في الهم سواسية والجميع هنا مجرمون.. حكايات من دفتر أحوال جرائم الأغنياء والفقراء بسبب إدمان الشابو والشادو (تحقيق)

عزم على حبس نفسه داخل منزله، ورفض مقابلة أصدقاءه رفضًا قاطعًا، أوالخروج من المنزل لأي سب من الأسباب؛ في محاولة منه لشراء نفسه مرة آخرى، وطرد السموم من جسده، بحسب "محمود" أحد الشباب المُتعاطين لمُخدر "الشادو".

 

يحكي محمود البالغ من العمر 18 عامًا لـ "الوفد"، أنه منذ قرابة 3 أعوام، كان يجلس على إحدى المقاهي القريبة من منزله بإحدى القرى التابعة لمحافظة الجيزة، فعزم عليه صديقه بـ "سيجارة ملفوفة"، فرفض في البداية قائلا :" لأ أنا مبدخنش"، إذ بصديقه يُصر عليه إصرارًا شديدًا لأن يُقاسمه أنفساس السيجارة، وآخذ صديقه في وصف إحساس السعادة، والتحليق في السماء، الذي سيشعر به فور سحب "نفس" تلو الآخر من هذه السيجارة.

 

إقرأ أيضًا: تعرف علي جهود مكافحة المخدرات خلال 24 ساعة

 

وبعد المحاولات المُتكررة لاستمالته؛ رضخ محمود لإلحاح صديقه، يقول:" أول ما شربت منه قعدت أكح كتير، بس بعد كدا أتعودت ومن ساعتها وأنا مش عارف أبطل، شربت أنواع كتير من المُخدرات منها الاستروكس، بس دلوقتي بتعاطى الشادو بس، خاصة أنه من أرخص الأنواع وفي المتناول".

 

يوضح "محمود" أن قراره بحبس نفسه، جاء بعد فشله عدة مرات من التوقف عن المُخدرات نهائيًا، إلا أن أصدقاءه يجبرونه على العودة إليها ثانية، وفي مرات آخرى كان يضعف ويطلبها منهم تلقائيًا، لذا قرر أن يحبس نفسه داخل منزله حتى يتخلص جسده تمامًا من هذه السموم، التي أهدرت صحته وماله، وأنقصت وزنه بشكل ملحوظ ومُبالغ فيه.

 

من خلوق لـ مُشاكس .. الكريستال يترك بصمته على أحد الشباب

 

"ابني بيتعاطى مُخدر الكريستال، ومش عارفين نُسيطر عليه، ودناه أكتر من مرة مصحة وبيخرج منها قبل انتهاء مدة العلاج، وبيرجع ليه مرة تانية" بصوت مهزوم فضفضت لـ "الوفد"، والدة أحد مُتعاطي مًخدر الشبو "الكريستال" تُدعى أم محمد"، بأحد أحياء القاهرة.

 

وتستطرد، أن ابنها كان شخصًا محبوبًا وصاحب خُلق، إلا أن بعد إدمانه أصبح شخصًا مُشاكسًا ويشتكي منه جيرانه وأصحابه كثيرًا، وكان كريمًا جيدًا إلا أن حاجته للمال جعلته يستعير الأموال من الأقارب، بل ويبيع مقتنياته الشخصية من أجل الحصول على جرامات الكريستال، وذلك بعد أن توقفت أنا ووالده عن إمداده بالنقود كما كنا نفعل من قبل، حتى يتوقف عن هذه السموم.

 

بصوت باكي مُتقطع، تقول أم محمد :" أملي في الحياة إن ابني يبطل اللي بيتعاطاه دا، ويرجع زي ماكان، كان شخص مالي مركزه ومحبوب وجيد وحنين، ببقى في كامل قهرتي وحزني لما تجيلي شكوى منه، وأشوفه على الحال دا".

 

وعن تأثير الشابو على ابنها تذكر "أم محمد"، أنه يجعل ابنها في حال هياج شديدة ويفتعل المشكلات مع إخواته والغرباء، كما أنه تخرج عنه ممارسات سيئة جديدة على شخصه، منها معاكسة ومضايقة عدد من بنات الجيران.

 

انتشار كبير في الأونة الأخيرة، شهدته مصر للمُخدرات المصنعة كيمائيا بدأت بالاستروكس ووصلت حاليا للشادو والشابو، تلك الأنواع المخدرة التي تمثل خطرًا كبيرًا علي المخ وسبب رئيسي في ارتكاب العشرات من جرائم التحرش والانتحار وهو ما نوثقه خلال هذا التحقيق..

