رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التوقيت الصيفي يوفر 2٪ من الطاقة

بوابة الوفد الإلكترونية

تباينت الآراء حول قرار رئيس مجلس الوزراء بعودة التوقيت الصيفي مرة أخري في منتصف مايو الحالي، ففي الوقت الذي رأه البعض يوفر جزءاً بسيطاً من الطاقة، ويمكن ان يساهم في حل أزمة الوقود،

ويعالج الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، رأي آخرون أن عودته غير مجدية، ولن تحل الأزمة، فالحكومة تركت المشكلة تتفاقم، وعجزت عن استخدام البدائل، وترشيد الاستهلاك، ولجأت للتوقيت الصيفي الذي قامت حكومة شرف بإلغائه بعد إسقاط نظام مبارك، وكأن الثورة لم تقم، وطالب الخبراء بضرورة توعية المواطنين، والبحث عن حلول جادة وفعالة لانهاء الأزمة.
كان الأمريكي بنيامين فرانكلين أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي في القرن العشرين، ولم ينجح في ترويجها إلا ان التطبيق الفعلي لم يتحقق إلا خلال الحرب العالمية الأولي عام 1816، وكانت ألمانيا من أوائل الدول التي طبقت التوقيت الصيفي من أجل الحفاظ علي الطاقة، ثم تبعتها بريطانيا وتلتها العديد من الدول الأوروبية، ولم يطبق التوقيت الصيفي في مصر إلا في الثمانينيات عندما تولي الرئيس حسني مبارك مقاليد الأمور حيث صدر القانون رقم 141 لسنة 1988 لتقرير نظام التوقيت الصيفي، والذي تم تعديله بالقانون رقم 14 لسنة 1995، وحدد في المادة الأولي منه مدة التوقيت الصيف، وبدايته في آخر جمعة من شهر ابريل وحتي الخميس الأخير من شهر سبتمبر واستثنت المادة الثانية من القانون 141 لسنة 1988، شهر رمضان من التطبيق، وظل العمل قائماً بنظام التوقيت الصيفي، إلي أن جاءت حكومة الدكتور عصام شرف بعد ثورة 25 يناير، لتقرر إلغاء العمل بالتوقيت الصيفي في ابريل 2011 لعدم جدواه في توفير الطاقة الكهربائية، فضلاً عما يتسبب فيه من اضطرابات في الحياة اليومية، ووقتها شعر الجميع بأن الثورة نجحت في تغيير نظام كان متبعاً في حكم مبارك، وتفاءل المواطنون بمكتسبات الثورة، إلي أن قررت حكومة الدكتور إبراهيم محلب العودة إليه من جديد ابتداء من 15 مايو الحالي، بتقديم الساعة 60 دقيقة، علي أن يتم استثناء شهر رمضان ويستمر العمل به حتي آخر جمعة من شهر سبتمبر القادم، وذلك بعد أن ساد الظلام في محافظات مصر نتيجة لنقص الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، فضلا عن تهالك الشبكات وخروجها عن الخدمة وعدم إجراء الصيانة اللازمة فلجأت حكومة محلب للعودة للتوقيت الصيفي لتوفير القليل من الطاقة بدلا من محاولة معالجة الأزمة والبحث عن البدائل التي يمكن من خلالها ترشيد الكهرباء، فتركت المصانع تحصل علي الطاقة بأسعار مدعمة لتشغيل مصانعها وبدأت تبحث عن وسيلة لخنق المواطنين وإرباك مصالحهم.
53٪ يرفضون
ومع بداية إعلان تطبيق التوقيت الصيفي كشف استطلاع للرأي أجرته وزارة المالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول عودة التوقيت الصيفي، عن موافقة 46٪ من المشاركين في الاستفتاء علي عودة التوقيت الصيفي بحجة انه سيحقق توفيراً ملموساً في استهلاك الكهرباء بينما رفضه 53٪ لعدم جدواه.
الدكتور أسامة رضوان أستاذ هندسة القوة الكهربائية بكلية الهندسة جامعة القاهرة، يري أن عودة التوقيت الصيفي، لن توفر كثيراً من الطاقة، لكنها إحدي الطرق التي تلجأ إليها الحكومة لتوفير جزء بسيط، فنحن نبحث عن الطرق التي يمكن من خلالها ترشيد استهلاك الكهرباء ولو كانت بنسبة 2٪، وبالتالي فإن تقديم الساعة سيوفر القليل من الطاقة من وجهة نظر القائمين علي القرار، لان النهار سيكون أطول ونحن نعاني من ضعف في الشبكة الكهربائية حيث يصل العجز أحيانا إلي أكثر

