رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بلازما الدم.. مشروع قومى عملاق!!

تصنيع مشتقات البلازما
تصنيع مشتقات البلازما فى مصر

مشتقات البلازما تساعد على علاج أمراض الكبد والكلى والهيموفيليا وسرطان الدم

خبراء: نقلة نوعية للصناعات الدوائية فى مصر

مصر تبنى أول مصنع للبلازما فى الشرق الأوسط.. و20 مركزاً لتجميعها فى المحافظات

الوفد يفتح مقراته بالمحافظات لتجميع الدم لصالح المشروع

المشروع القومى لتصنيع مشتقات البلازما واحد من أهم المشروعات القومية فى مصر، فهو مشروع حياة مسئول عن علاج مئات الأمراض، وشعار الحملة الاعلانية للمشروع «العلاج جواك» هو أصدق تعبير عن ذلك العلاج المجانى الذى وهبه الله للإنسان وأخيراً نجح العلم فى استخراجه منه.

 ولذلك قامت وزارة الصحة بتدشين المشروع القومى لتصنيع مشتقات البلازما وقال عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى: «إنّ المشروع القومى لتصنيع مشتقات البلازما فى مصر كان حلمًا يراوده منذ أن كان وزيرًا للدفاع، وبدأ يتحقق على أرض الواقع، وسيكون له آثار طبية مميزة على الدولة المصرية، لافتًا إلى أن حلم المشروع لم يتحقق خلال السنوات السبع أو الثمانى الماضية.. لكننا لم نيأس، وسعينا بإصرار لتنفيذه، وخلال عام ونصف سنفتتح أول مصنع متكامل لهذا المشروع المهم».

ومن هذا المنطلق، دشن حزب «الوفد» مبادئ لفتح مقرات الحزب فى المحافظات لصالح المشروع القومى للبلازما، واجتمع المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد ووكيل أول مجلس الشيوخ مع وفد من وزارة الصحة من بنك الدم والمعنى بالمشروع القومى للتبرع بالبلازما، لتفعيل مشروع بلازما الدم، وأكد أبوشقة على فتح جميع مقرات بيت الأمة فى كافة المحافظات لصالح هذا المشروع القومى مساهمة من الحزب فى دعم المشروعات التى يتبناها الرئيس.

ونوه رئيس الوفد بأن عملية التبرع بالبلازما تخضع لمعايير عالمية لضمان سلامة الجميع ويشترط فى المتبرع أن يكون لائقاً ولا تتم عملية التبرع إلا بعد إجراء اختبارات صحية، فضلاً عن فتح حساب خاص لجمع التبرعات لمن لا يستطيع التبرع بالدم أو البلازما ليتبرع بماله فى هذا المشروع الوطنى، ودعا أبوشقة إلى اجتماع آخر بحضور الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والمختصين لمناقشة كيفية دعم هذا المشروع الوطنى العملاق، موجهاً الشكر لكل القائمين عليه بما يخدم الوطن والمواطن على قلب رجل واحد، كما كلف أبوشقة السكرتير العام فؤاد بدراوى بمخاطبة اللجان العامة للحزب بالمحافظات بإعداد كشوف بأسماء المتبرعين بالدم سواء من الوفد أو من خارجه.

ويهدف المشروع لتوفير العلاج لـ9 أمراض مزمنة، أبرزها الكلى والكبد وبعض أمراض القلب والهيموفيليا والمناعة وسرطان الدم، بخلاف توفيره لاحتياجات مصر من مشتقات البلازما وتسعى الدولة من خلاله للتصدير للبلدان الأفريقية.

ووجه الرئيس فى فبراير الماضى بسرعة الانتهاء من إنشاء المصنع المتكامل لتصنيع مشتقات البلازما، ضمن المشروع القومى الذى أطلقه الرئيس، وقال الرئيس خلال تفقده لعدد من مشروعات حياة كريمة: إن المشروع لقومى لتصنيع بلازما الدم يعد من أهم المشروعات الحيوية التى تقام على أرض مصر.

ويتم إنشاء مصنع مشتقات البلازما بالتعاون بين وزارة الصحة ووزارة الإنتاج الحربى، ليصبح أكبر وأول مصنع لمشتقات بلازما الدم فى أفريقيا والشرق الأوسط خلال عام ونصف من الآن، وسيكون هناك تعاون مع الجانب الفرنسى.

