رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نكشف تفاصيل مأساة إنسانية قابلة للانفجار فى السلوم

2000 لاجئ هربوا من
2000 لاجئ هربوا من ليبيا يهددون أمن المنفذ

علي ارتفاع الف متر تقريبا من سطح البحر.. وبالقرب من مدينة السلوم الواقعة علي الحدود المصرية الليبية.. وبالتحديد داخل «منفذ السلوم البري» يتواجد الآن حوالي ألفي لاجئ وعالق من جنسيات مختلفة فروا من ليبيا مع اندلاع احداث ثورتها في 17 فبراير 2011

ويقيمو في مساحة لا تتجاوز 700 متر داخل خيام تابعة للمفوضية السامية لشئون اللاجئين.. هؤلاء اللاجئون صنعوا مجتمعاً جديداً مغلقاً أغلب سكانه من اصحاب البشرة السمراء وينتمون لدول افريقية مختلفة.. مجتمع يمنع الغريب من التدخل في شئونه قد يتعرض من يخترقه إلي الاذي والاعتداء إذ ما ادركوا انه غريب عنهم.
مجتمع اللاجيئن الذين طال انتظارهم لقرار من المفوضية السامية لشئون اللاجئين بإعادة توطينهم يتكون من افراد وأسر يحملون جنسيات مختلفة افريقية واسيوية فمنهم 1654 مواطنا من السودان و35 اريتريا و2 من غانا و6 من ساحل العاج و8 من نيجيريا و18 من تشاد و61 من اثيوبيا و12 من العراق ومواطن من الجزائر ومواطن من ليبيريا.. وكل هؤلاء يرفض ثوار ليبيا عودتهم مجددا إلي الاراضي الليبية.
ويوجد علي حسب تصريحات فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي 47 اخرون من بين العالقين لم تمنحهم المفوضية صفة اللاجئ بالاضافة إلي 14 تم الاتفاق علي مغادرتهم المنفذ لاعادة توطينهم في دول اخري من بينهم 10 من نيجيريا و2 من مالي وواحد من السودان وواحد من النيجر.
هؤلاء اللاجئون اصبحوا قنبلة موقوتة علي وشك الانفجار في أي وقت لانهم يعيشون دون الحد الادني من الآدمية فهم يقيمون داخل ثلاثة مخيمات كبيرة.. وعدد محدود من الخيام الصغيرة التي تضم الاسر والعائلات.. أما الكهرباء فهي تصل إلي المخيم بصورة عشوائية عبر كابلات غير آمنة من خلال اعمدة الانارة المتواجدة بالمنفذ مما ادي لنشوب حريقين كبيرين داخل المخيم التهما عددا من خيامهم مما نتج عنهما تكدسهم في مساحات صغيرة.. كما انهم يعانون من الاهمال وسوء الخدمات المقدمة لهم من المفوضية السامية لشئون اللاجئين خاصة الاطعمة المقدمة لهم لدرجة ان احدهم اتهم مسئولي المفوضية بالاستفادة من طول اقامتهم في المنفذ وتبديد اموال المنح القادمة لهم من الدول المانحة.
علي الرغم من أنهم اصحاب قضية واحدة فإنهم لا يدركون أهمية اتحادهم.. فهم يتشاجرون مع بعضهم البعض لأتفه الاسباب.. فلا يوجد أمن ولا أمان داخل مخيماتهم وكانت اخر اشتباكاتهم هي التي نشبت بين عدد من السودانيين وقد اتضح انهم ينتمون لقبائل مختلفة في دارفور.
الكارثة داخل مخيمات اللاجئين انها تعتبر بؤرة لانتشار الامراض وتصدير الاوبئة للعاملين بالمنفذ وأهالي السلوم أيضاً، فالرعاية الطبية داخل المخيم قد تكون ضعيفة أو منعدمة وتتمثل في كشك يتواجد فيه طبيب لذلك فإن اغلب اللاجئين - نتيجة لعدم النظافة الشخصية او نظافة مفروشاتهم - تعرضوا لمرض «الجرب» بالاضافة إلي ان الطبيب المتواجد بالمخيمات لا يقدم سوي الاسعافات الاولية اي ان اشتداد المرض يعني ان الموت اصبح نتيجة حتمية كما يروي «خيران البشري» أحد المقيمين داخل منفذ السلوم عن واقعة وفاة احد الصوماليين بعد اصابته بنزلة برد شديدة وتضاعف عليه المرض، وقام الطبيب بإعطائه الجلوكوز دون ان يعلم أنه مريض بالسكر حتي توفي.
أما رمضان أحد اللاجئين السودانيين فيقول: توفيت شقيقتي أمام

