رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مروان خوري: نخوض حربًا شرسة للحفاظ على صحة الغناء.. وحاربت التردى فى"طرب مع خوري"

النجم اللبنانى مروان
النجم اللبنانى مروان خورى

نمتلك عناصر النجاح لكن تنقصنا الثقافة

الانفلات الرقمى سمح لأنصاف الموهوبين بالمرور إلى بوابة الشهرة

الفنان اليوم هو نسق متكامل وليس فقط صوتاً

أعتمد على البساطة فى كليباتى.. وأريد من المستمع أذنيه لا عينيه

فى صومعته الخاصة بعيدًا عن الضجيج، يُداعب بأنامله آلة البيانو، يخرج علينا بألحان متناسقة وموسيقى متناغمة، بعيدًا عن صخب الآلات الموسيقية التى لا تروق له، فهو صاحب شخصية هادئة انطبعت على موسيقاه وفى اللون الغنائى الذى اختاره لنفسه. إنه صوت لبنان مروان خورى، الذى رصد ولعة الحب وقسوة الفراق ووجع الغربة بعنفوان صوته وشجو إحساسه.

يمضى خورى مشواره الفنى بثبات بعيدًا عن ضجيج الإعلام وصراع «التريند»، مخلفًا وراءه إبداعات تُخلد، وتاريخ متجدد لا ينتهى يضع لبنان فى مقدمة الصفوف الأولى.

لمُعطيات فنية كثيرة ارتبطت بوهج اللحن وعذوبة الصوت، قررت إدارة مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية تكريم الفنان اللبنانى مروان خورى فى دورته الثلاثين مع كبار الأسماء الفنية الأموات منهم والأحياء.

فى حوار خاص مع «الوفد» تحدث النجم اللبنانى مروان خورى عن تكريمه من مهرجان الموسيقى العربية وما يمثله له من قيمة فنية، وعن لغة «التريند» فى معطياته الحياتيه، وعن تأثير مواقع التواصل الاجتماعى على الصناعة. وإلى نص الحوار:

كُرمت فى دورة هذا العام من مهرجان الموسيقى العربية كيف رأيت التكريم وسط عمالقة صنعوا اسمًا فى الميدان الفنى والثقافي؟

فخر لى أن أُكرم فى مهرجان كبير بحجم الموسيقى العربية، الذى يحافظ على رسالة الفن الجاد ويحارب الأسفاف، تكريمى فى المهرجان اعتراف من أهل الفن والأصالة بموهبتى بتوثيق من مملكة الطرب «دار الأوبرا المصرية»، والحظ كان معى لأن التكريم جاء بجانب عمالقة فى سماء الفن أعتبرهم أساتذتى نهلت منهم الكثير حتى وإن لم ألتق بعضهم لكن بالتأكيد أثروا فى كما أثروا فى وجدان الجمهور العربى، ويأتى على رأس المقدمة الموسيقار الراحل جمال سلامة، والعالمى عبده داغر، والملحن خالد الأمير.

*  قُلت إن تكريمك من «مملكة الطرب» اعتراف رسمى بفنك.. هل كنت فى حاجة دليل تستدل من خلاله أنك تمضى نحو الطريق الصحيح؟

- التكريم يعزز من ثقة الفنان، أما الطريق الذى اختارته منذ البداية كان بكامل إرادتى لأننى مؤمن بالرسالة التى أقدمها للجمهور من خلال لحنى أو جملى الموسيقية أو صوتى، ونجوميتى التى صنعها الجمهور كانت أكبر دليل على نجاح رسالتى الفنية، ولكن لاشك أن التكريم مطلوب لأنه يحمل رسالة أن ما تصنعه لا يضيع هباءً وسط التقليعات والظواهر الغنائية التى تُطل علينا من حين لآخر. كما أن مهرجان الموسيقى العربية معروف عنه الحيادية بالمقارنة بالمهرجانات العربية الأخرى التى تختار المكرمين وفقًا لأهوائهم الذاتية حتى وإن لم يكونوا مؤهلين لذلك.

