رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بعبع الثانوية العامة حى يرزق!!

السناتر
السناتر

زحام أمام المراكز لحجز الدروس.. وأولياء الأمور: نقترض من البنوك من أجل مستقبل أبنائنا

الدروس «هجين» والدفع عن طريق شبكات المحمول و«الكاش» موجود

 

مع أوائل الثمانينات من القرن الماضى ظهر للنور أحد أكثر أنظمة التعليم فى مصر تعقيداً وهو نظام الثانوية العامة، وحدثت بعد ذلك تغييرات على هذا النظام إلا أن جوهره الأساسى ظل كما هو، وذلك لأنه ركن الزاوية ومفتاح الدخول إلى التعليم الجامعى، ولذلك انتشرت ظاهرة الدروس الخصوصية التى عانى منها أولياء الأمور لسنوات طويلة

ورغم أن نسبة الرسوب فى هذا العام وصلت إلى 26%، ورغم تصريحات الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم التى أكد فيها مراراً على انتهاء بعبع الثانوية العامة، إلا أن هذا البعبع ما زال حى يرزق، حيث بدأ حجز دروس العام القادم من بداية شهر أغسطس الماضى، وانتشرت إعلانات الدروس الخصوصية على مواقع التواصل الاجتماعى، وبين طلاب واولياء امور الثانوية العامة بأساليب مختلفة، فى حين ما زالت إعلانات الشوارع كما هى يحاول المدرسون من خلالها جذب أكبر عدد ممكن من الطلاب عن طريق إطلاق شعارات رنانة مثل ملك الكيمياء وعبقرى الفيزياء وغيرها.

وتزامن مع ذلك قيام أولياء الأمور بالتسجيل لأبنائهم فى مراكز الدروس الخصوصية المنتشرة فى كل مكان خوفاً من ضياع مستقبل أبنائهم، رغم كل تصريحات الوزير السابقة بعدم جدوى الدروس الخصوصية مع النظام الجديد، وهو ما يؤكد أن كابوس الثانوية العامة ما زال يلاحق الجميع.

وفى حين يتصارع بعض أولياء لأمور بالفرار بأبنائهم من نظام الثانوية العامة ويلجأون للتعليم الأزهرى وغيره، نجد آخرين ما زالوا يناضلون من أجل البقاء فى الثانوية العامة وفقا للقواعد القديمة وقوامها الدروس الخصوصية، ومن هؤلاء مروة محمود 37 عاماً من حدائق القبة ولية أمر، والتى أكدت أنها بحثت كثيراً عن طريق أولياء أمور من أصدقائها الذين خاضوا معركة امتحانات الثانوية العامة، حيث إنهم يعلمون جيدا أماكن المراكز التى يحاضر فيها معلمون من ذوى السمعة الطيبة فى مجالاتهم.

وأضافت أن أصدقاءها رشحوا لها مركز للدروس الخصوصية فى الجيزة وعندما توجهت إليه وجدت استعراض من المركز لعدد من المدرسيين، وقالت: «موظف تسجيل الدروس أكد لى أن المدرسين يتخطى بعضهم فى هذه المهنة أكثر من 30 عاماً، موضحة أن المراكز تعلق لافتات لصور ودرجات الطلاب الذين تفوقوا فى امتحانات الثانوية العامة للعام الجارى.

وكشفت مروة محمود عن أسعار تسجيل حجز المراكز وكانت المفاجأة أن الطالب يقدم رسوماً إجبارية لكارنيه دخول السنتر قدرها 100 جنيه، وبسبب تزاحم الطلاب على الحجز، وفر السنتر خدمة التسجيل الأون لاين مقابل 50 جنيهاً، بالإضافة إلى 50 جنيهاً سعر الملزمة للحصة الاولى و600 جنيه لمادة الرياضيات والكيمياء، و4 محاضرات فى الشهر الواحد، والأحياء بـ190 جنيهاً فى المحاضرة، واللغة العربية 500 جنيه 4 محاضرات فى الشهر، واللغة الفرنسية بـ120 جنيهاً للمحاضرة الواحدة، قائلة: «إن معظم مدرسى مواد الثانوية العامة يقدمون خدمة الدروس الخصوصية أون لاين بشرط دفع القيمة المالية عبر فودافون كاش وإرسال الملازم إلكترونياً للطلاب الذين يسددون المصروفات.

