رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حقيقة الخديو إسماعيل مؤسس مصر الحديثة

بوابة الوفد الإلكترونية

أثار مسلسل «سراى عابدين» الذى يتم عرضه الآن موجة شديدة من الجدل حول شخصية الخديو إسماعيل، حاكم مصر الذى عرفه التاريخ كأشهر خلفاء محمد على باشا، وبانى مصر الحديثة، وعمارات القاهرة الخديوية وكوبرى قصر النيل

ودار الأوبرا وافتتاح قناة السويس خير شاهد على أعماله العظيمة، إلا أن العمل الفنى الذى جاء مقلداً للمسلسل التركى «حريم السلطان» أجحف الخديو إسماعيل وانتقص كثيراً من حقوقه، حيث صوره كزير نساء لا شاغل له سوى نسائه وجواريه، وإن كان هذا يمثل جزءاً من الحقيقة، إلا أن للخديو إسماعيل وجوهاً أخرى كان يجب تسليط الضوء عليها، فالتاريخ سيظل يذكر أنه أول من منع العبودية، وأنه دخل فى مشاكل مع صديقه نابليون الثالث لمنع عمل المصريين بالسخرة فى حفر قناة السويس، وأنه استدان ليجعل مصر قطعة من أوروبا، فإذا كان على الرجل مآخذ فإن له أعمالاً جليلة التى كان يجب تسليط الضوء عليها، بدلاً من تصويره على أنه «دنجوان» لا يشغله شىء سوى حريمه.
الخديو إسماعيل أحد أشهر أبناء محمد على، تولى حكم مصر عام 1863، واستمر فى الحكم لمدة 16 عاماً ونصف العام حتى 1879 وشهدت مصر فيها الكثير من الأحداث، والإنجازات التى جعلت هذه الفترة من حكمه مثار جدل، ما بين المؤيدين الذين يرون أنها واحدة من أعظم فترات الحكم فى مصر، التى شهدت أعمالاً جليلة مثل افتتاح قناة السويس، وشق الترع والمشروعات الصناعية والزراعية والثقافية والفنية الكبرى، وبين المعارضين الذين يزعمون أنه أوقع مصر فى شرك الاستدانة من الخارج لتحقيق حلمه فى جلع مصر قطعة من أوروبا، وهو ما نتج عنه احتلال مصر من قبل إنجلترا بعد ذلك.
وأياً كانت الأحكام التى أطلقت على فترة حكم الخديو إسماعيل إلا أنها جميعاً كانت بعيدة عن حياته الشخصية التى حاول المسلسل العربى «سراى عابدين» التركيز عليها ولكن المؤلفة الكويتية «هبة مشارى» أضافت إليها الكثير من الخيال ليتحول المسلسل إلى عمل لا علاقة له بالواقع، وإن كانت الدراما عادة تضيف إلى التاريخ وقائع غير حقيقية كنوع من الإثارة، إلا أن المؤرخين والخبراء أكدوا أن هذا المسلسل لا يمت للحقيقة بصلة، حتى إن الملك أحمد فؤاد الثانى نجل الملك فاروق وحفيد الخديو إسماعيل أصدر بياناً أكد فيه أن المسلسل لم يكن منصفاً لتاريخ الخديو إسماعيل باشا الذى يعتبر من أهم وأعظم حكام مصر فى العصر الحديث، والشريك الأساسى لجده محمد على باشا فى نهضة الوطن الغالى، وبدلاً من أن يبرز المسلسل الأعمال والإنجازات التى قام بها الخديو إسماعيل، اهتم منتجو المسلسل بجانب لا وجود له إلا فى خيالهم ولا يمت للواقع بصلة، بل إنه مهين لذكرى الرجل.
وأكد أن المسلسل مليء بالمغالطات والأخطاء التاريخية والجغرافية أو الخلط فى الشخصيات، وبالاتهامات للخديو وبعض زوجاته بالقتل والتآمر والفساد وسوء الخلق وأنه عمد إلى تشويه صورة الجميع.