* لم تنجرف وراء السائد.. ولم تغير من قناعاتك حتى نجحت فى كسب قاعدة جماهيرية كبيرة تنتظر أعمالك وحفلاتك بشغف هل يعنى ذلك أن الذوق العام بصحة جيدة؟

- هذا توفيق من عند الله، فى كل عمل جديد أحضر له أشعر أننى أخوض حربًا شرسة لأنه ليس من الصعب اختيار كلمات وألحان ترضى طموحى الفنى وفى ذات الوقت ترضى جميع الأذواق الغنائية الباحثة عن الأصالة، لاشك أن الذوق العام يعانى الآن من علة لا تقل خطرًا عن الأمراض الفتاكة التى تصيب الصحة العضوية، تتمثل فى تقليعات وظواهر تندرج تحت خط الموضة وليس الفن.

* أفهم من ذلك أن الفنان الآن يعانى للوصول إلى القمة فى ظل حالة التردى والانحطاط مقارنة بعصر الزمن الجميل؟

- بالتأكيد لأن المجتمع كان مثقفًا ومتحضرًا وذواقًا، كما أن نجوم الزمن الجميل كانوا أوفر حظًا منا لأنهم لم يجدوا صعوبة فى اختيار الكلمة واللحن فى وجود عمالقة أمثال بليغ حمدى وكمال الطويل، ومحمد عبدالوهاب، مرسى جميل عزيز وغيرهم من الملحنين والشعراء الكبار.

* كثيرًا ما نسمع عبارة «الزمن الجميل»، اصطلاحًا تطلق على زمن مضى.. ما أهم ما يحتاجه زمن الحاضر «فنيًا» ليحمل هذا الوصف، إن لم يكُن كذلك؟

- نمتلك الكوادر الفنية لكن تنقصنا الثقافة، وهذا هو دور المعنيين بالثقافة والإعلام الذين يجب أن يتكاتفوا للارتقاء بالذوق العام من ناحية، ومن ناحية أخرى علينا كفنانين وموسيقيين أن تولد الرغبة لدينا من أجل الإصلاح، وتحقيق التوازن، ونشتغل على نفسنا كثيرًا فى الحاضر حتى نتواجد فى المستقبل بتراثنا وليس بأجسادنا، وأن ننظر إلى ما هو أبعد من أنوفنا، ونخلص للموسيقى التى صنعت نجوميتنا.

* وهل ترى أنه من الممكن أن يحدث ذلك فى ظل حالة الانفلات الرقمى التى نعيشها؟

 - لا شك أن التكنولوجيا أضرت بالصناعة بشكل كبير مثلما أفادتها، وصدرت لنا أصواتًا غنائية لا علاقة لها بالطرب ولا الأصالة، كما أنها سمحت أن يصل كل شيء الجيد والرديء، وسمحت لأنصاف الموهوبين بالمرور إلى بوابة الشهرة بدون وجه حق واختلاس فرصة آخرين يملكون الموهبة. فهى السبب الرئيسى فى ظهور هذه التقليعات والظواهر الغنائية التى نراها، بالتالى المسئولية صعبة على المسئولين والمهمومين بالصناعة.

* هل أردت أن تحارب التردى ببرنامج «طرب مع مروان خوري» الذى استضافت فيه ثلة من أكبر نجوم الغناء فى الوطن العربي؟

- البرنامج هدفه الارتقاء بالذوق العام، من خلال إحياء الموروت التراثى الغنائى بأصوات جديدة، وتذكير الجمهور خاصة الشباب بالعصر الذهبى للأغنية العربية، حتى لا تندثر هويتنا وتمضى فى طى النسيان مع الظواهر والموجات الفنية الجديدة. ورغم نجاح التجربة لكن لا يمكن أن نعول على برنامج واحد أو أكثر لعلاج أزمة مستفحلة.

* ولماذا توقفت هذه التجربة؟

- لظروف كورونا، وقد انتهينا من

تصوير الموسم الثالث المقرر عرضه قريبًا، وفى الموسم الجديد سيكون هناك تواجد للجيل الجديد وتقديم أنماط موسيقية مختلفة.

* ما تقيمك للتجربة؟

- تجربة التقديم أحببتها كثيرًا، لأنها تظهرنى بشخصيتى الحقيقية، وأمارس من خلالها هوايتى المفضلة ألا وهى الموسيقى، وتتيح لى الفرصة فى فتح مجال للنقاش عن الموسيقى والتحدث عن كل ما يتعلق بها، فالحوار هنا مثمر وهادف مثل فكرة البرنامج الذى يراه البعض على أنه للتسلية فقط.

