رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مستقبل حزب النور السلفي.. غامض!

بوابة الوفد الإلكترونية

ما هو مصير حزب النور؟.. السؤال هو الأكثر طرحا علي الواقع السياسي.. والمفاجأة أن أكثر من يطرحه ويلح عليه هم جماعة الإخوان التي تحاول بإثارتها لهذه القضية إلي توصيل رسالة مفادها أن «النور» سيلقي جزاء سنمار..

ويتمني الإخوان أن تقع الواقعة بين الدولة وحزب النور لكي يشمتوا في أكبر حزب اسلامي أعلن صراحة أنه يساند عزل محمد مرسي ويؤيد ثورة 30 يونيو ويدعم خارطة الطريق ثم ساند جهارا نهارا المشير السيسي في انتخابات الرئاسية ودعا له وحشد أنصاره لانتخابه.
وفي مقابل موقف الإخوان لا تخفي أحزاب مصرية عديدة خشيتها من وجود حزب النور ووصل الحال ببعض القيادات الحزبية إلي المطالبة بحل حرب النور باعتباره حزبا يقوم علي أساس ديني وهو ما يحظره الدستور الحالي لمصر.
وما يزيد مصير حزب النور غموضا هو أن الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما سُئل قبيل انتخابات الرئاسة عما سيفعله مع حزب النور إذا ما فاز برئاسة مصر؟.. أجاب وقتها بأنه سيتم التعامل معه في إطار الدستور والقانون، ولن يسمح بوجود أحزاب على أساس ديني، وهو ما فسره البعض بنية المشير في الإطاحة بالحزب.
ومن هنا راح البعض يؤكد أن السلفيين علي مشارف مرحلة أزمة هي الأولي منذ بداية ظهورهم علنا في العمل السياسي بعد ثورة 25 يناير.. فعقب الثورة دشن التيار السلفي حزباً سياسياً بالتزامن مع تدشين حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الإخوان، ليشكلا معاً تحالفاً إسلامياً يمينياً تمكن من التحكم والسيطرة على مجريات اللعبة السياسية فى مصر، علي الرغم من اختلاف الأيديولوجيا والتاريخ والنشأة بينهما، حتى عزل الدكتور «مرسى» من حكم البلاد، وما تلي ذلك من تداعيات وانعكاسات على سيكولوجية حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية بعد الفوز الكاسح «للسيسي» والدستور الجديد، لتتعدد ولاءاته وانتماءاته، مع اختلاف المشهد السياسي المصري.
وفي تصريحات صحفية قال الدكتور أحمد رشوان، القيادي بالحزب، إن الحزب لا يعول كثيرًا على فكرة الاستمرار في العمل السياسي حاليا، نظرًا لأن الحزب منذ نشأته وهو يبحث عن خدمة الشعب، وإذا طرأ جديد على الأمر، فلنا عودة إلى المساجد مرة أخرى والعمل الخيري.
وأضاف سكرتير الهيئة العليا لحزب النور: «التيار السلفي وخاصة حزب النور الذي تذوق معنى الخدمة العامة بشكل كبير لن يعود إلى الوراء».
وتابع: «أن حزب النور يدرك قدره جيدًا على الساحة السياسية، وطالما هناك دستور وقانون ونحن نحترمه فلا مجال للمزايدة على الحزب».
وشدد على أن كل ما يثير هذه الزوبعة الإعلامية مجموعة من أصحاب المصالح الحزبية الضيقة جدًا، والتي تريد إقصاء كل ما هو إسلامي، على الرغم من مشاركة الحزب في 3 يوليو وعزل الدكتور محمد مرسي وانحيازه للشعب المصري».
وفي تصريحات صحفية ايضا قال محمد خليفة، عضو اللجنة الإعلامية للحزب، إن الحزب يحظى بقبول شعبي لانحيازه لمطالب الثورة وعدم وقفه مع المعزول مرسي.
وأضاف خليفة، أن الحزب واثق فيما يمكن أن يقدمه للشعب، سواء داخل البرلمان المقبل أو خارجه من خلال الخدمات المقدمة في مختلف المحافظات.
ومن جانبها قالت كريمة الحفناوي، أحد مؤسسي حركة كفاية والقيادية بحزب الاشتراكي المصري «آن الأوان كي يخرج ما يسمى تيار الإسلام السياسي من اللعبة السياسية وعلي رأسها حزب النور السلفي، خاصة وأنه بات يقف وحده في مربع الأحزاب الدينية داخل العملية السياسية الحالية، وهذه هي اللحظة المناسبة، لأنه أخطر من جماعة الإخوان الإرهابية».