إهانة للخديو
من ناحية أخرى، اعتبر ماجد فرج، الباحث فى تاريخ العائلة المالكة، هذا المسلسل إهانة لشخص الخديو إسماعيل وتاريخه الحافل بالأعمال الجليلة، وأكد أنه سيقوم برفع دعوى قضائية لوقف عرض المسلسل لما فيه من مغالطات، وأخطاء تاريخية.
والخديو إسماعيل - لمن لا يعرفه - هو إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد على، ولد فى قصرالمسافر خانة الشهير بحى الجمالية بالقاهرة، الذى احترق فى تسعينيات القرن الماضى، سافر ضمن بعثة الأنجال إلى باريس للدراسة، وعاد إلى مصر وهو يحلم بأن تصبح القاهرة مثل باريس، وبعد وفاة محمد سعيد باشا فى 18 يناير 1863 تولى عرش مصر وفى عام 1867 حصل على لقب خديو بموجب فرمان من السلطان العثمانى مقابل زيادة فى الجزية، ونجح فى عام 1873 فى الحصول على فرمان آخر يتيح له استقلالاً أكثر عن الدولة العثمانية، حيث حصل على حق التصرف بحرية تامة فى شئون الدولة ما عدا عقد المعاهدات السياسية، وبغض النظر عن الديون التى اقترضها الخديو إسماعيل من الدول الأوروبية، والتى كانت ذريعة للتدخل الأجنبى فى شئون مصر، ثم قيام إنجلترا باحتلال مصر بعد ذلك عام 1882، إلا أن مجمل أعمال الخديو إسماعيل تعد من الأعمال الجليلة التى يذكرها له التاريخ، ومنها العديد من الأعمال التى مازالت باقية وشاهدة على عصره حتى الآن.
فإذا كانت هذه الديون تقدر بـ126 مليوناً و354 جنيهاً إنجليزياً - وقتها - فالأعمال التى شهدتها هذه الفترة تؤكد أن هذه الأموال لم تصرف على القصور والجوارى، كما يصور ذلك المسلسل، بل إن هناك أعمالاً جليلة شهدتها مصر، ذكرها المؤرخ إلياس الأيوبى فى كتابه «تاريخ مصر فى عهد الخديو إسماعيل باشا من عام 1863 إلى 1879» مؤكداً أن إسماعيل اعتلى «أريكة» مصر والبلاد لم تخلص بعد من ظلمات القرون الوسطى التى حاول محمد على أن ينتشلها منها، فحال الأجل بينه وبين إتمام عمله فتوقفت مشروعاته الجليلة وتعطلت أنظمة العدل وكادت تغفو آثار العلم، وتخبو جذوة التطور، أما فى الخارج فكانت مصر مفقودة المكانة لا يعرفها على حقيقتها إلا النفر القليل، ولكن بعد أن تولى إسماعيل العرش لمدة 16 عاماً ونصف العام أصبحت لمصر حكومة تنفذ الأنظمة المتبعة فى أرقى البلدان الأوروبية، من حيث نظامها النيابى والإدارى والسياسى، وزادت مساحة أرضها المزروعة نيفاً وألف ألف فدان، وتقدم الرى فيها تقدماً عظيماً، فشقت الترع التى لا حصر لها، وشيدت القناطر، وأنشأ نحو 400 كوبرى على النهر الأعظم وفروعه، منها كوبرى قصر النيل الفخيم، وكوبرى الإنجليز، وأنشئت الطرق المترامية الأطراف فى أنحاء البلاد، ومدت السكك الحديدية والأسلاك البرقية حتى بلغت ديار السودان، وأصلح توزيع الضرائب على أرباب الأطيان، وأنشأ شركات الملاحة وغيرها من الشركات المساهمة، وأصبحت موانئ الإسكندرية وبورسعيد والسويس تضارع أحسن موانئ السواحل الأوروبية والبحر المتوسط عملاً وحركة، كما نصبت المنارات الجميلة على طول الشاطئ المصرى حتى سواحل المحيط الهندى.