وتكمن أهمية المصنع فى أنه سيعمل على توفير أكثر من 33 مستحضراً للمساهمة فى صناعة أدوية يحتاجها السوق المحلى، بجانب إنشاء 12 مركزاً لتصنيع البلازما، وتم إطلاق حملة للحصول على 36 ألف متبرع لإنتاج 300 ألف طن من البلازما بخلاف مشتقاته فى أول سنة.

وأعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان خلال حضورها احتفالية تفقد المعدات الهندسية المشاركة فى مبادرة حياة كريمة لتطوير الريف المصرى عن إطلاق المشروع القومى لتصنيع مشتقات البلازما، مؤكدة أنه سيتم إنشاء مركز لتجميع البلازما لأغراض التصنيع فى المستشفيات الجديدة ضمن مبادرة حياة كريمة، حيث تم الانتهاء من تجهيز 10 مراكز، سيرتفع عددها إلى 20 مركزًا بنهاية العام الجارى، مشيرة إلى أن المشروع لا يوجد فى أى دولة فى الشرق الأوسط أو أفريقيا، ودول قليلة للغاية فى العالم هى التى تمكنت منه لذلك فأسعار هذه المواد مرتفعة جدا، ويتم استيراد 100% منها سنويًا، ولو توقف الاستيراد لسبب أو آخر كالجائحة التى نمر بها سيكون هناك معاناة وفقدان للأرواح.

المشروع الحلم

وكانت الدكتورة نيفين النحاس، مدير المشروع القومى لتجميع وتصنيع البلازما بوزارة الصحة، قد أكدت أنّ «مدينة الدواء المصرية ستوفر استيراد البلازما من الخارج وتسد فجوة نقصها فى المركز الواحد لتجميع مشتقات البلازما الذى يكلف الدولة 30 مليون جنيه، مشيرة إلى أن هذا المشروع كان حلماً تحقق على أرض الواقع».

وأكدت «النحاس» فى تصريحات تلفزيونية أنها المرة الأولى التى يتم فيها تصنيع البلازما فى مصر، وعلى الرغم من استيراد مشتقات البلازما من الخارج، فإنها لا تكفى بسبب نقصها عالميًا، فيتم استيرادها بنسبة بسيطة وأقل مما نحتاجه لمساعدة المرضى.

تعزيز الأمن الدوائى

وخلال شهر أغسطس الماضى، أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء أنه تم استعراض اللائحة التنفيذية لقانون تجميع البلازما ومناقشة جميع الآراء حولها، بما يعمل على تلافى أية ملاحظات قد تطرأ، الأمر الذى يُسهم فى تنفيذ القانون بكل دقة من أجل إنجاح مشروع تنظيم عمليات تجميع الدم والبلازما لتصنيع مشتقاتها وتصديرها، والذى يرعاه الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، ويتابع تفاصيلها بصورة دورية، لما له من أهمية كبيرة فى تأمين احتياجات البلاد من مشتقات البلازما، ما يقلل اعتماد الدولة على استيرادها من الخارج، وهو ما يسهم، فى نهاية الأمر، فى تعزيز الأمن الدوائى والصحى لمصر، وكذا التصدير إلى الأسواق الإقليمية.

تجدر الإشارة إلى أن اللائحة التنفيذية المقترحة لقانون «تنظيم عمليات الدم وتجميع البلازما لتصنيع مشتقاتها وتصديرها» جاءت فى ستة فصول، وتضمنت العديد من التعريفات والمصطلحات المستخدمة فى القانون، ومنها ما يتعلق بمفهوم مركز عمليات الدم، ومشتقات الدم، ومشتقات البلازما الوسيطة، وكذا الفحوصات السيرولوجية المعملية.

كما أوردت اللائحة الإجراءات الخاصة بتنظيم عمليات الدم، وما يتعلق بإصدار ترخيص بإقامة مركز عمليات الدم، أو تجديد الترخيص له، وكذلك الإجراءات الخاصة بإصدار ترخيص لإقامة مراكز لتجميع بلازما الدم، أو التجديد لها، والشروط العامة الواجب توافرها فى هذه المراكز، كما ورد باللائحة التنفيذية عدد من الأحكام العامة التى تتعلق بالتبرع بالدم، والفحوصات الطبية التى يتعين إجراؤها للمتبرع، وكذا الفحوصات السيرولوجية التى تتم للدم قبل استخدامه وصرفها للمرضى.