وأكدت أن الطلاب يقومون بالتسجيل فى أكثر من سنتر ومع أكثر من مدرس لنفس المادة حتى يكتشف الطالب من هو الأفضل ويستمر فى الحضور معه بعد ذلك

وأضافت أن بعض السناتر تقوم بالترويج لاسم مدرس مشهور فى مادة معينة، ولكنها تأتى بعد ذلك بأشخاص ليس لهم علاقة بمهنة التدريس وتخدع أولياء الأمور وطلاب الثانوية للحصول على الأموال.

 ونصحت مروة أولياء الأمور بالبحث عن السناتر والمدرسين المتخصصين فى المرحلة الثانوية حتى لا يقعوا فريسة لنصابى الدروس الخصوصية، لافتة إلى أن مصروفات الدروس الخصوصية تعتبر أزمة فى كل بيت مصرى بسبب ارتفاع أسعارها التى جعلتها تلجأ إلى الاقتراض من البنوك بضمان مسكنها، ومنعها من تجهيز ابنتها الوحيدة حتى توفر قيمة قسط البنك الذى تنفق من خلاله على دروس ابنها فى الثانوية العامة، وطالبت الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم بالرأفة بأولياء الأمور الذين يقترضون من أجل الدروس الخصوصية خوفاً من رسوب أبنائهم.

وأضافت مريم خليل، 53 عاماً، ولية أمر طالب ثانوية عامة، أن أولياء الأمور والطلاب يتصارعون منذ إعلان النتيجة على حجز الدروس الخصوصة، وذلك بعد مشاهدتهم للوقفات الاحتجاجية التى قام بها طلاب العام الحالى أمام أبواب وزارة التربية والتعليم للمطالبة بإعادة تصحيح أوراق الامتحانات.

وأضافت أن أولياء الأمور أصبحوا متأكدين من فشل المنظومة التعليمية وهو ما أسهم فى تنشيط الدروس الخصوصية، وجعلها عاملاً أساسياً فى حياة كل أسرة بها طالب ثانوية عامة وهم مضطرون لذلك من أجل مستقبل أبنائهم.

وأكدت مريم خليل أن وزارة التربية والتعليم تتسبب فى زيادة انتشار الدروس الخصوصية فى ربوع الجمهورية بالأزمات المتكررة بسبب النظام التعليمى الحديث الذى أثبت فشله برسوب الطلاب بنسبة وصلت إلى 26%.

وأضافت: رغم استجابة الوزارة والإعلان عن قبول تظلمات الطلاب الراسبين فى الثانوية العامة مجاناً، فإن الوزارة أكدت رسوب الطلاب مره أخرى ما دفع أولياء الأمور إلى حجز دروس العام القادم بسرعة رغم بقاء أكثر من ثلاثة أشهر على بدء العام الدراسى.

 

هروب

وأوضح أشرف فضالى، الخبير فى شئون تطوير التعليم، أن عملية تحويل طلاب الثانوية العامة إلى التعليم الأزهرى رغم زيادة المواد التعليمية بالمراحل الأزهرية وصعوبتها، تعتبر وسيلة للهروب من نظام التعليم العام، موضحاً أن نظام الثانوية العامة ينطبق تحت بند اللامنهج التعليمى من البداية حتى أصبح أولياء الأمور والطلاب يشعرون بالغدر من نظام الثانوية العامة، فعندما يتواجد منهج للنظام تتواجد المحاسبة للطلاب.

