رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تنحى مبارك ويوم لا ينسى من ذاكرة الأمة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لا يزال ذاك اليوم محفوراً داخل ذاكرة المصريين بإسقاط رئيساً اعتلي كرسي الحكم لثلاثين عاماً من الظلام والظلم الذي تجرعه المصريون، جاء قرار التنحى  بعد اعتصام دام 18 يوماً من صيحات الاحتجاج بميدان التحرير، للمطالبة بإسقاط النظام، رافعين شعار "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية".

بدأت موجة الاحتجاجات الكبرى على حكم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، في 25 يناير 2011 ، حين دعى بعض من شباب القوى الثورية كـ "حركة شباب 6 أبريل و كلنا خالد سعيد و الجمعيه الوطنيه للتغيير و حركة كفاية وحركة شباب من أجل العدالة والحرية وهنغيّر وحركة 25 يناير"، الشعب المصري للنزول بميادين مصر وإعلان موقفهم من نظام مبارك بتظاهرات سليمة ، وذلك تزامنا مع يوم احتفالات الشرطة بعيدهم في شهر يناير.
استمرت تظاهرات الثوار لأيام ليتحول إلى اعتصام مفتوح بميدان التحرير حتى تنفيذ مطلب واحد وهو " ارحل " للرئيس الأسبق، وذلك عقب يوم 28 الذي استبد فيه الغضب بجموع الشعب عقب محاولات تفريق المتظاهرين بالقوة في جمعة الغضب يوم 28 يناير ومن وقتها، وقد أعلن المتظاهرون عدم مغادرتهم للميدان إلا بتنفيذ ذاك المطلب، ومن ناحية أخرى تعاطف الشعب الراكن بالمنازل مع المتظاهرين.
في ذاك الوقت حاول النظام كسب ود الشعب من خلال خطابات المعزول، حيث القي مبارك 3 خطابات للشعب، إبرزهم الخطاب الثانى حيث حاول مبارك كسب موجة تعاطف في خطاب قال فيه إنه سيبقى وسيموت على أرض مصر، ولن يترك أرواح الشباب الذين قتلوا (منذ بدء الاحتجاجات) تضيع هدراً وسيحاسب المخطئ، وأعلن أنه لا يقبل إملاءات من الخارج، وستبقى مصر أرض المحيا والممات، لكن المتظاهرين رفضوا ما جاء في خطابه، واستمروا في المطالبة برحيله نهائياً عن الحكم.
وما أشعل موجة الغضب أكثر وأنساهم ذاك الخطاب وما جاء فيه هو موقعة الجمل الذي هاجم فيه بلطجية ميدان التحرير، بالجمال والعصى والأسلحة البيضاء في معركة أعادت للاذهان معارك القرون الوسطى،

لذا اشتعل الميدان اكثر واصر الشعب علي استكمال وتيرة الثورة حتى نهايتها .
ومع طلوع شمس الجمعة 11 فبراير، خرج المتظاهرون في جمعة أسموها "الزحف"، وتوجه قطاع منهم إلى قصور الرئاسة، مثل قصر الاتحادية، والقصر الرئاسي في منطقة رأس التين بالإسكندرية، وفي مساء نفس اليوم، ومع وصول مسيرات احتجاجية إلى محيط قصر الاتحادية، ظهر عمر سليمان، في بيان تلفزيوني، أعلن فيه أن مبارك قرر التخلي عن منصب رئيس الجمهورية، وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد ، ليحتفل ميدان التحرير وكل ميادين مصر بأسقاط رئيسا غرس جذوره الفاسدة لثلاثون عاماً يروى فسادا ويحصد ظلماً ليجىء طفلا يحبو ويردد أسم الثورة ليطيح بالرأس وينقلب السحر علي الساحر .
قدم للمحاكمة العلنية بتهمة قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير، وقد مثل  كأول رئيس عربي سابق يتم محاكمته بهذه الطريقة أمام محكمة مدنية في 3 أغسطس 2011، وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد يوم السبت 2 يونيو وتم إخلاء سبيله من جميع القضايا المنسوبة إليه وحكمت محكمة الجنح بإخلاء سبيله بعد انقضاء فترة الحبس الاحتياطي يوم 21 أغسطس 2013، وتمت تبرئته في 29 نوفمبر 2014 من جميع التهم المنسوبة إليه لتنتهى محاكمة القرن وتنطوى صفحات الثلاثون عاماً بثورتها في ذاكرة الامة .