* جمعت بين الغناء واللحن والشعر والعزف هل أثرت واحدة منهما على الأخرى؟

- المتعة الحقيقية أن يجمع الفنان بين أكثر من موهبة، فكل منهما تخدم الآخر، لحنت لنفسى العديد من الأغانى الناجحة، وسعيد أننى نجحت أيضًا كملحن مع زملائى فى تقديم ألحان تظهر موهبتهم الحقيقية، كما أننى استطعت بغنائى إثبات نفسى كملحن، بعدما نجحت فى تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة، زملائى أصبحوا يطلبون منى ألحانًا وليس العكس.

* مروان خورى من الممكن تقديم تنازلات فى الكلمة والموسيقى لإرضاء الجيل الجديد؟

- هذا الأمر مرفوض مطلقًا، أسعى وأجتهد لاختيار كلمات وموسيقى ترضى طموحى وفى ذات الوقت ترضى ذوق جيل الشباب، وهذه هى المعادلة الصعبة، كما أننى مؤمن أن لكل فنان جمهوره ليس بالضرورة أنا أستقطب كل الجمهور الأهم ألا أخسر جمهورى الذى أحبنى وآمن بموهبتى وصنع نجوميتى.

** برأيك هل الموهبة وحدها كافية لاقتحام باب الشهرة؟

- الموهبة بلاشك ضرورية، لكن الفنان الممتهن للغناء اليوم هو نسق متكامل، وليس فقط صوتاً. الفنان عبارة عن مجموعة عناصر متكاملة، الشكل يجب أن يكون مقبولًا ومثقفًا حتى يكون ناجحًا، ولديه حضور وكاريزما إعلامية، ويعبر بأخلاقه عن ثقافة وعادات بلده.

* التزمت فى اختياراتك الغنائية بقضايا الإنسان، فغنيت للحب، والوطن مقتنعًا أن الفن سلاح: هل لا يزال برأيك الفن سلاحًا فعالًا، فى ظل الظروف الراهنة التى تعيشها لبنان التى تنازح حاليًا من أجل البقاء؟

- لبنان كما قلتِ، تقاتل حاليًا من أجل البقاء، وهى بحاجة لدعم الدول العربية، حتى ترجع لبنان لصورتها الجميلة التى خلقت عليها، اشعر بحالة من الخذلان الكبير على بلدى، ولا أعرف إذا كان ثمة كلمة أكبر من كلمة خذلان لأصف بها المشهد فى لبنان الوضع بالفعل مخز أملنا فى الانتخابات القادمة. ومن موقعى فى الأغنية، سيظل صوتى دوماً يحكى لبنان، ويشدو لبنان.

* مش خايف ع لبنان ع الأرض وع المصير.. أنا خايف ع الإنسان ع الخير والضمير.. هل ترى أن الأوضاع فى لبنان من الممكن أن تسرق منكم الإنسانية وتقتل الضمير؟

- أخشى من انعدام الضمير الذى من الممكن أن يقتل بداخلنا الإنسانية، خايف الإحباط يعم البلاد ويقتل بالشعب اللبنانى حلمه، أغنية «مش خايف ع لبنان» تعبر عن الهواجس التى تدور بداخلى التى أتمنى ألا تحدث وتظل هواجس بداخلى فقط.

* تبتعد عن الصخب والبذخ فى كليباتك التى تعتمد على البساطة.. هل تعمدت ذلك؟

- أحب البساطة فى كل شيء، أريد للمشاهد أن ينتبه للكلمة واللحن ويعيش أجواء الأغنية، أريد من المستمع أذنيه لا عينيه.

< الكلمة="" عند="" مروان="" خورى="" لها="" دلالات="" عميقة="" وتأثير="" قوى="" على="" النفس..="" هل="" أنت="" قارئ="" للشعر="">

- أنا شغوف بالشعر والأدب، وأهوى كتابات جبران خليل جبران، وقصائد إلياس أبوشبكة، نزار قبانى، محمود درويش، ميشال طراد، جوزيف حرب، طلال حيدر، والرحابنة، هؤلاء الشعراء أثروا فى تكوينى الفنى وساعدوا على تشكل شخصيتى الفنية، مؤلفاتهم كانت مشبعة بالعواطف والإنسانية حتى فى منحاها السياسى.

- أخيرًا.. ماذا عن جديدك الشعرى واللحني؟

- هناك ثمة تعاون مع كبار الفنانين فى مصر والخليج، ولكن لا أريد الإفصاح عن أى عمل الآن، لأنه لا يوجد تعاقد رسمى بيننا.