رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جمعيات السكرى تهدر الأموال فى انشطة مكررة

د. محمد مشاحيت د.
د. محمد مشاحيت د. عادل السيد

ظاهرة انتشار الجمعيات الأهلية التى تمارس انشطتها فى مجال مرض السكرى أصبحت خطيرة وتحتاج لوقفة ، فهناك اكثر من 20 جمعية غير حكومية خاصة بتقديم خدمات للأطباء والمرضي والمجتمع في مجال السكري. ولكنها جميعا تكرر نفس الشيء وتنفق الملايين بلا جدوى على انشطة متشابهة ومكررة مما يجعل الفائدة من هذه الجمعيات ضئيلة إذا ما قورن بالملايين التي تنفقها .

يقول الدكتور محمد عبدالهادى مشاحيت استشارى علاج السكر والغدد الصماء والأستاذ بكلية طب الفيوم لا احد يستطيع ان يقلل من أهمية الدور الذي تقوم به الجمعيات والمنظمات الغير الحكومية (الأهلية) فهي تساهم في تحسين الوعي وتحسين الخدمة في الكثير من المجالات.

وفي مجال الطب والصحة، توجد الكثير من الجمعيات التي تحاول أن تفعل شيئا وتقدم شيئا ذو فائدة للمجتمع وتتنوع هذه الجمعيات ما بين جمعيات يقوم على إدارتها أطباء وفي أحيان كثيرة يكون القائم على إدارة الجمعية من غير الأطباء من الأشخاص الذين لديهم حس وطني ودافع وطني وإحساس الشخص أو المجموعة ان لديهم رسالة وأن للمجتمع عليهم حقوق يسعون لتقديمها.

إذا من المهم ان تكون هناك جمعيات ومؤسسات مجتمع مدني غير حكومية للمساهمة في تقديم خدمات مختلفة تتكامل مع الدور الحكومي ولا تتعارض معه ولكن كثرة وتكرار الجمعيات والمؤسسات التي تقوم بنفس الغرض قد يسبب العكس.

فعلي سبيل المثال، مرض السكر الذي ينتشر في العالم بشدة ويؤثر بالسب على صحة ما يقرب من 400 مليون شخص على مستوي العالم وعلى ما يقرب من 8 ملايين مصري ويحتاج للتوعية المستمرة والمتابعة المستمرة. فإن وجود هيئات ومؤسسات تقوم بهذا الدور هو شيء ضروري وهام ومطلوب وفعال وحيوي. ولكن أن يصبح في مصر عشرات الجمعيات التي تقوم بنفس الوظيفة، وتكرار بعضها البعض بل وتتنافس بالسلب فيما بينهم فإن ذلك أمر يستوجب وقفه ، حيث يوجد في مصر اكثر من 30 جمعية تتعلق بمرض السكري ، وهذه الجمعيات ما بين جمعيات أنشأها الأطباء وجمعيات أنشأها غير الأطباء ، منها جمعيات توقفت عن العمل منذ سنوات ولا يوجد لديها أي نشاط حالي. ، كما أن الغالبية العظمي من هذه الجمعيات ينحصر نشاطها في عمل مؤتمر سنوي يدعي إليها كبار الأساتذة لتقديم محاضرات لباقي الأطباء المهتمين بالسكري وبعد نهاية المؤتمر تختفي الجمعية ولا احد يسمع عنها حتي العام القادم، وتظهر من جديد لعمل المؤتمر السنوي ، والملاحظ  أن كبار الأطباء الذين يقدمون المحاضرات تقريبا هم نفس الشخصيات في معظم إن لم يكن كل المؤتمرات ،  وأضاف أن الاكثر طرافة  أيضا  ان الأطباء الذين يتم دعوتهم لحضور المحاضرات والاستفادة منها بنسبة 70% هم نفس الأطباء لأن من يقوم بدعوتهم هم شركات الدواء التي تنسق على كل هذه المؤتمرات الخاصة بالجمعيات.

وأشار مشاحيت الى أن الكثير من هذه الجمعيات لا يوجد بها مجلس إدارة حقيقي ولا يقوم بعقد اجتماعات دورية ولا جمعية عمومية واحيانا لا تكون مسجلة أصلا في وزارة التضامن الاجتماعي, أما وزارة الصحة فلا دخل لها بالموضوع من قريب أو من بعيد.

