجئنا ياسر عبدالرحمن بخطفة جديدة فى تتر مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» بطولة عادل إمام منذ الجملة الموسيقية الأولى للتتر وأنت تشعر بأنك أمام عمل موسيقى يفرض نفسه على تترات هذا العام.. فهو كعادة ياسر يجمع الآلات الشرقية التى تعبر عن جملته الشرقية الخاصة والبيئة التى تدور فى أحداثها الدراما، وبين الإطار السيمفونى الذى يضعه فى مقدمة الموسيقيين الذين أبهروا الغرب عندالاستماع لموسيقاه وهو له تجربة سابقة

فى إيطاليا أبهرت الموسيقيين هناك فى تتر «أستاذ ورئيس قسم» تجدالكولة والأكورديون والكمان فى حوار متناغم يعكس إحساساً عالياً للفنان ثم يأخذك فى نقلة أخرى مع آلات النفخ الغربية فى تلاحم فريد ومتناغم، أهمية ياسر عبدالرحمن لا تكمن فى وضع الحملة الموسيقية التى تجمع بين القيمة والرشاقة التى تعبر عن العصر فى الوقت نفسه، لكنه دائماً ما يفاجئنا باختيار آلات موسيقية شديدة الشعبية ويمنحها دور البطولة كما فعل فى الضوء الشارد عندما قدم الربابة فى ثوب وقالب عالمى، وفى الليل وآخره كانت الآلة التى تشبه الناى لكن صوتها أقل حدة، وفى «المرسى والبحار» قدم لنا آلة الهيرمونيكا، وفى «أستاذ ورئيس قسم» يقدم دويتو يجمع بين الأكورديون والناى مصحوباً بآلته المحببة الكمان.. وهذه الآلة عند ياسر عبدالرحمن تجدها تعزف بشكل مختلف عن صوت الكمان التقليدى الذى نسمعه من الكثيرين.

ياسر الذى هجر تلحين الأغانى منذ فترة بعد أن توقع انهيارها وغاب عن الدراما طوال أربع سنوات يعود هذا العام مع عادل إمام كما توقعنا اعتمد «ياسر» على موسيقاه وأفكاره غير مهتم باسم الفنان بطل العمل، هو دائماً يضع نفسه فى بؤرة الاهتمام بدرجة تساوى وأحياناً تزيد على بطل العمل.

ويحسب لياسر مع عمار الشريعى رحمه الله وعمر خيرت أنهم أعادوا البريق والقيمة للموسيقى لتصويرية بعد أن كاد يلحقها الإهمال بسبب نظرة المنتجين لها.. والمتابع الجيد لكل الأعمال الدرامية التى لا يكون أحد صناع موسيقاها ياسر أو خيرت أو عمار رحمه الله قبل رحيله سوف يكتشف أنه أمام أعمال متواضعة المستوى والقيمة، أعمال طالها الانهيار الذى طال الأغنية، ناهيك عن الاختراع الجديد والذى سيكون لنا معه وقفة فى تقرير آخر، وهو قيام المسئولين عن بعض الأعمال الدرامية بالاستعانة بملحن للتتر وآخر لوضع الموسيقى التصويرية.

فى النهاية عودة ياسر عبدالرحمن بعد غياب 4 سنوات كانت بمثابة عودة الهيبة للدراما والموسيقى التصويرية، لأنه ببساطة شديدة أستاذ ورئيس قسم فى عالم الموسيقى المصرية.