وأضاف فضالى أن إعلان درجات النجاح والتفوق لبعض الطلاب محاولة للارضاء حتى تصبح المنظومة ناجحة وهى على غير الواقع، موضحاً أن اولياء الأمور الذين نجح أبناؤهم بسبب الدروس الخصوصية اعتقدوا أن النظام التعليمى القديم هو المعتمد لأبنائهم، ولكن الحقيقة أن اولياء الأمور غير مدركين أن النظام ليس منهجاً من الأساس وإثباتاً على أنها منظومة متهالكة تم إنفاق الملايين على خطة التابلت ولا يستفيد منها الطالب حتى الآن أو استخدمها كوسيلة مفيدة تعليمياً.

وأكد خبير شئون التعليم  ضرورة تغير النظام التعليمى المتهالك حتى يقتنع وزير التعليم بأن ما يحدث فى نظام الثانوية العامة كارثة ممنهجة وإنهيار مستقبل أجيال كاملة، وأشار إلى أن الطلاب الذين التحقوا بامتحانات بالدور الثانى بعد تقديم التظلم فى المواد الراسبين بها، يعتبرون دليلاً على عدم وجود شفافية فى المنهج والنظام التعليمى، وكل ما يحدث الآن محاولة لإرضاء المواطنين حتى لا يتم الاعتصام أمام أبواب وزارة التربية والتعليم مرة ثانية.

وأشار فضالى إلى أن المنظومة التعليمية بها مجلس أمناء للمدارس والإدارات والمديريات وأمناء مجلس على مستوى الجمهورية، ونصح أولياء الأمور بمطالبة مجلس الأمناء بالتحرك السريع لمواجهة الدكتور طارق

شوقى، وزير التربية والتعليم، بالأزمات التى تواجه الطلاب، وطرح أسئلة هل تم التدريب على المنظومة الجديدة وهل الطالب مؤهل للمنظومة الجديدة، وهل البيئة المدرسية مهيأة؟ مشيراً إلى أن جميع الأنظمة التعليمية تحتاج إلى نظام تجريبى ومن المفترض أن تتم أخذ عينة عشوائية من المداس لإثبات نجاح التجربة الجديدة وإذا لم يحدث ذلك فكل ما حدث فى المنظومة التعليمية مخالف، والتجارب قياس واضح لإثبات الفشل والنجاح، وما حدث فى الواقع أن التجربة تم تطبيقها بدون دراسة مدى نجاحها، مطالباً الوزير بعدم الخروج على شاشات التليفزيون والتصريح بخططه الجديدة دون دراسة واضحة، فكل هذا كان سبب زيادة انتشار الدروس الخصوصة التى ستبقى طالما ظل النظام على ما هو عليه.

 

الثانوية

ضحايا الثانوية يوجهون النصائح للزملاء الجدد:

ابعدوا عن الدروس الخصوصية.. و«كل واحد ونصيبه»

«منة» و«سامى» و«سارة» فكروا فى الانتحار بعد الرسوب

 

نصائح عديدة قدمها ضحايا الثانوية العامة لعام 2021 لزملائهم المقبلين على الثانوية العامة فى العام القادم، هؤلاء حكوا تجربتهم للوفد مؤكدين أنهم راحوا ضحية لنظام تعليمى غريب حتى المعلمون أنفسهم لا يعلمون عنه شيئاً، مطالبين زملاءهم الجدد بالهدوء وعدم أخذ الأمر على عاتقهم فما كان من نصيبهم سيصيبهم.

وقالت منة أشرف، طالبة بمدرسة السيدة خديجة الثانوية بنات بالقليوبية، إنها قامت بمراجعة مواد الامتحانات بعد الخروج من الامتحان، وكانت اجاباتى صحيحة وعند إعلان النتيجة اكتشفت أنى نجحت بـ45% ورسبت فى ثلاث مواد، وقدمت فى التظلمات عبر موقع وزارة التربية والتعليم، وكان رد الوزارة بإرسال نموذج الامتحانات والنتيجة رسوب فى ثلاث مواد، مؤكدة تخوفها من دخول فحص أوراق الامتحانات بقيمة 300 جنيه وعدم الحصول على درجات النجاح.

