رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ونعم الامن يا سيادة الرئيس..!

رغم الحزن الشديد على ارواح وسلامة نخبة الشباب المصري الذين تعرضوا لاعتداءات مشينة من بلطجية النظام والمحسوبين عليه من رجال الاعمال الفاسدين الذين نهبوا خير البلد برعاية الرئيس وعائلته شخصيا الا انني المح بقعة ضوء خلف مساحة الظلام التي تسود الساحة.. فما فعله بلطجية الحزب الوطني المدعومين برجال الامن بشبابنا المدافعين عن كرامة وعزة المصري هو رد بليغ على ما ينوي الرئيس فعله بالمصريين كلهم اذا عاد المتظاهرون الى بيوتهم وخمدت حركة الغضب المشتعلة في الشارع المصري.

 

امس اعلن السيد الرئيس في كلمته العاطفية وهي الاولى له بالمناسبة منذ توليه مهام الحكم في اكتوبر 1981 انه امر وزير الداخلية بخدمة المواطنين مع الحفاظ على كرامتهم، كما اعلن ان همه الاول اعادة الامن للمصريين وها هو يصدر اوامره المباشرة لعصابات الامن وبلطيجة الحزب الوطني بالاعتداء على مجموعة من الشباب العزل، واقول بمنتهى التجرد ان من لطف الله بالمصريين ان الرئيس لم يصبر على التنكيل بـ "ابنائه" حتى اليوم التالي وانما كانت هناك اوامر فيما يبدو بأن يبدأ التنكيل فور الانتهاء من خطابه المتلفز وكأن هناك كلمة سر يقولها ضمن الخطاب ليبدأ مسؤولو الحزب الوطني "المحترم" في اطلاق بلطجيتهم في الشوارع لترويع المتظاهرين، وللمفارقة ان حملة نهب وسلب المنازل وترويع المواطنين في منازلهم بدأت ايضا فور انتهاء خطاب الرئيس مساء الجمعة الماضي وما اظنه ان الخطاب تضمن ايضا كلمة سر لاطلاق البلطجية حتى يتعلم المصريون الادب ويعرفون انهم لا يساوا شيئا بدون مبارك العظيم..!

ان ما حدث في ميدان التحرير اليوم وما حدث امس في القاهرة والاسكندية وبور سعيد لا يثبت الا شيء واحد ان الرئيس مبارك ونظامه لا عهد لهم ولا كلمة يمكن الوثوق بها.. حينما

يخرج الرئيس ليتحدث عن تكليفات واضحة للحكومة بمراعاة البعد الاجتماعي في سياساتها ويقول انه امر باحترام احكام المحكمة الدستورية في الطعون المقدمة ضد اعضاء البرلمان الناجحين من الحزب الوطني.. وحينما "يصارحنا" بأنه غير راض عن تعامل وزارة الداخلية مع المتظاهرين.. وحينما وحينما وحينما يغازل عقولنا بكلامه المعسول لا اجد سوى كلمة واحدة للرد عليه وهي "اين كان كل هذا يا ريس طوال الثلاثين عاما الماضية..؟! هل كانت معاناة الناس وهوانهم داخل الوطن وخارجه طوال عهدك الكريم مفاجأة لك..؟!

في هذا الوقت احذر من محاولة بعض ادوات النظام في وسائل الاعلام الحكومية من المستفيدين والمنتفعين  من عهد مبارك لتخدير الناس بالقول ان مبارك فعل ما يريده الناس.. فاول مطلب للناس لم ينفذه مبارك وهو التنحي عن السلطة كما ان كل كلامه في خطاب امس كلام عام مائع يحتاج شهورا حتى يتحول الى حقيقة.. مع الاشارة الى عدم وجود ضمانات او ضوابط تضمن تحقيقه سوى وعد الرئيس وهذا امر لا يمكن الارتكان اليه خصوصا في ظل نسيان الرجل المتواصل لوعوده طوال ثلاثين عاما وهذا امر يحتاج الى مقال اخر اتمنى ان يكون قريبا..

[email protected]