رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدو سيناء.. تضحيات فدائية بحرب التحرير وتجاهل تاريخ

ارشيفية
ارشيفية

 هى أرض البطولة والنضال، تلك البقعة الغالية على كل مصري التي طالما كانت مطمعًا للغزاة، فأصبح الموت على أرضها شرفًا يخلد فى التاريخ بأحرف من نور ، إنها أرض الفيروز والقمر سيناء.

ولذلك لأبناء سيناء ومدن القناه بطولات لا تحصى ولا تعد على أرضها، تكاد تكون معجزات تحققت على أرض الواقع لكنها نسيت بفعل التحريف والتدليس والمجاملة على مر الزمان، فتحرير أرضها، فتح الباب أمام مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، وساعد في هذا التحرير أسماء كثيرة من أفراد المقاومة المدنيين والعسكريين، ولكن أغفل الوقت دور هؤلاء من أهالى سيناء في هذا التحرير.

 "بوابة الوفد" تعرض دور أبطال المقاومة فى أرض الفيروز ،تلك الأرض التى ارتوت رمالها بقصص كفاح تبعث إلينا صورة مشرفة عن حب الوطن، فبعد مرور 34 عامًا على ذكرى عيد تحرير سيناء، مثل أفراد المقاومة ملحمة تاريخية.. وسوف نرصدهم من خلال السطور الآتية:

 

"سالم الهرش"

أمام كاميرات العالم سيناء أرض مصرية، أنه بعد 6 أشهر فقط من الاحتلال خططت قيادات الكيان الصهيوني لعقد مؤتمر عالمي لإعلان أن أهالى سيناء وافقوا على تدويلها والانفصال عن الأراضي المصرية .

الخطة اقتضت أن يخرج "موشى ديان" وزير الدفاع في الكيان الصهيوني، أمام الإعلام العالمي في مؤتمر حاشد بمنطقة الحسنية بحضور أبناء سيناء ليعلن المفاجأة على غفلة من الزمن، وبالتالي تنفصل سيناء عن مصر، ثم تطالب بأحقيتها في القنال، ويصبح الكيان الصهيوني هو المحتل والمشرف على شبه الجزيرة.

إذا بالشيخ "سالم الهرش"، من قبيلة الهرش، ويعتير أحد الأبطال الذين كانوا لهم علامة مميزة وفارقة فى سيناء، يذكر أنه كان له موقف أثناء مؤتمر قام به "موشى ديان" لإعلان أن أهالى سيناء وافقوا على تدويلها والانفصال عن الأراضي المصرية، وما أن قام وقتها ووقف "الهرش"، مفوضًا من شيوخ القبائل بالتحدث في المؤتمر لاعتباره شخصية جريئة وصلبة ويتميز بصوت عالٍ، فتحدث بصوته الجهوري أمام وسائل الإعلام العالمية، قائلًا: إن هذه الأرض أرضنا جميعًا كمصريين، ورئيسنا هو الرئيس "جمال عبد الناصر"، وإذا كانت سيناء محتلة حاليًا فستعود قريبًا إلى الوطن الأم، وصفق له الحاضرون، واستطرد: "نحن نقف على أرض مصرية ذات سيادة"، ما نتج عنه فشل المؤتمر، إنه حقًا بطل سطر البطولة بأحرف من دهب ولكن العقل نساه.

 

"النمر الأسود"

أنه حسن علي خلف، ولقبه "النمر الأسود"، شاب من منطقة الجورة في الجنوب من الشيخ زويد، كان "حسن" لا يزال طالبًا بالصف الثاني الثانوي، عندما احتلت القوات الإسرائيلية سيناء.

تعرضت الجوره والشيخ زويد لحملات تكاد تشبه الإبادة المنظمة، فأرسله والده إلى بورسعيد خوفًا عليه، فما كان من الشاب الأسمر إلا أن التحق بمنظمة سيناء، وبعد إعداده وتدريبه ذهب في أول مهمة في سيناء خلف الخطوط لتصوير المواقع الإسرائيلية شمال سيناء في مناطق رمانة وبئر العبد والعريش.

نجح الشاب، وتوالت المهمات، وبفضل معلوماته تم ضرب قيادة القوات الصهيونية في العريش، التي تضم عناصر المخابرات ومبيتًا لطياري الهليكوبتر، وكان مقرها مبنى محافظة سيناء القديمة بالعريش.
 