وأضافت منة أن أسرتها بالكامل يخيم عليها الحزن بعد معرفتهم بالنتيجة رغم أنها كانت من المتفوقات دائماً، ما جعل أسرتها تعيد تفكيرها فى استكمال شقيقتها لنظام الثانوية العامة وتحويلها إلى الثانوية الأزهرية.

وأكدت أن نظام الثانوية العامة الحديث فاشل بكل المقاييس، لأن المرحلتين الأولى والثانية كانت «لعب» بالإضافة لحالات الغش المتكررة فى الامتحانات، وكان من الطبيعى أن يفقد الطلاب طريقة المذاكرة الصحيحة، قائلة: «فى المرحلة الحالية طلاب كثيرون ذاكروا واجتهدوا ومنهم من كان يعمل بجانب دراسته لتوفير قيمة الدروس الخصوصية، ونتيجة المجهود كان الرسوب

وأضافت أنها كانت تأخد دروساً خصوصية فى منزلها مقابل 300 جنيه للمادة الواحدة فى الشهر وفى الامتحانات وصل السعر إلى 300 جنيه فى الأسبوعين، رغم أن هذه الأسعار مرتفعة بالنسبة للقرية التى تقيم فيها، وأشارت إلى أن أسعار المواد العلمية تزيد عن ذلك كثيرا حيث يصل السعر إلى ثلاثة آلاف جنيه، وبعد الإرهاق والمصاريف رسبت قائلة، «أنا عايزة حقى يا وزير».

«أصحابك كلهم نجحوا وإنتى لا» بهذه الكلمات القاسية لطالبة الثانوية العامة قالت سارة عادل طالبة بمدرسة صفط الغربية الثانوية، أنها فكرت فى الانتحار بسبب ضغوط الأسرة بعد معرفتهم برسوبها فى مواد علم النفس والجغرافيا والتاريخ، ولكن معلمتها الاستاذة لبنى تدخلت سريعاً وأقنعتها بالعدول عن هذه الفكرة بعد أن نشرت «بوست» على مواقع التواصل الاجتماعى تؤكد أن طالبة تحاول الانتحار الآن وذكرت اسمها والاكونت الخاص بها ووصل الإشعار إلى والدتها التى منعتها من تناول «السم».

وأكدت سارة عادل أن زملاءها الذين دخلوا امتحانات الدور الثانى يؤكدون أن الامتحانات تعتمد على الغش عن طريق برنامج التليجرام، والمراقبين متعاطفين مع الطلاب بسبب صعوبة المنهج، مضيفة أنها حصلت على دروس خصوصية فى المنزل وكان سعر مادة العربى 400 جنيه فى الشهر بخلاف المواد الاخرى التى يتراوح سعرها بين 150 جنيهاً الى 200 جنيه للمادة قائلة: «النجاح فى الثانوية العامة ماشى ببركة ربنا».

وأضاف سامى ابراهيم، طالب بمدرسة أحمد عرابى الثانوية، أنه يعمل فى محل منظفات لدفع مصروفات الدروس الخصوصية التى بلغت فى السنة الواحدة 25 ألف جنيه، وبعد العمل يذهب للمنزل لتخصيص وقت للمذاكرة، وبعد إعلان النتيجة اكتشفت أنى راسب فى 4 مواد ولهذا فكرت فى الانتحار بسبب شعورى بالفشل.

وتوجه الضحايا نصائح لزملائهم مؤكدين أن الدروس الخصوصية ليست حلاً ولن تجدى مع نظام الثانوى العامة الجديد الذى يعتمد على الفهم والحظ أيضاً، فلا داعى لإضاعة الوقت فى هذه الدروس التى لا طائل منها، وعليهم الاستذكار وكل سيأخذ نصيبه فى النهاية.

 

الثانوية

إنفوجراف

 

153 ألفاً و396 طالباً وطالبة عدد الراسبين فى الثانوية العامة 2021

26% نسبة رسوب طلاب الثانوية العامة 2021

74% نسبة النجاح فى الثانوية العامة 2021 لجميع الشعب.

47 طالبًا قائمة الأوائل