رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جرائم "الجماعة" تصدر من عقول مريضة تزرع الفتن

بوابة الوفد الإلكترونية

يدور الجدل حول جماعة الإخوان منذ نشأتها 1928 وحتى وصولها إلى سدة الحكم فى مصر ثم رفض الشعب لها وخروجه فى أكبر مظاهرة فى تاريخ العالم يعلن رفضه لهذه الجماعة ويخرجها من المشهد المصرى سياسياً واجتماعياً وفكرياً.. بعد تأكده أنها جماعة تقسم الإدارة فيما بينها

هذا يرهب ويرعب بالاغتيال والحرق والتدمير وزرع القنابل، وذاك يهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور، وغيرهم يقدم الغطاء السياسى لهذا وذاك وبعضهم يتلطف ويتودد ويزين اللسان بمعسول الكلام، ولكن ثبت أنهم جميعاً يتسترون خلف ستار الدين ويعتنقون فكراً تكفيرياً إرهابياً إقصائياً ضد الإنسانية وثوابت الدولة المصرية، وأثبتت مواقفهم عبر التاريخ والأحداث عندما تواتيهم الفرصة ينقضوا على الدولة ينفذوا الجرائم ذاتها، وكأنها نسخة كربونية من قتل وحرق واغتيال وتفجيرات، هذا ما فعلته وتفعله دائماً جماعة الإخوان فى صدامها مع الدولة وهو ما كشفه أحمد عزالعرب، نائب رئيس حزب الوفد، فى حوار أكد فيه أن جماعة الإخوان خرجت تماماً من المشهد المصرى بعد أن وجهت جرائمها وإرهابها للشعب المصرى، واصفاً هذه الجرائم بأنها لا تصدر إلا من عقل مريض لجماعة محترفة الكذب والضلال والتستر برداء الدين، تدعى أن 25 يناير ثورتهم ومن صُنعهم بعدما قال مرشدهم إنها هبة غير قانونية ولن يشاركوا فيها!!
مؤكداً أن الشعب المصرى لفظ هذه الجماعة سياسياً واجتماعياً ولن يعود إلى قفص الاستعمار الدينى أو الغربى مرة أخرى.
> ما الهدف الحقيقى من إنشاء جماعة الإخوان بعيداً عن مشروع الخلافة؟
- بمجرد اندلاع ثورة 1919 الخالدة وسقوط آلاف الشهداء اضطر الملك فؤاد لإصدار دستور 23 وفى أقل من عام أجريت الانتخابات ورأس «سعد زغلول» أول وزارة ليبرالية ديمقراطية فى تاريخ الشرق، فأصبح له عدوان: الملك فؤاد الذى تحول من ملك مطلق إلى ملك دستورى، والاستعمار الإنجليزى الذى تزلزل وجوده فى مصر وبدأ العدوان يحاربان الوزارة ثم حزب الوفد ككل بتزوير الانتخابات وتعيين حكومات الأقليات، ولكن الاستعمار الفرنسى الذى كان دولة داخل الدولة فى الإسماعيلية ممثلاً فى شركة قناة السويس كان أذكى من الإنجليز والملك، ورأى أن حزب التجربة الديمقراطية الوليدة قبل ترسيخها بخروج فكرة إحياء الخلافة الإسلامية التى ستكون أشد جاذبية للجهلة وأنصاف المتعلمين، ووجد الاستعمار ضالته فى «حسن البنا» الذى كان عمره «22 سنة» حينها وكان يتمتع بموهبة الخطابة وقدمت له مبلغ الخمسمائة جنيه ليقيم مركزاً لجمعيته، ومنذ اللحظة الأولى اتخذ اسم جماعة الذى كان يغلب عليه الطابع الفاشيستى واتخذ لقب المرشد، له وليس الرئيس أو القائد.. وكان شعار الجماعة سيفان متقاطعان وتعلوها كلمة الإخوان المسلمون وتحتها كلمة «وأعدوا» والتى كانت اختصاراً للآية القرآنية «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة» أى أن نشر الدعوة فى تصور منشئها لن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكن بالسيف والإجبار كما يوحى شعار الجماعة.