انتعاش الفنون
أما المهن والفنون والحرف والصناعات فقد انتعشت على تباينها انتعاشاً عظيماً ونشطت المشروعات العامة، وظهرت مدن القطر بمظهر غير مظهرها الأول، وعلى الأخص مدينتى القاهرة والإسكندرية بعد أن رصفت طرقهما وأضيئت بمصابيح الغاز، ووزعت بهما المياه بطريقة محكمة، وأوجد فيهما الخديو نظاماً خاصاً للكنس والرش، وغرس فيهما الحدائق الغناء، وأنشئت الميادين والمتنزهات الفسيحة الجميلة على طراز حدائق باريس ومتنزهاتها، وازداد بهاؤها بالمبانى الفخيمة مثل دار الأوبرا ودور التمثيل الأخرى والأحياء التى أنشئت على الطراز الأوروبى.
وأشار الكاتب إلى أن عمار البلاد زاد فى هذه الفترة، فنشأت مدن جديدة أهمها الإسماعيلية وحلوان، واتخذت جميع الوسائل اللازمة لحفظ الصحة العامة فى القطر فأصبحت البلاد فى مأمن من غوائل الأوبئة والوافدات، وزادت الصادرات حتى بلغت 4 أضعاف ما كانت عليه من قبل.
أما التعليم فأنشأ الخديو إسماعيل المدارس على اختلاف أنواعها، منها مدارس الفتيات، ومدارس الخادمات التى انفردت بها مصر دون الشرق كله، وأصبحت اللغة العربية لغة رسمية فى المصالح الحكومية والمدارس الأميرية بدل اللغة التركية.
وأرسل الخديو إسماعيل 30 بعثة لاستقصاء الجهات المجهولة فى أواسط أفريقيا وشرقها وأنشأ الجمعية الجغرافية الخديوية التى سارع أقطاب العلم والمعارف إلى الانخراط فيها.
أول مجلس نيابى
وتذكر الويكبيدا أن مصر عرفت أول مجلس نيابى حقيقى فى عهد الخديو إسماعيل الذى قام بتحويل مجلس المشورة الذى أسسه جده محمد على باشا إلى مجلس شورى النواب وأتاح للشعب اختيار ممثليه، وافتتحت أولى جلساته فى 25 نوفمبر 1866، وأنه عمل على تحقيق الإصلاح الإدارى من خلال تحويل الدواوين إلى نظارات، وأنشأ مجالس محلية منتخبة للمعاونة فى إدارة الدولة، وعمل إلى إصلاح النظام القضائى، والاهتمام بالتعليم، حيث قام بزيادة ميزانية نظارة المعارف وإصلاح نظام التعليم، وتكليف الحكومة بتحمل نفقات التلاميذ، وأنشأ أول مدرسة لتعليم الفتيات فى مصر وهى مدرسة السَنية.
ويرى المؤرخ والكاتب الصحفى عباس الطرابيلى أن ما يقدمه المسلسل العربى «سراى عابدين» لا يمت لتاريخ الخديو إسماعيل بصلة، بل إنه يعد جزءاً من مسلسل تشويه تاريخ مصر، وهذا جزء من المخطط الغربى لمنع قيام دولة كبيرة فى المنطقة حتى يتمكن الغرب من السيطرة عليها بأكملها، فإذا كانت نهضة مصر بدأت على يد محمد على الذى حكم مصر لمدة 43 عاماً، فإن النهضة الحقيقية شهدها عصر إسماعيل رغم أنه لم يحكمها سوى 16 عاماً فقط، ويكفى أن نعرف أن إسماعيل وجد أن امتياز حفر قناة السويس كان يتضمن بنداً يلزم الحكومة المصرية بتقديم العمال بالسخرة لحفر القناة، فعمل جاهداً لإلغاء هذا البند، ومن أجل هذا دخلت مصر التحكيم، واضطرت لدفع غرامة قدرها 38 مليون فرانك فرنسى أى حوالى

مليون و525 ألف جنيه مقابل منع السخرة، كما حاول تغيير عدد من الشروط المجحفة التى تضمنها امتياز حفر القناة، ومنها البند الخاص بتقليل مساحة الأراضى المملوكة للشركة حول القناة والتى كانت تقدر بـ23 ألف هكتار أي حوالى 46 ألف فدان، وإعادة الأراضى غير اللازمة للشركة للحكومة المصرية مقابل 30 مليون فرانك فرنسى، أى مليون و200 ألف جنيه، وكذلك الشرط الخاص بترعة الإسماعيلية أو ترعة المياه الحلوة، التى كانت تغذى منطقة القناة بمياه النيل، حيث تفاوض إسماعيل حتى تنازلت شركة قناة السويس عن كل حقوقها فى ترعة المياه الحلوة وإعادتها لمصر مقابل 16 مليون فرانك فرنسى، أى 640 ألف جنيه، وبذلك نجح إسماعيل فى تخفيف الشروط المجحفة التى كان يتضمنها امتياز حفر قناة السويس.
