رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نخيل الوادى «حرق» القلوب!

بوابة الوفد الإلكترونية

المكان.. محافظة الوادى الجديد، وبالتحديد منطقة عين الرحمة.. الزمان مساء الجمعة الماضية.. الحدث.. اندلاع حريق التهم النخيل على مساحة 150 فدانًا.. الحدث الذى شغل الرأي العام على مدار الأيام الماضية خاصة لعدم وضوح الأسباب الحقيقية، وراء الحريق الغامض وخرج محافظ الوادى الجديد اللواء محمد الزملوط، ليؤكد أن العواصف والرياح الشديدة وراء الحريق، ولم تمر ساعات على  تصريح المحافظ، إلا اندلع حريق جديد فى الوادى الجديد فى قرية المعصرة لتلتهم 100 نخلة أخرى فى دقائق معدودة.

واستعان مسئولو محافظة الوادى الجديد، بـ15 سيارة إطفاء من محافظة أسيوط، و15 سيارة أخرى تابعة لمحافظة سوهاج، للمشاركة مع سيارات إطفاء المحافظة فى إخماد الحريق.

وصباح يوم الاثنين الماضى اندلع حريق آخر بعزبة سليمان بقرية سلوا بحرى التابعة لمركز كوم أمبو، والتهمت 8 قراريط من الهيش والحلف، بجانب أشجار النخيل، ليصدر اللواء أحمد إبراهيم، محافظ أسوان قراره بإحالة المسئولين عن الحريق للتحقيق.

وتصاعدت الأزمة وطلب الرئيس عبدالفتاح السيسى من رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولى، متابعة عمليات الإطفاء والحرص الشديد على سلامة المواطنين قاطنى المساكن الواقعة بالمناطق المنكوبة التي نشب بها الحريق.

وأصدر الفريق أول محمد زكى، وزير الدفاع، قرارًا بمشاركة 4 طائرات هليكوبتر، فى عمليات إطفاء الحريق بجانب 50 سيارة إسعاف تم استدعاؤها بأوامر من محافظ الوادى الجديد، وتوزيعها على النقاط والتمركزات والمستشفيات لنقل المصابين من قريتى الراشدة والعوينة بمركز الداخلة.

كما أعلن الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الموارد المائية والرى، فور وقوع الحريق، تشغيل 8 آبار مياه لمدة 30 ساعة متواصلة ما ساهم فى إطفاء الحريق.

كما أصدرت الدكتورة سيدة مشرف، وكيلة وزارة الصحة بالوادى الجديد، قرارًا باستدعاء كافة أطقم الأطباء والممرضين بالمستشفيات والوحدات الصحية بمركز الداخلة، بعد رفع حالة الطوارئ القصوى بجميع المستشفيات العلاجية.

خسائر

2 مليون جنيه تعويضات لخسائر الأسر المتضررة من حادث حريق نخيل الوادى الجديد بحسب ما أعلنته وزارة التضامن الاجتماعى، وذلك بعدما تلقت غادة والى، بيانات الحصر المبدئى للخسائر التى خلفها الحادث، التى بلغت تقريبا احتراق 18 ألف نخلة على مساحة 150 فدانًا إلى جانب نفوق عدد من رؤوس الماشية وتضرر 9 منازل.

 

أشهرها بنت عيشة وعرابى وعمارى

مليون و400 ألف طن إنتاج مصر من البلح سنوياً

 

مشهد النيران تلتهم خير الأرض نخيلها مؤسف ومحزن، تلك ثروة طبيعية أنعم الله بها على مصر، حيث تجود بأغلى وأجود الأنواع.

الدكتور خليل المالكى، أستاذ المبيدات بمركز البحوث الزراعية أكد أن حادث حريق أفدنة النخيل بالوادى الجديد، كارثة ولهذا يجب فحص المكان جيدًا من قبل وزارة الزراعة والأجهزة الأمنية.

وأشار «المالكي» إلى أن وزارة الزراعة أرسلت لجنة من المعمل المركزى للنخيل لفحص المكان، والخروج بنتائج تحليل صحة الواقعة.. هل من فعل العاصفة كما أشارت بعض البيانات أم بفعل فاعل، وأوضح «المالكى» أن حادث حريق الوادى الجديد جاء تزامنًا مع احتفال المصريين بانتصار أكتوبر وهذا الأمر يحتاج لتحليل الواقعة بأكثر من زاوية وليس على المستوى التخصصى فقط.

كما نوه أستاذ المبيدات بمركز البحوث الزراعية، إلى حادث أسوان وقال تعد سلسلة تكمل صورة حادث الوادى الجديد، ففى الوقت التى تنعم فيه أسوان بالزيارات السياحية من قبل الأجانب، ضربت النيران فى مساحات كبيرة زراعة النخيل.

كما قال محمد فضل الله، بمركز البحوث الزراعية، إن واقعة حريق نخيل البساتين بأسوان، بفعل فاعل وليس من واقع الظروف البيئية، مشيرا إلى أن حصيلة الخسائر بالبساتين 580 نخلة، تنتج بلحاً من أجود الأنواع مثل سكوتى وبرتمودا، وبالأرقام.. المزرعة العام الماضى كانت تقدر بـ700 ألف جنيه، وبها 800 نخلة وبعد حريق 580 واحدة منها تصبح الواقعة بمثابة كارثة.

وأضاف «محمد» أن هذه الواقعة نتيجة إهمال المسئولين عن مزرعة البساتين وانشغالهم فى اشكاليات شخصية، وطالب الجهات المختصة بفتح تحقيق عاجل حول واقعة حريق نخيل الوادى الجديد لوجود شبهة جنائية.