ولكن قد يقوم الوزير او وكيل الوزارة بتلبية دعوة إحدى الجمعيات ليكون المؤتمر تحت رئاسته أو تحت رعايته. وكذلك ان تدعي مديرية الصحة لأرسال عدد من الأطباء لتملأ بهم مقاعد القاعة في المؤتمر.

أما عن المحاضرات التي يقوم كبار الأطباء بإلقائها في مكررة بالنص، ومعظمها محاضرات لشركات الدواء وأحيانا يقوم المحاضر الواحد بإلقاء أكثر من محاضرة في نفس اليوم وأحيانا في نفس الجلسة، وقد تكون محاضرات لشركات متنافسة.. مما يحمل احيانا بعض التناقض مما يجعل المستمع لا يصدق ما يقال لأن نفس الشخص يدافع عن قضيتين متناقضتين احيانا.

وفي آخر الأمر المحاضرات تتكرر في نفس المؤتمر وفي نفس كل المؤتمرات، والعائد العلمي و المجتمعى ضعيف بل هزيل .

 من يمول تلك الجمعيات

ويقول الأستاذ الدكتور عادل السيد  الرئيس الاقليمى للاتحاد الدولى للسكرى و استاذ السكرى بجامعه سوهاج و رئيس جمعيه صعيد مصر للسكرى أن شركات الدواء العالمية وأحيانا المحلية إلى جانب بعض المعامل، وبعض شركات الأجهزة الطبية هي الممول الحقيقي لتلك المؤتمرات وتلك الجمعيات العديدة، ويتراوح ما يتم إنفاقه في المؤتمر الواحد ما بين مليون إلى 3 مليون جنية أي متوسط 1.5 مليون جنية. فبحسبة بسيطة نجد ان ما يتم إنفاقه في العام الواحد يتجاوز 25 مليون جنية ناهيك ان بعض الجمعيات تقيم أكثر من مؤتمر في العام الواحد. كلها هذا المبلغ ينفق والعائد العلمي والمجتمعي منهم ضئيل جدا.

وأضاف لو نظرنا إلى ما يفعله العالم لوجدنا ان الدول الأوربية  تتجمع في جمعية واحدة (EASB) تقوم بعمل مؤتمر سنوي هو واحد بين اقوي المؤتمرات في العالم وهذه الجمعية من الجمعيات النشطة جدا والتي تساعد في وضع السياسات الخاصة بمرض السكر عالميا.

وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية عندها جمعية رئيسية وهي ADA وهي ايضا تنظم مؤتمرا واحدا سنويا.

وكذلك الاتحاد الدولي للسكر والذي يضم حوالى 190 دولة مشتركة من 7 مناطق العالم. له مجلس إدارة يقوم بوضع السياسات وتنظيم نشاط الدول الأعضاء في مجال السكر.

الاتحاد المصري للسكرى – هل هو الحل

ويرى الدكتور عادل ان الحل هو ضم جميع الجمعيات التي تزيد عن 20 جمعية إلى الاتحاد المصري للسكري (EDF) والذي ينشأ بغرض تنظيم عمل هذه الجمعيات، والإشراف عليها لأن هذه الجمعيات كلها جمعيات غير حكومية ولا يكفي إشراف وزارة التضامن الاجتماعي فقط عليها لأن إشرافها فقط إداري ومالي، والغرض من الاتحاد هو الاشراف الفني وحتى يصبح لوزارة الصحة أو نقابة الأطباء أو الأثنين معا الاشراف والرعاية تماما مثلما يحدث في الاتحاد المصري لكرة القدم وهو ايضا منظمة غير حكومية. والموقف متشابه تماما.

فالاتحاد المصري لكرة القدم ينظم أنشطة الأندية الأعضاء سواء الأنشطة المحلية او الأنشطة الدولية أو مستوي المنطقة (القارة). بدلا من ترك الأندية تعمل كما تشاء وكذلك أيضا وزارة الشباب والرياضة هي ايضا تقوم بالإشراف والتوجيه والمراقبة لأعمال الاتحاد، وكذلك الدعم المادي والفني والتدخل إذا لزم الأمر.

الخلاصة ان هناك اكثر من 20 جمعية غير حكومية خاصة بتقديم خدمات للأطباء والمرضي والمجتمع في مجال السكري. ولكنها جميعا تكرر نفس الشيء مما يجعل العائد الفائدة من هذه الجمعيات ضئيل إذا ما قورن بالملايين التي تنفقها ولو تم إنشاء اتحاد ينظم عمل تلك الجمعيات ويشرف عليها سيكون العائد افضل بكثير على جميع المستويات وعلى جميع الأطراف.