ويتساءل «الطرابيلى»: هل يعقل أن الرجل الذى عمل جاهداً لإلغاء السخرة والعبيد يمكن أن تكون حياته مثلما يصورها المسلسل؟ وأكد أن إسماعيل تنبأ لخطورة عدم سيطرة مصر على منابع النيل فأرسل بعثات لأوغندا، ودخل حربين ضد إثيوبيا عام 1875 لتأمين منابع النيل حينما فكر الملك «فيليك»، حاكم إثيوبيا، فى تحويل مجرى النيل ليصب فى البحرالأحمر، فأرسل جيشاً بقيادة ابنه الأمير حسن لتأديب إثيوبيا.
وأنشأ العديد من الترع، لإضافة أراضٍ زراعية جديدة، منها ترعة الإبراهيمية وقناطر التقسيم بأسيوط، والتى كانت تعد أعظم عمل هندسى فى هذه الفترة، وأنشأ 112 ترعة أخرى و426 قنطرة، وافتتح القناطر الخيرية عام 1867 بعد إصلاحها وتوسع فى زراعة القصب والقطن، وبلغت مساحة الأراضى الزراعية فى فترة حكمه حوالى 4 ملايين و810 آلاف فدان بعد أن كانت 3 ملايين و356 ألفاً فقط بزيادة قدرها حوالى مليون ونصف المليون فدان، وأنشأ مصانع للسكر فى ببا والفشن ومغاغة ومطاى والمنيا وأبوقرقاص والروضة وأرمنت والمطاعنة والفيوم، وأنشأ السكك الحديدية لنقل القصب من المزارع إلى المصانع، كما توسع فى إنشاء مصانع النسيج والدباغة، وأنشأ إسماعيل خطوط السكك الحديدية حتى وصلت إلى 1200 ميل بعد أن كانت 245 ميلاً فقط، وتكلفت مشروعات السكك الحديدية فى عهده 13 مليون جنيه، كما أنشأ التلغراف حتى وصل طوله إلى 1872كم فى مصر، وأدخل إلى السودان بطول 5582 كيلومتراً، وبلغ عدد مكاتب التلغراف فى عهده 1878 مكتباً، كما أنشأ البريد المصرى وبلغ عدد مكاتب البريد فى نهاية عهده 210 مكاتب.
وأنشأ دار الآثار العربية ودار رصد الفلك، ومصلحة الإحصاء، ومصلحة المساحة، وأنشأ المستشفيات فى كل مدن مصر، واهتم بالثقافة والفنون فأنشأ المسرح الكوميدى على غرار المسرح الكوميدى الفرنسى، ودار الأوبرا، وأنشأ حديقة الأزبكية فى إطار اهتمامه بعمارة المدن المصرية، وأنشأ سوقين للجملة بالقاهرة فى العتبة وباب اللوق كأسواق عصرية تضاء بغاز المصابيح، وبها مياه جارية، وأنشأ فوقها غرفاً لإقامة الباعة، وأنشأ حمامات حلوان الكبريتية، كما اهتم بمدينة الإسكندرية وأنشأ فيها قصر المنتزه وأضاء شوارعها واهتم بنظافتها.
