عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

متسولون.. أون لاين

بوابة الوفد الإلكترونية

مساعدة أسرة بلا عائل.. إنقاذ فقير وتجهيز عروس معدمة.. أشهر أدوات النصب

خبراء يطالبون بقوانين لمواجهة الظاهرة

نقيب الإعلاميين: المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مسئول عن صفحات «الفيس بوك» والمستخدمين

 

على «فيس بوك» عشرات الصفحات تخاطب الجوانب العاطفية للمواطنين وتلتمس منهم التبرع بمبلغ مالى أو ملابس مستعملة وغيرها من التبرعات، وينشط الأمر فى المواسم والأعياد، فأصبح التسول إلكترونيًا وليس ميدانيًا فى الشوارع.

ولاقت هذه الصفحات استحسان العديد من المواطنين، وانهال على القائمين عليها المساعدات دون التحقق من هوية أصحاب تلك الصفحات، الأمر الذى أثار العديد من التساؤلات عن ضمانات وصول هذه المساعدات للمستحقين.. وهل أصحاب هذه الصفحات من ذوى القلوب الرحيمة أم من المحتالين؟

وبحسب الخبراء فإن التسول عبر «السوشيال ميديا»، إحدى الجرائم الإلكترونية، خاصة أن أغلبه يتم بغرض النصب، وكان مركز البحوث الجنائية قد أعلن فى 2017 أن الجرائم الإلكترونية تزايدت ووصلت البلاغات منها إلى 20 ألف بلاغ ثبت صحة 15 ألفًا منها.

وكان من أبرز الطلبات السائدة على صفحات التسول أموال وملابس وأدوية والتبرع بالدم، أو منشورات تطلب أموالًا من أجل «تجهيز» عريس، أو شراء مستلزمات عروس يتيمة على وشك الزفاف، أو جمع تبرعات لمغترب يبحث عن عمل وضل طريقه إلى قريته.

وتعمل تلك المنشورات على طلب الاستعطاف من خلال الكلمات المؤثرة التى تربح وتحقق معدلات مشاهدة ومشاركة عالية فى ذلك الواقع الافتراضى، ويتمكن القائمون عليها من جمع آلاف الجنيهات من المواطنين الضحايا، ومن هنا انتقل التسول بأحدث أساليبه من الإشارات والأرصفة إلى الفضاء الإلكترونى عبر دكاكين «السوشيال ميديا».

 

حكايات من دفتر النصب

«أنا عمى جاله السكر وعمل عملية وشال واحد من أصابع رجليه.. الدكتور طالب منه إشاعة بـ٥٠٠ جنيه وهو مش بيقدر يشتغل علشان رجليه بتنزف وتورم من أقل مجهود وهو متزوج ويعول أسرته وهو مصدر الرزق الوحيد لهم.. قدم على معاش تكافل وكرامة بقاله ٣ شهور ولسه متعملوش المعاش استلف من كل الناس علشان يقدر يأمن الأكل والشرب لأسرته الفترة دى لو حد يقدر يساعده جزاه الله كل خير».. تلك أبرز المنشورات التى كانت على صفحات «السوشيال ميديا».

وكان من ضمن المنشورات أيضاً «أولًا بشكر جدًا حبيبتى إلى عرفتنى على الجروب وأنا شوفت أد إيه إنتوا ناس ولاد حلال ربنا يسعدكم ويجبر بخاطركم زاى ما بتجبروا بخواطر الناس وبتفرحوهم وبتكونوا سبب فى تغير حياتهم وبتدخلوا الفرحة على قلبهم اتمنى من ربنا انكم تسعدوا اختى وربنا يكتبه فى ميزان حسناتكم.. يارب ادخلوا الفرحة عليها فى رمضان ربنا ما يوجعكم على غالى عليكم.. يا رب ويسعدكم ويحفظلكم ولادكم يا رب ومتشوفوا فيهم حاجة وحشة أبدا.. يا رب اختى عندها نقص فى أوتار ايدها وده ماأثر على إيدها كلها وأهلى مش معاهم يعملولها العملية ربنا يخليكم يا رب ساعدوها تعمله ويكون سبب فى اسعاد اختى.. والله والله اتعيرت من اقرب الناس لينا وهيا تعبانه نفسيا كون سبب فرحتها واهو رمضان داخل علينا وربنا يجبر بخاطر كل واحد ووحده هيقف معاها ويسعدها يا رب ويحفظلكم ولادكم».

 

أكاديمي: السوشيال ميديا يحتاج لضوابط قانونية

قال الدكتور محمود السماسيرى، أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة سوهاج، إن العديد من صفحات «السوشيال ميديا» التى تحمل فى ظاهرها الرحمة بالفقراء ويدعو لمساعدتهم وتقديم الخدمات للمحتاجين، ولكنها فى باطنها أشخاص محتالون ويعزفون على أوتار العاطفة مستعينين ببعض العبارات الإنسانية فى منشوراتهم على «فيس بوك» لاستعطاف قلوب رواد مواقع التواصل الاجتماعى.

وأضاف «السماسيرى» أن نصابى التواصل الاجتماعى بين الحين والآخر يبتكرون أساليب جديدة فى النصب، ويحاولون استعطاف قلوب المواطنين ببعض العبارات الإنسانية التى تعزف على أوتار العاطفة، ومنها يستطيعون الوصول إلى هدفهم المادى.