اعيننا اثناء الولادة ولم نستطع أن نفعل لها أي شيء، متهما المسئولين عنهم بأنهم يسعون لتحقيق مكاسب مادية علي حساب اللاجئين دون توفير المطلوب لهم، ويضيف بابتسامة ساخرة وحسرة عبرت عنها دموعه وملامح وجهه الحزين «منفذ السلوم اصبح بمثابة سجن كبير، فنحن لا نستطيع العودة إلي ليبيا التي كنا نقيم فيها ولا الدخول إلي مصر أو الذهاب إلي بلدنا أو الموافقة علي اللجوء إلي أي دولة اخري».
اللاجئون والعاملون بالمنفذ أيضا مهددون بالاصافة لمرض الايدز نتيجة لانتشار الدعارة في المخيمات كما يوضح «خالد» احد اهالي السلوم واحد العاملين في المنفذ والذي كشف عن اصابة ستة اشخاص مصريين بالايدز بعد ممارسة الجنس مع لاجئات داخل المخيمات وعادوا إلي محافظاتهم بعد اصابتهم بالمرض اللعين!!
الدعارة في المخيمات أصبحت أيضاً احد اسباب اندلاع مشاجرات عنيفة بين اللاجئين تستخدم فيها الاسلحة البيضاء والعصي، كما انهم لا يجدون حرجا في تعاطي وتناول المخدرات في وضح النهار!!
وفي نهاية المنطقة المخصصة للمخيمات وعلي مسافة عشرة أمتار توجد مساحة سوق بسيط لا تتجاوز البضاعة المعروضة فيه سوي انواع من الشيبسي والبسكوت والسجائر والشاي والمياه الغازية، بالاضافة إلي مقاهٍ لا تقل عشوائية عن المخيمات.
تعتمد المخيمات علي موارد السلوم التي تتعرض لضغوط من حيث الخدمات وإمدادات المياه حيث تخصم احتياجات اللاجئين من المياه من حصة من محطة المياه المخصصة للسلوم، كما تأثرت امدادات الدقيق والخدمات العاجلة مثل عربات الاطفاء خاصة مع اقتراب فصل الصيف.
احد القيادات الامنية في المنفذ والذي رفض ذكر اسمه انتقد بطء سير اجراءات المفوضية السامية لشئون اللاجئين لإعادة توطين اللاجئين موضحا أن المنفذ يشبه المستوطنة الافريقية في مصر، قائلاً: «نفسنا يمشوا النهاردة قبل بكرة» في ظل الاوضاع المتوترة علي المنفذ، وخاصة مع تعدد الاشتباكات بينهم مما يدفع القوات المسلحة إلي اطلاق النار في الهواء لتفريقهم، مطالبا المسئولين في وزارة الخارجية بالضغط علي دول هؤلاء اللاجئين لاعادتهم اليها.. أو الضغط علي مفوضية اللاجئين لاعادة توزيعهم علي الدول التي يطلبون اللجوء إليها مطالبا بضرورة التنسيق مع الجانب الليبي لتأمين الحدود المصرية وحل الازمات التي يعاني منها المنفذ.