رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لمصر وليس للســادات

شعرنا جميعاً بالحزن والأسي ومازلت إلي الآن أشعر كغيري من المصريين مرارة الأحداث الأخيرة التي شهدتها سيناء بعد الاعتداء الاسرائيلي الغاشم علي جنودنا المصريين أثناء تأدية واجبهم في الحراسة وتأمين حدودنا. وشاءت الاقدار وتغيرت الظروف بعد ما يقرب من أربعة وثلاثين عاماً فرضت علينا الاحداث أن نتصفح التاريخ ونقف أمام «اتفاقية كامب ديفيد»

التي وقعها الرئيس السادات ومناحم بيجين عام 1978 لتميز الخطأ من الصواب. اتفاقية ليست قرآناً ولا إنجيلاً وتغيير بنودها أمر منصوص عليه ضمنها وكلنا مجمعون علي أن يتم تعديلها طالما أن الظروف والمستجدات الحالية تستوجب ذلك وطالما أن خبراءنا وحكماءنا يرون في ذلك الصالح العام وأن يجلس الطرفان (المصري - الاسرائيلي) علي ضوئها لمناقشة اعادة ترتيب الاوضاع الامنية وزيادة عدد القوات المتواجدة في المنطقة (ج) بالجانب المصري حفاظاً علي أمن وحماية الحدود الفاصلة بين البلدين وعدم اتاحة الفرصة لاي مخططات ارهابية. لكن للاسف تطاولت بعض الالسنة وتعالت صيحات الاستهجان والاستنكار وارتفعت حدة الانتقادات بشكل أساء للرئيس السادات ومن كانوا معه وضيعت جهد وعمل رجال لم يبخلوا بأرواحهم ورفعوا راية مصر وأكملوا بعظمة شديدة مسيرة رائعة من الكفاح الوطني وتحملوا عن طيب خاطر أمانة الوطن وقضايا الامة دون كلل أو تفريط ولم يزايدوا كغيرهم حتي لا يكون الثمن أرواح الكثيرين. لم يستوعب هؤلاء ان ما قام به السادات كان أفضل خيار متاح بعد أول انتصار عسكري حقيقي يحدث منذ عهد محمد علي ليحقق سلام الشجعان وتلتقط مصر أنفاسها فالشعوب لا تظل دائماً تخوض الحروب لكن لابد أن يكون هناك زمن للبناء والتنمية. كان للمعاهدة ظروفها ومقتضياتها بل كانت ثمناً للسلام وهو اسم من أسماء الله تبارك وتعالي ولا يعرف معناه إلا من ذاق ألم الحروب بل انها أوقفت مطامع وأحلام دولة اسرائيل الكبري من النيل الي الفرات لكن بعض العقليات المريضة لا تدرك أن وجود مساحة

جغرافية فاصلة خالية من السلاح بين اسرائيل وجيرانها العرب هو أقل ما يمكن أن تسعي اليه اسرائيل لتحفظ أمنها مقابل السلام والاستقرار والعيش المشترك بين الشعب العبري وجيرانه من الشعوب العربية وهو ما يتعين علي سوريا أن تعيه جيداً كثمن ستدفعه مستقبلاً لتنازل اسرائيل عن مرتفعات الجولان وستدفعه أيضاً فلسطين حين تقام دولتهم. السادات الذي تنبأ بتفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي ووصف القذافي بأنه مخبول ورفض التعامل معه في حين أن غيره من الحكام قال عنه إنه يري شبابه فيه والآن صدقت رؤية وتقدير السادات وأباد القذافي شعبه مثله مثل الاسد في سوريا وصالح في اليمن وصدام في العراق واليوم تتعالي أصوات قلة من مؤيدي التيار القومي وجبهة الصمود والتصدي ممن لا يملكون أن يديروا شئون منازلهم بالدعوة للتصعيد وافتعال معارك وهمية. ان معركة المفاوضات والوصول الي اتفاقية سلام ليست بالامر الهين واقرأوا التاريخ جيداً وعلموه لشبابنا ليلمسوا الفرق بين الزعماء وربما تدركون ان الظروف التاريخية فرضت علينا قضايا وقرارات كانت هي الانسب والاصلح تفادياً لضحايا ودمار أكبر واليوم ان كانت لا تتفق مع الظرف الراهن فلنعد دراستها وتعديلها ويبقي الاهم وهو أن من سطرها رجال عاشوا لمصر وماتوا من أجل مصر.

 

وكيل مؤسسي حزب الاصلاح والتنمية

info@el-sadat.org