كما أنشأ الخديو إسماعيل 30 قصراً فى ربوع مصر منها قصر عابدين والمنتزه والزعفران وسراى الجزيرة والجيزة وبولاق الدكرور وقصر حلوان وقصر القبة وسراى الرمل ورأس التين في الإسكندرية، وأضاف «الطرابيلى»: العيب الوحيد الذى يؤخذ على حكم إسماعيل هو الإسراف والاستدانة من الخارج، ولكن إذا نظرنا إلى المشروعات العظيمة التى قام بها يمكننا أن نجزم بأنه كان من أفضل الحكام الذين حكموا مصر، ولو حكم غيره من الحكام مثلما حكم إسماعيل مصر لكانت مصر فى مصاف الدول العظمى، ويكفينا قناة السويس التى تعد المصدر الأساسى للدخل القومى فى مصر حتى يومنا هذا.
خير خلف
فيما يرى الدكتور أحمد فؤاد أنور، الأستاذ بجامعة الإسكندرية، أن الخديو إسماعيل يعد امتداداً لمحمد على بانى مصر الحديثة، فقد كان خير خلف لهذا الرجل العظيم ويشهد التاريخ أن إسماعيل صاحب أكبر نهضة حقيقية فى تاريخ مصر أغفلها المسلسل، الذى جاء مليئاً بالأخطاء، فهل يعقل أن إسماعيل الذى أضاء الشوارع بغاز الاستصباح كان قصره يضاء بالشموع كما يظهر فى المسلسل؟!
وأضاف أنه من المعروف عن الخديو إسماعيل اهتمامه بالثقافة والفنون والآداب فهل يعقل أن يكرس رجل بهذه المواصفات حياته كله للاهتمام بالنساء، كما ورد فى المسلسل.
ويرى الدكتور «فؤاد» أن الخديو إسماعيل ظلم فى حياته حينما تآمر عليه الغرب وعزله عن الحكم وولى ابنه توفيق بعده، وبعد مماته ظلمه المسلسل أكثر.
ما له وما عليه
ومن يسير فى شوارع وسط القاهرة يرى آثار الخديو إسماعيل شاهدة على عظمة الرجل، مبانى عريقة معروفة عمارة القاهرة الخديوية وشوارع واسعة وميادين فسيحة أشهرها ميدان التحرير وكبارى شاهدة على عظمة هذه الفترة من تاريخ مصر، حقاً لم ينشأها الرجل بيديه، ولكنه شجع من أنشأها، أراد أن تكون القاهرة قطعة من أوروبا، فكانت، أخطأ واستدان ولكنه قدم الكثير، ومع ذلك لم يركز المسلسل على أعماله مثلما ركز المسلسل التركى «حريم السلطان» على توسعات السلطان سليمان، البعض يرى فى ذلك مؤامرة والبعض الآخر يراه تجاهلاً ومغالطة، وإذا كان الكاتب عباس الطرابيلى اعتبر ذلك مؤامرة، فالدكتور عبدالمنعم الجميعى، أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة الفيوم، ينضم للفئة الثانية، ويرى أن المسلسل يحتوى على عدد كبير من الأخطاء والمغالطات جاءت عن عدم دراسة شخصية الرجل دراسة جيدة، وعدم الاهتمام بمراجعة الأحداث مراجعة دقيقة، فمن المفترض أنه عند كتابة التاريخ أن نكتب ما على الرجل وما عليه، فقد كان من المعروف عن الرجل حبه للنساء، ولكن ليس بهذا الشكل المبالغ فيه الذى ورد فى المسلسل، ومع ذلك فله أعمال جليلة كان يجب التركيز عليها، أوحتى تسليط الضوء عليها، وهذا لم يحدث، كما أن المسلسل به أخطاء تاريخية كثيرة، حيث اعتمدت المؤلفة على الخيال ولكن هذا أضر بالحقائق التاريخية وهو ما يؤخذ على المسلسل أيضاً.