رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دراجات للإيجار فى شوارع القاهرة

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

هل تصبح الدراجات وسيلة مواصلات رئيسية فى ظل ازدياد مشكلة الزحام بالشوارع وتكدس السيارات فى كل الأوقات، فكم هناك من أوقات ذروة سواء على مدى أيام الأسبوع أو خلال ساعات النهار، يكون فيها الزحام سبباً كافياً لأن تتخذ قراراً بعدم النزول من البيت والتضحية بأى مشوار أو مصلحة تتطلب التعامل مع زحام الشوارع، ومن هنا تأتى أهمية مشروع الدراجات كوسيلة انتقال للأفراد، وهو المشروع الذى ظهر مؤخراً فى بعض شوارع القاهرة والمدن الجديدة، ولقى إقبالاً من الشباب من الجنسين.

ويأتى هذا المشروع تأكيداً للمبادرة التى تولاها الرئيس عبدالفتاح السيسى لتشجيع الشباب على استخدام الدراجات.

 دراجتك صحتك

تلك المبادرة التى دعا إليها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ عامين، تأتى فى إطار خطة التنمية الشاملة التى بدأتها الحكومة منذ عدة سنوات، حيث تسهم فى انتشار ثقافة استخدام الدراجات فى تعزيز عدة قطاعات، إذ يؤدى توسيع قاعدة راكبى الدراجات إلى فوائد اقتصادية، منها تقليل استهلاك الوقود الحفرى وما يتبع ذلك من فوائد بيئية بتقليل الانبعاثات الناتجة عن استخدام هذا النوع من الوقود.

وعملت وزارة الشباب والرياضة على تنفيذ هذه المبادرة، واستهدفت المرحلة الأولى منها توفير 1000 دراجة هوائية بسعر مدعم للشباب، بهدف توسيع قاعدة ممارسة الرياضة وجعل الرياضة أسلوب حياة فى مصر، وبالفعل بدأت تأخذ حيز التنفيذ بعد أن لاقت قبولاً واسعاً وخاصة بين طلاب الجامعات.

وكانت أسعار الدراجات التى تتيحها المبادرة، 1909 جنيهات للدراجة الجبلية، ودراجة الفتيات: 1978 جنيهاً، والدراجة الهجينة: 2331 جنيهاً، والدراجة الكهربائية: 12000 جنيه، وعمدت الوزارة إلى إضافة الدراجات الخاصة بالفتيات فى الدفعة الثالثة من المبادرة نظراً لإقبال الفتيات والسيدات خلال المراحل السابقة، والمميز فى تلك المبادرة هو نظام الدفع حيث يختار المواطن طريقة دفع قيمة الدراجة، نقداً أو ببطاقة الائتمان أو عن التقسيط عبر بنك مصر.

وشجعت شهد السعيد، طالبة، الفتيات على ركوب الدراجات، لافتة إلى أنها تعمل على تحسين اللياقة البدنية وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض وتعزيز الصحة العامة، حيث إنه يقى من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنه يقلل من خطر الإصابة بالسرطان، ويعمل على تحفيز المناطق الحركية فى الجهاز العصبى المركزى وتنشيط القشرة الدماغية، ما يسهم فى تعزيز التعلم والتوازن الحركى.

وبعد مرور الأيام ونجاح تلك المبادرة الرئاسية، التى لفتت أنظار العالم، بدأت إحدى الشركات العالمية فى السعى لتطبيق مبادرة أخرى بتأجير الدراجات للراغبين وهو ما تم تطبيقه فى محافظة القاهرة وعدد من المدن الجديدة.

ويعد مشهد الدراجات المصفوفة بلونها البرتقالى المُبهج من أجمل المشاهد التى خطفت أعين المارة بشوارع القاهرة، الذين وقفوا يتساءلون بشغف عن مشروع الدراجات التشاركية، وعلمت «الوفد» أن المواطن يمكنه استخدام تلك الدراجات بطريقة سلسة عن طريق تطبيق عبر الإنترنت لحجز الدراجات، ويحمل التطبيق اسم الشركة العالمية المسئولة عن نشر ثقافة ركوب الدراجات كوسيلة للتنقل حول العالم تحت مسمى «Donkey Republic»، ويأتى هذا المشروع فى ظل سعى مصر لتقليل الانبعاثات الناجمة عن احتراق الوقود، وتخفيف ازدحام المواصلات لا سيما فى القاهرة، لذا باتت فكرة «النقل التشاركى» ملائمة لهذا التوجه.