 

 

 

25 يناير 2011 بداية دخول الشابو للأراضي المصرية

 

التقرير العالمي للمخدرات عن عام 2018، أكد وجود زيادة واضحة في إنتاج واستهلاك المواد المخدرة التي تندرج تحت المواد الامفيتامنية.

 

وطبقا لرصد إدارة مكافحة المخدرات بالتنسيق مع شرطة الموانئ، كان أول دخول لمخدر الشابو إلى مصر بعد 25 من يناير عام 2011، عن طريق بعض العمالة المصرية بعدد من دول المنطقة.

 

ما هو "الشادو"

 

تُعتبر المادة الأساسية لمُخدر الشادو هي مادة "الكيتامين"، وهي يستخدمها الأطباء في التخدير، إلا أن مُصنعي الشادو يقومون بخلطها مع موادة آخرى كـ "الاسيتون والحشيش والبيروسول"، ويُطلق البعض عليه مسمى "البودر"، وعادة ما يتم تدخينه، وهو الأكثر انتشارًا بين المواد المخدرة، وذلك نظرًا لأنه رخيص الثمن، بحسب الدكتورة سهى سامي، اخصائية نفسية بصندوق مكافحة الإدمان والمشرف على عيادات الخط الثاني بجامعة المنصورة.

 

 

 

 

مكونات مُخدر الكريستال

 

"الأيس .. الكريستال .. الميث.. السبيد.. مُخدر الحفلات".. جميعُها أسماء مختلفة لمُخدر "الشابو"، وهو الميث أمفيتامين، والذي يندرج تحت مجموعة متزايدة جدا في الانتشار يطلق عليها ATS ( amphatmine type stimulant)، اهم أنواعها الأمفيتامين والميث أمفيتامين والاكستاسي، ويٌصنع من مادة الافيدرين والـ pseudoephedrin، التي يتم استخدامها في تصنيع أدوية البرد  amphatmine type stimulant و الـ new psyiactive substance، ويندرجوا تحت اسم المخدرات المُصنعة او الـ synthetic drugs"، وفقًا للدكتور عبدالرحمن حماد، المدير السابق ومؤسس وحدة الإدمان بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، ومدير مركز "انسايت" للصحة النفسية وطب الادمان.

 

وبشكل أكثر تبسيطًا، توضح الدكتورة سهى سامي، أنه عبارة عن مادة مُصنعة ومُخلقة من مادة الامفيتامينات، حيث يتم خلطها بمواد آخرى متغيرة، ويتم تدخينه كالسجائر، أو استنشاقه بعد طحنه، وهما الطريقتان الأكثر شيوعًا في الاستخدام، وفي بعض الأحيان يتم أخذه عن طريق البلع أو الحقن من خلال إذابته في ماء أو كحل.

 

 

 

وخلال زيارتنا لصندوق مكافح الإدمان، أوضح الدكتور عوض حسنين اخصائي نفسي بالصندوق والمشرف على عيادات الخط الساخن بالعباسية، إن الشابو يتسبب في حدوث حالة من فرط الحركة وفرط في القدرات الجنسية، موضحًا أنه خطر للغاية على الصحة، خاصة أن مُصنعيه يقومون بإضافة بعض المُبيدات الحشرية عليه، أو المواد الضارة جدًا على الصحة.

 

ويُضيف حسنين، أن مُخدر الشابو لم تستطع كواشف التحاليل الخاصة بالمخدرات أن تكشف عنه، مبينًا أن ذلك يرجع إلى تغيير المواد المستخدمة في صناعته.

 

مرات قليله للغاية من تعاطي الشابو، كافيه تمامًا لجعل الشخص مدمن به للأبد، حيث أن  الشخص يُمكن أن يُصنف مدمنًا بالأيس بعد تعاطيه مرتين أو ثلاثة مرات منه فقط، إذ أن الميث له تأثير مباشر على المخ من خلال تزويد الجسم بالدوبامين؛ وهو له علاقة بحركة الجسم والدفاعية ومركز المكافأة، وزيادة الدوبامين في مركز المكافأة يُجبر الشخص على تكرار التجربة ومن ثم التعود عليه وإدمانه، كما يرى الدكتور عبدالرحمن حماد.