> لكن مصر كانت فى أوج توجهها المدنى بعد بلورة ثورة 1919 للفكر الليبرالى فى مصر.. فكيف لهذه الأفكار الشاذة أن يكون لها تأثير؟
- نعم.. فقد نجحت ثورة 1919 ولأول مرة فى تاريخ مصر الحديث أن تجمع المصريون فى وحدة كاملة، ولكن عندما ظهر «حسن البنا» بأسطورة الخلافة التى لا مكان لها فى الدين إنما كانت مجرد صيغة اختارها العرب للحكم وليس لها علاقة بمضمون الدين وهى النتيجة الحتمية لذلك العصر، ولكنهم كانوا يسعوا إلى تفتيت الوطن واستبعاد غير المسلمين منهم وأصبحت الرابطة بينهم راية الدين المزعومة وليس راية الوطن، وكان هدف «البنا» منذ اليوم الأول هو حرب الليبرالية الوليدة المتمثلة فى الوفد.
مظاهرات معادية
> هل يوجد مثال على هذا؟
- الأمثلة كثيرة ومنها عام 1930 عندما ألغى إسماعيل صدقى دستور 23 وجاء بدستور كسيح خرج مئات الألوف يهتفون «الشعب مع النحاس» وأطلق الإخوان مظاهرات معادية تهتف «والله مع الملك» والشيخ «البنا» ناصر «إسماعيل صدقى» عندما فرض معاهدة تربط مصر ببريطانيا عام 1947 وخطب «البنا» فى الإذاعة جاء فيها «واذكر فى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد كان رسولاً نبياً».. وتكررت مواقف الإخوان التى كانت حرباً على الحركة الشعبية.
> كيف ساندت الإخوان «فاروق» ضد الحركة الوطنية؟
- عندما اعتلى «فاروق» العرش عام 1937 حاول الإخوان جعله عرشاً دينياً فهمسوا فى أذن شيخ الأزهر حينها كى يتم تتويج الملك فى الأزهر وإعطائه سيف جده «محمد على» وقيام شيخ الأزهر بإلباسه التاج كما يفعل البابوات مع ملوك أوروبا، ولكن رفض عملاق الوطنية «النحاس» باشا وقال كلمته الشهيرة «مكانك يا شيخ مراغى، إذا وضعت قدمك فى مجال السياسة سأكسرها فلتكتفى بعملك لشيخ الأزهر أو تفقد هذا، فأوغروا صد فاروق ضد الوفد زاعمين كذباً بأن النحاس يغار من الملك لأنه يريد حرمانه من الخلافة، وكانت النتيجة أن الملك أقال وزارة الوفد بعد 5 شهور من اعتلائه للعرش.
> لكن جماعة الإخوان ساندت الدولة المصرية فى حربها ضد اليهود 1948؟
- فى عام 1946 كان «البنا» شكل جهازاً سرياً لميليشيات مسلحة للقفز على السلطة وعندما وصل عدده من 2500 إلى 3000 فرد اندلعت حرب فلسطين عام 1948 ودخل أفراد الإخوان حتى قبل دخول الجيش المصرى يوم 15 مايو 1948 تحت زعم الجهاد ولم يسأل أحد من أين يأتى الإخوان المتطوعون بالسلاح وأين يتلقون تدريباتهم وهل سيوجهون سلاحهم للعدو الصهيونى وبعد العودة إلى الوطن قد يوجه السلاح إلى صدور نظام الحكم المكروه الغارق فى الفساد.
حل الجماعة
> وكيف جاء الإجابات؟
- بعد هزيمة الجيوش العربية عادت الميليشيات الإخوانية إلى مصر محملة بكمية هائلة من السلاح الذى نهبته من مخازن الجيش المصرى وهيأ لـ«البنا» غباؤه أن الدولة بعد هزيمة الجيش فى فلسطين قد أصبحت رخوة ويسهل الاستيلاء عليها فقامت بعدة أعمال إرهابية أشهرها محاولة نسف محكمة مصر لتدمير دوسيهات قضايا الإخوان، ثم اغتيال المستشار الخازندار فقام النقراشى باشا بحل جماعة الإخوان ومصادرة أموالها ومقراتها، فرد الإخوان باغتياله، وردت حكومة إبراهيم عبدالهادى باغتيال حسن البنا..
