رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحليل:مستقبل المساعدات الأمريكية لمصر فى ظل توتر العلاقات

بوابة الوفد الإلكترونية

 طرح التوتر الذى شاب العلاقات المصرية-الأمريكية، على خلفية قيام السلطات فى مصر باغلاق مكاتب منظمات اهلية امريكية تعمل فى القاهرة واحالة بعض مسئوليها للمحاكمة، تساؤلات حول مستقبل المساعدات الاقتصادية التى تقدمها واشنطن الى مصر.

    وتحصل مصر على مساعدات اقتصادية امريكية، منذ توقيعها على اتفاقية السلام مع اسرائيل برعاية واشنطن فى عام 1979، تتضمن 1.3 مليار دولار كمعونة عسكرية بجانب نحو 800 مليون دولار كمعونة اقتصادية تقلصت فى السنوات الأخيرة، بقرار احادى من قبل امريكا، لتصل الى حوالي 200 مليون فقط. وهددت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مؤخرا باعادة النظر فى هذه المساعدات بينما تعالت اصوات داخل الكونجرس الامريكي تطالب بقطع هذه المساعدات وذلك اثر غلق القاهرة مكاتب اربعة منظمات اهلية امريكية، هى (المعهد الديمقراطي) و(المعهد الجمهوري) و(فريدوم هاوس) والمركز (الدولي الامريكي للصحفيين) ، واحالة 44 من المسئولين والعاملين بها بينهم 13 امريكيا الى المحاكمة بتهم تلقى تمويل اجنبي.وردت أمس (الاربعاء) الحكومة المصرية على لسان وزيرة التخطيط والتعاون الدولي فايزة أبوالنجا بتأكيدها على ضرورة أن يحترم الدعم الخارجي السيادة المصرية.

    وقالت أبو النجا، فى مؤتمر صحفى، إن "مصر لن تنهض إلا بسواعد أبنائها، وهم قادرون على ذلك وأن أي دعم خارجي يأتي مساندا لهذه الجهود يعد مفيدا طالما أنه يحترم السيادة المصرية".

    وتزامنت تصريحات ابوالنجا مع دعوات تنتشر فى المجتمع المصري للاستغناء عن المساعدات الأمريكية حيث شدد وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى المرشح المحتمل فى انتخابات الرئاسة على "التخلص من أموال المعونة سواء كانت  أمريكية أومن مصادر أخرى، بشكل تدريجي" بينما اعتبرت جماعة (الاخوان المسلمين) على لسان الدكتور رشاد بيومي نائب المرشد العام المساعدات الامريكية " قيدا يكبل حريتنا ولا بد من ازالته وأن يعمل الشعب بكل طوائفه لرفضه هذه العطية المذلة".

 نفس الموقف تبناه حزب (النور) السلفى والدكتور محمد سليم العوا المرشح المحتمل فى انتخابات الرئاسة اللذين دعما مبادرة طرحها رجل دين سلفى يدعى محمد حسان لجمع أموال من المواطنين للاستغناء عن المساعدات الأمريكية. وفى هذا السياق رأى الدكتور صلاح سالم استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان " امريكا لا تستطيع ان تقطع المساعدات عن مصر .. ولايوجد من الناحية السياسية ما يدعو لقطعها ".

 وقال سالم ، لوكالة انباء (شينخوا) ، " من الصعب أن تأخذ امريكا قرارا بقطع المساعدات عن مصر لان الجزء الاكبر من هذه المساعدات عسكرية تمكن الادارة الامريكية من متابعة الشئون والقدرات العسكرية لمصر بشكل أو بآخر من خلال الاشراف على التسليح او المناورات المشتركة وغيرها "، وتابع أن " أمريكا تستفيد من هذه المساعدات أكثر من مصر، ومصلحة أمريكا فى استمرارها". واوضح انه من مصلحة مصر ان تستغنى عن المساعدات الامريكية خاصة انها " معونات مشروطة " لكنه توقع ألا يحدث ذلك.

 وردا على سؤال حول ما اذا كانت أمريكا تنتهك السيادة المصرية من خلال هذه المساعدات بالقول " بالطبع فهذه مساعدات مشروطة

تمثل انتهاكا لسيادة مصر". وايد سالم مبادرة طرحها الشيخ محمد حسان لجمع اموال من المواطنين فى مصر للاستغناء عن المساعدات الامريكية مشيرا الى انه من الممكن جمع مبلغ اكبر من هذه المساعدات.   واوضح ان مصر تملك بدائل كثيرة فى حال استغنائها عن المساعدات الامريكية.  وحول ما اذا كان هناك رفض شعبي فى مصر للمساعدات الامريكية قال سالم ان الرأى العام المصري لو اطلع على الحقائق كاملة بشأن هذه المساعدات سيرفضها .وشاطره الرأى الخبير الاقتصادي الدكتور محمود سالم ، وهو مستشار اقتصادي اسبق برئاسة الوزراء فى مصر، بقوله ان " المساعدات الامريكية لمصر ستستمر لأن أمريكا تحتاج لنا أكثر من احتياجنا لها " رغم وجود اتجاه شعبي وقومي فى القاهرة للاستغناء عن هذه المساعدات.

    وأضاف " أن امريكا لن تقطع المساعدات لاسيما العسكرية خاصة أن استمرارها فى صالح أمريكا أكثر من مصر" مشيرا الى أن لامريكا مصالح فى المنطقة وتحتاج الى مصر.

    وحول تهديد واشنطن باعادة النظر فى مساعدات الى مصر قال سالم ان "امريكا تعودت خلال فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك ان كل طلباتها مجابة وان القاهرة كانت تسلم اوراقها بنسبة 100% لامريكا لكن الان الوضع تغير فى مصر" بعد ثورة 25 يناير.

    ورأى ان المساعدات الامريكية فى بدايتها لم تكن مشروطة لكن الادارات الامريكية المتعاقبة خالفت القواعد المتفق عليها مع مصر وحولت جزء من هذه المساعدات الى منظمات المجتمع المدني.واعتبر هذه المساعدات "تمس السيادة المصرية" لانه يتم من خلالها تمويل المعهدين الجمهوري والديمقراطي، وهما منظمتان امريكيتان تمارسان نشاطا سياسيا فى القاهرة بدون ترخيص وبالمخالفة للقانون. وتوقع سالم أن تضع مصر، وأمريكا قواعد جديدة فى المستقبل بشأن هذه المساعدات تقوم على الاحترام المبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، وعد مبادرة الشيخ محمد حسان، التى تبناه الأزهر الشريف، بجمع مبالغ من المواطنين للاستغناء عن المعونة الامريكية " مبادرة وطنية رائعة الكل فى مصر يؤيدها".