عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"روبنسون" يحرج أوباما وينتصر للشعب الأفغانى

بوابة الوفد الإلكترونية

رغم أن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا سارع لزيارة كابول في 14 مارس لاحتواء تداعيات المذبحة التي ارتكبها جند أمريكي في 11 مارس في ولاية قندهار وراح ضحيتها 16 مدنيا أفغانيا, أغلبهم أطفال, إلا أن التقارير الصادرة من داخل الولايات المتحدة نفسها تؤكد أن واشنطن خسرت الحرب في أفغانستان وأن إصرار إدارة الرئيس باراك أوباما على عدم الانسحاب قبل أواخر 2014 لن يخدم سوى حركة طالبان التي زادت شعبيتها كثيرا في الأسابيع الأخيرة.

وكان بانيتا قد وصل إلى كابول في 11 مارس بعد يوم من احتجاجات نظمت في مدينة جلال آباد في شرق أفغانستان، هتف خلالها نحو ألفي متظاهر "الموت لأمريكا"، مطالبين في الوقت ذاته الرئيس حامد كرزاي بأن يرفض اتفاقا استراتيجيا مزمعا سيتيح لمستشارين أمريكيين وربما قوات خاصة بالبقاء في أفغانستان إلى ما بعد 2014.
وأعرب بانيتا في تصريحات للصحفيين في مستهل زيارته لأفغانستان عن تفاؤله بنجاح الاستراتيجية الأمريكية التي تقوم على عدم الانسحاب قبل تأسيس القوات الأفغانية القادرة على التصدي لحركة طالبان وتنظيم القاعدة, قائلا:" أعتقد أننا في المسار الصحيح الآن وما علينا أن نفعله هو إقناع الناس بأنه على الرغم من مثل هذه الأحداث(مذبحة قندهار) علينا ألا نسمح لها بأن تقوض تلك الاستراتيجية".
ورغم تصريحات بانيتا السابقة, إلا أن الكاتب الأمريكي البارز في صحيفة "واشنطن بوست" يوجين روبنسون كان له رأي مختلف تماما, قائلا:" إن كان من عاقبة للمجزرة المروعة التي راح ضحيتها 16 مواطنا أفغانيا على الأقل في 11 مارس, فقد أكدت أن الوقت قد حان بالفعل لوضع حد لمهمة الولايات المتحدة في أفغانستان, والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: إلى أي مدى يمكن الإسراع بعودة القوات الأمريكية إلى وطنها؟".
وتساءل روبنسون "ماذا نجني من وجودنا في أفغانستان غير إثارة حنق الشعب الأفغاني الذي نزعم أننا نسعى لحمايته؟ كيف لنا أن نقنعه بأن إقدام جندي أمريكي على ذبح مدنيين في منازلهم بقندهار أفضل إلى حد ما من مجزرة ترتكبها حركة طالبان بحق مدنيين؟ كيف يكون أي منا في مأمن والجيش الأمريكي يُمعن بحرق مصاحف وقتل أطفال مسلمين أبرياء على فراش نومهم؟".
وتابع" اقتحم رقيب بالجيش الأمريكي في 11 مارس ثلاثة بيوت في قرية بجنوب أفغانستان وقتل سكانها بدم بارد, وكان من ضمن الضحايا تسعة أطفال, ثم قام الجندي بجمع الجثث وأشعل فيها النار, كيف تسنى لجندي أن يترك وحدته ليعيث في الأرض قتلا دون أن يلاحظه أحد أو يحاول إيقافه؟
لقد كانت المجزرة بمثابة هدية لحركة طالبان التي تتبارى مع الجيش الأمريكي والحكومة الأفغانية لخطب ود الشعب الأفغاني".
واستطرد" طالبان قالت في بيان لها إذا كان المتورطون في هذه المذبحة مختلين عقليا، فإن ذلك يقف شاهدا على جريمة أخلاقية أخرى يرتكبها الجيش الأمريكي بتسليحه مجانين في أفغانستان يوجهون أسلحتهم صوب الأفغان العزل".
وأضاف روبنسون" صورة الولايات المتحدة تلطخت أيضا عندما قام جنودها في 21 فبراير الماضي بحرق مصاحف في قاعدة باجرام, يزداد تبرم الرأي العام الأمريكي يوما بعد يوم من حرب أفغانستان, ويظهر استطلاع جديد أجرته صحيفة واشنطن بوست أن 60% من الشعب الأمريكي يرى أن الحرب لا تستحق الدماء التي سالت ولا الموارد التي أنفقت في سبيلها, بل

إن 54% من الأمريكيين يقولون بضرورة سحب القوات حتى قبل تدريب الجيش الأفغاني على تولي الأمور بنفسه".
وتابع" لقد أجري الاستطلاع قبل مجزرة قندهار, فتخيلوا ماذا سيكون الرد لو أجري الاستطلاع اليوم, من المفترض أن تكون هذه الأيام فترة انتقالية من احتلال أمريكي إلى حكومة أفغانية, لكن ماذا عسانا أن ننجز ما بين اليوم وعام 2014، العام الذي يفترض أن تعود فيه قواتنا إلى أرض الوطن؟".
واستطرد روبنسون"بإمكاننا أن نكون واثقين من أن الحكومة الأفغانية ستظل عاجزة وفاسدة, وبإمكاننا أن نتوقع أن يظل الجيش الأفغاني يعاني من نقص في الأفراد والمعدات والتدريب, وبإمكاننا أن نكون على يقين تام بأن مسلحي طالبان يظلون يشكلون تهديدا لأنهم يعيشون في تلك الديار,  وبالنسبة لهم أفغانستان هي وطن".
واختتم قائلا:" إن أفغانستان وطنهم وليست وطننا, ويخبرنا الأفغان بلهجة تزداد وضوحا أكثر فأكثر بأن علينا الرحيل من بلدهم, ويتحتم علينا إذن أن نصغي وأن ننصاع لما يريدون, قبل فوات الأوان".
وفي السياق ذاته, قال الصحفي الأمريكي البارز ديفيد إغناتيوس في مقال له بصحيفة "واشنطن بوست" أيضا إن بعض الأحداث التي وقعت مؤخرا في أفغانستان تؤكد أن المهمة العسكرية الأمريكية هناك تمر بأسوأ مراحلها، وهذا ما ظهر في تبول جنود أمريكيين على جثث قتلى من حركة طالبان وإحراق مصاحف في قاعدة باجرام وارتكاب جندي مجنون مجزرة بحق مدنيين.
وتابع" ظل مبعوث أوباما الخاص إلى المنطقة مارك غروسمان يجري مباحثات سرية مع حركة طالبان لأكثر من عام, وبدت الأمور تسير في الاتجاه الصحيح بعد قبول طالبان بفتح مكتب لها في قطر والدخول في مفاوضات سلام حقيقية, إلا أن الأحداث الأخيرة نالت من هذا الإنجاز ومنحت المتشددين من طالبان حججا جديدة لإجهاض تلك المفاوضات ومضاعفة الهجمات ضد قوات الناتو".
وخلص إغناتيوس إلى القول إن الخيارات الدبلوماسية غير مضمونة النتائج، تماما مثل العمليات العسكرية الأمريكية على الأرض, وإنه يجب على إدارة أوباما التفكير جيدا في كيفية إنهاء المهمة في أفغانستان على وجه السرعة.
وبصفة عامة, فإن الوقت في غير صالح القوات الأمريكية في أفغانستان, بل وقد تخرج من هناك أيضا بفضيحة أكبر من هزيمتها في فيتنام.