رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دجَّالو «كورونا»

بمجرد ظهور فيروس كورونا مع نهاية العام الماضى انفجرت ماسورة الفتاوى من كل صوب.. وتحول ملايين البشر إلى خبراء وعلماء و«مفتين» حتى جماعات الظلام استغلت «كورونا» فى بث سمومهم وشائعاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى وأصدروا عدة فتاوى غريبة فى مختلف المجالات!

وفى مصر تقمص الكثيرون دور المفتى وراحوا يطلقون «افتكاساتهم» فى كل موضوع علمياً كان أو طبيا أو حتى جغرافياً وتاريخياً، وكالعادة وبدون أدنى تعقل أو محاولة للفهم، أسهم الكثيرون من رواد وسائل التواصل الاجتماعى فى نشر تلك «الافتكاسات» من أجل زيادة المتابعات والمعجبين على أعمالهم!

قال الدكتور سعيد صادق أستاذ الاجتماع السياسى إن المصريين واجهوا مرض كورونا فى البداية بشيء من السخرية ولكن مع تطور الأمر تحول إلى مواجهة جدية خاصة بعد تعليق الصلاة وغلق المساجد لمدة أسبوعين وتأجيل الدراسة والجامعات وغلق المحال من الساعة السابعة مساءً وهى إجراءات دفعت المواطنين لمواجهة كورونا بشكل جدى، وبعض تصرفات المصريين بدأت تترجم حالة الخوف التى انتابتهم، فسارعوا إلى المتاجر لشراء الأطعمة، وشراء المطهرات والكمامات وبدأ كل منهم يقلق من الآخر ليظهر بعض التوتر على تعبيرات وجوههم، وأضاف «أعداء الوطن استغلوا كورونا وراحوا ينشرون أكاذيب وشائعات بهدف نشر الذعر والبلبلة بين المصريين.

وعلى المستوى الطبى ظهرت فتاوى على مواقع «السوشيال ميديا» لتحضير مركزات ومطهرات بالمنزل دون وجود أساس علمى أو صحى لها وجاء على رأسها وضع الخل والكلور والملح لتطهير المنزل والأسطح وغسل اليدين كل ساعة بالمطهرات وتعقيم الملابس.

وحذر الدكتور هانى الناظر استشارى الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومى للبحوث سابقاً، من أضرار الإفراط فى استخدام المطهرات والكحول، مشيرًا إلى أن المبالغة فى استخدام المطهرات يؤدى إلى الإصابة بالتهابات شديدة وحساسية موضعية وغسل اليدين بالماء الدافئ والصابون يعد الوسيلة النموذجية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، وليس هناك داعٍ لاستخدام الكحول داخل المنزل لا سيما فى ظل عدم وجود إصابة لأى أحد بالأسرة بالمرض، وحذر من خلط الكحول مع الخل أو الكلور لأن ذلك يتسبب فى تفاعلات كيميائية خطيرة على الصحة العامة والمواطنين وتسبب التهابات مباشرة بالسطح الخارجى للجلد.

وأضاف «الناظر» فى تصريحات صحفية، أنه ينصح المواطنين أن يستخدموا الكلور بكثرة وأن يتم تخفيفه بمقدار 9:1 أى وضع كوب من الكلور مقابل 9 من الماء وهو مزيج

كاف للتعقيم والتطهير داخل المنزل، مؤكدا أن استخدام الخل يتم فقط فى تطهير الخضراوات أثناء غسلها لإزالة أى رواسب وبقايا المبيدات.

وتصدت دار الإفتاء المصرية لأغرب الفتاوى التى صدرت خلال الفترة الأخيرة حول فيروس كورونا الذى يجتاح العالم، التيارات المتطرفة التى لم تراع خوف العالم من الفيروس القاتل، ومارست هوايتها فى إصدار الفتاوى الغريبة، وجاء على رأسها أن انتشار فيروس «كورونا» عقاب وبلاء من الله!

وردت دار الإفتاء على تلك الفتوى «أن الجزم بأن كورونا عقاب من الله لا يصح لأن هذا أمر غيبى، والذى على الإنسان أن يفعله فى مثل هذه الأزمات عموما أن يرجع إلى الله بالتوبة الصادقة والاستغفار ويكثر من الأعمال الصالحة، فهذه من أسباب رفع البلاء».

كما انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعى عبارات غريبة من نوع أن فيروس «كورونا» من علامات يوم القيامة!

وردت دار الإفتاء على تلك الفتوى «نريد فى هذه النقطة أن نجيب بطريقة مختلفة، وهى أن ننبه الناس إلى أن الغرض من ذكر علامات الساعة ليس تخويف الناس وليس معناه أن هذه العلامات هو محض شر، لأن هناك من علامات القيامة ما هو خير والغرض من ذكر علامات الساعة هو أن يزداد يقين المؤمن، فسيدنا النبى حدث أنه منذ ما يقرب من 15 قرناً أنه يحدث كذا وكذا وأن هذا يدل على قرب قيام الساعة، والغرض أن يزداد المؤمن إيمانا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وإذا ما رأينا شيئا من هذه العلامات قلنا صدق الله ورسوله».