وأضافت وجود الأحزاب الإسلامية بشكل عام مرفوض تماماً وفقاً للدستور الجديد الذي ينص علي أنه يحظر تشكيل الأحزاب على أساس دينى، مطالبة بحل الأحزاب الدينية وعزل الإخوان والسلفيين سياسياً وغلق الفضائيات السلفية
وأبدت «الحفناوي» التأييد المطلق لفكرة تحالف انتخابي في مواجهة المد الاسلامي السياسي، داعية إلي ضرورة تكاتف وتماسك المصريين جميعاً مع كافة القوي السياسية الوطنية والثورية ليشكلوا يداً واحدة ضد من يريد العبث بمقدرات الأمة، وأكدت دخول الحزب الاشتراكي في عدد من المشاورات بهذا الشأن مع عدد من الأحزاب السياسية.
مؤكدة على ضرورة احترام الحريات والأديان السماوية وحقوق الإنسان، وتوفير مناخ لنضج التعددية الحزبية، لأنها حجر الزاوية فى أى دولة حديثة.
ويؤكد الدكتور أيمن عبد الوهاب، مدير برنامج المجتمع المدني بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الفترة القادمة هي الحاسمة في تحديد الأطراف الأكثر تأثيراً وفاعلية علي الساحة السياسية.. ويقول: «الأمر يرتبط بشعبية وقدرة الحزب السياسي تنظيمياً علي الوصول إلي الجماهير والتواصل معهم بجدية، وهذا مطلوب الآن في ظل مستجدات الأوضاع في مصر، والرهان الأبرز على قدرة الدعوة السلفية ومن خلفها حزب النور، على الاستمرار والتماسك، وبالتالي فعلي الأحزاب السياسية المصرية بلورة رؤيتها وأفكارها بصورة واضحة لكي يمكنها التواصل مع المجتمع بأكمله، وهذا التواصل سيكون المحدد الوحيد لمن يستطيع ان يجتذب أصوات المصريين.
وأضاف: المشهد السياسي الآن يبدو في حالة كبيرة من السيولة السياسية والحزبية، فنحن لدينا حوالي 82 حزباً سياسياً معترفاً بها بشكل قانوني، ولا مفر من حدوث التحالفات والتكتلات السياسية بين الاحزاب، حيث تستطيع ان تنافس بقوة علي الساحة السياسية».
وواصل: «أتوقع فرصاً أكبر للتيار السلفي، بسبب غياب باقي القوي السياسية عن الشارع المصري، لذلك يبدو للجميع أن الأقوي، ولكن التيار السلفي ليس كتلة واحدة أو حزب النور فقط، إنما هناك تنوعات كبيرة للاتجاهات السلفية».
وعن علاقة حزب النور بالدولة بعد فوز «السيسى» برئاسة مصر تقول فريدة النقاش، رئيس تحرير جريدة الأهالي، «إن حزب النور إذا وجد المساحة متاحة أمامه للتحرك فى العمل السياسى فسوف يستمر، اما إذا وجد الأفق مسدوداً أمامه فسيكتفى بالدعوة فى المساجد ولن يدخل أبدا فى صدام مع النظام الحاكم».
وعن مستقبل الحزب واحتمالية أن يخلف حزب الحرية والعدالة فى الخريطة السياسية، قالت «النقاش»: «السلفيون أخطر علي مصر من الإخوان، ويمكن «النور» أن يصل لهذه المرتبة، نظرا لأن الدعوة السلفية تمتلك قوة المال والقواعد الجماهيرية أكثر من قدرة وقوة جماعة الإخوان الإرهابية، خاصة في المناطق المهمشة والفقيرة في

مصر، وبالنسبة للمستقبل السياسى، فالحزب من الممكن أن يخوض الانتخابات البرلمانية، ويفوز ببعض المقاعد، وهذا مقلق في حد ذاته، الأمر الذي يتطلب تكاتف كافة القوي السياسية الوطنية والثورية ضد نفوذ وقوة التيار السلفي، حتي نستطيع إحجام سيطرتهم علي مجلس النواب القادم.
ونبهت إلي ضرورة العمل علي البدء في تنفيذ المشاريع القومية العاجلة والملحة دفاعاً عن مدنية الدولة المصرية وبما يخدم التقدم وإعلاء دولة القانون. مشككة كثيراً في الدور الذى قام به حزب النور أثناء ثورة 30 يونية. مؤكدة أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة عندما دعا رئيس حزب النور السلفي يونس مخيون لحضور الاجتماع الذي ألقي فيه الفريق عبد الفتاح السيسي بيان عزل «مرسي» كان يريد وضع مسافة كافية بين التيارين السلفيين والإخوان، ويتقي شرورهم.