 

أزمة تحت قبة البرلمان

 

انتشار مُخدر الشابو بين الشباب في الفترة الأخيرة، هو الذي دفع  النائبة إيناس عبد الحليم، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، لتقديم طلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، وموجه لرئيس الوزراء ووزيرة الصحة، بخصوصه، بحسب ما أكدته النائبة في حديثها للوفد.

 

وذكرت أن هذ المخدر بدأ في الانتشار في مصر خاصة في الحفلات وتجمعات الشباب، الذين يطلقون عليه "مخدر ولاد الأكابر"، نظرًا لارتفاع سعره، فهو مخدر شديد الخطورة وسريع المفعول، وجرعة احدة قد تكون كافية لأن يصبح متعاطاها مدمن.

 

وأضافت عبد الحليم، أن طلب الإحاطة الذي تقدمت به بشأن الشابو ستتم مناقشته في لجنة الصحة ومن ثم يتم اتخاذ القرارات والتوصيات، مؤكدة على ضرورة أن تكون كل هذه المخدرات المُخلقة موجودة على جدول المخدرات بالإضافة لوجود التوعية اللازمة لمنع انتشاره بين الشباب.

 

وتابعت، هذا المخدر يُحدث نشاط وقوة جسمانية وجنسية، ولو استمر المتعاطي في الادمان يتحول لشخص أكثر عدوانية، وتظهر عليه بعض الأعراض مثل سقوط أسنانه ويبدو عليه عمر أكبر من سنه وتتدهور حالته، ويؤدي في النهاية إما الإنتحار أو الاعتداء على الآخرين.

 

من كشوف المحاضر الرسمية "جرائم قتل تحت تأثير الشابو"

 

في يناير 2017، أقدم مواطن أربعيني بمركز البلينا جنوب محافظة سوهاج على الانتحار، وكشفت التحريات عن أن المنتحر كان من متعاطي مخدر  الشبو "الكريستال ميث"، وأنفق ثروته على شراء هذا المخدر خلال عامين، وأصيب بحالة هياج عصبي متواصلة نتيجة الأعراض الانسحابية فقرر الانتحار.

 

في مارس 2020، قام شاب عمره 36 سنة، بقرية العضاضية في أبو تشت، بقنا، بقتل اثنان من أشقائه وإصابة الثالث بطلقات نارية، وكشفت التحريات الأولية أن القاتل أدمن عددًا من العقاقير المخدرة منها الشبو، ما أصابه بحالة من عدم الثبات العقلي والارتياب.

 

 

وفي أبريل 2021،  لقي طفل مصرعه بقرية أبو عطوة بمحافظة الإسماعيلية، على يد والده، بعد صعقه بالكهرباء اعترف الوالد خلال التحقيق معه أنه كان تحت تأثير مخدر الشبو.

 

وفي مايو 2021، وداخل منزل بقرية الغرق بمحافظة الفيوم، قام أب بذبح 6 من أبنائه وزوجته الثانية، وتبين من خلال التحقيقات أن القاتل كان يتعاطى مخدر الشبو.

 

وفي يوليو2021، اتُهم طالب جامعى بقتل والدة بسلاح أبيض، فى منطقة الحكر بشارع الثلاثيني، بعد نشوب مشادة كلامية بينهما تطورت إلى مشاجرة، وكشفت التحريات الأولية، أن الإبن مدمن مخدر الشابو.

 

 

37  مليون متعاطي لمخدر الامفيتامين عالميًا

 

علي مستوي العالم، بلغ عدد المتعاطين حسب اخر دراسة لـ UNODC (مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة) لعام 2017 إلى 17 مليون متعاطي لمخدر الكوكايين و18 مليون متعاطي للأفيونات مثل المورفين والهيروين والكوديين و22 مليون متعاطي لمخدر الاكستاسي و35 مليون متعاطي للمخدرات ذات المؤثرات الافيونية  و37 مليون متعاطي لمخدر الامفيتامين و المنشطات الموصوفة طبياً و183 مليون متعاطي للمخدرات المشتقة من نبات القنب مثل الحشيش و الماريجوانا.

 

وهناك 12 مليون شخص يتعاطوا المخدرات بالحقن منهم 2 مليون مصاب بفيروس الايدز،  6 مليون من متعاطي المخدرات مصابون بفيروس C و  2 مليون من متعاطي المخدرات مصابون بفيروس C وفيروس الايدز معا.

