رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«سويقة» مترو الأنفاق

مترو الأنفاق
مترو الأنفاق

الباعة الجائلون والمتسولون فى مترو الأنفاق، علامة استفهام كبيرة.. فكيف يدخل الآلاف منهم يوميا إلى محطات المترو وهم يحملون بضائعهم فى أكياس وحقائب ضخمة مليئة بالسلع بداية من النعناع والفطير المشلتت والرقاق والكريب والشرابات والملايات والملابس وأدوات الزينة والميكاج وزيوت الشعر والعطور وكل أنواع البضائع.

 

ثم كيف يحدث كل ذلك رغم توالى إعلان إدارة مترو الأنفاق عن جهودها للتصدى للباعة الجائلين ومنع تسللهم إلى داخل المترو.. والسؤال: هل إدارة المترو لا تستطيع منع الباعة الجائلين والمتسولين من دخول المترو؟. وهل هؤلاء الباعة يعملون لصالح أنفسهم؟. أم أنهم جزء من مافيا كبرى يديرها أشخاص آخرون؟

ومترو الأنفاق هو العمود الفقرى للمواصلات فى القاهرة الكبرى، وكان له الأثر الأكبر فى خفض التلوث البيئى، منذ انطلاقه فى عام 1987، كما أنه ينقل حوالى 3 ملايين و500 ألف راكب يوميا، مع مرور الوقت، تسلل إليه الباعة الجائلون والمتسولون الذين احتلوا عربات المترو لبيع بضائعهم.

 

الباعة الجائلون داخل عربات المترو وبضائعهم على كل شكل ولون.

 

وتقول هند أحمد، موظفة، إنها تستقل المترو يوميا، لأنه وسيلة مواصلات نظيفة وسريعة، ولكن ما يعكر صفو ركابه وجود عدد كبير من الباعة الجائلين ينادون على بضاعتهم بأعلى أصواتهم، والبعض يلقى بضاعته فوق أرجل الجالسين بالمترو، والأغرب أن بعض الباعة الذكور يتواجدون فى عربات السيدات رغم زحامها، متسائلة كيف لرجل أن يدخل عربات السيدات رغم الزحام ويدفعهن بيده ليوسع الطريق لنفسه ليمر وسطهن؟!

وأضافت «لا يقتصر الأمر على الباعة الجائلين وحدهم، فالمتسولون أيضا يتواجدون بكثافة فى مترو الأنفاق، وبعضهم عندما لا يعطيه الركاب أموالا، يدخل فى مشادات كلامية مع الجميع.

«سويقة» مترو الأنفاق

مواطنون: يزاحموننا ويضايقوننا.. ودخولهم المترو لغز كبير.

 

وتروى نهى محمود طالبة بجامعة القاهرة واقعة عاشتها داخل مترو الأنفاق، فقالت «فى أحد الأيام كان المترو مزدحمًا جدا، وفوجئت ببائع متجول يصطدم بى، فنهرته، قلت كيف دخلت عربة السيدات فقال صارخا: وأنت «مال أهلك» وبعدها توالت شتائمه، وكلماته البذيئة منه، وفجأة انضم إليه عدد كبير من الباعة الجائلين، وتضامنوا مع زميلهم، ولا أعرف كيف تجمع هؤلاء البائعون فى غمضة عين، وأضافت «لم أستطع مجاراة هذا التجمع الكبير من الباعة فى كلامهم الذى تحول إلى تهديد علنى، خاصة بعدما قال لى أحدهم «أنا أقدر أسحلك هنا، ومش هاخد فيكى يوم»!، وكان الحل هو النزول فى أول محطة وصل إليها المترو».

«سويقة» مترو الأنفاق

وقالت أم محمد، سيدة خمسينية، إن المترو لم يعد كما كان فى الماضى، فكان نظيفا، ولم يكن به بائع واحد، والآن أصبح مليئًا بالباعة والمتسولين وكأنه سوق عشوائى، ولا أحد يستطيع أن يتفوه بكلمة واحدة».

