رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الوصية ملحمة فى حب الوطن على خشبة المسرح القومى

بوابة الوفد الإلكترونية

المخرج خالد جلال: نقول لشهدائنا لن ننساكم

أيمن سلامة: صورة مضيئة لشاب مصرى قدّم حياته للوطن

حالة من الشجن وحب الوطن سيطرت على الجمهور فور مشاهدة مسرحية «الوصية» التى تقدم صورة مشرفة للجيش المصرى متجسداً فى الشهيد محمد المعتز رشاد أحد مقاتلى القوات المسلحة البواسل فى رفح 2015.

تتبع مسرحية «الوصية» طرح القضية التى أثيرت وتثار دائما حول قدرة المسرح على توثيق ظاهرة التطرف برصد لحظة فارقة فى حياة أسرة مصرية هى فى حقيقة الأمر تتكرر بأشكال مختلفة فى المجتمع المصرى وهى قصة إنسانية لجندى من جنود مصر، خريج كلية الإعلام، التحق بالجيش رغم أنه الابن الأكبر لأبيه وأمه، رغبة منه فى الدفاع عن مصر ويخبئ على والده طلب الخدمة فى رفح حتى يستشهد، ويشاء القدر أن يموت فى أحضان والده بعد انفجار الدبابة التى استقلها على أيدى المتطرفين وإصابته إصابات بالغة أودت بحياته ولم يستطع والده الطبيب انقاذ حياته.

«الوصية» لا تستهدف فقط توثيق الحدث بقدر إعطاء رسالة للجمهور حول معانى الوطنية والايثار والإيمان والحب، لإعطاء نموذج حول حب الشاب لوطنه وطلبه بالخدمة فى سيناء وامانيه فى الاستشهاد دفاعا عن بلاده.

الوصية عمل متكامل بداية من النص الذى كتبه الكاتب ايمن سلامة وتناول فيه دراما حياتية لقصة حقيقية برع فيها فى تقديم سرد مشوق دون تعقيد أو تكلّف لقصة أحد أبناء الجيش المصرى الباسل ليمرر من خلالها رسائل ومفاهيم وقيم إنسانية نبيلة وذلك ببراعة استخدام الاسلوب السلس فى الحوار وكذلك السرعة فى الانتقال من حدث لآخر من حكايات البطل وقصة حبه وتخرجه من الجامعة وطموح من حوله أن يصبح مخرجا مشهورا، إلى الحنين لوالدته التى توفت فى الصغر حتى العودة للشهادة فى سبيل الوطن الذى هو هدفه الاسمى فلا ملل يصيب المتفرج مثلما هو آفة بعض العروض التوثيقية، لكنه ينتقل بالمتلقى إلى عالم يجمع بين الخيالى والواقعى ليعيش القضية.

وهنا يأتى دور المخرج خالد جلال الذى برع فى استغلال إمكانيات المسرح البسيطة فى تتبع السرد بتقنية استخدام «الفيديو بروجيكتور» الذى يشرح مشاعر الأب الذى يموت ابنه بين يديه وبين حكى القصة، وهنا برع جلال فى اختيار الممثلين الذين يعبروا عن رؤيته الإخراجية فاختيار الأب الذى يجسد دوره الفنان القدير أحمد فؤاد سليم فى التعبير عن صدمة الحزن، والأم التى قامت بدورها الفنانة القديرة سميرة عبدالعزيز والتى تتحدث من العالم الآخر وتحمل فى طيات كلماتها مشاعر كل أم مصرية تخاف على أبنائها وكذلك فريق العمل ميدو عادل البطل الهمام صاحب الرسالة، ومحمود حافظ الشاب الريفى الذى يتعلم من صديقه وقائد السرية الذى يجسد دوره حسن عبدالله، وكذلك نجح المخرج فى تعميق العلاقة بين الممثلين والمتلقى ليتماهى معهما ويتعاطف مع حياتهم فيخرج ابطال العمل من الصالة ليفاجأ المتلقى بأنه جزء من العرض، فيقدم المخرج لوحات مسرحية وسردا توثيقيا من خلال صور تعبيرية وبصرية تترجم على خشبة المسرح تنال اعجاب وابهار الجمهور.

