رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. عبدالدايم نصير مستشار شيخ الأزهر : الأزهر قلعة الإسلام الوسطى فى العالم

د. عبدالدايم نصير
د. عبدالدايم نصير

المناهج الأزهرية تسعى لتفكيك الأفكار المتطرفة .. وتجديد الخطاب الدينى.. قضية مجتمع بالكامل


أصدرنا 21 كتابًا للرد على أفكار جماعات العنف


الإسلام أنصف المرأة.. والتقاليد الخاطئة ظلمتها


مصر تقوم بدور غير مسبوق فى رعاية الطلاب الوافدين


الدكتور عبدالدايم محمد نصير نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق والمستشار العلمى لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، إحدى قيادات الأزهر الشريف، والأمين العام للمنظمة العالمية لخريجى الأزهر، ولد عام 1948 بالمحاميد بحرى مركز أرمنت، محافظة قنا، حصل على بكالوريوس العلوم فى الفيزياء التطبيقية من كلية العلوم بجامعة أسيوط، ثم نال درجة الماجستير فى الفيزياء من كلية العلوم بنفس الجامعة عام 1974 ودرجة الدكتوراه فى الفلسفة فى فيزياء البلازما من جامعة مانشستر بانجلترا عام 1981.
عمل الدكتور عبدالدايم نصير معيدا فى الفيزياء بجامعة أسيوط ثم مدرسا مساعدا ثم سافر عضوا فى بعثة إلى انجلترا جامعة مانشستر ثم مدرسا للفيزياء بكلية العلوم بالأزهر فى القاهرة، ثم مدرسا بجامعة صنعاء باليمن فأستاذا مساعدا بكلية العلوم بالقاهرة ثم عميدا لكلية العلوم بأسيوط جامعة الأزهر، ثم نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث (2004-2008)، ثم مستشار رئيس الجامعة (2008-2010)، ثم مستشار شيخ الأزهر للتعليم والعلاقات الثقافية (2010 حتى الآن)، وأمين عام المنظمة العالمية لخريجى الأزهر.
نال «نصير» العديد من عضويات الهيئات واللجان العلمية فهو عضو معهد الفيزياء البريطانى بالمملكة المتحدة وعضو جمعية العلماء العرب بالمركز العالمى للفيزياء النظرية (تريستا - إيطاليا)، وعضو جمعية خريجى الجامعات البريطانية، وعضو مجلس إدارة مركز تكنولوجيا البلازما بجامعة الأزهر، وعضو نقابة المهن العلمية، ورئيس الجمعية المصرية لفيزياء البلازما وتطبيقاتها، وعضو اللجنة الدائمة لترقية الأساتذة فى الفيزياء جامعة الأزهر.
وهو رئيس جمعية الشرق الأوسط العلمية بجامعة مانشستر بانجلترا (1977-1980)، يكتب فى العديد من الصحف القومية والمتخصصة فى الموضوعات التنموية والتقنيات الحديثة، له العديد من الأبحاث العلمية المهمة فى مجالات «التفريغ الكهربى وإنتاج البلازما»، و«استبقاء البلازما وعدم الاستقرار» و«تقنيات تشخيص البلازما وإنتاج الأوزون» و«التفريغ خلال العوازل وكشف الإشعاع النووى واعتبارات الأمان النووى وتقويم الآثار البيئية للمشروعات والفيزياء النووية النظرية.
كما تولى الدكتور عبدالدايم نصير الأمانة العامة لمنظمة خريجى الأزهر العالمية وهى أحد روافد الأزهر الشريف والتى تعمل جاهدة لتحقيق رسالة الأزهر الدعوية ومنهجه الوسطى، من خلال الوافدين فى جميع أنحاء العالم، «الوفد» التقت مستشار شيخ الأزهر الأمين العام للمنظمة وهذا نص الحوار:

 