 

خبير النقل الدولى: ما يحدث بمترو القاهرة ليس له مثيل فى العالم

 

وأضافت: من المسئول عن دخول كل هؤلاء الباعة إلى داخل المترو ومن يساعدهم حتى يتمكنوا من الدخول؟ مؤكدة أن حالة من الغضب تنتاب جميع رواد المترو، خاصة بعربة السيدات التى يقتحمها البائعة الرجال ويمرون بين السيدات ذهاباً وإياباً لبيع وعرض بضاعتهم مما يسبب الكثير من المشاجرات مع السيدات داخل العربة.

 

غرامة 100 جنيه

حددت شركة المترو غرامة قيمتها 100 جنيه على الباعة الجائلين وأى شخص يبيع أو يحاول البيع داخل خطوط مترو الأنفاق بدون تصريح، كما تطبق نفس الغرامة على المتسولين داخل محطات وعربات المترو، على أن يتم تحصيلها بشكل فورى.

«سويقة» مترو الأنفاق

وشددت شركة المترو على عامليها تحرير محضر شرطة ضد أى راكب يمتنع عن دفع هذه الغرامة بشكل فورى تمهيدا لإحالته إلى النيابة العامة، وذلك فى محاولة لتحقيق الانضباط داخل محطات المترو ومواجهة السلوكيات السيئة من قبل بعض الأشخاص.

 

وقال الدكتور حمدى البرغوثى، خبير النقل الدولى، إن ما يحدث فى مترو الأنفاق بمصر، لا يحدث فى أى مكان بالعالم، لافتا إلى أن العالم كله يؤجر محلات فى كل محطات المترو لبيع السلع أيا كانت.

النائبة إيناس عبدالحليم: طلب إحاطة فى «النواب» لمناقشة مشكلاتهم.. وإيجاد أسواق بديلة لهم ضرورة

 

وعن كيفية دخول الباعة الجائلين إلى محطات المترو فى ظل الرقابة القوية على كل من يدخل المترو، قال: إذا كانت إدارة المترو لا تعلم كيف يدخل الباعة الجائلين إلى المترو فهى مصيبة، وإن كانت تعلم كيفية دخول الباعة الجائلين إلى المترو فتلك كارثة، مضيفا أنه من الممكن أن يكون هناك من يدخلون المترو بكميات صغيرة من البضائع ويجمعونها داخل المترو.

 

وأكد أن تغليظ الغرامة لا يفيد في الحد من المشكلة، فالباعة لا يرتدعون من الغرامة، ولهذا يجب أن تكون هناك آليات لمنع الباعة الجائلين من دخول المترو، مضيفا أنه فى تلك الحالة لن يجرؤ الباعة الجائلون على دخول المترو، مؤكدا أن منع دخول الباعة الجائلين من المترو أمر سهل جدا، نظرا لوجود شرطة المترو والملاحظين بالمترو وناظر المحطة وأمن المحطة.

 

خبير إدارة محلية: تطبيق القانون.. بداية الحل.

«سويقة» مترو الأنفاق

وأوضح أن وجود الباعة الجائلين بالمترو بكميات بضائع تقدر بملايين، تدل على أن من يقف وراء هؤلاء الباعة «مافيا» تأتى لهم بالبضائع وتجمع الأموال آخر النهار منهم.

وأكد أن الحل هو عمل بحث على هؤلاء الباعة، ومعرفة من يأتى لهم بالبضائع ومن يمولهم، ويتم تأجير محلات لهم داخل المترو، مؤكدا أن هيئة المترو تستطيع أن تجنى ملايين الجنيهات شهريا، وتحل أزمة الباعة الجائلين فى المترو، والتى

أصبحت تؤرق جميع المواطنين فى آن واحد، موضحا أن المولات الضخمة تؤجر المتر الواحد بين الفراغات بالآلاف شهريا، لبيع البرفانات والمقرمشات والعديد من الأشياء الأخرى، ونفس الأمر يمكن أن يفعله المترو، الذى يرتاده أكثر من ثلاثة ملايين زائر يوميا.

 

وأضاف أن على هيئة المترو إنشاء العديد من الأكشاك داخل المحطات وتقوم بتأجيرها، للباعة الجائلين، لافتًا إلى أن محطات مترو الأنفاق فى ايطاليا تؤجر جميع الفراغات للباعة، كما أن الدول المتقدمة حولت جميع محطات المترو إلى مولات تدر ملايين الجنيهات على الدولة، مؤكدا أن تقنين وضع الباعة الجائلين، دائمًا ما يكون شيئاً جيداً.