من جانبه قال الدكتور محمد سامى، بمركز بحوث الصحراء، إن واقعة حريق النخيل بالوادى الجديد جاءت لأسباب مناخية، ففى تلك التوقيت تغير المناخ من الصيف للشتاء ومع تقلبات الجو اندلعت النيران فى الأجزاء الخارجية للنخيل القابلة للاشتعال.

وأضاف الدكتور «سامى»، أن هذه الكارثة طبيعية مثل غيرها من كوارث البراكين والزلازل، والدولة معتادة عليها ولهذا صرفت 200 مليون جنيه كتعويضات للمتضررين، مشيرا إلى أن النخيل المحترق ذو قيمة اقتصادية كبيرة، فالنخلة الواحدة تنتج من 150 إلى 160 كيلو بلح من النوع النادر على مستوى الدول العربية بل العالم.

وأشار الخبير بمركز الصحراء، إلى أن الخسائر التى لحقت بالمزارعين تعود إلى أن النخيل يأخذ فترة زمنية لإنتاج البلح مثل ما تم حرقه من 3 إلى 5 أعوام، وبين كل نخلة وأخرى 4 أمتار، وخلال تلك المدة يعد دخل المزارعين

صفراً.

ونفى الدكتور سامى ما تردد حول كون واقعة حريق نخيل الوادى الجديد بفعل فاعل، وقال إن سرعة الرياح بالمنطقة تساعد على نقل أى شرارة نار للنخيل لتحرق الأجزاء القابلة للاشتعال، ومع سرعة الرياح تنتقل هذه النيران من نخلة لأخرى فى أقل وقت ممكن.

 

تقرير معهد بحوث البساتين

وكان معهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة قد أصدر، تقريرًا أفاد بأن إنتاج مصر من البلح يبلغ حوالى مليون و400 ألف طن سنوياً.

وأشار التقرير إلى أن المساحة المُنزرعة بالنخل بالأراضى المصرية تبلغ 91 ألفاً و673 فداناً، منها 40 ألفاً و727 فداناً بالأراضى الجديدة، بينما بلغت المساحات المنزرعة بالأراضى القديمة 50 ألفاً و946 فداناً.

وأوضح التقرير إلى أن ناتج الأراضى القديمة من محصول البلح بلغ مليوناً و138 ألفاً و135 طناً، بينما بلغ إنتاجه بالأراضى الجديدة 261 ألفاً و937 فداناً من كل أصناف البلح التى يتم إنتاجها فى مصر، موضحا أن إنتاج صنف الزغلول بلغ 120 ألفاً و793 طناً  بالأراضى القديمة، و48 ألفاً و640 طناً  بالأراضى الجديدة، بينما بلغ إنتاج الأمهات 136 ألفاً و119 طناً  بالأراضى القديمة، و163 طناً  فقط بالأراضى الجديدة، وصنف الحيانى 332 ألفاً و728 طناً  بالأراضى القديمة و9 آلاف و810 أطنان بالأراضى الجديدة.

كما أشار التقرير، إلى أن إنتاج صنف «بنت عيشة» بالأراضى القديمة بلغ 46 ألفاً و332 طناً، وبالأراضى الجديدة 3 آلاف و159 طنا، وصنف سمانى 67 ألفا و221 طناً  بالأراضى القديمة و38 ألفا و683 طناً  بالأراضى الجديدة، وصنف المجهل بالأراضى القديمة فبلغ 338 ألفاً و291 طناً  وبالأراضى الجديدة بلغ إنتاجيته 41 ألفاً و687 طناً، والسيوى 82 ألفاً و547 بالأراضى القديمة و115 ألفاً، و749 بالأراضى الجديدة.

فيما بلغت إنتاجية باقى الأصناف «عرابى وعامرى وعجلانى سكوتى وملكابى وجنديله وبرتمودا وتمر وبعض الأصناف الأخرى 118 ألفاً و25 طناً بالأراضى القديمة، وبلغ الإنتاج بالأراضى الجديدة 4 آلاف و46 طناً».

 

فوائد نبات النخيل

لنبات النخيل، فوائد عديدة، حيث ذكر فى الكتاب المقدس والقرآن، وفى اليهودية، كما يوجد أكثر من 2500 نوع من نبات النخيل، وتشمل عائلة نباتات أريكاسيا الأنواع المتنوعة الرائعة الموجودة فى جميع أنحاء العالم، من الصحراء إلى الغابات.

وتمتلك نباتات النخيل تاريخاً قديماً مع البشر، وقد أظهرت الاكتشافات الأثرية أن نخيل التمر كان يستخدم عادة فى مجتمع بلاد ما بين النهرين، من أجل الغذاء والأغراض الأخرى، وأعطى الرومان فروع النخيل كرمز للانتصار فى الألعاب والحروب.

ويتطلب زراعة نبات النخيل منطقة رملية، حيث يمكن أن تخترق جذورها التربة، يمكن للنخيل البقاء على قيد الحياة دون هطول الأمطار لسنوات عديدة أيضا، وتصل جذور نبات النخيل إلى المياه الجوفية وتمتص الماء من هناك مما يجعل حياتهم غير متأثرة بحالة الجفاف، وتأخذ شجرة نخيل حوالى 10-15 سنة لتحقيق النضج الكامل.

ومن فوائد نبات النخيل فإنه يعمل كمعزز للطاقة لاحتوائه على الكربوهيدرات التى تزود الجسم بالطاقة، كما يعد فيتامين مقوى للمناعة، وتحفز خلايا الدم البيضاء على النمو وتجنب عدوى المرض، فهو يزيل الآثار الضارة للمرض ويحفز نمو خلية جديدة، كما يحافظ على الجهاز الهضمى لاحتوائه على الألياف الغذائية.