> هل اشتركت الجماعة فى الكفاح المسلح ضد الإنجليز؟
- لا.. فقد فازت حكومة الوفد بانتخابات وشكلت الوزارة فى بداية 1950 وألغت الأحكام العرفية وإخراج الإخوان من المعتقلات إلا من كان عليه حكم جنائى، ثم انتخبت الجماعة حسن الهضيبى مرشداً عاماً جديداً وأصبح النشاط السياسى هادئاً لأنهم كانوا خارجين من المعتقلات مدمرين فى روحهم المعنوية، وكان حزب الوفد يسيطر على الأغلبية الشعبية ويتولى الحكم ويدير مفاوضات مع بريطانيا، وعندما سارت المفاوضات فى طريق مسدود ألغى النحاس باشا معاهدة 1936 فى 8 أكتوبر 1951 وبدأت مرحلة الكفاح المسلح ضد الإنجليز وظل دور الإخوان سلبياً إلى حد مريب لأنهم لم يكن لهم دور فى الكفاح المسلح ضد بريطانيا.
> وكيف تعاملت جماعة الإخوان مع النظام الجديد ليوليو 1952؟
- بمجرد نجاح الانقلاب العسكرى خرج الإخوان إلى الضوء بقوة ووقفوا بجانب ضباط يوليو فى شرفات قصر عابدين وفى الاستعراضات العسكرية والاجتماعات الشعبية التى نظمها الضباط وبدا كما لو أن الجماعة شركاء للضباط فى الانقلاب، ثم حل عبدالناصر جميع الأحزاب السياسية القائمة ومصادرة أموالها ومقراتها وكان الاستثناء الوحيد لقرار الحل هو جمعية الإخوان بحجة أنها جمعية إسلامية وليست حزباً سياسياً.
حقوق مصر
> ولكن شهر العسل لم يدم طويلاً بين الإخوان وضباط يوليو؟
- «عبدالناصر» استغل الإخوان كظهير شعبى ضد الأحزاب، وتصور الإخوان أنهم شركاء فى الحكم ومن حقهم الاعتراض على بعض قرارات مجلس قيادة الثورة.. ثم بدأ عبدالناصر مفاوضات شاقة مع بريطانيا للجلاء عن مصر واستبدال معاهدة 1936 التى ألغاها الوفد بمعاهدة جديدة تحقق طموحات مصر السياسية وفجأة استيقظ المصريون على مانشيت بجريدة الأهرام: حل جماعة الإخوان.. المرشد وبطانته يفاوضون الإنجليز خلف ظهر الثورة، واتهم «عبدالناصر» الإخوان بأنهم يتصلون بالإنجليز وراء ظهره ويعرضون عليهم شروط معاهدة فيها تفريط فى حقوق مصر، وبدأ القبض على قيادات الإخوان فى نطاق ضيق أول الأمر.
> ولهذا حاولت الإخوان اغتياله فى 1954؟
- بعد أن اعتقدت الإخوان أنها شريكة فى الحكم ثم تأكدت بانفراد «عبدالناصر» بالسلطة حاولت اغتياله فى المنشية بالإسكندرية وقبض على المتهم الذى اعترف بأنه عضو فى جماعة الإخوان بالجهاز السرى الذى يخضع لقيادة المرشد العام وأن الجهاز السرى هو الذى كلفه باغتيال «عبدالناصر»، وسحقهم «عبدالناصر» فى ثانى موجة قمعية ضد الإخوان، وشُكلت محكمة عسكرية من 5 ضباط برئاسة البكباشى جمال سالم وحكمت على 6 منهم بالإعدام، نفذ الحكم فى 5 واستبدلت عقوبة المرشد العام بالأشغال الشاقة المؤبدة.
> ولكن عبدالناصر عفا عنهم فى بداية الستينيات؟
- بعد العدوان على مصر ووقوف أمريكا مع ناصر لخروج الإنجليز ثم جاءت الوحدة مع سوريا فى 1958 وشعر عبدالناصر باطمئنان حكمه بدأ فى الستينيات يفرج عن الإخوان ولم يمر 5 سنوات حكماً قام الإخوان بالموجة الثالثة لهم من الإرهاب وكانت فى أقصى صورها بقيادة أكثر زعمائهم تطرفاً وهو سيد قطب، ولكن فشلت المؤامرة وتم إعدامه، ومرت السنوات ثم مات عبدالناصر فى السبعينيات.
