رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثورة الديمقراطية .. رؤية ايرانية !!

رحبت ايران بالثورة الديمقراطية فى مصر واعتبرتها مقدمة او بوابة للشرق الاوسط الاسلامى ، و اثارت  الثورة الديمقراطية  ردود افعال واسعة بين المحافظين والاصلاحيين فى ايران من جهة وبين مصر من جهة اخرى ،  و تارجح الموقف الايرانى  عموما بين المباركة الرسمية  بانتصار الثورة المصرية، والخوف  من انتفاضة جديدة للمحتجين على الانتخابات الرئاسية السابقة التي جددت لمحمود نجاد ولايته الثانية، وباتت السلطات الايرانية في حيرة من امرها، فهي من جهة تتخوف من اندلاع انتفاضة ثانية للمحتجين على نتائج الانتخابات التي يقودها الاصلاحيون، ومن جهة اخرى لا تستطيع كبح ابتهاجها برحيل النظام المصري المخلوع الذي كان يناصبها العداء منذ الاطاحة بالشاه عام 1979.

وعلى صعيد العلاقات الايرانية – المصرية  اعتبرت طهران  ان التغيير الدرامى فى السياسة المصرية مقدمة للخروج من عباءة الغرب و انتصار للثورة الاسلامية فى ايران ، وانتقدت القاهرة التدخل الايرانى فى الشئون الداخلية المصرية  ، واذا كان هذا الموقف يبدو مقبولا ويمكن تصوره فى ظل حالة الاستقطاب  بين القاهرة - طهران فى اطار التنافس الاقليمى والدولى بينهما ، فان الغريب حقا هو تجاهل تصريحات محمد خاتمى الداعمة للثورة المصرية ، ثم جاءت تصريحات نبيل العربى وزير الخارجية التى اعلن فيها ان ايران ليست عدوة لمصر وهو مالاقى قبولا وترحيبا كبيرين فى طهران ، لتدخل العلاقات بين البلدين فصلا جديدا بينهما عنوانه التعاون ..لا التنافس ،والتقارب .. لا المواجهة ..

وتعتبر ايران من الدول القليلة التى باركت الثورة الديمقراطية فى مصر حكومة ومعارضة وشعبا منذ اليوم الاول لها  لحسابات عديدة ،عكس العديد من الدول العربية والاجنبية التى تارجح قبول الثورة بها بين انظمة الحكم والمعارضة والشعوب  ، حسب درجة التطور الديمقراطى بها وعلاقتها بنظام مبارك السابق او خوفها من انتقال عدوى الديمقراطية اليها .

وبانسبة لايران وهى محور قضيتنا اليوم فقد اعتبر رجال الدين الإيرانيون  أن الانتفاضة المصرية والثورات الشعبية المماثلة في أنحاء العالم العربي مستوحاة من الإيديولوجيا السياسية الإسلامية، وتعود في الأصل إلى الثورة الإيرانية التي أطاحت بالشاه في عام 1979، لكن لقادة المعارضة والمحللين السياسيين المستقلين وجهة نظر مختلفة.وبحسب رأيهم، تشكل الديمقراطية....... لا النزعة الإسلامية، السبب الرئيس للحشد الشعبي، كما أنّ نظام طهران يخشى الآن أن تشهد البلاد انتفاضة مشابهة لانتفاضة مصر.
وفي مدخل صفحة إلكترونية تحمل عنوان ”نظرة القائد الأعلى إلى مصر” -  قال خامنئي إن نضال ”الإخوان المسلمين” ”يشبه الصرخة التي أطلقتها الأمة الإيرانية ضد الولايات المتحدة والغطرسة العالمية والاستبداد” في عام 1979. ويتحدث  المسؤولون إلايرانيون   بالنبرة عينها، فقد صرح اللواء يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري لدى خامنئي، لوكالة أنباء فارس، بأن مبارك سيلقى مصير الشاه عينه، وستتغلب عليه قوات الثورة الإسلامية، اما  آية الله سيد أحمد خاتمي الموالي للنظام ، فاعتبر أن الانتفاضات الحاصلة تنذر باقتراب نشوء ”الشرق الأوسط الإسلامي” المبني على الدين والديمقراطية الدينية. يشبه النموذج المرتقب نظام الحكم الإسلامي الإيراني، لا الديمقراطية الليبرالية الأميركية.ويمكن اعتبار التفسيرات الإيرانية الرسمية للأحداث قابلة للتأويل، حيث تكشف  المظاهرات التى شهدتها  شوارع القاهرة  أن الجماعات الإسلامية انضمت إلى الشعب بدل أن تقوده بنفسها، واكد الشباب المصريون  المتظاهرون  إنهم موحدون في معارضتهم لمبارك، باعتباره رمزاً للظلم، وقد تظاهروا فى ميدان التحرير  ضد غياب الحريات الديمقراطية والفقر ونقص الفرص الاقتصادية وفساد الحكم، ولم يذكر  أحدهم  الإسلاميين.وفى ايران اشاد  مير حسين موسوي، قائد المعارضة الإيرانية الذي نافس  أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية لعام 2009، بالأحداث الجارية في مصر وطالب   بالثناء عليها .