 

 

نسبة التعاطي في مصر ضعف المُعدل العالمي

 

وفي 2014، كانت نسبة التعاطي في مصر ضعف المعدل العالمي، إذ كانت نسبتها 10%، بينما كانت نسبة التعاطي على مستوى العالم 5%، وفقًا لإحصائية صدرت عن صندوق مكافحة الإدمان في هذا العام، أما نسبة الإدمان فكانت 3.3%.

 

وفي فبراير 2021، وصلت نسبة التعاطي إلي 5.6%، والإدمان إلي 2.4%، وفقًا لمسح قومي أجراه صندوق مكافحة الإدمان علي الشريحة من 15 إلي 60 سنة.

عشرات الآلاف علاج إدمان الشابو والشادو.

 

في صعيد مصر، وتحديدًا مُحافظة سوهاج، لقى مُخدر الشابو روجًا شديدًا بين الشباب، خاصة بعد انتشاره في مختلف الأنحاء وتوافره بكثرة، الأمر الذي تسبب في إقبال "خالد" -اسم مستعار-، على إدمانه كنوعًا من تقليد أصدقاءه ومحاولة منه للإنفصال عن الواقع، بحسب رواية والد خالد.

 

يقول والد خالد، أنه في طريقه لفقدان ابنه للأبد، بعد إدمانه لمُخدر الشابو، حيث أن جسده أصبح هزيلا وفقد وزنًا كبيرًا، ويرفض الطعام لأيام، وسلوكه بات عدوانيًا ودائم إفتعال المشكلات، وكثير الهرش، كما أنه أصبح غير مُتزن على الإطلاق، إثر مفعول الشاو الذي أصبح يجري في جسده بأكمله.

 

"للأسف الشديد لم أعلم بإدمان ابني إلا بعد فترة طويلة من إدمانه، وكانت معرفتي بهذا الأمر الذي وقع عليا كالصدمة التي لم أفيق منها حتى الآن، حينما رأيته في غرفته يتعاطى هذا المخدر، ولم أمسك نفسي حينها وقومت بضربه وتعنيفه حتى يتراجع عن هذا الطريق، إلا أنني لم أنجح في هذه الخطوة " بهذه الكلمات تحدث والد خالد لـ "الوفد".

 

 

"الشادو" و"الشابو" خطران يُهددان مستقبل الشباب

 

الدكتور عبدالرحمن حماد، المدير السابق ومؤسس وحدة الإدمان بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، ومدير مركز "انسايت" للصحة النفسية وطب الادمان، يؤكد أن الشادو والشابو أصبحا خطران يُهددان مصر بأكملها خاصة محافظات الصعيد التي ينتشر بها هذان النوعان على وجه الخصوص بشكل فج ومُرعب، يُهدد مستقبل شبابنا، قائلا:"قابلت السنه اللي فاتت تقريبا ٧ حالات بتاخد المث، منهم ٦ من

سوهاج، ومن جرجا وبرديس، وهذا يدل على وجود بؤر لتعاطيه".

 

علل حماد، سبب انتشار هذان النوعان، القيام بإنتاجه داخليًا مع تغيير بعض من المواد المُستخدمة، بعد أن كانت الطريقة الوحيدة للحصول عليه، تهريبه من بعض البلدان المجاورة، مشيرًا إلى أن إدمان الشابو له تأثيرات قصيرة المدى كزيادة اليقظة والانتباه، وتقليل الشهية، وارتفاع معدل التنفس وزيادة ضربات القلب، ورفع درجة حرارة الجسم وضغط الدم.

 

وعن التأثيرات طويلة المدى، يُبين أنه يزيد من احتمالية الإصابة بفيروس الـ HIV والفيروسات الكبدية الوبائية B و C، خاصة إذا كان يتم تعاطيه من خلال الحقن، كما أن استخدامه يؤثر على الـ judgment  أو التحكم في الأمور، يؤدي لفقدان شديد للوزن وتحلل وتآكل للأسنان بمرور الوقت ومشاكل في النوم وهرش شديد يؤدى إلى حدوث بعض القرح في أماكن الهرش، ويُصيب المُتعاطي بحالة من الهلوسة، ويجعل سلوكه  عدوانيًا للغاية، كما أنه استمرار التعاطي لفترة طويلة يُغير إفراز الدوبامين، وهو ممكن أن يؤثر على تناسق الحركة ويسبب مرض الشلل الرعاش، كما أنه يؤثر أيضًا على التعلم اللفظي.