> ولماذا تعتبر «سيد قطب» أخطر قيادات الإخوان تطرفاً؟
- لأنه ألف داخل السجن أهم كتابين له وهما «فى ظلال القرآن» و«معالم على الطريق» والذى يعتبر بمثابة دستور التطرف الدينى حيث وصف فيه المجتمع بأنه جاهلى كافر ولابد من هدمه لبناء مجتمع إسلامى صحيح فوق أنقاضه، ومنذ إعدام «قطب» أصبح الشهيد سيد قطب وأصبحت كتاباته وأفكاره هى المرجع الرئيسى لتيار الإسلام المتطرف والأساس الفلسفى للعنف والاغتيالات السياسية التى سارت عليه العديد من جماعات الإرهاب الدينى والمنبع الأساسى لأفكار أعضائها.
العنف الدموى
> وكيف كان حالهم مع الرئيس السادات؟
- قامت الإخوان بأشد حالات الإرهاب الدينى عنفاً ودموياً فى عهد «السادات» عندما تمكنت من تجنيد بضع مئات من طلبة الفنية العسكرية بقيادة «صالح سرية» وللمرة الثانية من غباء القيادة الإخوانية تصوروا إمكانية الاستيلاء على الدولة بخطة خروج الطلبة المسلحين إلى مقر الاتحاد الاشتراكى والقبض على السادات ومعاونيه وخطفهم ومطالبتهم بإعلان الدولة الإسلامية وإلا قتلوهم واستولوا على السلطة وبالفعل خرج الطلاب ولم تتجاوز حركتهم 3 كم فى شارع الخليفة المأمون وهبطت عليهم قوات الصاعقة وأبادت هذا المجتمع وقبض على «صالح سرية» وحوكم وتم إعدامه مع عدد من المتآمرين وذلك كان فى عام 1971.
> وهل جماعة التكفير والهجرة خرجت من رحم أفكار سيد قطب؟
- هذه الجماعة قامت عام 1976 بقيادة المتطرف شكرى مصطفى وكان على درجة عالية من الهوس والاعتقاد المطلق بأن ما ينفذه هو بأمر الله الذى لن يتخلى عنه أبداً وبعد القبض عليه مع بعض أعوانه ومحاكمته والحكم عليه بالإعدام كان واثقاً أن الله سينقذه فى آخر لحظة وقال له عشماوى عندما لف الحبل حول عنقه ساخراً سترى يا كافر أن الحبل سينقطع، ولسوء حظه لم ينقطع الحبل وتم إعدامه وكان هذا الفكر التكفيرى لسيد قطب هو لمرجع الأوحد لفكر شكرى مصطفى.
> ولكن لماذا انقلبوا على السادات وهو الذى أفرج عنهم وسمح لهم بالعمل المدنى والسياسى؟
- يعتبر «السادات» هو المسئول الأول عما حدث أمام التاريخ فى توحش الإخوان.. بعدما حدثت مظاهرات 18 و19 يناير 1977 نتيجة الزيادة فى أسعار السلع الغذائية والتى أطلق عليها «السادات» انتفاضة الحرامية، قام «السادات» فى رعونة سياسية غير محسوبة العواقب بإطلاق حرية العمل السياسى للإخوان والسماح لهم باستعمال أقصى العنف ضد اليساريين وكانت السلطة الرسمية تتستر على جرائم الإسلام السياسى ضد طلبة الجامعات اليسارية وتحميه من المساءلة وبذلك خرج مارد الإرهاب من القمقم وأخذ ينمو ويتغلغل فى المجتمع إلى أن قتل السادات نفسه فى 6 أكتوبر 1981 بعد أن حاول السادات الحد من خطر استشراء هذا التيار ومن سخرية القدر أن أحد قتلته قضى عقوبة المؤبد كاملة فى السجن وخرج، وبعد وصول الإخوان إلى السلطة تم العفو الشامل عنه وسمح له بتشكيل أحد الأحزاب السلفية ودعاه الرئيس الإخوانى ليجلس فى مقصورة الشرف وسط كبار الضيوف فى نفس اليوم ونفس العيد الذى قتل فيه السادات وهو يحتفل بنفس النصر وسط جيشه وتدور الأيام ويشترك فى الاحتفال أحد قتلة صاحب الفرح الأصلى.
