رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يوسف زيدان: الإخوان عصابة تحكم البلد

الأديب يوسف زيدان
الأديب يوسف زيدان

ستظل الثقافة والسياسة متلازمتي صراع، طالما بقيت الثقافة طموحة في  محاولتها تغيير الواقع، بينما أبقت السياسة علي هذا الواقع واستماتت في تثبيت دعائمه، وفي ظل هذا الصراع يبقي الإبداع يدفع ثمناً ليس عليه أن يدفعه، ومن ورائه مبدعوه.

فوجئ الدكتور يوسف زيدان بطلب استدعائه للنيابة إثر تقديم أحد المحامين بلاغا ضد «زيدان» طلب فيه مقدم البلاغ اتخاذ الإجراءات اللازمة لفحص كتابه «اللاهوت العربي وأصول العنف الديني».. وهذا الكتاب صدر منه 7 طبعات وفاز بجائزة في لندن كأفضل كتاب مترجم للإنجليزية لعام 2012، حيث وجد مقدم البلاغ أن الكتاب «مخالف لبعض المفاهيم الشرعية».
وكان قد ورد للنيابة تقرير من مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف تضمّن بعض الملاحظات علي الكتاب سالف الذكر، حيث يتضمن شرحاً لبعض المفاهيم الدينية.. وامتثل زيدان أمام النيابة وطلب من محمد الطويلة رئيس النيابة، تمكينه من الاطلاع علي تقرير مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وهو الأمر الذي وافقت عليه النيابة، حيث تبين أن التقرير يتضمن بعض الملاحظات علي كتاب اللاهوت العربي.. كما طالب الدكتور زيدان بمنحه مهلة للرد علي الملاحظات الواردة بتقرير مجمع البحوث الإسلامية حول الكتاب، وتقديمها للنيابة العامة.
قال الأديب الدكتور يوسف زيدان: إن فكرة استدعائه للنيابة في حد ذاتها غير مهذبة.. وأوضح زيدان خلال لقائه علي إحدي القنوات الفضائية أننا الآن في بلد رئيس جمهوريته لا يحترم القانون، وعصابته هي التي تحكم، مطلقاً عليهم لقب «عصابة الإخوان المسلمين» فهم معصوبو الأعين.. وقال: «أنا حزين، وسلاحي هو قلمي».
وأوضح زيدان أن كتاب اللاهوت العربي هو الأكثر مبيعاً في العالم، ولكن التهمة كانت بسبب «تقرير من مجمع البحوث الإسلامية» صدر في 2011 وفجأة يأتي الاستدعاء للتحقيق الآن وهذا مؤشر علي إفلاسهم.
وأضاف زيدان: أعضاء نيابة أمن الدولة كانوا مهذبين ولكن الموضوع لم يكن مهذباً، وهذا يعطي صورة عن مصر ليست طيبة، وقد تناولت وكالة رويترز الخبر وكنت متحفظاً في الحديث معهم، وكنت أتوقع أن النائب العام يهتم بأشياء أخري أكثر أهمية، مثل ازدراء الأديان السماوية وترويج التطرف الديني وإحداث فتنة طائفية.
وقال زيدان: إن النيابة أمهلته شهرًا للرد علي الاتهامات الموجهة إليه.. وأضاف زيدان أن ارتفاع وتيرة قضايا الحسبة في مصر في الفترة الأخيرة يحمل مخاوف كثيرة للغاية من العصف بحرية الرأي والتعبير والإعلام في مصر، مشيرًا إلي أن استمرار مثل هذه القضايا

يهدد مستقبل حرية الرأي والتعبير بقوة.
وتابع زيدان أن حرية الرأي والتعبير مبدأ أقرته الاتفاقيات والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان، مشيراً إلي أن القوانين الحالية لا تهدف إلا للسيطرة علي أجهزة الإعلام والنشر والحياة الفكرية، بما يؤدي إلي سيادة الرأي الواحد ومصادرة الأفكار والآراء المختلفة، حيث يصادرها بحجة ازدراء الأديان، ما يجب معه التخلص من القوانين، التي تجعل البعض يتحكم في الفكر الديني بما يخالف حرية الرأي والتعبير دون مبررات.
الدكتور يوسف زيدان متخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه، وله العديد من المؤلفات والأبحاث العلمية في الفكر الإسلامي والتصوف وتاريخ الطب العربي، وله إسهام أدبي يتمثل في أعمال روائية منشورة، كما أن له مقالات دورية وغير دورية في عدد من الصحف المصرية والعربية، وعمل مستشاراً لعدد من المنظمات مثل مكتبة الإسكندرية، أخرج يوسف زيدان العديد من المؤلفات في مجالات متعددة يتصل جلها بالتراث العربي، وتتوزع أعماله علي فروع التصوف الإسلامي والفلسفة الإسلامية وتاريخ العلوم العربية والنقد الأدبي وفهرسة المخطوطات العربية وفي التصوف الإسلامي، وتتركز أعمال زيدان في موضوع التصوف الفلسفي في مرحلة النضوج، وهو أحد أكثر مباحث التصوف الإسلامي تعقيداً، نظرًا لتواشجه بالعديد من الأفكار والمذاهب الفلسفية النصوص التراثية المهمة في هذا المجال.
كما أن له إسهاماً روائياً يتمثل في روايتيه «ظل الأفعي» ورواية «عزازيل» التي فازت بأهم جائزة أدبية في الشرق الأوسط وفي العالم العربي الجائزة العالمية للرواية العربية لأفضل رواية عربية لعام 2009.
وقد طبع من رواية عزازيل منذ وقت نشرها حتي الآن (أوائل 2010) 16 طبعة متتالية ورواية النبطي.