نقلة طبية كبيرة

ولفتت النائبة هناء سرور، عضو مجلس النواب، وعضو لجنة الصحة فى بيان لها إلى أن إطلاق الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة المشروع القومى للتبرع ببلازما الدم خطوة هامة ونقلة طبية كبيرة لمصر والمنطقة فى مجال صناعة الدواء، وفرصة لتحقيق الاكتفاء الذاتى من مشتقات بلازما الدم التى تدخل فى علاج أمراض كثيرة

وتابعت «سرور»، إن هذا المشروع يضع مصر فى مصاف الدول الرائدة فى مجال تجميع وتصنيع مشتقات البلازما التى تعتمد على التكنولوجيا الحديثة لفصل مشتقاتها، مع ضمان خلوها من الشوائب والميكروبات والفيروسات، كما أن توطين تلك الصناعة فى مصر سيوفر فرص عمل للخريجين، ويُقلل من اعتماد الدولة على الاستيراد من الخارج، نظراً لأن جائحة كورونا تسببت فى توقف استيراد وتصنيع مشتقات البلازما، لذلك كان هناك دافع لتحقيق الاكتفاء الذاتى وتصنيع مشتقات البلازما داخل مصر.

وأضافت النائبة أن مشروع تصنيع مشتقات البلازما له آثار إيجابية قوية على القطاع الطبى وطفرة كبيرة لمصر التى تمتلك كوادر بشرية كفء فى

هذا المجال الذى يأتى فى إطار جهود الدولة المصرية واهتمامها بصحة المصريين وتوفير كل وسائل العلاج اللازمة والأدوية المتعلقة بعلاج العديد من الأمراض المزمنة وأمراض الكبد والكلى والحروق، بدلاً من استيرادها من الخارج.

وطالبت عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، بتوعية المواطنين من خلال جميع وسائل التوعية والترويج الإعلامى لهذا المشروع القومى وحث الجميع على أهمية التبرع، وإقبال المواطنين لمراكز تجميع البلازما على مستوى الجمهورية للتبرع والمساهمة فى علاج وإنقاذ حياة الملايين من المرضى، حيث أن تبرعهم يفتح باب الأمل أمام المرضى، مؤكدة أن التبرع بالبلازما، ليس له أى أضرار جانبية، ولا يترتب عليه ظهور أى أعراض.

واجب وطنى

وفى شهر أغسطس الماضى، دعا اتحاد شباب الجمهورية الجديدة الشباب المصرى للتبرع بالبلازما والمشاركة فى المشروع القومى لإنتاج البلازما، وإنجاح التجربة المصرية فى التصنيع الدوائى، وإنقاذ الآلاف من المرضى وتقليل تكلفة العلاج كواجب وطنى ووازع داخلى لمساعدة أبناء الوطن الواحد، ولتحقيق الاكتفاء لمصر فى كافة المجالات وخاصةً فى المجال الصحى.

وقال الاتحاد، فى بيان له، إنه يتم استقبال المتبرعين بـ6 مراكز لتجميع البلازما موزعة على 5 محافظات على مستوى مصر، والتى انطلق بها المشروع، كما أنه من المقرر الانتهاء من تجهيز 20 مركزاً آخر خلال العام الجارى.

وتابع: «إن العلاج بمشتقات البلازما يدخل فى علاج العديد من الأمراض وعلى رأسها أمراض نقص المناعة وأمراض الكبد وأمراض سيولة الدم والنزيف المتكرر والحروق وغيرها من الأمراض، وهناك مرحلتان يجب العمل عليهما لكى يتم تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من المشروع، وهى إنشاء عدد من المراكز فى البداية لتجميع البلازما والتى لابد لها من مواصفات خاصة، وأشار البيان إلى أن التبرع بالبلازما مختلف عن التبرع بالدم فالأول من الممكن أن يتبرع مرتين شهريًا، بينما التبرع بالدم يكون مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، والتبرع بالبلازما له اشتراطات صعبة نوعًا ما من بينها أن يكون هناك متبرعين بشكل منتظم حتى لا يتم إعدام الكيس، بخلاف الاختبارات المتكررة التى يخضع لها، بجانب عدم التبرع من خلال مراكز التبرع بالدم لأن هناك اشتراطات عالمية للمراكز الخاصة بتجميع البلازما ولها مساحات محدد ومسارات للدخول والخروج مثل مصانع الأدوية».