< بداية..="" نود="" إعطاء="" نبذة="" عن="" المنظمة="" العالمية="" لخريجى="">
- بدأت فكرة المنظمة العالمية لخريجى الأزهر تتبلور عام 2003، وكان فضيلة الإمام الأكبر وقتها مفتيا للديار المصرية، وكان هناك حديث دائر حول توليه رئاسة جامعة الأزهر ووقتها اقترحت عليه أنه من الخطوات المهمة التى لابد أن تتم داخل الأزهر جمعية للخريجين، لأنه الأزهر، ومصر تقوم بدور غير مسبوق وغير مكرر فى العالم كله، فلا يوجد بلد يستقبل الطلاب الوافدين من كل بلاد العالم ويعاملهم معاملة المصريين إلا مصر، فمصر تحملت كل ما يحدث فى منطقتنا العربية والكل يأتى إليها بمنتهى السهولة ويعيش بين أهلها ولا يوجد مكان مخصص لهم وإنما يعيشون بيننا فى كل مكان حتى وصلوا إلى أقاصى الصعيد وفى القاهرة ويمارسون حياتهم بشكل عادى، فدور مصر كبير، ولن تتخلى عنه أبدا، ولأن الأزهر ليس فقط مؤسسة تعليمية بالرغم أنه قلعة الإسلام الوسطى فى العالم، لكنه أيضا مؤسسة تمثل ضمير الأمة.
ولأن الإسلام دين عظيم وخاتم الرسالات ودين الأخلاق الحسنة، فقد رسخ الأزهر هذا المعنى بمنهجه المعروف الوسطى ما بين النقل والعقل وما بين قبول جميع المذاهب دون تعصب ولا غيره، وهو يكاد المؤسسة الوحيدة التى تدرس جميع المذاهب فلا توجد مؤسسة تعليمية دينية إسلامية فى العالم تدرس جميع المذاهب إلا الأزهر، من هنا أردنا إيجاد جمعية تربط هؤلاء الخريجين بالجامعة التى تخرجوا فيها، فقبل وقتها الدكتور أحمد الطيب الفكرة وشجعها وبدأنا نعمل سويا لننشئ هذه الرابطة، فكان أول شىء فى 2006، أننا أقمنا الملتقى الأول لخريجى الأزهر، ودعونا فيه ما يزيد على 100 خريج ممن علمنا موطنهم فى العالم الإسلامى، وكان هناك إجماع عام على تأسيس كيان تحت مسمى «الرابطة العالمية لخريجى الأزهر»، وأنشئت كجمعية أهلية فى وزارة التضامن، وبدأت جلساتها بعقد مؤتمرات سنوية وندوات ورعاية الطلاب الوافدين الموجودين فى مصر أثناء الدراسة ومحاولة التواصل معهم خارج مصر، والمنظمة فى الأساس هى جمعية غير حكومية تم تأسيسها عام 2012، على يد مجموعة من الأزهريين والعلماء فى مقدمتهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وكان وقتها رئيسا للجامعة والدكتور عبدالفضيل القوصى وزير الأوقاف الأسبق - رحمه الله - وحصلت الرابطة على الصفة الدولية من خلال اتفاق مع الخارجية المصرية عام 2013، وبعد ذلك عضوية الأمم المتحدة من خلال الصندوق الاجتماعى والاقتصادى UNFP وحصلت على الصفة الاستشارية بالصندوق وأصبحت منظمة ذات صبغة دولية تقوم على نشر منهج الأزهر الوسطى حول العالم.
< هل="" هناك="" قاعدة="" بيانات="" للمنظمة="" يمكن="" من="" خلالها="" تقديم="" الخدمات="" المختلفة="" سواء="" كانت="" علمية="" وثقافية="" ومادية="" إلى="" طلاب="" الدول="" الأكثر="">