أماكن المحطات

وتتواجد محطات هذ الدراجات، فى ميدان عبدالمنعم رياض، مدخل السرفيس من الكورنيش، وشارع الشواربى المتفرع من شارع قصر النيل، ومدخل جراج التحرير، وفى ميدان الجمهورية، وأمام ميدان عبدالمنعم رياض بالقاهرة، وفى تقاطع الفلكى مع الشيخ ريحان، وعند محطة المترو بميدان محمد فريد، وعند مدخل محمود بسيونى من طلعت حرب، وعند ممر القاضى الفاضل بين قصر النيل، ومحمد صبرى وأبوعلم وفى عدد آخر من مناطق وسط القاهرة.

ويستهدف مسئولو المشروع خلال الفترة القادمة إنشاء مسارات مستقلة لسير الدراجات فى الشوارع، بجانب الرصيف لتوفير عنصر الأمان وتيسير الانتقال بالدراجات، وفى حالة التعرض لحادث يتم الاتصال بالخط الساخن، ويأتى أحد الموظفين بدراجة أخرى بديلة، كما تقوم الشركة فى الوقت الحالى بالحصول على تراخيص لخدمة «إنقاذ الدراجات» من المحافظة والمرور لإدخالها حيز التطبيق الفعلى ليكون دورها التعامل مع أية مشكلة أو أعطال فى الدراجات، والمواطن لا يتحمل أى أعباء مالية نظير الإصلاحات، حيث إن كل الدراجات مؤمن عليها.

تعاون

اتخذت محافظة القاهرة، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى، خطوات فعلية نحو بيئة نظيفة، والحد من الزحام من خلال مشروع «كايرو بايك»، الذى يجرى تعميمه ونشره فى منطقة وسط البلد، لتشجيع ثقافة ركوب الدراجات بين المواطنين والشباب، بديلاً عن استخدام السيارات الخاصة، حيث يمكن التنزه أو الوصول للعمل أو السكن أو الجامعة، أو حتى ممشى أهل مصر، من خلال استخدام الدراجات بدلاً من السيارات ووسائل المواصلات المختلفة، حيث يوفر مشروع «كايرو بايك» محطات ثابتة بها دراجات تناسب مختلف الأعمار، وبأسعار مناسبة للجميع.

وأكد اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، أن هذا المشروع الذى تنفرد به محافظة القاهرة يأتى بالتزامن مع استعدادات مصر لاستضافة قمة المناخ «COP 27» حيث تسعى المحافظة إلى دعم تكامل وسائل المواصلات وتسهيل الممارسات الصحية والبيئية لتقليل الانبعاثات الضارة بالعاصمة، والحد من الاعتماد المتزايد على السيارات فى إطار تنوع وسائل التنقل الصحى والصديق للبيئة، حيث سيسهم كل ذلك فى تخفيف الكثافات المرورية بمنطقة وسط المدينة.

مطبات فى الطريق

وتعليقاً على هذا المشروع، قال أمجد عامر، خبير التنمية المحلية، إن مشروع كايرو بايك تم الإعلان عنه أكثر من مرة ولكن لم يتم تنفيذه بشكل فعلى، لعدم وجود طرق مخصصة لسير تلك الدراجات، خاصة أن سيرها وسط السيارات والأوتوبيسات سيؤدى إلى وقوع الكثير من الحوادث.

وطالب «عامر» بوجود طرق للسير لهذه الدراجات تفادياً لأية خسائر بشرية أو مادية، لافتاً إلى أن هذا المشروع يساعد على تنقية البيئة وسيخفف من الازدحام المرورى،

بالإضافة إلى توفير المال والوقت لمن يريد استخدام الدراجات، مشيراً إلى أن الدولة تسعى إلى تشجيع المواطنين على تقليل استخدام السيارات الخاصة لتقليل الزحام والحد من التلوث بتوفير وسيلة نقل مناسبة، خاصة أن مشروع كايرو بايك يقوم على نشر استخدام الدراجات وتعزيزه كوسيلة غير آلية بديلة للنقل بالعاصمة، وهو نتاج شراكة بين محافظة القاهرة وشركاء التنمية وبدعم برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية UN HABITAT وتمويل من مؤسسة دروسوس السويسرية drosos ودعم فنى وإشراف من قبل معهد سياسة النقل والتنمية IATD.

