عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رابعة ابتدائى بعبع العام الدراسى الجديد!

طلاب المدارس ما بين
طلاب المدارس ما بين ماضى والحاضر

أولياء الأمور يصرخون: كفاية.. حرام

الأطفال يدرسون 13 مادة والتوكاتسو «لغز» يبحث عن حل

خبراء: عدم تدريب المعلمين وتأخر تسليم الكتب ووقت الحصص أهم المشكلات

لجنة التعليم بالبرلمان: تطوير بدون تدريب تعذيب للطالب

كانت الثانوية العامة دائمًا هى البعبع الذى يخشاه أولياء الأمور فى كل عام دراسى جديد، إلا أن العام الحالى شهد بعبعًا من نوع جديد، هو الصف الرابع الابتدائى، فلم يكن أحد من المصريين يتوقع أن يأتى علينا يومًا يشكو فيه أولياء الأمور من صف دراسى فى المرحلة الابتدائية، فمنذ بداية العام الدراسى والشكاوى تتزايد من صعوبة مناهج الصف الرابع الابتدائى وكثرتها وطولها، حتى أن الكثيرين قارنوا بينها وبين مناهج المرحلة الثانوية، مؤكدين أنها لا تختلف كثيرًا عنها، وهو ما دفع أولياء الأمور إلى المطالبة بتخفيف هذه المناهج، وإزالة الحشو وحذف المعلومات الصعبة منها، خاصة أن التلاميذ لم ينتظموا فى الدراسة خلال العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا.

وكان الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، قد أصدر قرارًا وزاريًّا برقم 133 بتاريخ 21- 9- 2021 بشأن نظام التعليم والمقررات الدراسية وأسلوب التقييم للصف الرابع من المرحلة الابتدائية، وجاءت المواد الدراسية المقرر تطبيقها على الصف الرابع الابتدائى بمدارس التعليم العام: (الرسمية- الرسمية للغات- والرسمية المتميزة للغات- الخاصة بنوعَيها العربى واللغات)، والمواد هي: (اللغة العربية، العلوم، الدراسات الاجتماعية، الرياضيات، اللغة الإنجليزية (Connect)، مادة القيم واحترام الآخر، التربية الدينية «الإسلامية أو المسيحية»، ومادة المهارات المهنية، ومادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتربية البدنية والصحية، والتربية الفنية، والتربية الموسيقية، وأنشطة التوكاتسو)، فضلًا عن مادة اللغة الإنجليزية (Connect Plus) للمدارس الرسمية والخاصة التى تدرس باللغة الإنجليزية.

ويحقق الطالب النجاح حال اجتيازه المقررات الدراسية من اللون الأصفر إلى اللون الأزرق، حال حصول الطالب على اللون الأحمر يدخل امتحانات الدور الثانى، ويؤدى الاختبار فى ما درسه فى الفصلَين الأول والثانى، فى حال استمرار حصول الطالب على اللون الأحمر فى أحد المقررات الدراسية أو أكثر بعد اختبارات الدور الثانى، عليه إعادة السنة الدراسية مرة أخرى.

ويعتمد نظام التقييم فى الصف الرابع الابتدائى على قياس مخرجات التعلم للمواد الدراسية المطورة، على أن تأتى نتيجة التقييم فى صورة أربعة ألوان تعبر عن مدى اكتساب المتعلم المعارف والمهارات، وعن طريق الألوان يتعرف المتعلم على تطور أدائه؛ باللون الأزرق يوضح أن المتعلم قد فاق التوقعات فى اكتساب المعارف والمهارات ( ٨٥ إلى ١٠٠)، واللون الأخضر يوضح أن المتعلم قد امتلك المعارف والمهارات المطلوبة (من ٦٥ إلى أقل من ٨٥)، واللون الأصفر يوضح أن المتعلم فى حاجة إلى بعض الدعم (من ٥٠ إلى أقل من ٦٥)، واللون الأحمر الذى يوضح أن المتعلم لم يتقن هذه المعارف والمهارات ولا يزال يحتاج إلى الكثير من الدعم (من ١ إلى أقل من ٥٠).

 

صرخات

أولياء أمور الصف الرابع الابتدائى أعربوا عن استيائهم من النظام الجديد، حيث بدأت هبة فتحى ولية أمر حديثها قائلة «ابنتى فى الصف الرابع الابتدائى لغات، وتعانى من صعوبة فهم منهجى الدراسات والعلوم، بسبب المعلومات الصعبة الموجودة فيهما، مما جعلنا نلجأ للدروس الخصوصية، وأضافت المنهج يضم 7 كتب أساسية، كل منها لا يقل عن ٣٠٠ صفحة، فكيف يمكن لطفل عمره 9 أو 10 سنوات أن يستطيع متابعة كل هذا الكم من المواد، وأضافت أن المنهج مقسم إلى ثلاثة امتحانات: أى أنه مطلوب من الطفل المذاكرة باستمرار حتى يستطيع استيعاب كل هذه المواد قبل موعد الامتحان، فكيف يستطيع الطفل التوفيق بين الذهاب للمدرسة والدروس الخصوصية والمذاكرة والترفيه الذى يحتاجه الطفل؟