وعلي جانب آخر يقول فاروق العشري، أمين لجنة التثقيف وعضو المكتب السياسي للحزب الناصري: إن الدعوة السلفية بشكل عام أصبحت الآن أكثر مرونة عما مضى، وهم حريصون في المرحلة الراهنة علي التكيف مع إدارة الحكم الجديدة فى أى صورة سواء في شكل أحزاب أو أشخاص ما، ومن الممكن العمل السياسي فى أى وقت وفى ظل أى ظروف. مؤكداً علي قدرة السلفيين علي التكيف والتفاعل مع الأمور والقضايا السياسية التي يعرضها المجتمع عن طريق الحوار وتقديم المقترحات النظرية، وهم سيسعون لذلك أملاً في الوصول للسلطة والمجالس النيابية، دون أن يظهروا ارتباطهم بالمذهب الديني، حتي لا يظل المواطنون يشعرون بالتوتر والخوف تجاههم، لكنهم في الحقيقية لن يتخلوا عن التوجه العقائدي أو شئون الدعوة مطلقاً بل سيأخذون شكلاً مستتراً في أدائهم كنوع من التقية أيضاً، فهم يعبرون عن التيار الديني السلفي في المجتمع ووجوده كحزب سياسي أصبح «غير شرعي»، مما يضعهم تحت بند مخالفة الدستور الجديد الذي يحظر من استمرار وجود الأحزاب ذات المرجعية الدينية في المجتمع.
وتابع: كانت المعركة بين الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، الأب الروحي للسلفية المعاصرة ورأس الدعوة السلفية ياسر برهامي، من أبرز المعارك الكلامية التي دارت بين أقطاب السلفية عقب الإطاحة بـ «مرسي»، ووصف حينها «عبد الخالق» برهامي بـ «شيخ الضلال»، متهماً في الوقت نفسه حزب النور بالخيانة والتآمر، ولم يكتف الرجل بنقدهما، بل أرسل رسائل متتالية حسب الأحداث المتعاقبة وتداعيات المشهد، لإجهاض ما سماه «المشروع الإسلامي».
وتوقع ابتعاد السلفيين تماماً عن الإخوان وأفكارهم الدموية، علي الرغم من انطلاق السلفيين في العمل السياسي بجانب البعد الدعوي بالتزامن مع توجهات الإخوان بعد 28 يناير 2011.
مؤكداً علي أهمية تجمع كافة الأحزاب السياسية حول هدف حقيقي وليس نفعي، وهذا يتطلب اتساع دائرة الحوار النخبوي بشكل متعاون عبر الكوادر الحزبية المدربة والواعية والقادرة علي التواصل مع الجماهير الغفيرة، مع فتح قنوات اتصال مع الشباب من الجنسيين داخل المناطق الشعبية والطبقات الفقيرة والوسطي التي لها تواجد محدود علي الساحة السياسية وأيضاً في المناطق الراقية، لأنها أصبحت ضرورة ملحة.
الدكتور أحمد يحيي عبد الحميد، استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة السويس، يري أن من سيئات ثورة 25 يناير ظهور تيار الإسلام السياسي في المجتمع وتأثيره علي الجماهير تحت دعاوي الدين ومظاهر التدين الزائف، وقد استغل صعوده للسلطة في الماضي، ودخول السلفيين اللعبة السياسية.. وقال: «شاهدنا مهازل هنا وهناك هناك.. الكثير من مشايخ الحركة السلفية اتسم خطابهم الديني والسياسي بالنزعة إلي تكفير المعارضين السياسيين، وذلك باستخدام العديد من الشعارات غير الصحيحة، كما أنهم يحرمون الخروج علي الحاكم، وهذه الحقيقة كانت تعيشها مصر منذ قيام الثورة وبعدما أراد السلفيون ان يزاحموا الإخوان بتواجدهم السياسي، ثم تلاحظ بعد ذلك اندماجهم وتوحدهم وتعاونهم مع كل أشكال السلطة القائمة، بل وتأييدهم في كثير من اتجاهاتها وقراراتها الخاطئة، ومن الغريب ظهور السلفيين في مجلس الشعب المنحل وفي كثير من المواقع القيادية وكأنهم ورثة السلطة السياسية وتجلي ذلك عندما اعتصم الإخوان في ميداني رابعة والنهضة وكان السلفيون أكثر انضماماً وتأييداً لهم.