وتابع: «السوشيال ميديا» يحتاج لضوابط قانونية مشددة تحمى ضحاياه من عمليات النصب والابتزاز، فالأمر لن يتوقف على حد السرقة فقط من خلال التسول بل، وصل الأمر لتعرض البعض للابتزاز الجنسى.

 

البيضة والحجر

وأكدت الدكتورة سحر وهبى، أستاذ الصحافة والإعلام بمحافظة سوهاج، أن انتشار صفحات التسول على مواقع التواصل الاجتماعى والإنترنت، يمثل أسوأ استغلال لوسائل التواصل الاجتماعى، وقالت: هذه الصفحات مشاكل الواقع ومسئول عنها محترفو «اللعب بالبيضة والحجر».

وأضافت: الإنترنت ممتلئ بالنصب، نظرًا لكثافة المشاهدة، ويعرض النصاب فيديوهات وصورًا مؤثرة خصوصًا فى شهر رمضان لجمع الزكاة، ويبتز الناس عاطفيًا، وهذا نوع من الابتزاز، وبعضهم يصور بعض المواطنين يتناولون طعامهم من القمامة ويزعم أنه يجمع مالًا لهؤلاء البائسين، فيجعل البعض من الناس يتعاطف معهم.

وتابعت «وهبى»: «كثيراً من هذه المواقع مصيدة تستغل الناس ومن يتبرع

لهم مرة يصبح زبون مستديم ويتصلوا به دائمًا، وفى واقع الأمر إذا أرسلت لهم حالة فقيرة تستحق المساعدة يرفضوا مساعدتها».

وأشارت أستاذ الإعلام، إلى أنه لا يوجد ضمان لحماية المواطنين من نصب هذه الصفحات، ويجب على الشخص أن يكون لديه وعى ولا ينساق وينخدع وراء استغلال هذه الصفحات وادعاءاتهم الكاذبه، ولأننا شعب مصرى فى داخلنا حب الخير فمن السهل استغلال عواطفنا.

 

أسماء وهمية

قالت إنجى محمد، خبيرة قانونية، إن ظاهرة التسول الالكترونى تعد من أحدث الظواهر المستحدثة للنصب واستغلال المواطنين، وخاصة الشباب الذين ليس لديهم الخبرة الحياتية والتجارب لاكتشاف هذه الظاهرة.

وأضافت أنها رصدت هذه الظاهرة من خلال متابعتها الجيدة لوسائل التواصل الاجتماعى ومدى دخول كل الطوائف بها وانتشار التعامل السهل دون سابق معرفة بداعى التلاعب بالعبارات والألفاظ، مشيرة إلى أن القائمين على تلك الصفحات برعوا فى استخدام حالات إنسانية وهمية وليست بالحقيقية واستخدام عبارات للتعاطف معهم واستغلال حب الناس للخير الذى لم ولن ينقطع من المجتمع المصرى السمح والمحب للخير ومساعدة الغير.

وأضافت: ولكن لم يتوقف الموضوع عند حد استغلال الأموال فقط، بل وقد يتطور الأمر إلى وجود عصابات منظمة قد يصل الأمر للخطف وغيره من الظواهر الخطيرة التى يعانى منها المجتمع المصرى فى الوقت الحالى.

وناشدت إنجى محمد، البرلمان إلى إصدار قوانين صارمة للتصدى للتسول الإلكترونى ومحاسبة كل من يستخدمها، وقالت: حتى الآن لا توجد قوانين فعالة ورادعة لهذه الظاهرة التى أخذت أبعاداً خطيرة، وكل ما فى الأمر أن هناك بعض المحاولات فى عدد من دول العالم لمواجهة هذه الظهرة، ففى المكسيك تم تقنين للتسول. وتفرض الدولة على المتسولين إظهار هوياتهم الحقيقية حتى لا يكون المواطنون ضحايا التضليل والأكاذيب.

 

قانون الصفحات الشخصية

قال الدكتور طارق سعده، نقيب الإعلاميين، إن الإعلام الإلكترونى واحد من أهم أنواع الإعلام المهمة والمعاصرة والتى يجب أن نحترمها والتى لم يغفل القانون تنظيمها، ولهذا تم وضع قانون للصفحات الشخصية التى يزيد روادها ومستخدميها على 5000 مستخدم، تعامل معاملة الوسيلة الإعلامية ويطبق عليها القانون.

وأضاف «سعده»، أن كل المواقع الإلكترونية مرئية أو مسموعة أو إخبارية وصحفية يجب أن تسارع للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، حتى تحصل على تصريح اعتمادها كوسيلة إعلامية، وحتى الصفحات الشخصية تحاسب قانونيًا.

وأكد نقيب الإعلاميين، أن الوسائل الإعلامية على الإنترنت سواء راديو أو قناة على اليوتيوب أو بوابات إلكترونية أو موقع إخبارى عليها بالإسراع فى إجراءات تقنين أوضاعها من خلال المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ومن لم تقنن أوضاعهم سيقع تحت طائلة القانون ويطبق عليها قانون النقابة 93 لسنة 2016، الذى لم يغفل دور الإعلام الإلكترونى ويعتبره واحدًا من الأدوات الإعلامية مثل المرئى والمسموع.

وأردف: «إذا سقط أحد فى فخ النصب، علينا أن نتخذ إجراءات وقائية منها التأكد من هذه الصفحات والمواقع إذا كانت مرخصة وقانونية يتم التوجه للمجلس الأعلى والتقدم بشكاوى، أما إذا كانت غير مرخصة يمتنع عن التعامل معها فلا شيء يدعو للعجلة من التعامل معها، وإلا فالقانون لا يحمى المغفلين».