رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«المناجم الحضرية».. فى انتظار مكتشفين

التليفونات القديمة
التليفونات القديمة مشكلة في المنازل والبيئة

تحقيق: نادية مطاوع- اشراف: نادية صبحي

 

«المناجم الحضرية»، هذا هو الاسم الذى أطلقه الأوروبيون على المخلفات التكنولوجية؛ حيث يعتبرونها أكثر ثراءً من المناجم الأرضية؛ لأن المعادن الموجودة بها أكثر نقاء، ويمكن استخلاصها بعمليات أقل وتكلفة أقل، ومن هنا ظهرت فى هذه الدول عدة تجارب لإعادة التدوير يجب أن تحتذى فى مصر للاستفادة من هذه المخلفات بدلاً من إلقائها فى القمامة أو التخلص منها بطرق تضر بالبيئة.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت، فى تقرير لها، من خطورة تراكم المخلفات الناتجة عن الإلكترونيات، وقدر التقرير حجمها بنحو 50 مليون طن فى العالم، ومن المتوقع أن يتزايد هذا الرقم بشكل كبير خلال العقود المقبلة.

 وحثَّ التقرير على ضرورة تحسين طريقة إعادة تدوير تلك المخلفات التى غالباً ما تكون خطيرة، الأمر الذى يمكن أن يتسبب فى تسرب مواد كيميائية مثل الرصاص، والكادميوم إلى التربة والمياه والغذاء.

وأضاف التقرير، أنَّ مصير 76% من جميع المخلفات الإلكترونية حول العالم غير معروف، فيما أوضح التقرير، أنَّ قيمة المواد الموجودة فى المخلفات الإلكترونية ومنها الذهب تقدر بنحو 55 مليار يورو.

من ناحية أخرى، أكدت إحدى شركات التدوير الأوروبية، أن كل 18 ألف طن من مخلفات الأجهزة الإلكترونية يمكن الحصول منها على طن من الذهب، بما يعادل 40 مليون يورو، ومن هنا انتشرت فى أوروبا والصين وأمريكا شركات تدوير المخلفات الإلكترونية والتى تستفيد من هذه المواد؛ حيث تقوم الشركات بإعادة تدوير هذه النوعية من المخلفات، للحصول على المعادن الموجودة بها، ولأن العملية مكلفة فهى تحتاج إلى تكنولوجيا متطورة وكميات كبيرة من المخلفات، ومن هنا يرى الخبراء أن مصر قد تصبح مركزاً إقليمياً عربياً فى المنطقة متخصصاً فى هذه الصناعة.

ولا يقتصر الأمر على استخلاص المعادن النفيسة من هذه المخلفات، ولكن العلماء الروس نجحوا، أيضاً، فى استخدام هذه المخلفات فى رصف الشوارع؛

حيث تمكن الخبراء من التوصل إلى نوع جديد من التربة من خلط نفايات المعادن وإعادة تدويرها، وهذه التكنولوجيا الجديدة تسهم فى خفض تكاليف بناء الطرق بشكل كبير، كما أنه حسَّن من الخواص الفيزيائية للتربة، وبدلاً من استخدام الحجارة المعروفة بطبقة السن فى رصف الشوارع استخدموا هذا الخليط، الذى أسهم فى توفير تكلفة الرصف بنسبة تصل إلى 30%، مع ضمان جودة أكبر لعملية الرصف.

وفى كوريا والصين هناك مصانع خاصة لهذه المخلفات التى تدخل فى كثير من الصناعات المهمة، كما تقوم حكومات هذه الدول بتشجيع المواطنين على تسليم الأجهزة التالفة والقديمة إلى هذه المصانع.

يذكر أن إحدى شركات المحمول كانت قد اتبعت أسلوباً مشابهاً من قبل، حينما طالبت المستهلكين بتسليم البطاريات القديمة مقابل 5 جنيهات، بدلاً من إلقائها فى القمامة، بعد التعاقد مع شركة إيطالية لإعادة تدويرها، لكنَّ الشركة الإيطالية طلبت مقابل مادى كبيراً لشحن البطاريات التالفة إلى إيطاليا، وهو ما دفع الشركة المصرية إلى وقف عملية التجميع، ومن وقتها والمشكلة تتفاقم ولا أحد من المستثمرين يجرؤ على خوض غمار هذا المجال الذى يحتاج لاستثمارات كبرى، رغم تأكيدات الخبراء بأن أرباحه هائلة، ولكن الأمر فى البداية يحتاج لدعم حكومى لتشجيع المستثمرين.