- نعم.. توجد قاعدة بيانات كبرى، ونستهدف من خلالها الوصول إلى خريجى الأزهر فى مصر والعالم، عن طريق إنشاء قاعدة بيانات لهم، حتى  يتسنى تقديم الخدمات المختلفة علميا وثقافيا وماديا، للاستفادة منها فى إرساء منهج الأزهر الوسطى، الذى اكتسبوه من خلال فروع المنظمة فى معظم المحافظات المصرية، ونقوم بعقد مؤتمرات ومشروعات هدفها رعاية الأزهريين، وتواجه وتفند الأفكار الإرهابية، كما أن المنظمة لها فروع فى الخارج أيضا.
< وكم="" عدد="" أفرع="" المنظمة="" حاليا،="" وما="" أبرزها="" خارج="">
- لدينا حوالى 25 فرعا خارج مصر، ونطمح أن يكون هناك فروع للمنظمة فى كل بلاد العالم، خاصة التى بها خريجون فلا يكاد يخلو بلد فى العالم كله من بعض خريجى الأزهر زادوا أو قلوا، وأبرز الفروع خارج مصر فرع إندونيسيا، لأن بها أكبر عدد طلاب وأكبر عدد من الخريجين، ثانيا لديهم اهتمام كبير بالأزهر ومنهجه الوسطى، فهى أكبر دولة إسلامية فى العالم، وبالتالى يحبون منهج الأزهر ويقدرون الأزهر شيخا وجامعا وله مكانة خاصة فى قلوبهم، فمن يريد أن يعرف قيمة الأزهر فليرَ ذلك خارج مصر ليسمع بنفسه ماذا يعنى الأزهر، سواء في اسيا وافريقيا او حتي دول اوروباأ وهذا يضع كبيرا علي الازهر ليتحمل مسئولياته فى الدفاع عن صحيح الدين وليس تعصبا، بل عن طريق نشر منهج الوسطية الذى تتسم به مناهجه ومؤسساته.
< ما="" أبرز="" الأنشطة="" التى="" تقوم="" بها="" المنظمة،="" وأهم="">
- لدينا أنشطة متعددة، فهناك أنشطة ثقافية تشتمل على عقد ندوات وحلقات لمناقشة بعض القضايا الفكرية والدينية بما يسمى ورش عمل سواء كان للطلاب أو الوافدين أو الخريجين داخل مصر، إلا أننا فى زمن الوباء الحالى «كوفيد 19»، المعروف بـ«كورونا» نركز على الاجتماعات عن بعد، بحيث نخفف السعة
المجتمعية، وقد يشارك فى هذه الاجتماعات أوروبيون وآسيويون، وألبانيا وغيرها من كل الدول الإسلامية فى أوروبا، وهذا أحد أهم الأنشطة الثقافية، أيضا هناك أنشطة داخلية أخرى على سبيل المثال تقام مسابقات ثقافية، ولدينا جريدة «الرواق» وهى أحد الإصدارات للمنظمة، وبداخلها تنشر مسابقة لأفضل مقال للطلاب الوافدين للتعرف على بلادهم، أيضا هناك مسابقات رياضية مثل الدورة الأفريقية التى شاركت فيها كل الدول الأفريقية وكانت ناجحة بكل المعايير، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة المصرية وبعض الجهات الأخرى على رأسها جامعة الأزهر، أيضا هناك قوافل سواء دعوية أو دعوية إغاثية طبية، برعاية الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وبمشاركة جمعيات أهلية، أيضا بتكليف من الإمام الأكبر والمجلس الأعلى للأزهر نحن ندير مركزا لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وهذه الفكرة نبعت من الإمام الأكبر نفسه عندما كان رئيسا للجامعة، وقد أصبح أثره التعليمى ممتازا، أما عن إصدارات المنظمة فقد بلغت أكثر من 21 كتيبا تناقش الأفكار التى تتبناها جماعات العنف والتطرف لتجنيد عناصرها، مثل التكفير والحاكمية والجهاد وترسل هذه الكتيبات إلى فروع المنظمة فى الداخل والخارج، ليتم توزيعها على الشباب، بالإضافة إلى تقديم ورش عمل ومحاضرات ولقاءات مع طلاب جامعة الأزهر المصريين والوافدين.

