لمصر وليس للســادات
شعرنا جميعاً بالحزن والأسي ومازلت إلي الآن أشعر كغيري من المصريين مرارة الأحداث الأخيرة التي شهدتها سيناء بعد الاعتداء الاسرائيلي الغاشم علي جنودنا المصريين أثناء تأدية واجبهم في الحراسة وتأمين حدودنا. وشاءت الاقدار وتغيرت الظروف بعد ما يقرب من أربعة وثلاثين عاماً فرضت علينا الاحداث أن نتصفح التاريخ ونقف أمام «اتفاقية كامب ديفيد»
التي وقعها الرئيس السادات ومناحم بيجين عام 1978 لتميز الخطأ من الصواب. اتفاقية ليست قرآناً ولا إنجيلاً وتغيير بنودها أمر منصوص عليه ضمنها وكلنا مجمعون علي أن يتم تعديلها طالما أن الظروف والمستجدات الحالية تستوجب ذلك وطالما أن خبراءنا وحكماءنا يرون في ذلك الصالح العام وأن يجلس الطرفان (المصري - الاسرائيلي) علي ضوئها لمناقشة اعادة ترتيب الاوضاع الامنية وزيادة عدد القوات المتواجدة في المنطقة (ج) بالجانب المصري حفاظاً علي أمن وحماية الحدود الفاصلة بين البلدين وعدم اتاحة الفرصة لاي مخططات ارهابية. لكن للاسف تطاولت بعض الالسنة وتعالت صيحات الاستهجان والاستنكار وارتفعت حدة الانتقادات بشكل أساء للرئيس السادات ومن كانوا معه وضيعت جهد وعمل رجال لم يبخلوا بأرواحهم ورفعوا راية مصر وأكملوا بعظمة شديدة مسيرة رائعة من الكفاح الوطني وتحملوا عن طيب خاطر أمانة الوطن وقضايا الامة دون كلل أو تفريط ولم يزايدوا كغيرهم حتي لا يكون الثمن أرواح الكثيرين. لم يستوعب هؤلاء ان ما قام به السادات كان أفضل خيار متاح بعد أول انتصار عسكري حقيقي يحدث منذ عهد محمد علي ليحقق سلام الشجعان وتلتقط مصر أنفاسها فالشعوب لا تظل دائماً تخوض الحروب لكن لابد أن يكون هناك زمن للبناء والتنمية. كان للمعاهدة ظروفها ومقتضياتها بل كانت ثمناً للسلام وهو اسم من أسماء الله تبارك وتعالي ولا يعرف معناه إلا من ذاق ألم الحروب بل انها أوقفت مطامع وأحلام دولة اسرائيل الكبري من النيل الي الفرات لكن بعض العقليات المريضة لا تدرك أن وجود مساحة
وكيل مؤسسي حزب الاصلاح والتنمية
info@el-sadat.org