عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمات مبارك تثبت أنه مازال يتمسك بالسلطة


بقدر ما أثار خطاب مبارك المسجل لقناة العربية من استفزاز الثورة،‮ ‬بقدر ما أثار من سخرية وحيرة حول حقيقة ما آل إليه عقل هذا الرجل الذي‮ ‬كان رئيساً‮ ‬لمصر،‮ ‬فبينما ارتفعت سخريات وشعارات الشعب‮ ‬يريد تفسيد الخطاب،‮ ‬توالي‮ ‬ضرب الأكف دهشة من قدرة الرجل علي‮ ‬تجاهل ما حدث له ولعائلته ونظامه بين الثورة،‮ ‬فراح‮ ‬يتحدث وكأنه مازال في‮ ‬السلطة‮.‬

‮* ‬سألنا الدكتور محمد المهدي‮ ‬أستاذ الطب النفسي‮ ‬حول التحليل النفسي‮ ‬لخطاب مبارك الأخير فقال‮:‬

‮** ‬إن مبارك تحدث وكأنه مازال في‮ ‬السلطة بنوع من الاستعلاء السلطوي،‮ ‬حيث خلا صوته من أي‮ ‬مظاهر للانكسار أو الضعف كما هو متوقع‮.‬

‮»‬المهدي‮ ‬أشار إلي‮ ‬خلو صوته من نبرات الوهن والضعف‮.‬

كما أشيع مؤخرا عن تفاقم حالته الصحية وعدم استعداده للمثول للتحقيق بسبب المرض‮.‬

وأوضح أنه تحدث كرئيس للجمهورية واستخدم كل الألفاظ المعتادة في‮ ‬خطاباته الرئاسية السابقة،‮ ‬كاستهلاله بكلمة‮ »‬الإخوة والأخوات‮« ‬وانشغل بالحديث عن ذاته ولم‮ ‬يهتم إطلاقاً،‮ ‬بما‮ ‬يحدث للشعب المصري‮ ‬من أحداث ومشاكل وهموم متفقاً‮ ‬مع طبيعته وقت أن كان رئيساً‮.. ‬حيث لم‮ ‬يكن‮ ‬يعير الشعب أدني‮ ‬اهتمام ويهتم بمصالحه الشخصية ومصالح حاشيته‮.‬

وأضاف المهدي‮: ‬خلا الخطاب من أي‮ ‬مشاعر إنسانية أو لمسات وجدانية وفشل تماماً‮ ‬في‮ ‬التأثير في‮ ‬نفسية الشعب المصري‮ ‬بل زاد الناس‮ ‬غضباً‮ ‬منه،‮ ‬لأنهم شعروا أنه‮ ‬يوجه خطاباً‮ ‬رسمياً‮ ‬جافا،‮ ‬يحاول من خلاله أن‮ ‬يبرئ نفسه باستخدام عبارات عامة مرسلة تخلو من أي‮ ‬تفاصيل مقنعة‮.‬

يبدو من خطاب مبارك أنه انفصل تماماً‮ ‬عن الأحداث ـ حسب المهدي‮ ‬ـ فهو لا‮ ‬يضع في‮ ‬اعتباره التغيرات الهائلة التي‮ ‬حدثت في‮ ‬الشارع المصري،‮ ‬كعادته في‮ ‬عزل نفسه شعورياً‮ ‬ولا شعورياً‮ ‬عن الأحداث وخاصة الجانب الوجداني‮ ‬منها،‮ ‬ولنتذكر أنه كان‮ ‬يتباهي‮ ‬دائماً‮ ‬بأنه لا‮ ‬يخاف ولا‮ ‬يحزن ولا تهتز له شعرة،‮ ‬فهو‮ ‬ينظر إلي‮ ‬المشاعر الإنسانية علي‮ ‬أنها مظاهر ضعف‮.‬

ولذلك جاءت كلماته بعيدة جدا عن تأثير المشاعر ولمسات الوجدان‮.‬

وهذا ما جعله بعيداً‮ ‬أقصي‮ ‬البعد عن أحاسيس الشعب ومشاعره وهو العامل القوي‮ ‬الذي‮ ‬أدي‮ ‬الي‮ ‬فشل الخطاب فيما كان‮ ‬يهدف إليه‮.‬

وأوضح‮ »‬المهدي‮« ‬أن مبارك مازال‮ ‬يحتفظ بالكثير من مظاهر عناده ومعاداته لتوجهات الشعب،‮ ‬ولكنه كأي‮ ‬ديكتاتور‮ ‬يخشي‮ ‬انتقام شعبه،‮ ‬ويحاول أن‮ ‬يستخدم ما لديه للحفاظ علي‮ ‬كيانه وما تبقي‮ ‬لديه مما‮ ‬يدعم شخصه ومما‮ ‬يؤكد نرجسيته،‮ ‬فيحاول أن‮ ‬يتفادي‮ ‬ما ظهر في‮ ‬الجمعة الأخيرة من‮ ‬غضب للجماهير ومطالبة بالزحف علي‮ ‬شرم الشيخ للقبض عليه‮.‬

لذا حاول الإقدام علي‮ ‬خطوة استباقية لعلها تحميه من هذا المصير المرعب،‮ ‬ومع ذلك لم‮ ‬يرد أن‮ ‬يتخلي‮ ‬عن استعلائه السلطوي‮ ‬أو‮ ‬يعترف بأن سلطته قد زالت،‮ ‬فمازال‮ ‬يتحدث بلغة وعنجهية الديكتاتور رغم كل ما حدث له‮.‬

ويستبعد‮ »‬المهدي‮« ‬فكرة الانتحار عن شخصية مبارك،‮ ‬قائلا‮: ‬من‮ ‬يحاول أو‮ ‬يفكر في‮ ‬الانتحار لابد وأن‮ ‬يكون لديه قدر من المشاعر السلبية التي‮ ‬تجعله‮ ‬يكره ذاته ويحاول التخلص منها،‮ ‬أما في‮ ‬حالة مبارك فهو‮ ‬يعزل نفسه عن مشاعره بدرجة كبيرة ولديه شعور متضخم بذاته،‮ ‬ومازال‮ ‬يظهر في‮ ‬نبرة صوته وانتقائه لكلماته وطريقته في‮ ‬الأداء،‮ ‬وهو قليل ما‮ ‬يشعر بالخطأ أو‮ ‬يعترف به ونادراً‮ ‬ما شعر بالذنب فهو‮ ‬يري‮ ‬أنه الأقدر والأقوي‮ ‬والأصح دائماً،‮ ‬وهذه التركيبة تجعله بعيداً‮ ‬عن فكرة الانتحار تماماً‮.‬