 


< البعض="" يشكك="" فى="" الدور="" الإنسانى="" والاجتماعى="" الذى="" يقوم="" به="" الأزهر="" وجامعته="" خارج="" أسواره="" فماذا="">
- هذا كلام عارٍ تماما من الصحة فلا أظن أن هناك جامعة أو مؤسسة بشكل عام تعمل مثل الأزهر كمؤسسة ومعه جامعته والمنظمة العالمية لخريجى الأزهر من أكبر الجهات التى تقوم بدور اجتماعى، فالحمد لله، حتى مشيخة الأزهر كانت فى الماضى لها دور واحد خاص بالتبرعات لصالح الزكاة وتوزيع إعانات شهرية على حوالى 90 ألف أسرة إلا أن طريقة التنفيذ كانت بها عيوب كثيرة جدا، وكان هناك تزاحم شديد جدا، وعندما تولى الإمام أحمد الطيب مشيخة الأزهر تم تكليفنا بالعمل على إصلاح هذه العيوب بالتعاون مع هيئة البريد، وتمت مراجعة قاعدة البيانات للمواطنين، ويتولى البريد الآن توزيع هذه الإعانات، أيضا هناك قوافل تقوم لبلاد عربية وأفريقية متعددة، وكانت أول قافلة إغاثية طبية دعوية فى عام2010، إلى النيجر، والآن نعمل على إعداد قافلة إلى الصومال، وذهبنا إلى السودان وجنوب السودان ودارفور ونيجيريا وبنجلاديش وبورما وميانمار، فلا أظن أن هناك مؤسسة تلعب دورا كبيرا جدا فى المجتمع أو دورا إغاثيا مثل الأزهر الشريف وجامعته.
< هل="" من="" الممكن="" أن="" تكون="" المنظمة="" إحدى="" الآليات="" التى="" يستخدمها="" الأزهر="" فى="" قضية="" تجديد="" الخطاب="" الدينى="" كقوى="" ناعمة="" ترسخ="" لدور="" مصر="" والأزهر="" التنويرى="">
- فى عام 2013، نالت المنظمة العالمية لخريجى الأزهر عضوية المجلس الاقتصادى الاجتماعى بالأمم المتحدة، وبالتالى تحولت إلى منظمة عالمية مقرها الرئيسى مصر ولها فروع فى أى مكان وبالتالى اعتبر المنظمة هى الجناح المتحرر من الأزهر وجامعته وإحدى أدواته لتحقيق رسالته ولتقوم بدورها فى نشر منهج وثقافة الأزهر القائمة على الوسطية والاعتدال ونبذ العنف والتطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام والمسلمين فى الخارج وتوثيق العلاقة بين الأزهر وخريجيه من مختلف أنحاء العالم، والتوعية الدائمة بالقضايا والأحداث المهمة الطارئة ذات العلاقة بالإسلام والمسلمين والتعاون مع المؤسسات العاملة على تحقيق نفس الأهداف والوقوف فى وجه التيارات المخالفة بالنصح والإرشاد والمحاورة، ولذلك فالمنظمة هى أحد روافد الأزهر وأجنحته التى يستخدمها فى قضية تجديد الخطاب الدينى.
< وكيف="" يرى="" مستشار="" فضيلة="" شيخ="" الأزهر="" قضية="" تجديد="" الخطاب="" الدينى="" والحاجة="">

