عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الزاوية الحمراء: مدخلها مغارة ونهايتها صرخة

بوابة الوفد الإلكترونية

 على مدى التاريخ كانت المناطق الشعبية مصانع لتخليق «رجال جدعان» وبنات الواحدة منهن بـ«100 راجل»، وشباب منبع للشهامة، وأطفال داخل كل منهم حلم جميل عن مستقبل أفضل.

 ومن تلك المناطق خرج علماء وأدباء وأفذاذ من كل التخصصات العلمية، حققوا نجاحات باهرة فى شتى المجالات..

 ولكن على مدى عقود طويلة زحفت الأزمات إلى تلك المناطق فضربت مفاصل السعادة فيها، وأغرقت الجميع فى بحورالألم والمعاناة..

 وبعد أن كان لكل منطقة عشوائية علامة مضيئة تميزها، صار لكل منها صرخة أنين موجعة، وهذا ما حدث مع الزاوية الحمراء

يقول المؤرخون إن الزاوية الحمراء كانت قبل الفتح الإسلامى لمصر قرية قديمة، وكانت من أجمل متنزهات القاهرة حين كان النيل يمر بغربيها، وكان يسكنها كثير من العلماء والأمراء والجند، ولذلك كان سوقها عامرة بأنواع المعايش، وفى عام 1458 ميلادية جدد السلطان الأشرف قايتباى القرية، وبنى زاوية دهنها باللون الأحمر، فصارت تُعرف باسم «الزاوية الحمراء».

 وعقب ثورة يوليو1952، وتحديداً مع بداية عام 1953، كان الحى عبارة عن أراض زراعية تزيد مساحتها على 70 فداناً، لا تزال توجد بقاياها خلف مبنى الحى.

 وتضم «الزاوية الحمراء» العديد من المعالم التى ميزتها لعقود طويلة على رأسها المصنع الحربى، وشادر السمك الذى تم نقله إلى سوق العبور خلال التسعينيات. كما يوجد بالحى عدة تجمعات سكنية، أبرزها وأرقاها مدن النور، والقصيرين، والجندول، وأخيراً مساكن الزاوية الحمراء.

 وعلى مدى عقود طويلة عانى اهالى الزاوية الحمراء من عدة ازمات غيرت من وجه الحياة فى هذا الحى الذى يتجاوز عمره ألف عام..

محمد متولى، 58 عاماً من سكان الزاوية الحمراء، قال إن نفق سعد سليم، وهو مدخل الزاوية كان ممراً للترام أيام زمان، ومع إلغاء الترام تحول إلى نفق لسير السيارات لتسهيل حركة المرور وربط شمال القاهرة بالزاوية الحمراء والسواح والأميرية، ومع هذا التحول صار النفق مصدراً لأزمات بلا حصر فهو مظلم ليلاً ونهاراً، لعدم وجود كشافات إنارة داخله، وتم سرقة الشبك الحديد الخاص بمواسير صرف المياه الزائدة ما أدى إلى انسداد شبكة الصرف بأكملها وغرق النفق بالمياه الجوفية المتسربة، ولهذا لا تتوقف الحوادث داخل النفق، الذى أطلق عليه أهالى الزاوية الحمراء عليه اسم «مغارة سعد سليم».

 وأضاف: « كل أهالى الزاوية يناشدون اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، وإدارة الأنفاق بمديرية الطرق بالتعاون مع حى الساحل وحى الزاوية الحمراء لسرعة التدخل لوقوف دماء أهالى الزاوية الحمراء من الحوادث اليومية داخل «مغارة سعد سليم».

عيد عبدالستار، 64 عاماً، خبير فنيين بالرصف والطرق سابقاً من سكان الزاوية الحمراء، أكد أن الباعة وأصحاب المحلات

التجارية بشارع مدينة النور والجندول يرشون المياه يومياً على الأسفلت.. وقال: «رش المياه له مخاطر على الأسفلت فى فترة الظهيرة،اذ يقلل مدة صلاحيته ويجعله أكثر عرضه للتشقق، وبالتالى يزداد احتمالات حدوث الهبوط الأرضى الذى يحدث فى أماكن مختلفة بعد عملية الرصف، ويساعد على تكسير الطرق وحوادث السيارات المستمرة».

وأضاف: «من يقومون بصيانة المرافق داخل حى الزاوية الحمراء من تغير مواسير مياه أو صرف صحى أو تركيب خطوط التليفونات تحفر الشوارع، ويتركون الحفر على حالها، ما يعيق حركة السير، وفى الأسبوع الماضى سقط رجل كبير السن داخل حفرة بعمق متر ونصف أمام سوق مدينة النور الجديد، وكاد يفقد حياته».

لافتاً إلى أن تم وضع «سن» الخاص بعملية الأسفلت فى شوارع المنطقة وبعدها تم حفر الأرض مرة أخرى لتركيب محابس مياه للشوارع المجاورة بمنطقة مدينة النور وخلط الطين بالسن الخاص بالأسفلت ما خلق مادة عزل ترابية بين الأسفلت و«البلاك» والأساسيات.. وقال: «من يتحمل إهدار مئات الآلاف من الجنيهات التى تنفقها الدولة لميزانية تطوير حى الزاوية الحمراء، خاصة فى شارع أبوبكر الصديق بمدينة النور وشارع المهندس الرشيدى، وشارع عبدالرسول البياع، وحارة السيد فؤاد، شارع سعيد سويلم، يعانون إهدار مال عام فى عملية التطور تحت اعين رئيس الحى والموظفين.

 ويؤكد الحاج سامى الحريرى 65 عاماً من أهالى الزاوية الحمراء، أن موقف الميكروباص كان من المقرر تسليمه فى شهر فبراير الماضى وحتى الآن لم يتم استكمال الإنشاء.

 وأضاف: الكارثة الأكبر هى عدم تركيب أعمدة إنارة بجوار الموقف، ما يعرض المارة، لتحرشات البلطجية، وتشكو فتحية أحمد - 61 عاماً - من سكان مدينة النور، من انقطاع مياه الشرب يومياً ما يؤثر سلباً على حياتهم.