ولا يمكن الحديث عن الكاتب والمخرج والممثلين دون إلقاء الضوء على جانب مهم من جوانب نجاح هذه المسرحية، اولها صوت المطربة مى فاروق التى تقف لاول مرة على خشبة المسرح وتقدم أشعار المبدع محمد بهجت التى أبكت الجمهور وعبرت عن كل مشهد كانت فيه الأغنية تنطق بمشاعر المتلقى، بألحان أحمد كيكار الذى صاغ موسيقى تعبر عن حالات شخصية، وتشكل حالة اندماج وانسجام مع الحوار وكذلك بقية فريق العمل بداية من الاستعراضات التى قدمها د. مجدى صابر وهى اداة مهمة لتجسيد دور الجيش المصرى وتدريباته وكذلك الإضاءة التى صممها أبو بكر الشريف ونقلتنا إلى حياة اخرى فى العالم الآخر، وهى أحد أهم عوامل التميز فى العمل المسرحى مثلها مثل أزياء هاله الزهوى التى صممتها بصورة بديعة بين الزى السيناوى وزى أبناء الجيش المموه وكذلك الأبيض الذى مزج بين الواقعى والخيالى، حياة العالم الآخر «الاموات» والحياة الجديدة التى مثلت مراحل انتقال للمشاهد فى الحكى السردى، وصمم الدعاية لكل ذلك الفنان مصطفى عوض الذى ابدع فى اختيار ادوات إبداعية لجذب الجمهور بمساندة عدسة المصور المتميز السيد

عبدالقادر الذى التقط مشاهد معبرة لكل ابطال العمل، كل ذلك تحت رعاية الفنان ايهاب فهمى مدير المسرح القومى.

 العرض من إنتاج فرقة المسرح القومى ضمن مبادرة «اعرف جيشك» التى يتبناها البيت الفنى للمسرح للتعريف بإنجازات القوات المسلحة المصرية ورفع الوعى بأهمية دورها فى حماية الوطن من خطر الإرهاب، تحت رعاية الدكتورة ايناس عبدالدايم وزيرة الثقافة التى وصفت العرض برسالة حب وتحية واجبة لشهدائنا الأبرار واضافة إلى دور المسرح فى تعميق مشاعر الوطنية والانتماء.

وبرسالة عشق من الكاتب ايمن سلامة كاتب النص واصفا العمل بأنه رسالة للتعريف بالشهيد الذى ثبت فى وجه الموت دون مهابة ليرسم للآخرين حياة ليكون نبراسا لشبابنا حين يحيط الخطر بوطننا واصفا كتابته لهذا النص بالفخر الذى اضاف الكثير لمشواره الفنى، معتبرا أن هذا العمل البطولى يقدم صورة مضيئة لشاب مصرى قدم حياته فداء للوطن فى إحدى العمليات التى قامت بها قواتنا المسلحة ضد التكفيرين على أرض سيناء تاركا وصيته التى هى عنوان المسرحية فى كشكول مع زميل له لكى يقوم بتوصيلها إلى والده الطبيب.

ووجه «سلامة» الشكر لكل فريق العمل وخاصة الفنان إيهاب فهمى مدير المسرح القومى صاحب الاتفاق معه على تقديم هذا العمل، وكذلك المخرج الكبير خالد جلال الذى أضاف إلى العمل المسرحى بحنكته وعبقريته واستطاع أن يضع رؤية تشكيلية استعراضية وغنائية للمسرح جعلته ملحمة وطنية.

ويؤكد «سلامة» أنه قرأ كل ما يخص قصة هذا الشاب الذى تم تكريم والده من قبل بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى تأثر سيادته عند سماع القصة، وكتبها ليؤكد معانى كثيرة أهمها أن جيش مصر الباسل الذى يحارب الإرهاب لا مجال فيه للواسطة والمحسوبية وهذا ابن طبيب وعميد بالقوات المسلحة ومع ذلك لم يتوسط له -كما يتوهم البعض ويبعده عن المخاطر.

بينما اعتبر المخرج خالد جلال هذا العرض رسالة لكل شاب مصرى بأن يكون نموذجا فى محبة الوطن مثل محمد المعتز رشاد، مشيرا أن هذا العرض نسجناه بكل محبة وتفان واجلال وصنعناه لنقول لشهدائنا اننا لن ننساكم، بل ستصبح قصص بطولاتكم لوحات يشهدها المصريون ويتناقلونها جيلا بعد جيل.

الفنانة القديرة سميرة عبدالعزيز ارسلت من خلال العرض طاقة أمل ومحبة لكل أم مصرية تفقد ابنها فى سبيل الجهاد فى حب الوطن وقالت أن العرض اقل ما يقدم لأبنائنا فى الجيش المصرى، ورسالة أيضاً للاجيال الجديدة للتعريف بأهمية أداء الواجب الوطنى.

واتفق معها الفنان القدير أحمد فؤاد سليم، والذى اكد فخره بتقديم هذا العرض المشرف الذى يعتبر صورة فنية راقية لتجسيد دور المسرح المصرى فى توثيق احداث مجتمعه.

كذلك الفنان الشاب حسن عبدالله الذى اعتبر أن مشاركته فى هذا العرض فخر وشرف ومكانة مختلفة تمثل له نقلة فنية فى مشواره الفنى.