فى حين وجهت منى شوقى ولية أمر، رسالة لوزير التربية والتعليم، أكدت فيه حرمان ابنى من طفولته ومن هوايته، لقد وضعت منهجًا يحتاج إلى عامين وليس ترمين، لم أكن ضد التغيير والتطوير ولكن ضد الكم، ليس هناك أدنى وقت لممارسة الرياضة فانتهى أمر النادى، وانتهى وقت اللعب المخصص له بالبيت بما أنه طفلًا، وطبعًا مفيش زيارات لجدته لأن يوم الجمعة كمان أصبح مشغول أو خلاص معندناش طاقة نشوف حد، مفيش حوار بينه وبين أى حد، غير بكائه من كثرة الضغط، وانتهى وقتى أنا كأم أتابع باقى أولادى دراسيًا، لأن طفل الصف الرابع شغل وقتى كله، من أسبوع فقط دراسة إحنا وأولادنا ظهرت علينا سمات الاكتئاب، ابنى يشتاق لطفولته.

وضمت ولاء رامى صوتها لصوت منى قائلة: «فعلًا أنا فكرت أأخره سنة، بس للأسف هو داخل متأخر سنة وإخواته رافضين، وتراجعت مؤقتًا حتى لا أظلمه، مع العلم أن ابنى لا يستطيع أن يذاكر تحت ضغط أبدًا، وفصله حتى الآن لم يتسلموا الكتب، ولم يدرسوا حصص التكنولوجيا ولا القيم ولا المهارات المهنية، ويقوم المدرسون بشرح المواد الأساسية فقط عن طريق قراءة الدرس وكتابة أسئلة على السبورة، وطالبت ولاء بضرورة إيجاد حل حتى لا يؤثر ذلك على نفسية الطفل، مشيرة إلى أن الصف الرابع بهذا الشكل يعتبر ناقوس خطر، يحذرنا من مستقبل مجهول.

فيما وجهت عبير حلمى نداء إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومنظمات حقوق الطفل، قائلة: «طفل عنده ٩ سنين، يستوعب كل ده إزى، ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء، رابعة ابتدائى المقرر عليهم ٤٨ درس ساينس، 60 درس ماث، ١٩ درس دراسات، ٢٦ درس دين،٣٠ درس «كونكت»، و٣٠ درس عربى، والكونكت بلس الذى لم يطبع حتى الآن، غير أن الطفل غير مؤهل بعد سنتين، قاعد فى البيت، ارحموا الأطفال والآباء والأمهات، وأصبحنا تحت رحمة الدروس الخصوصية، والحل فى التقسيم، اعملوا المنهج لترمين فمتى سيتم استذكار ذلك؟ مين وكيف يستوعبه التلاميذ ويمتحنون فيه، كيف تبدأ الدراسة بدون تسليم الكتب؟».

 

اهتمام إعلامى فقط

وردًا على أولياء الأمور، خرجت الدكتورة نوال شلبى، مدير مركز تطوير المناهج التابع لوزارة التربية والتعليم، مؤكدة أن الصف الرابع الابتدائى، أخذ اهتمامًا إعلاميًا وحجمًا أكبر بكثير من حجمه، كونها سنة دراسية، ولا توجد مشكلة من وجود 13 مادة دراسية مطورة بها، قائلًا: إن مواد سنة رابعة العام الماضى لم تختلف عن هذا العام، إلا فى عملية التطوير، أما عن مادتى المهارات المهنية وتكنولوجيا المعلومات فقالت: إن هذه المواد كانت تدرس منذ الصف الأول الابتدائى تحت مسمى مادة نشاط، وكانت مدمجة فى كتاب اكتشف، ولكن تم فصلهما كمواد مختلفة هذا العام».

 واعترفت «شلبى»، بالتأخر فى طباعة المناهج الدراسية لطلاب رابعة ابتدائى المطورة هذا العام، قائلة: «هناك فرق بين أن ننتهى من تأليف المنهج وطباعته».

 

تعذيب

فيما كان للخبراء رأى آخر، حيث قال

حسام المندوه، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب إن أى تطوير بدون تدريب يعتبر تعذيبًا، فالمشكلة تكمن فى عدم تدريب المعلمين، لافتًا إلى أنه مع تدريب المعلمين ستكون الأمور أفضل.

وطالب«المندوه» الوزارة بضرورة تسريع خطوات تدريب المعلمين على النظم الجديدة، قبل تفاقم المشكلات أكثر من ذلك، مضيفًا أن المناهج التعليمية المتطورة ليست كلها للمذاكرة، بل هناك مناهج للاطلاع والمعرفة لتوضيح المعلومة بشكل أفضل.

وعن مشكلة عدم وصول الكتب المدرسية، أشار إلى أن الوزارة من المتوقع أن تكون لديها خطة بديلة وهى الكتب الإلكترونية، وهى السبيل الوحيد أمام الطالب وولى الأمر، وليس الدروس الخصوصية أو السناتر، ويعيب على خطة الوزير تأخر وصول الكتب المدرسية، مؤكدًا أن لجنة التعليم بالبرلمان تدرس حاليًا الشكاوى المقدمة من قبل أولياء الأمور لمحاولة حلها مع الوزارة.