> لكن الشعب لم يكن يقف مع الدولة أو يساند الشرطة ضد هذه العمليات الإرهابية؟
- بالفعل ولكن جاء عملية الأقصر الإرهابية عام 1997 وكانت هذه آخر موجة إرهابية يتعاطف فيها الشعب مع الإرهاب، حيث كان الإخوان فى مواجهة مع الجيش والشرطة فقط ولكن بعد افتضاح أمرهم بوصولهم إلى السلطة وقف الشعب ضد إرهابهم مسانداً الشرطة والجيش وكامل مؤسسات الدولة.
ربع البرلمان
> وهل سار «مبارك» على نهج «السادات» بعد وصوله إلى السلطة فى تعامله مع الإخوان؟
- «مبارك» أبدى روح المصالحة فى بداية حكمه وأغمض عينيه عن رؤية بعض أفراد هذه الجماعة بترشيح نفسها

لعضوية البرلمان كأفراد ولكنه أصيب بالهلع بعد فوز جماعة الإخوان بـ88 مقعداً فى برلمان 2005 ولجأ إلى الوهابيين مستنجداً بهم لمواجهة خطر الإخوان فقاموا بتمويل الجماعات السلفية فى مصر بما قدرته المخابرات الغربية بـ17 مليار ريال سعودى فى الفترة من 2009 وحتى 2011 فقط ونزلت هذه الجماعات السلفية إلى العمل السياسى لمواجهة الإخوان، وكان هذا هو التفسير المنطقى للظهور الفجائى للتيار السلفى على الساحة السياسية وحصوله فى أول انتخابات برلمانية يخوضها فى تاريخه على ربع مقاعد البرلمان.
> كيف ساندت أمريكا الإخوان مع أنها كانت فزاعة لهم خلال حكم مبارك؟
- أدركت أمريكا أن الأنظمة القديمة فى المنطقة استنفدت عمرها الافتراضى وأصبحت آيلة للسقوط بانتفاضات شعبية وكان أضمن حل لأمريكا التنسيق مع الإخوان سراً فى 2003 لحل الصراع العربى الإسرائيلى عن طريق تنازل مصر عن جزء من سيناء يقدر بحوالى 10000 متر ينضم إلى قطاع غزة وتصبح سيناء إمارة يمكنها البقاء إذا تعاون الإخوان مع الأمريكان سيُترك الإخوان يحكمون مصر إلى ما شاء الله وأيديولوجية الإخوان تقر بأن العبرة بالدين وليس بالوطن والتنازل للإخوة فى غزة لا يعنى التنازل عن الوطن فالكل أبناء دين واحد.. وأمريكا بالطبع تهمها مصالحها وتعرف بأن الإخوان تيار فاشى يحكم السيطرة على أتباعه، ولن تخشى أمريكا من انفجار الشارع فى ثورات ديمقراطية يأخذ معها الشعب مصيره فى يده بما قد يهدد مصالح الغرب فى المنطقة تهديداً خطيراً، فوجود تيار إسلامى قوى فى الحكم يضمن ضبط الشارع لصالح أمريكا.
الكذب والضلال
> ما تفسيرك لموقف أمريكا المتخاذل من ثورة 25 يناير ثم القتال للدفاع عنها؟
- 25 يناير ثورة شعبية حقيقية ولأن الإخوان بعيدون عن الشعب فكان رد فعلهم إصدار بيان من المرشد العام يقول: عنها إنها هبة غير قانونية وأن أى إخوانى ينضم إليها سيفصل حيث كان يخشى أن تكون مجرد مظاهرة ضخمة سيسحقها «حبيب العادلى» ثم يلصق التهمة بالإخوان، ولكن عندما أظهر 28 يناير أنها ثورة حقيقية سارع الإخوان محترفو الكذب والضلال بالادعاء بأنها ثورتهم بل ومن صنعهم بالتناقض الكامل لما أذاعوه قبل ذلك بثلاثة أيام.