خامينى والثورة المصرية

وكان المرشد الاعلى للثورة الاسلامية فى ايان  آية الله علي خامنئي قد قال في خطبة باللغة العربية يوم  الجمعة في طهران ان الانتفاضات العربية يمكن ان تؤدي الى فشل السياسات الامريكية في المنطقة حيث تبدو اسرائيل الاكثر قلقا على انهيار تحالفها مع مصر. وقال خامنئي ان "الاحداث في مصر وتونس مهمة جدا وتعبر عن زلزال حقيقي وما يجري اليوم في المنطقة في امكانه استعادة الكرامة للامة الاسلامية". اضاف "لا تتراجعوا حتى اقامة نظام شعبي على اساس الديانة" الاسلامية. ورأى ان "رجال الدين يجب ان يلعبوا دورا نموذجيا عندما يكون الشعب خارج المساجد ويردد شعارات عليهم تأييدها. ان شاء الله ينضم جزء من الجيش الى الشعب". واضاف متوجها الى المحتجين المصريين "لا تثقوا بما يلعبه الغرب وامريكا من دور فهم كانوا قبل ايام يدعمون النظام المصري، ولا تثقوا بالدور الامريكي والاوروبي لانهما مستعدان لتبديل عميلهما بعميل آخر". وأشار الى ان "الوضع الراهن يتطلب من الازهر ان يتخذ موقفا بارزا مما يجري في مصر"، مؤكدا ان "الابواق الاعلامية الغربية تنشر دعايات كاذبة بشأن التدخل الايراني ونشر التشيع في مصر". وحمل آية الله خامنئي بعنف على الرئيس المصري الذي وصفه بانه "لامبارك" واتهمه بانه "اذل الشعب" و"عميل وخادم للصهاينة"، معتبرا انه "لولا تبعيته للصهاينة لم يكن بامكان الكيان الصهيوني فرض الحصار على غزة". ووصف خامنئي تطورات تونس ومصر بأنهما "صحوة إسلامية" تكمل ما بدأه الثوار الإيرانيون الذين أطاحوا بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة عام 1979.
من جهته ... رد  وزير الخارجية المصري السابق  أحمد أبو الغيط طالبا من  على خامنئي أن "يلتفت لشؤون بلده وشعبه الذى يتطلع بتشوق الى الحرية من النظام الجاثم على صدره على مدى أكثر من ثلاثين عاما بدلا من محاولة إلهاء الشعب الإيراني الواعي بالتخفي وراء ما تشهده مصر من حراك سياسي وشعبي كبير في اتجاه إصلاحات سياسية كبرى".
وفى ذات السياق............ردت حركة الإخوان المسلمين على تصريحات خامنئي بقولها إنها لا تعتبر الانتفاضة المصرية ثورة إسلامية.

نجاد : شرق اوسط جديد

الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد  قال تعقيبا على الثورة المصرية  ان الشرق الاوسط "سيتخلص قريبا من الولايات المتحدة واسرائيل"  وقال احمدي نجاد "قريبا سنرى شرق اوسط جديدا بدون الاميركيين وبدون النظام الصهيوني ولا مكان فيه لقوى الاستكبار"، وذلك في معرض تعليقه على الانتفاضتين الشعبيتين في تونس ومصر. .واضاف في خطابه متوجها الى الغربيين "اذا اردتم ان تثق فيكم الشعوب كفوا عن التدخل في شؤونها وخصوصا في مصر وتونس. ثم خلصوا المنطقة من النظام الصهيوني" المسؤول عن "كل الجرائم"، مؤكدا ان "المستكبرين في نهاية الطريق". واعطى الرئيس الايراني ابعادا دينية لتحليله للوضع في الشرق الاوسط. وقال ان "التحرك الاخير بدأ. اننا في وسط ثورة عالمية يقودها" الامام المهدي وهو الامام الثاني عشر والاخير بالنسبة للشيعة. واضاف ان "هذا الحدث مرده الى ثورة الامة الايرانية  ثمة حركة ضخمة تقوم من اعماق البشرية وبعون الله ستغير كل المعادلات الظالمة في العالم لصالح العدالة  والشعوب".