وأشار الخبير المحلى إلى أن محطات الدراجات تعمل بالطاقة الشمسية للحفاظ على البيئة، ومزودة بكاميرات مراقبة لإحكام السيطرة عليها، كما تتوافر بها وسائل الأمان بالدراجة وتزويدها بخاصية التتبع (GPS) لمنع أى سرقات أو تجاوزات، ورصد حركة السير لتقديم خدمة أفضل، مضيفاً أن العمل على استخدام الدراجات كبديل للسيارات بمنطقة وسط البلد يساهم فى الحد من الزحام ويمنع التلوث ويحافظ على الهدوء.

وتضم المرحلة الأولى من مشروع «كايرو بايك» 26 محطة، بإجمالى 250 دراجة، والمرحلة الثانية تبدأ فى سبتمبر المقبل، وتضم 250 دراجة، لتغطية كل أنحاء وسط البلد، كما أنه يوجد اشتراك سنوى بقيمة 500 جنيه يمكن من خلاله الحصول على الدراجة فى أى وقت، كما يمكن تأجير الدراجات بالساعة بقيمة 1 جنيه لكل ساعة، وهناك تأجير الدراجات باليوم بقيمة 8 جنيهات لمدة 12 ساعة، وهناك ربط بين محطات مشروع «كايرو بايك» ومحطات مترو الأنفاق وهيئة النقل العام بالقاهرة.

ويرى محمد فوزى إخصائى تربية، أن مشروع كايرو بايك مشروع عملى وخدمى من الدرجة الأولى، وهو صديق للبيئة، ويسهم فى مكافحة مرض السمنة، ويقلل الزحام المرورى بالشوارع.

وأكد «فوزى» أن هذا المشروع قد توقف تشغيله لعدة أسباب منها ثقافة الأغلبية العظمى من الشعب ليست على المستوى الأمثل لركوب الدراجات، وسلوك بعض الشباب فى القيادة، قد يتسبب فى مشكلات وأضرار على المارة بالشوارع، بالإضافة إلى حدوث مشكلات او أعطال مفاجئة للدرجات، كما أنه فى حال وجود عطل مفاجئ كيف يتعامل السائق ولمن يلجأ وأين محطات الصيانة العاجلة على الطريق، فهذه جميعاً أسئلة يجب الإجابة عليها قبل تفعيل المشروع على أرض الواقع.

وأشار الخبير التربوى أن هناك بعض المواطنين لديهم عدم فهم الطرق الصحيحة للتأجير والاستخدام الآمن لهذه الدراجات، وهناك من لا يراعى عوامل الأمن والسلامة، كما طالب بزيادة عدد محطات التأجير، أو تقارب المسافات وتغطيتها لمناطق أكبر داخل العاصمة.

مشروع جيد

وعن آراء المواطنين، قال راجى عامر، إن محافظة القاهرة قامت بمشروع جيد عن طريق افتتاح أول نموذج لمحطة دراجات فى القاهرة، أى أن أى مواطن يستطيع ركوب الدراجة لعمل كافة المشاوير وبعدها يتركها فى أقرب محطة تالية، والفترة القادمة سيكون هناك عدد كبير من محطات الدراجات التى سيتم تركيبها ونشرها فى وسط البلد ضمن تفعيل مشروع «كايرو بايك» ستصل إلى 45 محطة بإجمالى 500 دراجة.

وأكد «عامر» أن الموضوع يعتمد على وجود أبلكيشن على الموبايل، وشبكة كبيرة من المحطات تتوافر فيها دراجات، وباستخدام الأبلكيشن أو من خلال كارت شحن مسبق الدفع، يستطيع المواطن أخذ دراجة ويتم دفع مبالغ صغيرة جداً فى التأجير تصل إلى جنيه واحد فى الساعة «مع ملاحظة أن متوسط سعر تأجير الدراجة فى المحلات بيكون 20 لـ30 جنيهاً وساعات أكتر فى الساعة الواحدة» مطالباً بتشجيع المشروع عن طريق استخدامه بطريقة آدمية تحافظ على المحطات والدراجات وتضمن استدامة المشروع، وتشجيع ثقافة ركوب الدراجات والحفاظ على البيئة لأن تقليل استخدامنا للسيارات معناه تقليل الزحام والتلوث بالإضافة إلى توفير النفقات والفوائد الصحية.

 

إنفو

500 دراجة فى المرحلتين الأولى والثانية

45 محطة تعمل بالطاقة الشمسية

500 جنيه قيمة الاشتراك السنوى

8 جنيهات قيمة نصف اليوم

26 محطة بالمرحلة الأولى