> إلى أى مدى يتشابه موقف الإخوان مع الموقف الأمريكى تجاه ثورة 25 يناير؟
- بالفعل فقد سارع عملاء الأمريكان فى تشويه الثورة والادعاء بأنها الربيع العربى لدى الثورات الأمريكية الملونة وسارع إمبراطور الشر فى واشنطن بإرسال سفيره فرانك واينزر إلى القاهرة لاحتواء الموقف يوم 25 يناير وما بعده وأعلن أن مبارك خير من يتولى قيادة الفترة الانتقالية، ولن يرشح نفسه ثانية وذهب إلى ميدان التحرير لتسويق بضاعته العفنة للثوار ولكنه قوبل بالنعال وحينها تنكر له سيده وقال إنه لم يرسله ولكنه ذهب كصديق لمبارك ونجحت الثورة وأسقطت مبارك.
> إذن كيف استطاعت الإخوان سرقة ثورة 25 يناير؟
- بعد تولى المجلس العسكرى السلطة فى مصر كان واضحاً أن هناك تواطؤاً لتمهيد السلطة إلى الإخوان بالمشاركة فى إجراء الانتخابات الرئاسية، وعدم إعطاء الفرصة للتيار المدنى فى اشتداد عوده بعد 60 عاماً من الديكتاتورية العسكرية والتضييق على الأحزاب السياسية وفاز الإخوان بالحلم والوصول إلى رئاسة مصر بشتى الطرق غير الأخلاقية دون أى خجل أو شرف أو وطنية.
نذير خطر
> وماذا فعلت بعد وصولها إلى السلطة؟
- أكرم الله مصر بغباء الإخوان المشهور عنهم والذى صور لهم أن الدولة قد دانت لهم فسارعوا للقضاء عليها ومحو هويتها المدنية واستبدالها بفاشية دينية وبدأوا يهددون أهم مؤسسات الدولة وهى القضاء والشرطة والإعلام تمهيداً لتدمير الجيش بتسلل العناصر التابعة لهم إلى صفوفه خلال سنوات أو الزج به فى معارك خارجية، وحينها رأى المصريون دولتهم المدنية التى بنوها خلال قرنين من الزمان على وشك السقوط فى يد عصابة فاشية ترفع زوراً شعار الدين والعمل على أخونة الدولة بدرجة مذهلة كانت نذير خطر فتحرك المصريون ضدهم وانفجرت ثورة 30 يونية لتصحيح المسار ونزل 33 مليون مصرى يطالبوا بإسقاط مرسى فى أكبر مظاهرة فى تاريخ العالم وبالفعل سقط مرسى وجماعته إلى الأبد.
> لكنهم بمساعدة الغرب يحاولون إجهاض مسيرة الشعب؟
- مصر كسرت المخطط الأمريكى ولكن الوجه الكريه للعصابات الإرهابية المتأسلمة يكشف عن نفسه فى موجة عاتية من الإجرام والإرهاب ولكن وقف الشعب هذه المرة جنباً إلى جنب مع الجيش والشرطة مما أفقد الغرب صوابه ونحن نرى المحاولات اليائسة لإجهاض المسيرة وسندفع بعض الثمن لكننا لن تعود إلى قفص الاستعمار الدينى أو الغربى مرة أخرى وقد تقابلت مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكى ومع مستشارة السفارة الأمريكية، وقلت إن الاستعمار الغربى نجح فى منتصف القرن الـ19 فى القضاء على حلم مصر كاد أن يتحقق بإقامة دولة عصرية حديثة، ولكن هذه المرة لن تستطيع إنجلترا أو أمريكا أو حلف الشر فى تحقيق هذه النتيجة مرة أخرى بعد أن قصمنا مخطط الشرق الأوسط الجديد.
> إذن فجماعة الإخوان خرجت بالفعل من المشهد المصرى؟
- نعم الإخوان خرجت من المشهد المصرى تماماً لأنها وجهت إرهابها وإجرامها ضد الشعب بقتل الأبرياء وهدم السكك الحديدية وتدمير أبراج الكهرباء وسكب الزيت على الطرق السريعة ووضع الأسمنت فى فتحات المجارى وهذه الجرائم لا تصدر إلا من عقل مريض ولذلك لن تحصل على فرصة أخرى لأنهم أصبحوا أعداء للشعب المصرى.