 

وقال الدكتور حمدى عرفة استاذ الإدارة المحلية، إن انتشار الباعة الجائلين سواء داخل المترو أو خارج المترو، يعد مخالفًا للقانون حيث إن ٩٦٪ من الباعة الجائلين لا يحملون تراخيص ويحتلون الأرصفة، لافتا إلى أن بداية الحل تكون فى تطبيق قانون الباعة الجائلين.

 

وأكد أن القانون يجرم وجود باعة جائلين داخل المترو، إلا إذا أخذ محل إيجار داخل مترو الأنفاق، مضيفا أن الباعة خارج المترو يجوز لهم البيع ولكن بشروط الحصول على التراخيص من الحى التابع له.

 

وأكد أن الحل يكمن في ضرورة تفعيل دور نقابة للباعة الجائلين.. وقال إن عدد الباعة الجائلين تخطى خمسة ملايين، موضحا أنه لابد قبل القبض عليهم، ومعرفة مشكلاتهم وحلها، لأن مطاردتهم دون إيجاد بديل يوفر لهم مورد رزق، يعد خطرا كبيرا.

 

وأوضح أن ظاهرة الباعة الجائلين ظهرت بسبب ضعف فرص العمل فيخرج الرجل بين الأطواق حاملًا سيارات خشبية يجمع بها بضاعة ويذهب لبيعها فى المناطق الجديدة، والتى تتحول مع الوقت إلى أسواق عشوائية، وسط غياب لدور الأحياء والمحليات.

 

وناشد الدولة بضرورة وضع خطة تنظيمية تقوم على معايير صحية مع تنظيم عمل الباعة الجائلين فى محلات مرخصة، لأن أغلب منتجاتهم من مصادر مجهولة، فلابد من تشديد الرقابة عليهم لضمان التزامهم بالمعايير الصحية للدولة.

 

وتقول النائبة إيناس عبدالحليم عضو مجلس النواب، إنه منذ أن تم تشغيل خطوط المترو الثلاثة فى القاهرة، ويتصارع الباعة الجائلون على حجز مكان لهم داخل عربات المترو، مستغلين إقبال المواطنين المتزايد واليومي على استخدام مترو الأنفاق كوسيلة انتقال ليروجوا لبضائعهم، فأصبح المترو بمثابة سوق متحركة بالنسبة لهم، مرددين عبارة «أكل عيشى».

وأكدت أنها تقدمت قبل ذلك بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس النواب المستشار حنفى جبالى، بشأن مشكلة انتشار الباعة الجائلين بالمترو، مؤكدة تفشى ظاهرة الباعة الجائلين فى مناطق عدة وبصورة متزايدة داخل وأمام محطات مترو الأنفاق، ومع تزايد الباعة «السريحة» ازدادت نسب مضايقة المواطنين والتعدى على الأرصفة وتكدس حركة المرور أمام محطات المترو ذلك المرفق الحيوى الذى يعد واجهة حضارية لمصر.

وأوضحت أنه رغم مرور العالم بالكثير من الأوبئة والأمراض الفيروسية، وآخرها فيروس كورونا المستجد، وإلزام هيئة مترو الأنفاق التابعة لوزارة النقل جميع الركاب بمراعاة الإجراءات الاحترازية عند الدخول إلى محطات المترو، إلا أن الباعة الجائلين لا يهابون ذلك الفيروس، ولا يلتزمون بالإجراءات الاحترازية، بل إن مصدر القلق الوحيد لهم هو تلك الحملات الأمنية التى تلاحقهم، مرددين عبارات: «أكل العيش مُر.. ربك يستر».

 

وأشارت إلى أن تطبيق مواد القانون غير كافية وغير رادعة، فالشرطة تحاصرهم وتلقى القبض عليهم وتقدمهم إلى النيابة العامة للتحقيق معهم لكنهم كانوا يخرجون بقوة القانون بعد أيام ليعودوا مرة أخرى، مطالبة بضرورة إيجاد أسواق بديلة لهؤلاء البائعين مع اتخاذ إجراءات صارمة من الأجهزة التنفيذية والمسئولة لإزالة الأسواق العشوائية وافتراش الباعة الجائلين أمام محطات المترو.