مهندس الألغام "موسى الرويشد"

"موسى الرويشد"، إنه ذلك الشاب السيناوي الوطني الذي تخصص في زرع الألغام في طريق مدرعات الكيان الصهيوني، وعلى رغم احتياطات العدو أوقع في صفوفهم الخسائر فسمي بمهندس الألغام، وبعدما أصبح هدفًا لقوات العدو اختفى دون أثر.

 

"البطل الفريق بحري"فؤاد ذكري"

 هو أحد أبناء مدينة العريش، وقائد القوات البحرية في حرب أكتوبر عام 1973، هو من القلائل الذين أشادت بهم الكليات العسكرية في العالم، كان وراء أكبر عمليتين بحريتين، ربما في تاريخ مصر الحربي كله، أولهما إغراق المدمرة إيلات، وإغلاق مضيق باب المندب.

 

الذى توفى عام 1983، وكان متزوجًا من السيدة

نادية السيد الشاذلي، وله ثلاث بنات، ويذكر أن  الفريق فؤاد ذكري، كان يهتم بالشباب وكان يعتبرهم أنهم وحدهم القادرون على بناء الدولة القوية، مضيفًا أنه قبل وفاته عرض عليه أن يتولى منصب وزارة الدفاع لكنه رفض لكبر سنه، وفضل أن يترك المنصب لمن هو أصغر منه سنًا، وفور خروجه للمعاش رقي لرتبة مشير.

 

"الشيخ عبدالله أبوجهامة"

 هو الآخر كان أحد أبطال حرب سيناء الذين نفذوا عمليات ضد الجيش الإسرائيلي، أثناء حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر، فهو يروي أنه نفذ العديد من العمليات داخل سيناء، قبل أن يتم أسره والحكم عليه بـ149 عامًا، ليفرج عنه في تبادل للأسرى مع الجاسوس باروك كوهين، كبد جهامة العدو الإسرائيلي خسائر فادحة، وذلك بعد استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض، وشارك في عملية تدمير مركز قيادة وسيطرة وتحكم لإسرائيل في سيناء، كان وقتها موجودًا في مبنى محافظة شمال سيناء، وبمجرد أن اكتشف الإسرائيليون ذلك، قصفوه بـ24 قذيفة صاروخية. وجه المدعي العام العسكري الإسرائيلي ثلاث تهم لجهامة كان أولها عبور قناة السويس من دون إذن مسبق من الجيش الإسرائيلي وصدر الحكم بـ‏99‏ سنة سجنًا، والتهمة الثانية هي التدريب على السلاح في دولة معادية وهي مصر، وحكم عليه بـ‏25‏ سنة سجنًا، والثالثة حيازة صواريخ روسية الصنع وقصف المباني المسلحة وحكم عليه أيضًا بـ‏25‏ سنة سجنً.

 

"اللواء لبيب شراب"

 مدير المخابرات الحربية الأسبق، من أبناء محافظة شمال سيناء في مدينة العريش، شغل منصب مدير المخابرات الحربية في عهد السادات، كما قاد عمليات الاستطلاع خلف خطوط العدو، وقت حرب الاستنزاف، التي كانت تحول دون اختراق العدو لصفوف الجيش المصري، كما كان يشرف على رصد تحركات العدو بعمق 100 إلى 150 كيلومترًا خلف خطوطه.

 

أبطال الجيش مع البدو

قال القبطان سامى بركات "في أكتوبر 73″، أوكلت لي مهمة الاستطلاع خلف خطوط العدو في منطقة أبو رديس ورأس غارب، والعودة في خلال ثلاثة أيام.

امتدت تلك الأيام إلى 6 أشهر، فقد كشفني العدو وبدأت رحلة المعاناة في الهرب والتخفي والتنقل إلى الجبال، حيث أقمت في 11 جبلًا مختلفًا وبمساعدة البدو تمكنت من الإفلات.

وأضاف بركات، لولا أبناء سيناء ما كانت كتبت لي النجاة، وأشار إلى أن المخابرات المصرية تعاونت مع أبناء البدو لرصد تحركات العدو وتحرير الأرض وقدموا كل غالٍ ونفيس من أجل ذلك، مشيرًا إلى دور قبيلتي أبناء سعيد وأبناء صالح، خصوصًا في تلك الفترة.