رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ذكرى رحيله العاشرة.. محمود درويش ثائر في بيت القوافي

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت- سمية عبدالمنعم:
 

"لا ماضٍ للقلب إلا على أسوار القدس، ولا طريق إلى الغد إلا عبر أزقتها الضيقة، ولا أفق للسلام على أرض الفداء والسلام إلا بإنجاز مشروع الحرية".

 

لم تكن تلك كلمات مجزوءة من قصيدة له ولا خاطرة استوقفت قلمه العاشق لثرى فلسطين، بل كانت تلك العبارات جزءا من وثيقة إعلان استقلال فلسطين التي كتبها الشاعر محمود درويش، وقرأها الرئيس الراحل ياسر عرفات في الجزائر، بتاريخ 15 نوفمبر 1988، ونصّت الوثيقة على تحقيق استقلال دولة فلسطين على أرض فلسطين، وتحديد القدس عاصمة أبدية لها.


فجاءت حروف درويش كمثل ضوء كاشف في عتمة الصدور كسبت فلسطين على إثره جزءًا كبيرًا من الرأي العام الدولي، فسارعت أكثر من 100 دولة للاعتراف بدولة فلسطين كاملة السيادة وتعزيز الحلم الوطني.

 

ولم يكن اختيار درويش ليخط تلك الوثيقة محض صدفة أو اعتباط، بل كان نتاج إدراك لمناضل حق، خاض بقلمه حروبًا ضارية لم يخرج من إحداها مهزومًا قط.

 

لطالما كانت فلسطين ذلك الوطن الأثير إليه تقبع بين رويّ قصائده وقوافيها، تهدر أعلامها بين نهدي حبيبته المسكونة قدسًا والمتشبعة بغزة، حتى إذا خدعتك مجازاته وظننته غزلًا صريحًا لعشيقة هنا أو محبوبة هناك، صدتك عتبات فلسطين عما ارتأى فكرك لتعود موقنًا أنه إنما يقصد وطنه وليس سواه.

 

فهو شاعر الوطن الأول الذي استطاع بمهارة حائك أن يمزج في شعره بين حب فلسطين الأرض والحبيبة الأنثى، فها هو في إحدى قصائد ديوانه "أعراس" يقول:

 

هذا التراب ترابي
وهذا السحاب سحابي
وهذا جبين خديجة
أنا العاشق الأبدي السجين البديهي
رائحة الأرض توقظني في الصباح المبكر
قيدي الحديدي يوقظها في المساء المبكر.

 

ونراه في قصيدة أخرى من ديوان "عاشق من فلسطين" يناجي الأرض في عناق لغوي آسر:

 

خذيني إذا عدت يومًا، وشاحًا لهدبك
وغطي عظامي بعشب تعمد من طهر كعبك
وشدي وثاقي.. بخصلة شعر.. بخيط يلوح في ذيل ثوبك
عساني أصير إلها، إلهًا أصير
إذا ما لمست قرارة قلبك.

 

إنه محمود درويش، شاعر بحجم وطن بأكمله، عاش مناضلا وظلت أشعاره بعد مرور عشر سنوات من رحيله سلاحا للنضال أيضا وستظل أبد الدهر ، عنقود عنب للحبيبة وقنبلة في وجه المحتل.

 

"أنا مؤمن بقوة الشعر الذي يمنحني أسباب التطلع إلى الأمام والبحث عن بصيص ضوء، وبالقوة يمكن تحويل اللاواقعي لواقعي والواقعي لخيالي، بالقوة يمكن بناء عالم جديد مناقض للعالم الذي نعيش فيه فعلًا، أنا أرى في الشعر علاجًا روحانيًا وبوسعي أن أخلق بالكلمات ما لا أجده في الواقع".

 

رحمك الله يا وطنًا سكن النضال ويا سلامًا عمّ القلوب.