التجديد؟
- الخطاب أحد منتجات الفكر، وبالتالى لابد ألا نبدأ بالخطاب بل نبدأ بالوعاء الذى يخرج منه الخطاب، فقضية تجديد الخطاب الدينى هى قضية مجتمع بأسره لا تخص مؤسسة بعينها لا الأزهر ولا الأوقاف ولا الثقافة ولا الرياضة، بل هى قضية تهم المجتمع بكافة مؤسساته، ولذلك ينبغى وضع استراتيجية واضحة لتحقيقها، خاصة فى ظل التحديات التى نواجهها اليوم، ولذلك ينبغى أن يتحرك الجميع وفق إمكانياته والنظم المتبعة سواء كانت مؤسسات دينية أو  علمية أو ثقافية أو إعلامية، وعلينا جميعا أن نسلك استراتيجية عامة ووسائل متنوعة سواء إصدارات مراكز ثقافية أو علمية، والعمل على تصحيح صورة الإسلام وأرى أن تجديد الخطاب الدينى يجب أن تترك للمتخصصين فى العلوم الدينية كما ينبغى الحرص على أن يتعدد الخطاب وتبسيطه بما يناسب من تعلم ومن لم يتعلم، فالمجتمع بالكامل فى حاجة إلى انتفاضة من قبل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والسعى إلى تحقيق نهضة للمجتمع بالكامل.
< الرئيس="" السيسى="" طالب="" أكثر="" من="" مرة="" بإحداث="" ثورة="" دينية="" والبعض="" من="" رموز="" الثقافة="" يتهمون="" مؤسسة="" الأزهر="" بأنها="" مازالت="" متعثرة="" فى="" قضية="" تجديد="" الخطاب="" الدينى..="" فما="">
- الأزهر شأنه شأن أى مؤسسة فى مصر تأثرت بما تأثرت به مصر، والأزهر ليس كتلة صماء، فهناك بشر تأثروا وأثروا، وهناك من داخل الأزهريين من تأثر بالخارج وهذا الصنف لا ننتظر منه غير ما يفعله الآن، فالأزهر كتلة بشرية هناك تصنيفات داخلها وهناك من تأثروا جدا بالأفكار غير الأزهرية، وهذا يجب أن نعترف به، وهناك أزهريون يمسكون على الجمر وفى مقدمتهم الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد عبدالفضيل القوصى - رحمه الله - فهم يحاولون ترسيخ المنهج الأزهرى الصحيح بعيدا عن الشطط والتطرف.
< ما="" رأيك="" فى="" الأقوال="" التى="" تتردد="" عن="" أن="" مناهج="" الأزهر="" قنبلة="" موقوتة="" لما="" بها="" من="" شوائب="" كثيرة="" تحض="" على="" الكراهية="" والعنف="" والعداء="" للآخر="" وماذا="" عن="" تطوير="">
- هناك كتب تمت كتابتها أو تأليفها فى ظروف وسياقات مختلفة بمنهج مختلف تبعا لمن قام بتأليفها من الأئمة فلابد من تدريسها فى سياقاتها، واستنباط الحلول الصحيحة للمشاكل الموجودة، فهى اجتهادات بشرية تصيب وتخطئ، فليست المشكلة فى المنهج فأهم عنصر فى عملية التعليم هو المدرس الذى يقوم بتدريس المنهج إلا أنه تم بالفعل الآن تعديل أو اختيار مصادر أكثر مناسبة للوقت الراهن سواء فى المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، فقد بدأ الأزهر بالفعل فى تطوير وتنقيح مناهجه وقد تركزت البداية على تفكيك الفكر المتطرف من قضايا الولاء والبراء والتمكين دار الحرب ودار السلم وغيرها، وهذا ما امتد إلى الجامعة فى المناهج وتم تأليف كتب جامعية تقوم على منهج الوسطية الذى يتسم به الأزهر الشريف.
< وكيف="" تواجه="" المنظمة="" الفكر="" المتطرف="" وظاهرة="">
- الأزهر بصفته الممثل للمرجعية الأكاديمية لأهل السنة والجماعة فى العالم يقوم بدور كبير فى التعريف بالرسالة الوسطية والإسلام الوسطى عبر قرون وليس اليوم، والمنظمة العالمية لخريجى الأزهر تقوم بدورها فى تدريب الوافدين وتأهيلهم بما يكفل تحقيق أنموذج لما ينبغى أن يكون عليه المسلم، فالعالم الخارجى يحتاج إلى توضيح الصورة الصحيحة للإسلام، فالقضية أننا أمام دين لم يستطع أتباعه أن يظهروه بالشكل الذى يستحقه، ومن خلال إعداد جيل من العلماء والدعاة يتوافر فيهم الأسلوب اللين والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وأن تتكامل فيهم صورة ولو بسيطة من الإسلام، فما نراه اليوم من قبل بعض الجماعات المتطرفة من محاولة اختطاف الدين واستخدامه كمبرر وأساس للأفعال وترويجها لدى البسطاء هو أمر مرفوض ينبغى التصدى له وهو ما نسعى إليه.
