وائل هيبة.. رومانسية الحداثة في ثوب مختلف
كتبت _ سمية عبدالمنعم
موهبة تختبيء بين دروب بلد عامر بأمثالها ، تبدو اللغة طوع بنانه ، ربما ساعدته نشأته اللغوية ، ليمزج إحساسا وهاجا بمفردات مميزة قادرة على النفاذ إلى المهج بسلاسة منقطعة .
وائل هيبة ، شاعر يجمع بين الحداثة والتقليد ، ينسج الشعر منذ طفولته وله العديد من القصائد المنشورة في كثير من المواقع الالكترونية ، الا أن حذرا مبهما يجعله محجما عن جمعها بين دفتي ديوان يخلدها .
بين أيدينا إحدى قصائده بعنوان " لا تسأليني":
ولا تسألينى لماذا التقينا
لماذا افترقنا
لماذا عشقنا
لماذا ابتدينا
فقط لا تكونى بكاءَ الليالى
إذا ما انتهينا
رأيتكِ والشمسُ في الأفقِ جمرٌ
وفى البدرٌ صخرٌ على ناظرينا
وقد صارَ للشمسِ حسنٌ وعشقٌ
إلى البدرِ تهديهِ ما قد روينا
رأيتكِ والكونُ أضغاثُ حلمٍ
ففسرتِ رؤياى منذ التقينا
فلا تسألينى لِمَ الشوقُ يطغى
ولا تسألينى لماذا هوينا
فلو كانَ بعدَ اللقاءِ اختيارٌ
وخُيِّرتِ ألا نرى ما رأينا
سنهفو إلى عشقِ روحٍ وقلبٍ
ونرجو الذي كان شوقاً وبينا
لكم أشبعَ الروحَ منا جمالٌ
ولم يلتقِ الجسمُ كفاً وعينا
وكم ردّدَ الطيرُ عنا نشيداً
ويفصلنا البحرُ عن شاطئينا
كأنّ الذى بيننا من حنينٍ
يُرَدُ من القلبِ للقلبِ دينا
فلا تسألينى
فللحب وجه جميلُ الثنايا
وخطٌ تَرَسّمَ فى راحتينا
ولا تسألينى
فإن الإجابةَ محضُ أفتراضٍ
وبعضٌ اجتهادٍ
ولا يعلمُ الروحَ إلا عليمٌ
بما سوفَ نقضى
وما قد قضينا