حسن نصر الله : ثورة شعبية

حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبنانى الموالى لايران  وصف  تظاهرات مصر بالثورة الشعبية الحقيقية التي يشارك فيها الجميع، مؤكداً نزاهتها وطهارة شبابها وأنها ليست مدعومة من الخارج وغير تابعة لأي جهة أجنبية على الإطلاق.قائلاً: "نحن أمام ثورة شعبية حقيقية شارك فيها الجميع، والبعض حاول أن يتهم الثورة المصرية بأنها من إنتاج الإدارة الأمريكية". ووصف نصر الله ما يجري في مصر بأنه "مفصل من أهم مفاصل هذه الأمة والمنطقة"، مضيفاً "حركتكم ستغير وجه منطقتنا لمصلحة شعوبها كافة خاصة في فلسطين"..كما أشاد نصر الله بثورة شباب مصر باعتبارها حدثاً عالمياً أول بامتياز فرض نفسه على القوى الكبرى والرأي العام العربي والعالمي لمدة أسبوعين متتاليين حتى اللحظة.....

وردا على كلام حسن نصر الله  أعرب المتحدث السابق  باسم الخارجية المصرية، حسام زكي، عن اعتقاده أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يسير على خطى معلمه خامنئي، وهم جميعا يريدون إشعال منطقة الشرق الأوسط، كي يتمكنوا من تنفيذ مخططاتهم الصفوية".

التيار الاصلاحى

التيار الاصلاحى احتفى بالثورة المصرية لتدعيم موقفه السياسى الداعى للديمقراطية ضد التيار المحافظ .. وفى هذا الاتجاه أشاد الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي بنهضة الشعب المصري واعتبره الشعب الوحيد الذي يماثل إيران في

كل شيء، أثناء حديثه في ذكرى الثورة الثلاثاء 8-2-2011.

وقال خاتمي أن "إيران ومصر جناحان انطلقتا منهما الحضارة الإسلامية ووصلت ذروتها، وإذا كان هناك بلد مشابه لإيران فهي مصر وإذا ما كان هناك من بلد يعتبر نظيراً لإيران فهو مصر" مضيفا أن "لمصر قاعدة و مكانة ومنزلة كبيرة، وكان مؤثراً في العالم الإسلامي"، وشرح "في المائة والخمسين عاماً الماضية كانت مصر مركز النضال ضد الاستعمار وكانت السباقة في الدفاع عن حقوق وحرمة الشعب ومحاربة أي تدخل أجني في البلاد".

وتحدث خاتمي عن تأثير مصر على الحركة الإصلاحية التاريخية في إيران وقال "جمال الدين الأفغاني عندما يئس من الجميع ذهب إلى مصر و هناك تمكن من إيجاد الأرضية المناسبة, ومن هناك لاحظ كيف أن الشعب المصري كان مؤيدا للإصلاح والتغيير, ورأى أن مصر هي المكان الأنسب لكي تنطلق منه مشروع الإسلام الحديث والسباق, كذلك رأى أن مصر هي المكان الأنسب لكي تنطلق منها جهود الكفاح ضد الاستبداد والاستعمار.
وانتقد معظم الإصلاحيين خطاب المرشد علي خامنئي يوم الجمعة  والذي خصصه للحديث عن التطورات في تونس ومصر ورأوا فيه ترحيلا للأزمة الشعبية الداخلية بعد الانتخابات الرئاسية التي أجرت في يوينو العام 2009 وقال موسوي إن ما يجري في مصر انتفاضة شعبية معارضا بذلك خامنئي الذي شدد على أن مصر تشهد ثورة إسلامية مستلهمة ذلك من إيران.

الثورة المصرية والثورة الايرانية

وسائل الإعلام الإيرانية  احتفت بالثورة المصرية وعقدت  مقارنة بين انتفاضة الشعب المصرى الحرة والثورة الإسلامية فى إيران والتى تزامنت  هذه الأيام مع ذكرى الاحتفال بها فى إيران، معتبرة أن الثورة الإيرانية هى النموذج الأوحد والعالمى الذى حرك كل شعوب المنطقة.  وعقدت  قناة العالم الإخبارية الإيرانية الناطقة بالعربية فى بثها المباشر مقارنة بين تصريحات محمد رضا بهلوى شاه إيران أيام الثورة عام 1979م وتصريحات الرئيس مبارك خلال  المظاهرات، وعقدت قناة العالم مقارنة أيضاً بين الشعبين المصرى والإيرانى فى مظاهراته التى اجتاحت شوارع العاصمة طهران عام 1979 والمظاهرات فى مصر، وذلك رغم الفارق الكبير بين الثورة الإيرانية وانتفاضة الشعب المصرى. وقد أبدت إيران ارتياحها الكبير للتطورات فى مصر، معتبرة أن سقوط النظام فى مصر هو أحد إنجازات الثورة الإيرانية وسيتيح "إقامة شرق أوسط إسلامى .