 

 

مراكز ومصحات الإدمان تكشف طريقة ومدة وتكلفة العلاج

 

تواصلنا مع اثنان من المراكز والمصحات لعلاج الإدمان، في مدينتي سوهاج والعاشر من رمضان، ويستقبلان مدمني الشادو والشابو، وأبلغناهم بأن أحد أقاربنا مدمن بهذه المخدرات المُصنعة كيمائيًا، ولدينا رغبة في علاجه، لمعرفة مدة العلاج والتكلفة.

 

أحد القائمين على مركز علاج الإدمان بسوهاج، أكد في حديثه مع "الوفد"، أن المدينة هناك هي التي فرضت عليهم العمل في علاج إدمان الشابو، بعدما انتشاره هناك منذ نحو 5 سنوات، وأنه منذ أن افتتحوا المركز وعلى مدار الـ 4 سنوات الماضية استقبلوا 800 حالة منهم 600  حالة إدمان شابو.

 

واستكمل حديثه، أنهم يجدون من بين كل 10 أشخاص مدمنين شابو 9 منهم لديهم الفضام الذهاني، وأن كل 7 أشخاص من 10 من هؤلاء يحتاجون لجلسات على المخ، قائلًا :"لما كنا فاتحين كانت حالات الإدمان أغلبها الترامادول والهيروين دلوقتي مفيش ترامادول وهيروين نهائي كلها شابو.. النوع دا الوحيد من الإدمان اللي بيعرض لصاحبه لأعراض الفصام الذهاني".

 

 7 شهور مدة العلاج من إدمان الشابو

 

وأخبرنا أن مدة علاج ادمان الشابو هي 7 شهور، يتضمن شهر علاج دوائي والمدة الباقية لتعديل وللتأهيل السلوكي، تكلفة الشهر الأول 20 ألف جنيه، وبالنسبة لـ 6 شهور التأهيل تكلفة الشهر فيهم 13.5 ألف جنيه، بخلاف المصاريف الشخصية والسجائر إذا كان مُدخنًا والأدوية خارج التخصص.

 

وبسؤاله هل بعد هذه المدة سيكون مدمن الشابو قد تعافى تماما وسيبتعد عن هذا الطريق، كانت إجابته أن الإدمان مرض قابل للانتكاسة ليس هناك ما يضمن عدم الرجوع إليه، فهو مرض مزمن ومتفاقم وقابل للاتكاسة ولا يمكن الشفاء منه، وبعد العلاج يستمر المدمن المتابعة مع المشرف.

 

وخلال تواصلنا مع مركز مدينة العاشر من رمضان، كان الحديث معهم عن علاج إدمان "الشادو"، وتحدث أحد المدربين فيه معنا  أن الشخص الذي يصل لمرحلة إدمان الشادو، لابد أن يكون أدمن شئ قبله، لأنه موازي بالضبط  للهيروين، وقد تكون المادة فيه أقوى، وبالتالي من يصل إليها لن يستطيع تعاطيها إلا إذا كان يتاعطي مخدرات "حشيش أو برشام" في الأساس.

 

6  شهور و 6 آلاف جنيه للعلاج من الشادو

 

وأوضح لنا أن العلاج من إدمان الشادو يستغرق 6 شهور، منهم 3 شهور كعلاج إجباري للمدمن و3 شهور أخرى كمتابعة، وتبلغ تكلفة علاج الشهر الواحد 6 الآف جنيه، بخلاف المصاريف الشخصية للمدمن.

 

معامل إنتاج الشابو في مصر

 

في ديسمبر 2019، ألقت أجهزة الأمن بإدارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، القبض على أحد الأشخاص بالدقي في الجيزة، لتجهيزه معملًا لإنتاج مخدر الشابو وزراعة الماريجوانا، وتم ضبط كمية من مخدر الأيس الجاف وزنت 15,450 كيلو جرام، سائل الأيس بوزن 16,370 كيلو جرام، بذور القنب 300 جرام، نبات الماريجوانا 50 جرام، زيت الحشيش 480 جرام، وبلغت قيمة المضبوطات نحو 80 مليون جنيه.

 

وفي سوهاج، تمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بقطاع مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، في مايو 2020، من ضبط عامل تخصص في الاتجار بمخدر الشبو وقيامه بإعداد معمل لتصنيع وإنتاج ذلك المخدر، وبلغت القيمة المالية للمضبوطات بنحو 17 مليون جنيه.