 

مع التطوير ولكن!

والتقطت أطراف الحديث، داليا الحزاوى مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، مؤكدة أن أولياء أمور الصف الرابع الابتدائى تلقوا صدمة المناهج الجديدة، وزيادة عدد المواد التى سيتم تدريسها، مشيرة إلى أن كم المناهج غير متناسب مع الفترة الزمنية للفصل الدراسى، وكذلك مع تقسيم اليوم الدراسى إلى فترات لتقليل الكثافات، وحتى الآن هناك شكاوى من عدم تسليم بعض الكتب.

وأشارت إلى أن الوقت الزمنى للحصة قد تم تقليصه، فكيف يتم شرح هذا الكم من المناهج التى تعتمد إلى حد كبير على الأنشطة والتفاعل فى الحصة، وهناك مشكلة كبرى وهى العجز الصارخ فى عدد المعلمين الذى يترتب عليه وجود حصص بدون استفادة.

وأضافت «الحزاوي»، للأسف كل هذه الشكاوى لا تجعل هناك بيئة مناسبة لتحقيق التطوير المنشود، وأولياء الأمور ليسوا ضد التطوير، ولكن يريدون النظر بعين الاعتبار للطالب صغير السن الذى يريد أيضًا الاستمتاع بطفولته وممارسة الهوايات والأنشطة الرياضية، لذا نرجو من الوزارة التدخل بإزالة المعوقات التى تواجه تطبيق التطوير على أرض الواقع ومراعاة الطالب، وتوفير نماذج استرشادية حتى يستطيع الطالب معرفة شكل الامتحان والتدريب عليه.

 

المناهج المصرية هى الحل

قال الخبير التربوى مصطفى كامل، إن المشكلة ليست مشكلة فردية تخص الصف الرابع الابتدائى، إنما مشكلة جماعية ستنال من باقى الصفوف فى الأعوام القادمة، لافتًا إلى أن السبب فيها هم المسئولون بوزارة التربية والتعليم، وذلك لاتباعهم أنظمة خارجية مستوردة من اليابان، كما أن عدد المواد كثير، بالإضافة إلى محتواها الكثيف فى ظل فى عدد ساعات دراسية محدود، الأمر الذى يشكل عائقًا للطلاب ولأولياء الأمور.

وتابع «كامل» قائلًا: إن الطفل البالغ عشر سنوات، من الصعب عليه استيعاب هذا الكم الهائل، مشيرًا إلى أنه يجب قبل تطبيق عملية التطوير إيجاد حلول للعوائق التى تواجهها، وتوفير كافة سبل التعليم اليسير للطلاب، فمثلًا: لا بديل عن الكتاب المطبوع فالطفل فى هذه السن لا يمكنه الدخول إلى المنصات التعليمية التى توجد فيها الكتب.

واختتم كلامه قائلًا: «لحل تلك المشكلة من جذورها، يجب صناعة مناهج تعليمية وتربوية مصرية من خلال متخصصين من كليات التربية وخبراء التعليم فى مصر، كما يجب توفير أساتذة مدربين لتوصيل المعلومة للطالب وخلق تفاعل وتواصل بين الطالب والمعلم لا توفره المنصات التعليمية، مشيرًا إلى أن الوزارة استعانت بشركات أجنبية لتطوير المناهج، فكيف نأمن لشركات أجنبية بتوجيه المناهج المصرية، موضحًا أنه من المعروف عالميًا أن مناهج التعليم يجب أن تكون نابعة من ثقافات ومفاهيم وعادات وتقاليد المجتمع بنسبة لا تقل عن 80% مع إضافة مفاهيم عالمية تربطها بالعالم الخارجى بنسبة لا تتعدى 20%، وبذلك يتم تطوير المجتمع ومفاهيمه وكذلك تحديثة مع المحافظة على الهوية، وكى لا يشعر الطالب والمعلم وولى الأمر بالاغتراب فى العملية التعليمية.

 وتابع أن هناك قضية مهمة جدًا وهى الإعلان عن وظائف منذ عام 2014 لنحو 600 ألف خريج، عن طريق إطلاق أكبر بوابة إلكترونية للتوظيف للتعاقد مع 120 ألف معلم، وتم الحصول من كل متقدم على 200 جنيه للتأكد من صحة المستندات المطلوبة و200 جنيه لنقابة المعلمين، و150 جنيهًا للاختبار النفسى و1000 جنيه لشهاده icdl teacher و3000 جنيه لشهادة الايتب و5000 جنيه لشهادة الاستيم و400 جنيه لشهادة الترجمة العربى وغيرها، وبذلك حصلت الوزارة على نحو 750 مليون جنيه من 600 ألف متقدم، ولم يتم تعيينهم حتى الآن، والسؤال هنا: لماذا لا تستعين الوزارة بهؤلاء لسد العجز فى هيئة التدريس خصوصًا أنهم مؤهلون، وكذلك اجتازوا جميع الاختبارات وأيضًا أوراقهم كاملة وجاهزة؟