رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إعلام غرف النوم يغتال براءة المشاهدين

بوابة الوفد الإلكترونية

أسئلة كثيرة تدور فى ذهن الشارع المصرى حول سقف الفنان فى تعامله مع أسراره الشخصية، وإلى أى حد من الممكن أن يفرط فى طرح أسراره هذا ليس لشىء إلا «لحفنة دولارات»؟!

 وهو ما جعل الناس فى حالة دهشة, فالأمر لم يتوقف عند بعض الفنانين المعروف عنهم «البجاحة» زيادة على اللزوم، لكن هناك نماذج أخرى من الفنانين انضموا إلى كتيبة الأكثر بجاحة ليس لشىء سوى أن عدد البرامج التى تعتمد على هذه النوعية زاد بشكل كبير، وتجار البرامج انتقلوا من مناقشة الأمور السياسية إلى أمور أخرى وصلت الى «غرف النوم» لذلك عندما نطلق عليه «إعلام غرف النوم» لن يكون مفاجأة للناس لأنه بالفعل اصبح يتناول كل شىء.. الفنان المتهم بالشذوذ والممثلة أو المطربة التى تزوجت فى السر من زميل لها أو من رجل أعمال سواء أكان عربياً أو مصرياً، والفنانة التى تلعب القمار والفنانة التى تشرب الخمر وبالمناسبة أغلب هذه الأسماء من الفنانين كانت تربطهم علاقة جيدة جدا قبل عرض حلقاتهم، لكن بعد العرض اختلف الوقع تماما، فالمطربة التى كانت نسمة الغناء لم تعد كذلك عند الجمهور، والممثلة التى كانت مثل الهمسة اختلفت نظرة الجماهير لها، والمطرب الذى اتهم بالشذوذ نفر منه الجمهور.

الأزمة هنا ليست فى شائعة تطلق، أو فى كلام مرسل فى صحيفة صفراء أو برنامج يقوم على التشهير بالناس، لكن أغلبهم جلس أمام مقدم البرنامج أو مقدمته وطرح عليه السؤال، صحيح بعضهم أجاب والبعض الآخر لم يجب لكنهم فى النهاية جميعا وافقوا على الظهور فى مثل هذه البرامج من أجل الحصول على الدولارات.

البرامج الآن أصبحت السلعة الأكثر رواجا فى دنيا الفن وبما أن أغلب نجوم الفن يعانون البطالة، فبالتالي لم يعد أمام أغلبهم إلا بيع جزء من حياته وكثير من ذكرياته مقابل شوية دولارات، والشىء الغريب أن الفنان من هؤلاء يحاول أن يبدو صريحا زيادة على اللزوم ليس لأنه جريء أو صريح ولكن حتى يزداد الطلب عليه من خلال الفضائيات وبالتالي يرتفع المقابل المادى لظهوره، فالفنان كلما كان أكثر إباحية يكون الطلب عليه أكثر وأكثر ولأننا نعيش عصراً إعلامياً متدنى السلوك فمثل هذه السلع تجد قبولا من أصحاب هذه الدكاكين.

الغريب أن مثل هذه البرامج تخلق ردود فعل سلبية على كل من يعمل فى الفن لأن الجمهور إلى وقت قريب كان يربط بين نوعية ما يقدمه الفنان من أدوار حياته فى الواقع فما هو الحال عندما يجد الجمهور الفنان يجاهر بأدق تفاصيل حياته على الهواء صوتا وصورة. وبالتالى نظرة المجتمع سوف

تزداد سلبية لأغلب العاملين فى الفن.

أزمة بعض الفنانين لم تتوقف عند حد الافصاح عما يحدث داخل الغرف المغلقة لكن وصل إلى حد الآراء الصادمة مثل علاقة الرجل بالمرأة قبل الزواج والتى حللتها إحدى المخرجات قبل ان تتراجع عنها بعد أن وجدت سخطاً عاماً من المجتمع المصرى، مثل هذه الآراء وغيرها تسيء للوسط الفنى وتصمه بوصمة العار. فى ظل حالة انحلال تام نشاهده فى بعض الأعمال الدرامية والسينمائية والأغانى المصورة وهو الأمر الذى يجعل الانسان العادى الذى يعيش فى ريف أو صحراء مصر يكون أكثر اقتناعاً بأن هذا الوسط ليس له علاقة بالعادات والتقاليد، رغم أن هناك أسماء كثيرة داخل الوسط الفنى نعرفهم جيدا، يحرصون على الصلاة والصوم، وتربية ابنائهم تخضع لمعايير دقيقة مرتبطة بالعادات المصرية الأصيلة.

الأزمة أيضا أن المعالجة فى البرامج لا تقوم على مبدأ التوبة بمعنى أن هناك فنانين كباراً عندما يتحدث معهم إعلامى تجده يبادر بالاعلان عن أنه فى يوم من الأيام كان يشرب الخمر مثلا، ولكن الله أنعم عليه بالتوبة نظرا للأضرار التى لحقت به على مستوى علاقته بربه أو على مستوى صحته وفى ذلك قدوة للناس، أما ما يحدث الآن فهو متاجرة بأمور لا يجب أن تظهر، فالانسان الذى ستره الله يفضح نفسه أو يسمح لإعلامى أو إعلامية بأن تفتح خزائن فضائحه.

فى الماضى لم يكن الفنان يسمح بأن تدخل كاميرا التصوير لمنزله لالتقاط صورة لأبنائه لأنه كان يعتبر فى ذلك خصوصية ما بعدها خصوصية.

الآن كل شىء له ثمن وبعض الفنانين يفعلون أى شىء من أجل الدولار، بعضهم سمح لنفسه بأن يكون أضحوكة فى برامج المقالب، وآخرون فتحوا أبواب غرف النوم للتصوير وسرد الحكايات.