 وقالت نيفين بدار، مؤسسة مبادرة طوق نجاة، أنه يجب التوعية لأهمية التبرّع وتحفيزالمواطنين عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، حتى يتم فصل البلازما واستخلاص كرات الدم الحمراء وعدد من المشتقات التى يحتاجها المرضى باختلاف احتياجاتهم، لافتة إلى أن ثقافة التبرّع غائبة عند المجتمع المصرى إلا قليلًا ويجب العمل على تغيير تلك المفاهيم الفترة المقبلة وتوضيح أنّ التبرع بالدم ينشط النخاع العظمى لتكوين دم جديد».

ولفتت إلى أن هذا المشروع الضخم والهام سيضمن حقوقًا وريادة لمصر على المستوى الأفريقى والعربى، بخلاف ذلك يغطى احتياجات المرضى، وعدم الارتكان للاستيراد الصعب والذى يحتاج لمقومات طبية معينة بخلاف توفير ملايين الدولارات، خاصة وإن هذا المشروع القومى من شأنه إحداث نقلة كبيرة فى عملية صناعة الأدوية فى مصر، وفى حال نجاح المشروع ستصبح مصر فى مصافى الدول المتخصصة فى صناعة الدواء، وبخاصة الأدوية النادرة، حيث إنه لا يوجد سوى عدد قليل من الدول فى العالم تعمل على تصنيع أدوية من مشتقات البلازما.

 

 

مرضى الهيموفيليا أكثر المستفيدين

ومن جانبه، قال أحد مرضى الهيموفيليا، أحمد سمير مريض هيموفيليا، إن المشروع سيخدم الآلاف من المرضى، خاصة وأن البلازما جزء من مشتقات الدم، وأهميتها أنها تعتبر المنقذ فى علاج النزيف فهى تعتبر دواء منقذ للحياة عندما يحتاجها المريض فى حالات معينة كالتواجد فى العناية المركزة»، وأضاف: «تكمن أهمية مشتقات البلازما، أن هناك بعض الأدوية المحدودة على مستوى العالم التى يصعب تصنيعها فى حال عدم وجود البلازما، وعلى رأسها «الألبومين» الذى يصنع من البلازما، ويعالج أمراض الكبد ومضاعفاتها مثل الفيروس الكبدى سى وبى وما ينتج عنها من أعراض مثل الاستسقاء أو تجمع كميات من المياه فى بطن المريض وعلى أثرها يفقد كمية كبيرة من البروتينات، ولتعويض هذه البروتينات يعطى المريض ألبومين بشرى ويتم تصنيعه من البلازما»، لافتًا إلى أن الألبومين البشرى يصعب تصنيعه، ومصدره الأصلى هو البلازما، وكذلك فالبلازما ضرورية جدا لعلاج مرضى سيولة الدم «الهيموفيليا» لمنع النزيف المتكرر، حيث توجد مواد هامة لوقف النزيف فى البلازما ومشتقاتها.

 والتقط أطراف الحوار، أحد مرضى الهيموفيليا، محمد أبوحجر، مشيراً إلى أن بلازما الدم هى أحد مكونات الدم وهى مادة سائلة شفافة تميل إلى الاصفرار وتشكل بلازما الدم نحو 55% من إجمالى حجم الدم فى جسم الإنسان وتلعب بلازما الدم دورًا هامًا فى انتقال الماء والأملاح والمواد الغذائية، مثل السكريات والفيتامينات والهرمونات وغيرها. وتساعد بلازما الدم فى الشفاء من الأمراض المزمنة والمميتة، لافتًا إلى أن المتبرعين يجب أن يكونوا فوق سن الـ18 عاماً، ويتمتعوا بصحة جيدة، ولم يتبرعوا بالدم خلال الـ3 أشهر الماضية.