عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"المصلحة"..محاولة لتجميل وجه الداخلية القبيح

بوابة الوفد الإلكترونية

وسط حالة من القلق والخوف من فشل الموسم السينمائي الصيفي نتيجة الأحداث السريعة المتلاحقة التي تمر بها مصر, وانشغال المصريين بالانتخابات الرئاسية وقرب شهر رمضان,

ومحاولات الإسلاميين المستميتة لتحريم الفن وتجريمه ومهاجمة فنانيه، عُرض أمس الفيلم السينمائي الجديد "المصلحة" الذي يقوم ببطولته أحمد السقا وأحمد عز وصلاح عبدالله ومحمد فراج وزينة وكندة علوش وحنان ترك ونهال عنبر وياسمين رئيس وخالد صالح.
ويُعد الفيلم محاولة لتجميل الوجه القبيح لضباط الداخلية بشكل مباشر وموجه من صناع الفيلم؛ فرغم تميز مخرجته ساندرا نشأت في خلق صورة متميزة للأحداث استطاعت خلالها أن تحافظ علي الإيقاع الدرامي للفيلم, إلا أن السياق الدرامي أغفل تجاوزات الضباط وأظهرهم بشكل ملائكي لا يتناسب مع الصورة التي كونها المصريون عنهم عبر سنوات عديدة من الانتهاكات والتجاوزات التي تم رصدها، ومجرد التفكير في صناعة فيلم تدور أحداثه بالكامل لتحسين صورة ضباط الداخلية هو تحدٍ كبير ومغامرة غير محسوبة العواقب من صناع الفيلم في ظل دعوات المقاطعة التي تعرض لها أكثر من فيلم ولم تحقق إيرادات تذكر خاصة أن المصريين عانوا الأمرّين من انتهاكات ضباط الداخلية لهم.
الفيلم تدور أحداثه في إطار بوليسي يعتمد على الأكشن بين ضابط مكافحة المخدرات "حمزة" و"سالم" تاجر المخدرات والثأر بين الاثنين, بعد قيام الشاب المستهتر شقيق تاجر المخدرات بقتل شقيق الضابط أثناء محاولته الهروب من أحد الكمائن؛ الأمر الذي أدى إلى ميلاد الثأر بين الاثنين.
وتظل المطاردة مستمرة بين الضابط "أحمد السقا" وتاجر المخدرات "أحمد عز" حيث يوقع الثاني بزوجة الأول بمساعدة زوجته لضبطها في أحد الكمائن وفي حيازتها مخدرات إلى أن يتمكن الضابط في النهاية من الإيقاع بتاجر المخدرات وشقيقه الهارب من حكم الإعدام ويقوم بقتل شقيق التاجر ليجتمع في نهاية الفيلم الضابط وتاجر المخدرات خلف القضبان الحديدية بجوار بعضهما البعض.
وانقسم جمهور العرض الخاص للفيلم ما بين مؤيد ومعارض للأحداث؛ التي أظهرت الداخلية بشكل إيجابي فقط رغم حالة الانفلات الأمني التي شهدتها ومازالت تمر بها مصر نتيجة الغياب الأمني الواضح, وردد عدد منهم أثناء العرض الخاص هتاف " الداخلية بلطجية" في إشارة منهم للجانب السلبي لضباط الشرطة الذي أغفله صناع الفيلم تماماً.
ونجحت مخرجة الفيلم ساندرا نشأت في الخروج من فخ التوقيت حيث لم تذكر ما إذا كانت أحداثه قبل أو بعد الثورة ؛ كما قامت بتغيير نهاية الفيلم بتوصية من جهاز الرقابة بمشهد يتم فيه مجازاة الشرطة للضابط بعد إخلاله بقواعد المهنة بدلا من تكريمه كما كان مقرر.
وخلال الفيلم أبرز كل من السقا وعز أسلحتهم الفنية في وجه الآخر, إلا أن عز تفوق نتيجة تميز شخصيته علي المستوي الدرامي, خاصة وأنها شخصية مليئة بالتناقضات والانفعالات النفسية التي تميز عز في إبرازها؛ كما نجح الفنان أحمد السقا في تقديم الشخصية بشكل جيد، وقطع خطوة جديدة في مشواره الفني كفنان متميز في تقديم مشاهد الأكشن، ونجح كل منهما في تقديم لمسات كوميدية جميلة خلال الأحداث.
وتميز الموسيقار عمرو إسماعيل في خلق صورة موسيقية بألحانه أثناء الأحداث؛ كما كان اختيار المخرجة لأماكن التصوير سواء في مصر

أو لبنان أكثر من موفق.
أما العنصر النسائي في الفيلم فظهر بشكل باهت وغير ملحوظ بالمرة في الأحداث؛ حيث ظهرت زينة بشخصية عشيقة شقيق تاجر المخدرات التي يحبها شقيقه الأكبر أيضاً, إلا أنه يطردها عقب اكتشافه أنها أقامت علاقة غير شرعية مع شقيقه الأصغر.
أما الفنانة كندة علوش فظهرت بشخصية شقيقة تاجر المخدرات اللبناني التي تتزوج من "سالم" تاجر المخدرات، بينما ظهرت حنان ترك بشخصية زوجة ضابط الشرطة التي تعاني من غياب زوجها الدائم واهتمامه بعمله في مكافحة المخدرات أكثر منها، وظهرت نهال عنبر بشخصية الأم المكلومة التي فقدت نجلها الضابط والتي تخشي علي الثاني من القتل، أما الفنانة الشابة ياسمين رئيس فظهرت بشخصية زوجة ضابط الشرطة الذي يستشهد أثناء اقتحام الكمين بعد شهر العسل.
وظهر الفنان خالد صالح كضيف شرف خلال أحداث الفيلم بشخصية رجل الدين الذي يعتبر مهنته تجارة يقتات منها وليست وسيلة للدعوة والإصلاح، وتميز صالح في الدقائق المعدودة التي ظهر بها وأبدع في تقديم الشخصية بشكل مميز وغير مُسف.
كما تميز الفنان الشاب محمد فراج الذي يحتاج لفرصة أكبر لإبراز موهبته المميزة في تقديم شخصية "سليمان" الشاب المستهتر شقيق تاجر المخدرات, حيث قدم أداء أقل ما يقال عنه أنه جيد, وتمكن من الحفاظ علي اللهجة البدوية بشكل أكثر من رائع طوال أحداث الفيلم بعكس الفنان صلاح عبد الله الذي لم يتمكن من الحفاظ علي وحدة اللغة فتارة يغلب عليه الأداء الصعيدي وتارة بحراوي أو بدوي.
وفي النهاية لا أستطيع أن أنكر أن الفيلم تجربة جيدة تستحق المشاهدة, لما بها من جهد واضح ومميز من بطلي الفيلم أحمد عز وأحمد السقا؛ كما لا ننكر أن هناك العديد من ضباط الشرطة الشرفاء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل خدمة والوطن والحفاظ عن أمنه وحماية مواطنيه, إلا أن الصورة الملائكية التي حاول صناع الفيلم رسمها لهم كانت غير موفقة وبها تحيز كامل للشرطة مثله مثل أفلام المرحلة الناصرية التي كانت تقدم لخدمة الجيش كفيلم إسماعيل ياسين في الطيران وغيرها من الأفلام الموجهة.