من 3 آلاف ميجاوات، كما نعاني من أزمة في الطاقة التي أصبحنا نستمدها من الدول العربية في شكل معونات، فارتفعت أسعار الغاز في الآونة الأخيرة، وستشهد الفترة القادمة مزيداً من الارتفاعات المتتالية في أسعار الطاقة.
ضوء النهار
الدكتور رشدي رضوان، أستاذ هندسة القوة الكهربائية، يقول: عودة التوقيت الصيفي مرة أخري ستجعلنا نستفيد من ضوء النهار، فيستيقظ الجميع مبكرا، وهذا النظام معمول به في الكثير من دول أوروبا، ونحن الآن في أمس الحاجة لتوفير جزء ولو بسيط من الطاقة، فتقديم الساعة 60 دقيقة يجعلنا وكأن لدينا محطة كهرباء صغيرة، قمنا بإضافتها، وستوفر لنا ما يقرب من 2٪ إلي 4٪ من الطاقة تقريبا، بعد أن أصبحنا في أزمة شديدة نتج عنها انقطاع مستمر للتيار الكهربائي، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، ولجوء العديد من المواطنين لاستخدام أجهزة التكييف وعدم ترشيد الكهرباء، لذا لابد ان نتعاون في تلك المرحلة لكي تتجاوز تلك الأزمة.
ارتباك الحياة اليومية
الدكتور حمدي عبدالعظيم رئيس أكاديمية السادات للعلوم الإدارية الأسبق، يري ان توفير 2٪ من الطاقة لن يؤثر كثيراً، فقد سبق أن ألغت حكومة الدكتور عصام شرف العمل بنظام التوقيت الصيفي بعد الثورة مباشرة، لعدم جدواه، وهذا أحد مكتسبات الثورة، حيث كان العمل به يتسبب في حالة من الارتباك في كافة مظاهر الحياة اليومية فعودة التوقيت الصيفي لن تحل الأزمة، بل هو مسّكن مؤقت لكن الأزمة الحقيقية ستظل قائمة، ومن ناحية أخري فإن هذا التوقيت الصيفي سيساهم في زيادة الضغط علي الأجهزة كالتليفزيونات، والتكييفات ليلاً، لذا كان من المفترض ان تبحث الحكومة عن حلول جذرية للأزمة كاستخدام اللمبات الموفرة التي من شأنها العمل علي ترشيد الطاقة في المنازل، فضلاً عن توعية المواطنين وحثهم علي عدم استعمال الأجهزة المنزلية كثيراً خلال ساعات النهار، والبدء في استخدام اللمبات «Led» التي أعلنت عنها وزارة الكهرباء، والتي ستساهم في ترشيد الاستهلاك لكونها تقوم بالفصل الأتوماتيكي في حالة عدم تواجد أشخاص بالمكان، ومن ناحية أخري لابد أن نلجأ لاستخدام البدائل كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما هو متبع في كثير من الدول فمصر من أوائل الدول التي نادت باستخدام الطاقة الشمسية، ونحن الآن في أزمة حقيقية، ونحتاج لحلول واقعية تأتي بنتائج إيجابية.