وأشاد وزير الخارجية الإيرانى على أكبر صالحى  بالتطورات فى مصر وتونس، معتبراً أن "الشعوب باتت تخطط لمصيرها كما تريد"، معرباً عن ثقته بأن "الشعب المصرى الثورى الذى أسهم فى صناعة التاريخ سيؤدى دوره فى إيجاد شرق أوسط إسلامى يعيش فيه جميع الأحرار وطلاب العدل والاستقلال".
ورأى رئيس مجلس الشورى الإيرانى على لاريجانى فى كلمة أمام البرلمان الإيرانى ، أن فوران الديمقراطية فى المنطقة هو استمرار للديمقراطية الحقيقية فى الثورة الإسلامية الإيرانية، وانتقد تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون التى قالت بأنها لا ترغب فى تكرار تجربة إيران فى مصر، داعياً الإدارة الأمريكية إلى ترك الشعب المصرى يقرر مصيره بنفسه. وقال نحن ندعم شعب مصر الشجاع، واعتبر لاريجانى صحوة شعوب المنطقة جاءت نتيجة للثورة التاريخية للشعب الإيرانى بقيادة الخمينى ضد النظام الطاغوتى والاستكبار العالمى. كما قال نائب رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية فى مجلس الشورى الإسلامى حسين إبراهيمى، إن الثورة الإسلامية تحولت إلى نموذج عالمى،
شيعة مصر

الناشط الشيعي محمد الدرينى رفض  التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وعلى خامنئي زعيم الثورة الإيرانية، واكد فى تصريحات صحفية  عدم وجود اتصالات مباشرة بين الشيعة وأي قوى خارجية، خاصة إيران، مشيرا إلى أن مرجعيتهم للقوى الداخلية وليس الخارجية. وأشار الدريني إلى أن تلك التصريحات أضَرت بثورة الغضب التي حركها شباب مصريون، مؤكدا أن نصر الله والخامنئي قدما خدمات كثيرة للنظام نجحت في تسويقه عالميا. وعلى الجانب الآخر أكد المحامى الشيعي سيد مفتاح ع قيام وفد من الشيعة بالاتجاه إلى ميدان التحرير ، للمشاركة في المظاهرة المليونية وإعلان بيان هناك يؤكد على رفضهم للتصريحات الخارجية. وأوضح مفتاح أن مرجعيتهم الدينية كشيعة تختلف مع نظام الحكم بإيران، مطالبا بإعلان دولة مدنية في مصر وليس دينية إسلامية، كما دعا خمانئي، مشيرا إلى أنهم نجحوا في جمع 40 توقيعاً حتى الآن على البيان.

امريكاوايران

على ذات الصعيد ربط البيت الابيض في سياق تعليقه على تنحي الرئيس المصري حسني مبارك اثر انتفاضة شعبية غير مسبوقة، بين احداث مصر والوضع في ايران، معتبرا ان السلطات الايرانية "تخشى ارادة شعبها".وراى البيت الابيض ان على القادة الايرانيين ان يعطوا شعبهم الفرصة ذاتها للتعبير عن ارائهم التي انتزعها المصريون، مشيرا الى ان طهران هددت عوضا عن ذلك معارضيها. وعلى اثر اعلان تنحى  مبارك ونقل سلطاته الى الجيش، قال روبرت غيبس المتحدث باسم الرئاسة الاميركية ان الحكومة الايرانية "تخاوف بكل صراحة ارادة شعبها"، واصفا رد فعل سلطات طهران على احداث مصر بانه "ملفت". من جهته قال المتحدث باسم مجلس الامن القومي تومي فيتور ان "الاعتقالات الاخيرة والجهود لمنع الوصول الى وسائل الاعلام الاجنبية، انما تشير الى خبث القيادة الايرانية". وتابع "رغم كل كلامها الفارغ حول مصر، على حكومة ايران أن تسمح للشعب الايراني في طهران بممارسة الحقوق ذاتها في التجمع السلمي والتظاهر والتواصل التي يمارسها الشعب في القاهرة".