مرشد الضلال
> قد يرى البعض أنها خرجت فى المشهد السياسى فقط؟
- بعض مئات الألوف المنضمة إليها أو المتعاطفة معها سيدركها اليأس آجلاً أو عاجلاً وستعود إلى الصف الوطنى كما حدث مع بقايا النازية، ولكن الذى يسارع بهذا هو أن تحسم الحكومة أمرها وتنفذ أحكام الإعدام فوراً فى كل المسئولين عن جرائم القتل بدءاً بمرشد الضلال وصولاً إلى «حبارة» وأشكاله، ولكن لا نفهم سبب هذه الأيادى المرتعشة فى مواجهة الإرهاب.
> كيف ترى التحالف بين الوفد وبين جماعة الإخوان فى انتخابات البرلمان فى 1984؟
- هذا لم يكن تحالفاً، بل الزعيم فؤاد سراج الدين أعطى بقايا هذه الجماعة فرصة الدخول إلى السياسة تحت الظل، وكان عدد أعضائها الذين نجحوا على قوائم الوفد 8 أعضاء مقابل 57 نائباً وفدياً وعندما حاول نائب الجماعة صلاح أبوإسماعيل أن يكون زعيم المعارضة الوفدية سخر منه فؤاد باشا قائلاً: طيب نعمل إيه فى ممتاز نصار؟!
> أيهما استفاد من هذا التحالف؟
- بالطبع الجماعة هى التى استفادت من دخولها البرلمان على قوائم الوفد، وحزب الوفد دفع ثمناً من سمعته بالتشهير به من هذا التحالف، واستغله البعض تماماً مثل استغلال حادث 4 فبراير والتشهير بها غير حقيقى لأنه لم يكن تحالف بل إعطاء أفراد فرصة العمل السياسى بعيداً عن العمل السرى لو أمكن.
> فيما تختلف الجماعة عن الأحزاب المدنية؟
- لا يقوم الإطار الفكرى لجماعة الإخوان على الإيمان بالوطنية المصرية بالمعنى الذى تعتنقه الأحزاب المدنية الذى تراه أن الولاء الأول هو لمصر الأم، ومصر الأرض.. أما الإخوان فالعبرة لديهم بالدين ومعنى الوطنية هو الولاء للإسلام أولاً وأخيراً.
الرابطة الوطنية
> لكن المظهر الخارجى لكثير من المصريين يؤكد تأثير الجماعة فى النسيج الاجتماعى فى مصر؟
- تأثير الجماعة فى النسيج الاجتماعى جاء بتدمير العلاقة الإنسانية والرابطة الوطنية بين متطرفيهم وبين باقى الشعب المصرى من سنة وشيعة وأقباط، وسلف وإخوان وكل هذه الأقاويل التى تتداول على ألسنة العصابة المتأسلمة.
> كيف تقيم السنة التى حكم فيها الإخوان مصر؟
- تميزت جماعة الإخوان بسوء إدارة غير عادى وجهل فاضح بقواعد الحكم وتردد مذهل فى صدور القرارات ثم إلغاؤها، ثم إعادة صدورها دون أن تدرى اليد اليمنى فى مبنى الرئاسة ما تفعله اليد اليسرى وقد أثر ذلك فى مهابة منصب الرئيس تأثيراً مدمراً ونزلت بسمعة كرسيه إلى هاوية محزنة، والنتيجة تخبط إدارى وانهيار أمنى وأخلاقى، واقتراب الوضع الاقتصادى من الإفلاس، بالإضافة إلى الدماء التى سالت والأرواح التى أزهقت وصورة مصر التى تدهورت فى الخارج.
> كيف يمكن تطهير المجتمع من الفكر الإخوانى؟
- يكون ذلك من خلال الرد عليه بفكر منشور، ويبدأ هذا الفكر من الأزهر الشريف لأنه بكل أسف معشش فيه من الإخوان أكثر بكثير مما كنا نتصور، ولابد أن تظهر الدولة مزدهرة وتتمسك بالديمقراطية سبيلاً وحيداً لطريقة الحكم، وهذا بالطبع سيكون أفضل عما تحاول جماعة الإخوان استدراج الدولة إليه ولهذا أتفاءل بالمستقبل لأننا نسير فى الطريق الصحيح وستجنى مصر الثمار فى أقرب وقت وسيشعر الشعب بالتغيير إلى الأفضل وحينها سيلفظ كل فكر شاذ من هذه الجماعة المتأسلمة.