 

قانون للمخدرات المستحدثة

 

في مارس 2019، وافق مجلس النواب، على مشروع قانون مقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام القانون رقم 182 لسنة 1960 فى شأن مكافحة المخدرات وتنظيم استعمالها والاتجار فيه، وكان يستهدف التعديل إدخال المواد التخليقية والمستحدثة على قوائم المخدرات مثل "الاستروكس والفودو".

 

القانون تضمن إضافة فقرة أولى للمادة "39" منه تقضي بأن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تجاوز عشرة آلاف جنيه كل من ضبط فى مكان أعد أو هيىء لتعاطى المواد التخليقية المخدرة وذلك أثناء تعاطيها مع علمه بذلك.

 

ويعفى القانون فى المادة 48 فقرة أولى من العقاب المقرر فى المواد 33و34 و34 مكرر و35 كل من بادر من الجناة بإبلاغ السلطات العامة عن الجريمة قبل علمها بها، بالنسبة للمود التخليقية.

 

واحتوى القانون على مادة جديدة برقم 34 مكرر، وتنص على أن يعاقب بالإعدام كل من جلب أو صنع أو أنتج مواد تخليقية ذات أثر تخديرى أو ضار بالعقل أو الجسد أو الحالة النفسية والعصبية.

 

ويُعاقب بالسجن المُشدد والغرامة التى لا تقل عن مائتى الف جنيه ولا تزيد عن ثلاثمائة ألف جنيه كل من ادار مكانا أو هيأه للغير لتعاطى الجواهر التخليقية المنصوص عليها فى الفقرة الأولى من هذه المادة أو سهل تقديمها للتعاطى

 

 

 

شروط العلاج بصندوق مكافحة الإدمان

 

الخضوع للعلاج بصندوق مكافحة الإدمان، له عدد من الشروط التي وضعت لقبول الحالات، والتي تتمثل في رغبة ودافعية المُتعاطي نفسه في الخضوع لرحلة العلاج، إذ أن العلاج بالمشروع لا يكون إلزاميًا على الإطلاق، وتكون مدة البرنامج العلاجي للشابو والشادو وكل المواد المخدرة 70 يوم، وإذا ترائى أن المُتعاطي  بحاجة لمد واستكمال مرحلة التأهيل يتم التجديد له، كما أن الصندوق يتواصل بشكل دائم ومُباشر مع المتعافين بعد خروجهم من المستشفيات وإنتهاء رحلة علاجهم ودعمهم حتى لا يعودوا للمخدات مرة ثانية.

 

 ووفقا لصندوق مكافحة الإدمان، فإن مُدة العلاج تتوقف على بعض الأمور، التي من بينها، المدة التي تعاطى فيها المريض، وتكوينه الجسماني، ويحتوي الصندوق على قسم التشخيص المزدوج، وهذا القسم يكون إلزاميًا فقط لمن يُعانون من أعراض نفسية.

 

 

"الذهان والتلف الدماغي" أبرز أضرار المُخدرات المُصنعة

 

تؤكد الاخصائية النفسية لصندوق مكافحة الإدمان، أن إدمان الشابو الشادو والمخدرات الكيمائية المُصنعة، من أكثر الأنواع التي تتسبب في حدوث ذهان وتلف دماغي، وتوضح أن هناك حزمة من الأمراض الآثار السلبية التي تُلحق أيضًا بمتعاطين الشادو والشابو والتي من بينها ارتفاع ضغط الدم وفقدان الوزن بشكل كبير وغثيان، إذ أن المواد المخدرة المُصنعة أخطر من النباتات المُخدرة، ويرجع السبب في ذلك في المواد الغريبة والخطرة التي يتم إضافتها للمادة الأساسية للمخدر دون النظر إلى الآثار السلبية التي قد تعودد على المدمن لهذه المواد.

 

 

٢٧ مركز علاجي تابع لصندوق مكافحة الإدمان

 

٢٧ مركز علاجي تابع لصندوق مكافحة الإدمان، و٤ مراكز كبرى على مستوى الجمهورية يُطلق عليها مراكز العزيمة، ويتعامل الصندوق مع مستشفيات الصحة النفسية ومستشفيات الجامعة ومستشفيات القوات المسلحة، هو ما أكده الدكتور عوض حسنين المشرف على عيادات الخط الساخن بالعباسية، والاخصائي النفسي بالصندوق.