< هناك="" اتهامات="" تقول="" إن="" الإسلام="" ظلم="" المرأة،="" والأزهر="" الشريف="" همّش="">
- هذا الكلام مردود عليه، فالإسلام أنصف كل الأطراف ومن بينها المرأة، ولم أر أو أصادف أحدا ينصف المرأة دائما ويميل إليها فى رأيه كما يفعل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، فهو يدرك أن التقاليد ظلمتها كثيرا، حتى أنهم خلطوا التقاليد بالدين، واختلط الحابل بالنابل.
< لماذا="" ترك="" الأزهر="" منصة="" الدعوة="" لأنصاف="" المتعلمين="" ودعاة="" التدين="" حتى="" استفحل="" أمرهم="" على="" القنوات="" الفضائية="" وبين="">
- هذا جزء من المؤامرة ضد الأزهر، فمعظم هؤلاء كانوا يمتهنون مهنا أخرى وامتد إليهم الفكر السلفى، فأصبحوا شيوخا مدعومين حتى سكنوا القصور والڤيلّات وهناك من يدعم هذا الاتجاه ماديا والمقصود من ذلك كله هو تقزيم دور الأزهر وانتشار المذهب الوهابى.
< كيف="" رسخت="" المنظمة="" لأصول="" التعامل="" مع="" مخالفى="" العقائد="" وفق="" وسطية="" الفكر="">
- المنظمة حريصة على ترسيخ أصول التعامل مع مخالفى العقيدة أو المنهجية سواء فى الدول الإسلامية أو غير الإسلامية، وإبراز أن الإسلام تعامل مع غير المسلمين بمنهجية تؤسس للعيش المشترك المبنى على التفاهم المشترك بين الأديان، والدعوة إلى حوار يقوم على احترام الغير، وترك الجدال فى العقائد، لأن اختلاف العقيدة مشيئة إلهية، ومن ثم فإننا نهدف إلى ترسيخ التعايش السلمى بعيدا عن التعصب، ومحاولات الإقصاء الدينى والمذهبى.
< البعض="" يقلل="" من="" دور="" الأزهر="" الشريف="" فى="" مواجهة="" الفكر="" المتشدد="" والإرهاب="" فما="">
- هؤلاء لا يرون ضوء الشمس الجلىّ، لرغبة فى أنفسهم، فالأزهر الشريف بمؤسساته ومن بينها المنظمة العالمية لخريجى الأزهر يحمل مسئولية وأمانة الدعوة إلى الله دون عنف أو تخريب، والأزهر الشريف وإمامه الأكبر يتحرك فى هذا السياق من منطلق المسئولية الدينية والفكرية الملقاة على عاتقه من خلال التحذير من أفكار هؤلاء ومحاربة الفكر المغلوط وتفنيد آراء الجماعات المتطرفة والتصدى لها، ومجابهة كل ما يخالف المنهج الوسطى الذى يتسم به الأزهر الشريف.
< المنظمة="" تصدر="" مطبوعة="" مخصصة="" للأطفال="" وهى="" مجلة="" «نور»="" فما="" أهم="" ما="">
- هى مطبوعة تقدم قصصا مصورة وموضوعات متنوعة عن الشخصيات التى أثرت فى المجتمع من بينها الدكتور مجدى يعقوب وديزنى ولاعب المنتخب وليڤربول محمد صلاح، والهدف منها تنشئة الأطفال على حب الخير والسلام وغرس قيمة الانتماء للوطن بداخلهم وتعميق مفهوم المواطنة، والإسهام فى نبذ روح الفرقة والخلاف، والتعصب فى المجتمع، بالإضافة إلى ترسيخ جوهر الإسلام الذى يحث على مكارم الأخلاق، إلى جانب أنها تقدم أبوابا عن الصحة وكيفية تناول الطعام بشكل صحيح ومفيد، وأبوابا فنية من تلوين ورسم وأشغال يدوية، وقصصا تتناول أهمية العلم وتاريخ علماء المسلمين من خلال المغامرة من أجل مقابلة هؤلاء العلماء، وقد أشاد رئيس الجمهورية خلال حديث تليفزيونى بالمجلة، وقد أقامت ورش عمل منها الكتابة والرسم للأطفال المشاركين فى طريقة التفكير فى ابتكار قصة مصورة وكذلك ورشة عن المسرح وهى مجانية، ووصلت المجلة لعدد كبير من الأطفال من خلال قوافل «نور» للمحافظات وورش العمل بالمدارس والمعاهد الأزهرية.
< أخيراً..="" ما="" الرسالة="" التى="" تريد="" توجيهها="" وإلى="">
- أوجه رسالتى لكل مسلم أن الناس لا يرون منك إلا الأخلاق، فكيف يكون المسلم صورة جيدة للإسلام وأن يكون مرآة له، فى كل تعاملاته فى مصر وخارجها، فالمسلم مرآة لدينه.